نعم الشيخ أحمد ياسين الزعيم المؤسس لحركة حماس، ويحيى السنوار الزعيم الحالي للحركة في قطاع غزة، لم يكونوا ليروا النور مع آلاف الأسرى داخل سجون إسرائيل إلا عبر صفقات تبادل مع حركات المقاومة الفلسطينية، أو اللبنانية، وهو ما يثبت صحة حسابات الفصائل الفلسطينية، بأن إسرائيل لا تعرف إلا لغة القوة، وبعد الكشف عن قرب تنفيذ صفقة جديدة لتبادل الأسرى، فبذلك تكون تلك هي الصفقة العاشرة وفقا لما رصدته صحيفة إسرائيل هآيوم العبرية.

 

وتاريخ صفقات تبادل الأسرى التي أجرتها إسرائيل في العقود الأخيرة، يزداد صفقة جديدة، حيث يقود مجلس الوزراء السياسي الأمني الإسرائيلي ​​صفقة تبادل الرهائن، والتي بحسب التقارير تقترب من التوقيع، ففي الماضي، عقدت إسرائيل صفقات مشهورة أدت إلى عواقب مختلفة وأثرت على أمن إسرائيل مع خروج قادة كبار للمقاومة الفلسطينية، فمقابل إعادة الجندي المختطف جلعاد شاليط، أطلقت إسرائيل سراح 1027 سجينًا، عاد معظمهم للانخراط في النضالي وكانوا من العوامل المؤثرة في عملية طوفان الأقصى في 7 أكتوبر.

 

وتلك أبرز الصفقات التي رصدتها الصحيفة العبرية قبل الصفقة الحالية، وصفقة شاليط .. 

 

صفقة جبريل 1985

 

وأشهر صفقة أبرمتها إسرائيل في الثمانينات هي صفقة إطلاق سراح الرهائن بين إسرائيل ومنظمة أحمد جبريل الإرهابية. تمت الصفقة في عام 1985، وبموجب الصفقة، استقبلت إسرائيل الأسرى الثلاثة من جيش الدفاع الإسرائيلي: حيزي شاي، يوسف جروف، ونسيم سالم، مقابل الأسرى أطلقت إسرائيل سراح 1150 مناضلا ، بمن فيهم القيادات الرئاسية: الشيخ أحمد ياسين، وجبريل راجوف، وكوزو أوكاموتو، وعدد آخر من القيادات الذين حكم عليهم بعدد من الأحكام المؤبدة في إسرائيل إثر الأعمال نضالية ضد إسرائيل. 

 

صفقة فينك وإلشيتش 1996

 

صفقة أخرى عقدتها إسرائيل عام 1996، تضمنت إعادة جثتي الجنديين الإسرائيليين يوسف فينك ورحيم الشيخ، اللذين اختطفا في 17 فبراير 1986 خلال كمين، ومقابل جثتي المختطفين أعادت إسرائيل 123 جثة لمسلحين من حزب الله، وفي الوقت نفسه أطلق حزب الله سراح 19 من رجال SDL، وفي المقابل أطلق قائد SDL سراح 20 معتقلاً من سجن الخيام و25 معتقلاً آخرين كتكريم.

 

إطلاق سراح أحمد ياسين 1989

 

ورغم إخلائه في صفقة جبريل، فقد أعادت إسرائيل اعتقال مؤسس حركة حماس أحمد ياسين وسجنه مرة أخرى في إسرائيل عام 1989، ولكن أفرج عن ياسين مرة أخرى، والذي تعتبره إسرائيل من أخطر السجناء وأكثرهم نفوذا في السجون الإسرائيلية، في سبتمبر 1997، بعد محاولة الموساد الفاشلة لاغتيال خالد مشعل في الأردن،  ولم يتم حل الأزمة السياسية في العلاقات الأردنية الإسرائيلية بعد الاغتيال إلا بعد إطلاق سراح ياسين ونحو 70 سجينًا فلسطينيًا آخر.

 

 

جثة إيتامار إيليا 1998

 

ومن بين الصفقات الهامة الأخرى التي تم تنفيذها في مايو 1998 إعادة رفات البحار إيتامار إيليا الذي قُتل في كارثة البحار مقابل 65 أسيراً لبنانياً، وجثث 40 مقاتلاً من حزب الله وجنوداً لبنانيين، ومن بين الذين عادوا إلى لبنان رفات هادي نصر الله، نجل الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله.

 

 

صفقة تانينباوم 2004

 

 

ومن الصفقات الأخرى التي لا تنسى التي أبرمتها إسرائيل إطلاق سراح المواطن الإسرائيلي المختطف الحنان تاننباوم، وتمت الصفقة في عام 2004، وفي إطارها أطلقت إسرائيل سراح 450 معتقلا، من بينهم الشيخ عبيد ومصطفى الديراني، ومن جانبه، نقل حزب الله الحنان تننباوم وجثث جنود الجيش الإسرائيلي الثلاثة الذين اختطفوا في حادثة اختطاف جبل دوف – عدي أفيتان، بني أبراهام وعمر سعاد.

 

صفقة جلادفاسر وريجيف 2008

 

وفي عام 2008، تمت صفقة تبادل أخرى بين إسرائيل وحزب الله، قام فيها التنظيم بنقل جثتي إيهود جولدفاسر وإلداد ريجيف، بالإضافة إلى تقرير عن مصير رون أراد،  وأطلقت إسرائيل سراح الأسير اللبناني سمير القنطار ، وأربعة من مقاتلي حزب الله الذين أسرتهم في حرب لبنان الثانية عام 2006، وجثث 199 فلسطينياً ولبنانياً وعربياً أسرتهم إسرائيل في العقود الثلاثة الماضية.

 

صفقة شاليط  2011

 

في أكتوبر 2011، جرت صفقة تبادل أسرى كبيرة جدًا بين إسرائيل ومنظمة حماس، وهذه هي صفقة شاليط ، التي تم بموجبها إطلاق سراح جندي المدرعات جلعاد شاليط الذي أسرته حماس، مقابل عودته، أطلقت إسرائيل سراح 1027 أسيرًا، وذلك بعد صفقة أولية تم بموجبها إطلاق سراح 20 معتقلا، مقابل شريط فيديو يظهر الجندي، وهي الصفقة التي خرج بموجبها يحيى السنوار الزعيم الحالي لحماس بقطاع غزة، والتي يعد المطلوب الأول لإسرائيل بعد عملية طوفان الأقصى.

 

 

رون أراد منذ 1986 ولم تر النور

 

وأشهر أسير إسرائيلي لم يطلق سراحه، ولا يعرف مصيره أيضا، هو ملاح سلاح الجو رون أراد، الذي أسرته منظمة أمل في أكتوبر 1986، ويبدو أن أراد كان على قيد الحياة أيضا عندما نقل آسره مصطفى الديراني ولاءه لإيران، انشق الديراني عام 1988، ومنذ ذلك الحين فقدت آثار أراد ، وتعمق الضباب المحيط به وبوضعه، على الرغم من الجهود الجبارة التي بذلتها إسرائيل في البحث عنه، وعلى مر السنين، اختطفت إسرائيل أعضاء في حزب الله واستجوبت كبار الإيرانيين الذين انشقوا إلى الغرب، من أجل فهم ما أسماه الملاح الأسير وما إذا كان من بين الأحياء، أو مكان دفنه. 

وإذا نظرنا إلى الماضي، وعلى الرغم من الشائعات العديدة التي تقول إن أراد ما زال على قيد الحياة، فقد سادت آراء في إسرائيل مفادها أنه منذ عام 1997 على الأقل لم يكن بالتأكيد من بين الأحياء، وعلى الرغم من ذلك، استمرت عمليات البحث السرية عن رون أراد، وتضمنت سلسلة من الصفقات مع حزب الله سلم فيها التنظيم بندقيته الشخصية، وعلى ما يبدو مذكرات كتبها في الأسر، وصورتان يبدو فيهما مصابًا، وتقرير لحزب الله يصف الأشخاص الذين اتصلوا به خلال العامين الأولين من الأسر، وثبت في التقرير أن أراد ليس من الأحياء، ومع ذلك، في عدة حالات، تم نقل عينات العظام إلى إسرائيل لإجراء الاختبارات الجينية، وتم رفض انتمائها إلى أراد.

 

وفي وقت لاحق، في عام 2016، نُشرت شهادة جديدة من لبنان، تفيد بأن أراد قُتل في عام 1988، بعد حوالي عامين من القبض عليه. في المقابل، كشفت مصادر استخباراتية أن هناك أدلة برأيها على أنه عاش حتى عام 1997، وعمليا، هم اليوم في إسرائيل متأكدون من أن الملاح لم يعد على قيد الحياة، لكن عمليات استخباراتية تجري بشكل مستمر بهدف العثور على قبره وإحضاره إلى قبر إسرائيل.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: إطلاق سراح فی إسرائیل أحمد یاسین إسرائیل فی حزب الله رون أراد فی عام من بین

إقرأ أيضاً:

إعلام إسرائيلي: أهالي الأسرى ناقمون وبعضهم يدعو للهجرة

تناولت وسائل إعلام إسرائيلية ما وصفته بتصعيد في الحرب النفسية التي تمارسها حركة المقاومة الإسلامية (حماس) عبر بث تسجيلات متتالية لأسرى إسرائيليين في قطاع غزة، في وقت يتصاعد فيه الغضب بين عائلات الأسرى على خلفية جمود المفاوضات وعدم تحرك الحكومة الإسرائيلية لعقد صفقة تبادل.

ووفق قنوات إسرائيلية، فإن نشر هذه المقاطع بشكل دوري يهدف إلى دفع الرأي العام الإسرائيلي للضغط على حكومة بنيامين نتنياهو من أجل الموافقة على شروط حماس، في حين يرى مراقبون أن الحركة تسعى فعليا لإنجاح صفقة تبادل.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2نيوزويك: ترامب حسم قراره بالترشح للرئاسة بعد إهانة أوباما له علناlist 2 of 2إعلام إسرائيلي: صبر ترامب نفد وأوهام سموتريتش لن تتحققend of list

وقالت مراسلة الشؤون السياسية في القناة 13 موريا أسرف وولبيرغ، إن المقاطع التي نشرتها حماس خلال الأسابيع الأخيرة تشير إلى محاولة للضغط الشعبي على الحكومة، في ظل تعثر الجهود الدبلوماسية وغياب المبادرة الرسمية لعقد صفقة.

وبدوره، وصف مراسل الشؤون العربية في القناة 12 أوهاد حمو، ما تبثه حماس بأنه "حملة حقيقية" ضمن حرب نفسية متصاعدة، وأشار إلى أن الحركة تستخدم بثّ الفيديوهات بشكل يومي تقريبا، وهو ما يعكس سعيها الجاد لإنجاح المفاوضات رغم الجمود الحاصل.

وأضاف حمو أن هذه التسجيلات تحمل رسائل متعددة، من بينها التحذير من تدهور الأوضاع الإنسانية في قطاع غزة، إذ يتحدث أحد الأسرى المصوَّرين عن تقليص الطعام نتيجة إغلاق المعابر، في إشارة إلى الواقع المأساوي داخل القطاع.

إعلان حماس تريد صفقة

من جهته، رأى محلل الشؤون الفلسطينية في القناة 13 حَيْزي سيمانتوف، أن حماس تستغل مقاطع الأسرى الأحياء، مثل الفيديو الأخير للمحتجز عمري ميران، من أجل التأثير على مجرى المحادثات التي تتوسط فيها كل من مصر وقطر.

وأشار سيمانتوف إلى أن الهدف من هذه التسجيلات يتجاوز الضغط المحلي، إذ توجه هذه التسجيلات رسائل إلى الرئيس الأميركي دونالد ترامب في محاولة لدفعه للضغط على إسرائيل لتليين شروطها في الصفقة.

أما مراسلة الشؤون السياسية في قناة "كان 11" غيلي كوهين، فكشفت أن رئيس الحكومة الإسرائيلي أبلغ عائلات الأسرى خلال لقائه بهم الأسبوع الماضي أن حركة حماس هي من ستحدد أسماء المفرج عنهم إذا توصلوا لاتفاق.

وأوضحت كوهين أن المعلومات التي تلقتها من مسؤولين رسميين تؤكد أن إسرائيل تتحدث حاليا عن "صفقة جزئية" فقط، وهو ما يعمق المخاوف لدى العائلات من أن أبناءهم لن يكونوا ضمن المرحلة الأولى للإفراج.

أنصح ابنتي بالهجرة

في السياق ذاته، عبّرت والدة الأسيرة الإسرائيلية في غزة يفعات هايمان خلال مقابلة تلفزيونية، عن غضبها الشديد من تخلّي الدولة عن ابنتها، قائلة: "لو كان بيدي القرار لما اخترت العيش في هذه الدولة. أنصح ابنتي بالهجرة".

وأضافت هايمان أن الحكومة تواصل حياتها بشكل طبيعي، بينما تُترك العائلات لتتوسل من أجل استعادة أبنائها، ووجهت رسائل حادة إلى القيادة السياسية، قائلة إن "الجيل الشاب عليه أن يغادر هذا البلد الذي خذلهم".

من جانبها، اتهمت عيناف تسنغاوكر، والدة الأسير متان تسنغاوكر، رئيس الحكومة باتخاذ موقف انتقامي شخصي ضد ابنها، ورجحت أن سبب ذلك يعود إلى انتقاداتها العلنية، وقالت "الصورة واضحة.. رئيس الحكومة يفضل التخلي عن ابني للموت".

وفي ردها على سؤال بشأن قناعتها بأن الاعتبارات الانتقامية تدخل في قرارات الحكومة، أجابت عيناف: "بالتأكيد. عليه أن يثبت العكس بإبرام صفقة شاملة وإطلاق سراح جميع الأسرى دفعة واحدة. هذا هو مطلبنا كعائلات للمخطوفين".

إعلان

وتتواصل مساعي الوسطاء المصريين والقطريين لتحريك الملف، وسط اتهامات لحكومة نتنياهو بتعمد إبطاء العملية وتفضيل التوجه نحو حلول محدودة، مما يفاقم من شعور الإحباط بين ذوي الأسرى الذين يطالبون باتفاق فوري وشامل.

واستأنفت إسرائيل -منذ 18 مارس/مارس الماضي- جرائم الإبادة عبر شن غارات عنيفة على نطاق واسع استهدف معظمُها مدنيين بمنازل وبنايات سكنية وخيام تؤوي نازحين.

مقالات مشابهة

  • إعلام إسرائيلي: أهالي الأسرى ناقمون وبعضهم يدعو للهجرة
  • وصول 6 أسرى محررين إلى تركيا بينهم نائل البرغوثي
  • نعيم قاسم: إسرائيل خرقت الاتفاق 3 آلاف مرة وتهدف لتغيير القواعد
  • موسى يكشف عن صفقة أمريكية إيرانية لضمان أمن تل أبيب
  • نادي الأسير الفلسطيني: إدارة سجون إسرائيل تتعمد نقل الأوبئة للأسرى
  • عاجل. المتحدث باسم الحكومة الفرنسية: باريس تدعو تل أبيب إلى وقف "المذبحة" التي تجري اليوم في غزة
  • بالأسماء - إسرائيل تطلق سراح 11 أسيراً من غزة
  • حماس تنفي رفض المقاومة الفلسطينية “صفقة شاملة” توقف الحرب على غزة
  • الأمانة العامة لهيئة كبار العلماء تجدّد التأكيد على فتوى وجوب استخراج التصريح لمن أراد الذهاب إلى الحج
  • كيف تؤثر سجون الاحتلال على الصحة النفسية للأسرى المحررين؟