شاهدان من أهلها.. مؤرخان إسرائيليان يكشفان أكاذيب المؤسسة الصهيونية
تاريخ النشر: 22nd, November 2023 GMT
- البروفيسور شلومو ساند (أستاذ التاريخ بجامعة تل أبيب): لا وجود لـ«أرض إسرائيل» فى التوراة
- المؤرخ اليهودي إيلان بابيه: الصراع الداخلى اليهودي الإسرائيلي سيستمر.. وحماس حركة تُحرر وطنى
جرائم حرب متواصلة تُمارس ضد الشعب الفلسطينى الأعزل فى قطاع غزة من المحتل الإسرائيلي الغاشم، والذي يتلذذ بممارسة وحشيته تجاه الأطفال والنساء، والعالم العربي والغربي ينتفض لنصرة الشعب الفلسطينى، سواء بوقفات احتجاجية أو بجمع التبرعات والمساعدات لإنقاذهم، ولا شك أن القوة الناعمة لها دور كبير فى التضامن مع أهل غزة، ومن الطبيعى أن نجد كُتابا وفنانين ومثقفين عرب أو غرب يتضامنون مع غزة، لكن ما حدث كان صادمًا، فهناك مؤرخون وكتاب إسرائيليين يؤلفون كتبًا يفضحون من خلالها إسرائيل، هذا ما قام به كل من البروفسور شلومو ساند "أستاذ التاريخ بجامعة تل أبيب"، والمؤرخ اليهودب دكتور إيلان بابيه، نرصدها لكم فى السطور التالية:
البروفسور شلومو ساند: متى وكيف تم اختراع الشعب اليهودي؟
معظم يهود أوروبا الشرقية من نسل أفراد تهودوا خلال مراحل تاريخية مختلفة
البروفيسور شلومو ساندرصد المؤرخ الإسرائيلي شلومو ساند فى كتابه "متى وكيف تم اختراع الشعب اليهودى" والذى صدر منذ أربع سنوات أساطير المؤسسة الصهيونية، حيث نفى خلال صفحات الكتاب وجود شعب يهودي، وأكد أن معظم يهود أوروبا الشرقية هم من نسل مجتمعات وأفراد تهودوا خلال مراحل تاريخية.
اختراع أرض إسرائيل
سرعان ما لحق المؤرخ شلومو ساند كتابه الأول بآخر، نفى فيه وجود حق تاريخي لليهود في فلسطين، تحت عنوان «اختراع أرض إسرائيل».
معاداة السامية.. وتهديد بالقتل
لم يسلم شلومو ساند من التهديد بالقتل، بسبب هذين الكتابين، حيث تلقى مغلفا احتوى على مادة بيضاء اللون «الانتراكس الكيماوية القاتلة»، ورسالة محتواها «معاد للسامية»، و«ظالم لإسرائيل»، «لن يعيش وقتا طويلا»!.
ولكن تجاهل زملائه بجامعة تل أبيب له كان قاسيًا، فعانى ساند من الجفاء فى المعاملة.
وما أثلج صدر «ساند» هو ترجمة كتابه «متى وكيف تم اختراع الشعب اليهودي» إلى ١٦ لغة، بينها اللغة العربية، حيث صدر الكتاب بعنوان «اختراع الشعب اليهودي»، وهناك اتجاه إلى ترجمته إلى الصينية والكورية والإندونيسية والكرواتية، لم يكتف «ساند» بهذا بل تم ترجمة كتابه الجديد "اختراع أرض إسرائيل" إلى العربية.
واتهم «ساند» بالفشل من المؤرخ البريطاني المؤيد للصهيونية، سايمون شاما، حيث كتب أنه فشل في محاولة فصل العلاقة بين أرض الآباء والتجربة اليهودية، وهناك نقاد آخرون رأوى أن نيتي تقويض الحق التاريخي لليهود في وطنهم القديم، أرض إسرائيل.
فوجىء «ساند» بأن هناك نقاد يبررون إقامة دولة إسرائيل بواسطة ادعاءات مثل أرض الآباء أو حقوق تاريخية عمرها آلاف السنين.
ويُهدي «ساند» كتابه حول «اختراع أرض إسرائيل» إلى سكان «قرية الشيخ مؤنس المهجرة»، التي أقيمت على أنقاضها جامعة تل أبيب، التي يعمل فيها، وقسم من ضاحية رامات أفيف، في شمال تل أبيب، التي يسكن فيها.
ويرى أن من العدل أن تضع الجامعة على مدخلها لوحة لذكرى مهجري الشيخ مؤنس، القرية الوادعة التي اختفت وكأنها لم تكن.
المؤرخ اليهودي الدكتور إيلان بابيه: «أصدقائى الإسرائيليين.. لهذا أدعم فلسطين»
سياسات إسرائيل استعمارية وتخيف مواطنيها
المؤرخ اليهودي الدكتور إيلان بابيهكتب المؤرخ بابيه مقالا لموقع «وقائع فلسطين» (فلسطين كرونيكل) بعنوان «أصدقائي الإسرائيليين: لهذا أدعم فلسطين»، قائلا إن على المرء أن يشعر بالخوف من سياسات إسرائيل الاستعمارية ضد الفلسطينيين حتى إذا كان مواطنا يهوديا في إسرائيل.
يقول «بابيه» من خلال سطور مقاله أن عملية حماس اعتبرها الإسرائيليون- حتى الليبراليون منهم- صك غفران لجميع الجرائم التي ارتكبتها إسرائيل ضد الشعب الفلسطيني منذ النكبة، واعتبروها أيضا تفويضا مطلقا لإكمال الإبادة الجماعية ضد سكان غزة.
كتاب «التطهير العرقي لفلسطين»
يناقش الكتاب موضوع التطهير العرقي الذي خططت له ونفذته الحركة الصهيونية على أرض فلسطين كما يقوم بإيراد إثباتات من خلال وقائع الأرشيف الوطني الإسرائيلي وأرشيف الجيش الإسرائيلي.
بالإضافة لذلك يقوم بإجراء تحليلات معينة على وقائع وأحداث ذكرت في يوميات أعضاء الحركة الصهيونية مثل بن غوريون بشكل يظهر التخطيط المسبق والتنفيذ لهذا التطهير.
يطرح «بابيه» من خلال الكتاب فكرة نقل الفلسطينيين قسرًا إلى العالم العربي، الذى كان هدفا لـلحركة الصهيونية وضرورة للشخصية المرغوبة للدولة اليهودية.
فإن نزوح الفلسطينيين عام ١٩٤٨ نتج عن تطهير عرقي مخطط لفلسطين نفذه قادة الحركة الصهيونية، وعلى رأسهم دافيد بن غوريون والعشرة أعضاء الآخرين في «مجموعته الاستشارية».
أكبر سجن على الأرض
يقدم كتاب «أكبر سجن على الأرض» الصادر في عام ٢٠١٧، سردية جديدة لتاريخ الأراضي المحتلة، يؤكد فيها من خلال وثائق جديدة، أن حرب ١٩٦٧ لم تكن نتيجة حتمية لتصاعد التوتر بين الكيان الصهيوني وبين كل من مصر وسوريا كما تتناقله السردية التاريخية المعروفة، بل نتيجة خطة مسبقة محكمة دليله عليها سرعة حسم المعركة وآلية الحكم التي وضعت مباشرة بعد القتال.
ويكتسب هذا الكتاب أهمية كبيرة لتزامن صدوره مع الحرب الدائرة في غزو الآن، والتي تأخذ منعطفا جديدا وخطيرا، وربما يأتي في توقيت شديد الأهمية لفهم الكثير مما يدور على الأرض اليوم في فلسطين المحتلة.
عشر خرافات عن إسرائيل
يتصدى بابيه في هذا الكتاب لثوابت في الخطاب الإسرائيلي، وهي في قسمين، الأول «مغالطات الماضي»، ويضم: فلسطين كانت أرضًا خالية، اليهود كانوا شعبًا بلا أرض، الصهيونية هي اليهودية، الصهيونية ليست حركة استعمارية، الفلسطينيون غادروا وطنهم طوعًا عام ١٩٤٨.
أما القسم الثاني فيضم «مغالطات الحاضر»، وهي: إسرائيل هي الدولة الديمقراطية الوحيدة في الشرق الأوسط، خرافات (اتفاقية) أوسلو (بين إسرائيل ومنظمة التحرير الفلسطينية)، وخرافات غزة. ويرى بابيه في الكتاب، أن «حل الدولتين هو السبيل الوحيد للمضي قدمًا».
«فكرة إسرائيل».. تاريخ السلطة والمعرفة
يبحث «بابيه» فى هذا الكتاب «فكرة إسرائيل» وليس في الدولة التي يعتبر بابيه أن «تقييمها أخلاقيًا وسياسيًا ليس أمرًا ممكنًا وحسب، بل إنه قد بات أمرًا ملحًّا أكثر من أي وقت مضى».
ويرى «بابيه» أن فكرة اسرائيل باتت مدار الشك، حيث ان بعض اليهود الإسرائيليين يعلنون أنهم يحاربون من أجل بقاء النموذج المثالي للدولة.
يذكر أن المؤرخ إيلان بابيه، كان محاضرًا بارزًا في العلوم السياسية بجامعة حيفا، وتمت اقالته بسبب مواقفه الداعمة لفلسطين منذ عدة سنوات، قبل انتقاله للمملكة المتحدة بشكل نهائي.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: ايلان بابيه الاحتلال الإسرائيلي قطاع غزة فلسطين تل أبیب من خلال
إقرأ أيضاً:
سقوط أكاذيب أمريكا من الحرية الإنسانية إلى الحرية الاقتصادية..!!
أثناء الحرب الباردة بين المعسكرين الشرقي والغربي دارت رحى حرب آيديولوجية بين النظامين، تباهت أمريكا والغرب من ورائها بالنظام السياسي الرأسمالي القائم على مبدأ الحرية في كافة نواحي الحياة، الحرية السياسية التي تحمي حرية الرأي والتعبير وتخلق بيئة التعدد والتنوع الفكري، والحرية الاقتصادية التي تقوم على السوق الحرة باعتبارها مضمار تنافس يولد إبداعات، والسوق الحرة توفر بيئة آمنة وجاذبة للاستثمارات.
وإثر سقوط الاتحاد السوفيتي واستفراد أمريكا بقيادة العالم، صار نظامها الاقتصادي القائم على حرية السوق مفروضاً على العالم، وألزمت دول العالم أن توقع على اتفاقية التجارة الدولية والانضمام إلى منظمة التجارة الدولية “الجات”، كما فرضت على العديد من الدول برامج الخصخصة وإلغاء أي قوانين حمائية، بموجبها تم تحرير الأسواق وفرض تعرفة ضريبية موحدة على مختلف السلع.
لقد وضعت ضوابط وقواعد وألزمت دول العالم على القبول بها، وعند صعود ترامب للرئاسة في الدورة الأولى أخذ يتنصل عن هذه الاتفاقيات ويفرض رسوماً ضريبية على كثير من السلع بالمخالفة لاتفاقية التجارة الدولية، كما أخذت أمريكا الترامبية تتنصل عن اتفاقية المناخ والعديد من الاتفاقيات الدولية، وحالياً يواصل ترامب نفس السياسات، لا بل أخذ يتوسع فيها.
ويمكن القول إن أمريكا التي وضعت ضوابط وقواعد ألزمت بموجبها العالم، العمل بمقتضاها باتت اليوم تقود انقلاباً عليها، لا بل أن الاقتصاد الذي كانت تتباهى به خلال الحرب الباردة القائم على فكرة الحرية الفردية وحرية السوق تنصلت عنه، وباتت تتخذ سياسات اقتصادية حمائية وتؤسس لنظام رأسمالي شمولي.
ومن المعروف أن الاستثمارات عبارة عن رؤوس أموال تنتقل طوعياً إلى هذه السوق أو تلك بناءً على توفر بيئة آمنة تشجع أصحابها على الاستثمار فيها.
ولقد سعت كثير من الدول ومن خلال حكوماتها أن تضع قوانين غايتها توفير بيئة جاذبة للاستثمارات الخارجية، ولأجل ذلك أنشأت هيئات للاستثمار تهتم بهذا الأمر.
وكانت رؤوس الأموال تذهب إلى هذه البيئة أو تلك بشكل طبيعي وفق تقديرات أصحابها أو من خلال الاستعانة بمراكز دراسات متخصصة تهتم بدراسة البيئات الاقتصادية، تقيس مخاطر الاستثمار فيها وتقدم نصائحها لرؤوس الأموال.
حاليا وفي مرحلة ترامب، فلم يعد استثمار رؤوس الأموال تحددها آليات السوق الحرة، بل يتم فرضها عبر الابتزاز والتنمر السياسي.
مؤخراً فرض ترامب على المملكة مثلاً أن تستثمر تريليون دولار خلال أربع سنوات داخل أمريكا بالأمر، لقد فقدت رؤوس الأموال حريتها في الانتقال، وصار الابتزاز والتنمر السياسي يتحكم بحركتها.
مع أن أمريكا التي أخذت توزع عقوباتها على دول العالم واحدة تلو الأخرى وتجمد أو تصادر أحيانا أرصدتها المالية، كما حدث مع إيران منذ عقود ومع روسيا أثناء الحرب مع أوكرانيا، حيث تم مصادرة أصول روسية داخل أمريكا، وما جرى حالياً مع الصين، إذ حكمت محكمة أمريكية بأن بكين أخفت الحقيقة بشأن كوفيد-19 وأمرت الحكومة الصينية بدفع 24 مليار دولار، وأنه سيجري انتزاعها من أرصدة الصين في البنوك الأمريكية.
بالإضافة إلى الوقائع السابقة، فإن التضخم والدين الأمريكي العام الذي بلغ مستويات قياسية ويتصاعد 36 تريليون دولار وتصاعد هذا الدين العام بوتيرة متسارعة.
وعليه فإن هذه الوقائع السابقة كلها تؤكد – بما لا يدع مجالاً للشك – أن لا بيئة استثمارية آمنة في أمريكا، والسوق الأمريكية في مثل هذه الأوضاع ينبغي أن تثير مخاوف المستثمرين.
بالمختصر.. أمريكا دولة مارقة لا تلتزم بعهود ولا مواثيق ولا تحترمها، فما الذي يضمن عدم مصادرة الاستثمارات الحالية مستقبلاً عند أبسط خلاف سياسي أو اقتصادي أو ذهاب الرئيس الحالي ومجيء رئيس آخر، وما الذي يضمن عدم تعرض أصحاب رؤوس الأموال لعقوبات من أي نوع تحت أي ذريعة، خصوصاً أن أمريكا لديها سوابق؟!.