دعا رئيس الصين شي جين بينغ، إلى عقد "مؤتمر دولي للسلام" أكثر موثوقية مبكرا لبناء توافق دولي للسلام والعمل نحو إيجاد حل مبكر للقضية الفلسطينية يتسم بالشمول والعدل والاستدامة.

وقال شي "نظرا للظروف الراهنة فإن الدعوة إلى العدالة والسلام بشأن القضية الفلسطينية - الإسرائيلية مهمة جدا وتأتي في توقيتها المناسب للغاية".

إقرأ المزيد بوتين يدعو لتهدئة طويلة الأمد في غزة وتسوية النزاع بجهود دولية مشتركة

وأضاف الرئيس الصيني خلال قمة "بريكس" الافتراضية الاستثنائية بشأن الصراع الفلسطيني الإسرائيلي الثلاثاء، إنه يجب على جميع أطراف الصراع إنهاء الأعمال العدائية وتحقيق وقف إطلاق النار على الفور.

ودعا شي الأطراف إلى وقف جميع أعمال العنف والهجمات التي تستهدف المدنيين، وإطلاق سراح المعتقلين المدنيين، وتجنب المزيد من الخسائر في الأرواح ومعاناة السكان.

وصرح بأنه من الضروري الحفاظ على الممرات الإنسانية آمنة وبدون عوائق، وينبغي تقديم المزيد من المساعدات الإنسانية لسكان غزة.

وأوضح أنه يجب على المجتمع الدولي أن يتخذ إجراءات عملية لمنع توسع دائرة الصراع ومنع تعريض استقرار الشرق الأوسط بأكمله للخطر.

وأكد شي أن الطريق الوحيد لكسر دائرة الصراع الفلسطيني - الإسرائيلي يكمن في حل الدولتين، واستعادة الشعب الفلسطيني لحقوقه الوطنية المشروعة، وإقامة دولة فلسطين المستقلة.

إقرأ المزيد لافروف يشدد على ضرورة وقف النار بغزة

وذكر أن "الصراع في غزة يدخل شهره الثاني، وأن الصين قلقة للغاية من أن يتسبب الصراع في خسائر فادحة في صفوف المدنيين وكارثة إنسانية وأن يتوسع ويمتد".

وأوضح أن العقاب الجماعي للأهالي في غزة في شكل التهجير القسري أو قطع الماء والكهرباء والوقود، يجب أن يتوقف.

وذكر الرئيس الصيني أنه يتعين على جميع الأطراف العمل على تنفيذ قرارات الجمعية العامة للأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي من خلال إجراءات ملموسة على الأرض.

وأشار إلى أن السبب الجذري لتدهور الوضع الفلسطيني - الإسرائيلي هو حقيقة أن حقوق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته وفي الوجود وفي العودة جرى تجاهلها منذ فترة طويلة.

وشدد على أنه لا يمكن أن يكون هناك سلام وأمن على نحو مستدام في الشرق الأوسط بدون حل عادل لقضية فلسطين.

إقرأ المزيد "بريكس" تدعو "الأطراف المؤثرة" للعمل من أجل وقف الحرب على غزة

وأوضح أنه منذ اندلاع الصراع الفلسطيني - الإسرائيلي حديثا، تعمل الصين بنشاط على تعزيز محادثات السلام وتحقيق وقف إطلاق النار، كما قدمت الصين مساعدات إنسانية للمساعدة في تخفيف المحنة الإنسانية في غزة وستقدم المزيد من الإمدادات والمساعدة وفقا لحاجات سكان غزة.

وقال شي إن الصين، بصفتها رئيسا دوريا لمجلس الأمن، تحركت لتسهيل تبني القرار الذي يدعو إلى هدن إنسانية وممرات إنسانية ممتدة وحماية المدنيين وتقديم المساعدات الإنسانية.

وترأس رئيس جنوب إفريقيا سيريل رامافوزا، القمة التي جمعت قادة من الصين والبرازيل وروسيا والسعودية ومصر وإيران والإمارات وإثيوبيا، ووزيري خارجية الهند والأرجنتين.

وأعرب القادة عن قلقهم البالغ بشأن الوضع الفلسطيني - الإسرائيلي وأدانوا جميع أعمال العنف ضد المدنيين، وشددوا على ضرورة حماية المدنيين وفقا للقانون الإنساني الدولي، كما دعوا إلى هدنة إنسانية فورية دائمة ومستدامة وإلى إيصال المساعدات الإنسانية.

كما شدد القادة على أهمية تسوية النزاعات عن طريق الحوار، وأعربوا عن دعمهم لكل الجهود التي تفضي إلى حل سلمي للأزمة.

ودعوا أيضا المجتمع الدولي إلى دعم الحل العادل للقضية الفلسطينية وتعزيز تحقيق حل الدولتين وإقامة دولة فلسطين المستقلة التي تتمتع بالسيادة الكاملة.

المصدر: "شينخوا"

المصدر: RT Arabic

كلمات دلالية: أبو ظبي الأمم المتحدة الجيش الإسرائيلي الحرب على غزة الرياض القاهرة القدس القضية الفلسطينية بريكس بكين تل أبيب حركة حماس رام الله شي جين بينغ طوفان الأقصى فلاديمير بوتين قطاع غزة كتائب القسام مساعدات إنسانية موسكو وفيات الصراع الفلسطینی فی غزة

إقرأ أيضاً:

بعد اللقاء الصيني الأمريكي في الرياض.. هل يتوسّع دور بكين في حرب اليمن؟

بالتزامن مع انطلاق مفاوضات مسقط بين وفد الحكومة الشرعية المعني بملف الأسرى والمعتقلين ووفد مليشيا الحوثي، عقد السفيران لدى اليمن الصيني شاو تشينغ والأمريكي ستيفن فاجن، لقاءً في العاصمة السعودية، الأحد الماضي، لمناقشة التسوية السياسية المتعثرة في اليمن.

عُقد هذا اللقاء الفريد من نوعه في مبنى السفارة الصينية في الرياض، بحضور المبعوث الأمريكي الخاص إلى اليمن تيم ليندركينج، ورغم أهمية هذا اللقاء لم ترشح عنه الكثير من التفاصيل عن أجندته ونتائج النقاش الصيني الأمريكي بشأن الوضع في اليمن. الأمر الذي أطلق العنان لتحليلات المراقبين السياسيين.

غموض وتحليلات

الكثير من الغموض ما زال يحيط باللقاء الصيني الأمريكي في الرياض، وفي حين يربط بعض المراقبين هذا اللقاء بانعقاد جولة المفاوضات الأخيرة بين الحكومة والمليشيا الحوثية في العاصمة العمانية مسقط، يرى آخرون أنه مرتبط بسلسلة من المواقف الصينية والأمريكية إزاء مستجدات الوضع في الشرق الأوسط خاصة منذ ما بعد الاتفاق السعودي الإيراني الذي رعته الصين في مارس من العام الماضي.

ربطُ اللقاء الصيني الأمريكي بالجولة الحالية من مفاوضات مسقط يكمن وراءه اعتقاد المراقبين أن تفاهمات صينية أمريكية سبقت هذا اللقاء حول الدور الذي يمكن أن تلعبه بكين في التوسط لدى إيران للضغط على مليشيا الحوثي من أجل وقف هجماتها على السفن التجارية وتحييد تهديدها للملاحة الدولية في البحرين الأحمر والعربي، إضافة إلى إطلاق سراح موظفي الأمم المتحدة والموظفين السابقين في السفارة الأمريكية بصنعاء الذين اعتقلتهم مليشيا الحوثي في يونيو الماضي. ومن ناحية أخرى تذهب التحليلات إلى مطالبة الصين للولايات المتحدة بالضغط على إسرائيل لإيقاف حربها على قطاع غزة لكي تتمكن من القيام بدور الوساطة لدى إيران ووقف الهجمات الحوثية على السفن.

الثقل السعودي واحتياطات الرياض

من دلالات لقاء السفيرين الصيني والأمريكي لدى اليمن في الرياض أن الثقل السعودي على المستوى الدولي أصبح قادراً على جمع مسؤولين من دولتين متنافستين لدرجة العداء، في أراضيها. كما تأخذ دلالات اللقاء إصرار السعودية على حشد موقف دولي موحد لدعم خارطة الطريق التي وضعت خطوطها الرئيسة واستكملها المبعوث الأممي لدى اليمن هانس غروندبرج. ويظهر الموقف السعودي الداعم بشدة لإنجاز تسوية سياسية في اليمن من خلال عدة إجراءات منها الاستمرار في دعم الميزانية الحكومية وتنفيذ مشاريع خدمية وإنسانية في المناطق المحررة من أجل امتصاص التصعيد بين الحكومة والمليشيا الحوثية، ولا سيما التصعيد الاقتصادي.

ورغم قدرة الرياض على تنظيم لقاء بين دولتين كبيرتين ومتنافستين بشدة كالصين وأمريكا وسعيها إلى إنجاز تسوية سياسية للحرب في اليمن، إلا أنها أيضاً تعمل على الاستعداد لجميع الخيارات للتعامل مع التعنت الحوثي والتساهل الإيراني في عدم الضغط على المليشيا الحوثية للجنوح إلى السلم. وتشير التحركات السعودية والصينية أن علاقة البلدين لا تقتصر على مراعاة الجانبين لمصالحهما السياسية، وأن تجاوب الرياض مع بكين في مساعيها لتهدئة التوتر مع طهران قد انعكس على تقوية هذه العلاقة في المجالين الاقتصادي والعسكري أيضاً.

ويرى مراقبون أن أحد جوانب الاستعدادات السعودية للتعامل مع أي تعنت حوثي أو تقلبات سلبية في العلاقة مع إيران، هو سعي الرياض إلى تقوية العلاقات العسكرية مع الصين. حيث قام وزير الدفاع خالد بن سلمان بزيارة إلى بكين في 25 يونيو الماضي التقى خلالها نظيره الصيني ونائب رئيس اللجنة العسكرية المركزية. وقد ركزت المباحثات السعودية الصينية في هذه الزيارة بشكل رئيس على تعزيز "الشراكة الاستراتيجية الدفاعية"، الأمر الذي يؤكد اهتمام الرياض بتقوية استراتيجيتها الدفاعية ضد أي هجمات حوثية محتملة، خاصة بعد التهديدات الصريحة التي أطلقها زعيم المليشيا عبد الملك الحوثي بمهاجمة السعودية على خلفية اتهامه لها بدعم قرارات البنك المركزي في عدن لوقف العبث الحوثي بالقطاع المصرفي. كما ناقش وزيرا الدفاع الصيني والسعودي جهود البلدين في الحفاظ على الأمن والسلم الدوليين. في إشارة إلى موقفيهما المتقاربين إزاء ضرورة التهدئة في أوكرانيا وفي قطاع غزة. 

ومن أبرز القيادات العسكرية التي حضرت هذه المباحثات في بكين، من الجانب السعودي: قائد قوة الصواريخ الاستراتيجية، ورئيس هيئة عمليات القوات المسلحة، ومن الجانب الصيني: نائب رئيس هيئة الأركان المشتركة في اللجنة العسكرية المركزية، ومدير مكتب التعاون العسكري في اللجنة، مما يدل على نوعية الاحتياطات الدفاعية التي تسعى المملكة لتعزيزها بالتزامن مع سعيها لإنجاز تسوية سياسية للحرب في اليمن.

ويؤكد مراقبون أن الزيارة الأخيرة لوزير الدفاع السعودي إلى الصين تعكس مدى تقدم التعاون العسكري بين البلدين في ظل اتفاق الشراكة الشاملة التي وُقعت أواخر 2022، وفي ظل تنامي العلاقات الاقتصادية بينهما لتصل خلال العام الماضي إلى أكثر من 110 مليارات دولار. وتمتد العلاقات العسكرية الصينية إلى العام 1988، حيث زودت الصين السعودية بصواريخ (دونغ فينغ 3)، وفي 2017 وقع الجانبان اتفاقية شراكة لتصنيع الطائرات المسيرة، وفي 2021 تم الاتفاق على مساعدة الصين للسعودية في تصنيع صواريخ بالستية، وصولاً إلى الاتفاق على تزويد السعودية بصواريخ متطورة من طراز yj21 التي تفوق سرعتها سرعة الصوت في 2022، وتنفيذ مناورات "السيف الأزرق" البحرية في أكتوبر 2023.

حضور صيني وتراجع أمريكي

ويعتقد محللون سياسيون أن تطور العلاقات السعودية الصينية سيمنح بكين حضوراً أكبر في المنطقة العربية مع تراجع الدور الأمريكي بسبب سياساتها الداعمة بشكل مطلق لإسرائيل، إضافة إلى أخطائها السياسية الفادحة في التعامل مع الأحداث الكبيرة وتخليها عن حلفائها العرب أمام التهديدات الإيرانية لاستقرار المنطقة. 

وبعد إنجازها اتفاق التقارب بين السعودية وإيران، تدخل الصين أكثر فأكثر في نطاق أحداث المنطقة العربية، فيما يرى محللون أن السفير الصيني الحالي لدى السعودية، تشانغ هوا، لعب دوراً كبيراً في عقد اللقاء الدبلوماسي الصيني الأمريكي بشأن اليمن، مستدلين بأن تشانغ هوا كان سفيراً للصين في اليمن لفترة طويلة، كما شغل منصب السفير الصيني في إيران والإمارات.

وفي مايو الماضي قال تشانغ هوا، في لقاء عقده مع إعلاميين بمنزله في الرياض، إن الصين ترى السعودية قوة مهمة في عالم متعدد الأقطاب وتضع تنمية العلاقات مع المملكة العربية السعودية أولوية في سياستها الخارجية الشاملة، وخاصة ضمن دبلوماسيتها في الشرق الأوسط. فيما يرجح المراقبون أن يأخذ الدور الصيني في الملف اليمني توسعاً ملحوظاً خلال الفترة القادمة.

مقالات مشابهة

  • شي: مواقف الصين وتركيا تجاه أزمة أوكرانيا وقضية فلسطين متطابقة أو متشابهة
  • الرئيس الصيني يجري زيارة دولة إلى طاجيكستان
  • الديمقراطية تطالب بموقف دولي ووطني فاعل لوقف المجازر بغزة
  • الرئيس الصيني يدعو دول منظمة شنغهاي للعمل لبناء عالم متعدد الأقطاب
  • بالفيديو.. آلاف المدنيين في سنجة يواجهون خطر الموت أو النزوح في ظل معاناة إنسانية متفاقمة
  • شي جين بينج: كازاخستان تحتل مكانة خاصة في دبلوماسية الجوار الصينية
  • الرئيس الصيني: الصين ستتولى الرئاسة الدورية لمنظمة شانغهاي للتعاون عقب كازاخستان
  • سمو أمير البلاد يتسلم رسالة خطية من الرئيس الصيني تسلمها وزير الخارجية
  • بعد اللقاء الصيني الأمريكي في الرياض.. هل يتوسّع دور بكين في حرب اليمن؟
  • الرئيس الصيني: ندعم كازاخستان في الانضمام إلى "بريكس"