أمريكا - صفا

قال موقع "ريسبونسبل ستيت كرافت" الأميركي إن هناك 3 عوامل تفسر تأييد زعماء دول أميركا اللاتينية قضية فلسطين إلى حد لافت للانتباه.

وأوضح الموقع الذي يشرف عليه "معهد كوينسي لفن الحكم المسؤول" وهو مؤسسة فكرية أميركية تأسست عام 2019، وتقع في واشنطن العاصمة، أن الخبراء الذين تحدثوا إليه قالوا إن الأمر يرجع في الغالب إلى استقلال أميركا اللاتينية المتزايد عن الولايات المتحدة، وصعود الحركات اليسارية والسكان الأصليين، ووجود جاليات عربية كبيرة في الشتات في معظم أنحاء المنطقة.

وقبل أن يوضح الموقع في تقرير للكاتب كونور إيكولز، العوامل الثلاثة، قدم سردا لتأييد غالبية دول أميركا اللاتينية للقضية الفلسطينية. وبدأ بـكولومبيا، التي أحدث رئيسها غوستافو بيترو، حسب وصف الموقع، صدمة في العالم الدبلوماسي مؤخرا عندما اتهم إسرائيل بتنفيذ "إبادة جماعية" في غزة.

وكان بيترو نشر تغريدة على موقع "إكس" قال فيها إن "رئيس الدولة الذي ينفذ هذه الإبادة الجماعية هو مجرم ضد الإنسانية. ولا يمكن لحلفائهم التحدث عن الديمقراطية".

موقف كولومبيا لافت تماما

وقال إيكولز إن كولومبيا ظلت تاريخيا حليفة للولايات المتحدة فيما يتعلق بالشؤون الدولية. ونقل عن أليكس ماين، مدير السياسة الدولية في "مركز الأبحاث الاقتصادية والسياسية" أنه "كان من غير المتصور أن تتخذ الحكومة الكولومبية موقفا كهذا مختلفا تماما عن موقف الولايات المتحدة".

وأضاف أن بترو، وهو أول رئيس يساري للبلاد، كثف من انتقاداته لإسرائيل في الأسابيع الأخيرة، وأعاد تغريد صورة كرتونية لطفل مهدد بالبنادق الإسرائيلية، ووصف الهجوم الإسرائيلي على مستشفى الشفاء بأنه "جريمة حرب"، ووعد بتقديم التماس إلى الأمم المتحدة لجعل فلسطين دولة كاملة العضوية، وهدد بمحاكمة إسرائيل أمام المحكمة الجنائية الدولية. 

غالبية دول أميركا اللاتينية

وأوضح الكاتب أن بيترو ليس الوحيد الذي يتبنى مثل هذا الموقف في أميركا اللاتينية، فقد أدانت أغلب دول المنطقة الهجوم الأوّلي الذي شنته حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، وكان ردها قاسيا على الهجوم الإسرائيلي على غزة، ولم يعادله سوى رد فعل الدول ذات الأغلبية العربية والإسلامية، وقطعت كل من بليز وبوليفياعلاقاتها مع إسرائيل بسبب الحرب، واستدعت كولومبيا وتشيلي وهندوراسسفراءها من تل أبيب.

وأدانت دول أميركا اللاتينية التي تعتبر نفسها محايدة بشأن الصراع مثل البرازيلوالأرجنتين بشدة الهجمات الإسرائيلية على المدنيين في غزة، وقال الرئيس البرازيلي لويز إيناسيو لولا دا سيلفا إن "هذه ليست حربا.. هذه إبادة جماعية".

للبرازيل مسار مختلف عن الولايات المتحدة

وأفاد الموقع أن الرئيس البرازيلي لولا دا سيلفا أمضى قسما كبيرا من العام الأول بعد عودته إلى منصبه وهو يرسم مسارا مستقلا للسياسة الخارجية للبلاد، وقاد الزعيم اليساري حملة لإجراء محادثات لإنهاء الحرب في أوكرانيا مع المساعدة في تعزيز نفوذ "مجموعة البريكس". لذلك، عندما اندلعت جولة جديدة من القتال في إسرائيل وفلسطين، لم يكن هناك أدنى شك في أن الرئيس البرازيلي سوف يتدخل ويحاول حل هذه الجولة.

ومن الناحية العملية، كان هذا يعني قيادة الجهود الرامية إلى إصدار قرار في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة يدعو إلى هدنة إنسانية للسماح بدخول المساعدات التي تشتد الحاجة إليها إلى غزة، لكن مبادرته وصلت إلى طريق مسدود عندما استخدمت الولايات المتحدة حق النقضضد القرار.

استقلال متزايد عن واشنطن

وقال إيكولز إن الضغط الأميركي "لم يعد بالقدر نفسه الذي كان عليه من قبل"، مضيفا أن المنطقة تغيرت بشكل كبير من حيث اعتمادها على الولايات المتحدة ومستوى التأثير الذي يمكن أن تتمتع به واشنطن على السياسة الخارجية. 

ويقول الخبراء إن هذه الحادثة تسلط الضوء على المدى الذي تضاءل فيه النفوذ الأميركي في أميركا اللاتينية بعد ذروته في لحظة القطب الواحد بعد حرب الخليج الأولى.

صعود حركات اليسار والسكان الأصليين

وذكر الكاتب أن الموقف المؤيد لفلسطين يعود أيضا إلى تزايد "المد الوردي" للناشطين اليساريين والسكان الأصليين الذين استولوا على السلطة في السنوات الأخيرة. والآن يسيطر ساسة يسار الوسط على السلطة في ثلثي دول أميركا اللاتينية، ويمثلون أكثر من 90% من سكان المنطقة وناتجها المحلي الإجمالي.

وشاركت هذه المجموعات منذ فترة طويلة في حملات التضامن مع فلسطين وغيرها من حركات حقوق السكان الأصليين، خاصة وأن إسرائيل ساعدت في تسليح العديد من حكومات المنطقة الأكثر قمعا في القرن الـ20.

وأفاد الموقع بأنه بالنسبة للعديد من الناشطين في المنطقة، فإن خيبة الأمل في عملية أوسلو للسلام في التسعينيات دفعتهم إلى النظر إلى الوضع في إسرائيل وفلسطين على أنه ليس أكثر من مجرد شكل جديد من أشكال الاستعمار.

علاقات عميقة مع العالم العربي

وذكر الكاتب أن الشتات العربي في أميركا اللاتينية يشكّل قوة رئيسية وراء النشاط المؤيد لفلسطين، إذ تضم البرازيل وحدها نحو 16 مليون مواطن من أصل عربي، وتشيلي لديها أكبر عدد من السكان الفلسطينيين مقارنة بأي دولة أخرى خارج الشرق الأوسط.

وبين الكاتب أن ظاهرة الهجرة العربية إلى المنطقة تعود إلى أواخر القرن الـ19، عندما فر العديد من المهاجرين اللبنانيين والسوريين إلى الأميركيتين، وتبعهم الفلسطينيون في موجات بعد كل حرب كبرى بين إسرائيل والدول العربية.

ويتمتع هذا الشتات الضخم بنفوذ سياسي كبير في جميع أنحاء المنطقة، حيث يشغل السياسيون العرب مناصب عليا في العديد من الحكومات. ووفقا لصحيفة "واشنطن بوست"، فإن 10% من أعضاء البرلمان البرازيلي من أصول عربية اعتبارا من عام 2016.

وقارن الكاتب ذلك مع الجالية اليهودية الصغيرة نسبيا في المنطقة، والتي بلغ عددها 500 ألف فقط عام 2017، مشيرا إلى أن يهود أميركا اللاتينية الذين يدعمون إسرائيل ليس لديهم أيضا ما يعادل الجماعات الصهيونية الأميركية القوية مثل لجنة الشؤون العامة الأميركية الإسرائيلية (أيباك)، والتي يقال إنها سوف تنفق 100 مليون دولار العام المقبل لمحاولة تنحية المشرعين الذين يدعون إلى وقف إطلاق النار في غزة من مناصبهم.

المصدر : الصحافة الأميركية / الجزيرة 

المصدر: وكالة الصحافة الفلسطينية

كلمات دلالية: طوفان الأقصى دول أمیرکا اللاتینیة الولایات المتحدة الکاتب أن

إقرأ أيضاً:

أميركا تعزز قواتها وتؤكد أن لها وجودا عسكريا قويا بالشرق الأوسط

قال الجيش الأميركي -اليوم الأحد- إنه قرر تعزيز قدرات الدعم الجوي في الشرق الأوسط ووضع بعض قواته على أهبة الاستعداد للانتشار في المنطقة، فيما حذر إيران من توسيع نطاق الصراع.

وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) باتريك رايدر إن "الولايات المتحدة عازمة على منع إيران وشركائها ووكلائها من استغلال الوضع أو توسيع الصراع".

كما حذر من أنه "إذا استغلت إيران أو شركاؤها أو وكلاؤها هذه اللحظة لاستهداف أفراد أو مصالح أميركية في المنطقة، فإن الولايات المتحدة ستتخذ كل الإجراءات اللازمة للدفاع عن مواطنيها".

وأشار البنتاغون إلى بقاء حاملة الطائرات "أبراهام لينكولن" في المنطقة، بالإضافة إلى وجود كبير للمقاتلات.

ولم يذكر البنتاغون تفاصيل وافية حول حجم أو نطاق الانتشار الجوي الجديد، واكتفى بالقول "سنعزز قدرات الدعم الجوي الدفاعية لدينا خلال الأيام المقبلة".

وفي السياق، قال مستشار مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض جون كيربي لشبكة "إيه بي سي" الأحد "لقد نشرنا قوات إضافية في المنطقة، وهناك خيارات أخرى متاحة أيضا لتعزيز هذه المنظومة وتحسينها"، مشيرا إلى أنه لا يريد تقديم مزيد من التفاصيل.

وتدارك "لكن لدينا قدرة عسكرية قوية جدا للدفاع عن أنفسنا والمساعدة في الدفاع عن إسرائيل".

وصرّح كيربي "من السابق لأوانه معرفة ما سيكون رد فعل إيران"، لكن "علينا أن نجهز أنفسنا لرد. علينا التأكد من أننا مستعدون، ونحن كذلك".

وجاءت هذه التصريحات بعد يومين من توجيه الرئيس الأميركي جو بايدن وزارة الدفاع بتعديل وضع القوات الأميركية في الشرق الأوسط وسط مخاوف متزايدة من أن اغتيال إسرائيل للأمين العام لـحزب الله اللبناني حسن نصر الله قد يدفع إيران للثأر.

وفي حين أعرب عن "قلقه" إزاء خطر التصعيد، شدد كيربي على أن الرئيس بايدن ما زال يعتقد أنه يجب إفساح مجال للدبلوماسية خصوصا عبر وقف إطلاق النار.

وقال "نحن نواصل النقاش مع الإسرائيليين حول الخطوات التالية التي يجب اتخاذها"، لكن "القضاء على البنية القيادية لحزب الله هو بالتأكيد في صالح الإسرائيليين".

مقالات مشابهة

  • حكومات أمريكا اللاتينية والتعاون الدولي تحث على المزيد من الاستثمار في التعليم
  • أميركا تعزز قواتها وتؤكد أن لها وجودا عسكريا قويا بالشرق الأوسط
  • قضية فلسطين لا تهمني.. كشف تفاصيل لقاء جمع ابن سلمان وبلينكن
  • قضية فلسطين لا تهمني.. كشف تفاصيل لقاء جرى بين ولي العهد السعودي وبلينكن
  • لماذا غابت نقابة الصحفيين عن قضية أحمد حسن الزعبي ؟
  • أبو ردينة: مستقبل المنطقة بأسرها مرتبط بحل قضية فلسطين
  • بروفيسور بهارفارد: أميركا توافق على كل ما تقوم به إسرائيل
  • سياسيون: الإمارات تمارس دوراً محورياً في خفض التصعيد بالمنطقة
  • مصطفي الفقي: إسرائيل سرطان حقيقى ومساعيها لا تقف عند حدود فلسطين ولبنان
  • الحزب المصري الديمقراطي: يجب التكاتف إقليميا لدعم قضية فلسطين