كيف يؤثر اختطاف الحوثيين سفينة شحن على أسعار السلع في اليمن؟
تاريخ النشر: 22nd, November 2023 GMT
يمن مونيتور/ وحدة التقارير/ خاص:
على الرغم من أن عديد من شركات التأمين لمخاطر الحرب استبعدت اليمن من التأمين البحري بعد إعلان الحوثيين حربهم على إسرائيل، إلا أن اختطاف سفينة شحن في البحر الأحمر -بغض النظر عن الجهة التي تملكها- يدفعها لرفع الأسعار.
وعلى إثر ذلك سترتفع أسعار الواردات إلى اليمن التي تستورد 79% من احتياجاتها الغذائية.
ومنذ 2015م خلال سنوات الحرب ارتفعت تكاليف التأمين للسفن التي تصل الموانئ اليمنية 16 ضعفاً عن الوضع العادي، خاصة بعد سلسلة من هجمات الحوثيين على السفن قُرب المياه السعودية، والألغام المنتشرة، والهجمات على السفن في البحر الأحمر والقرصنة على السفينة الإماراتية “روابي” في 2022م.
وتحتاج كل سفينة عدة أشكال من التأمين، منها التغطية السنوية على مخاطر الحروب إلى جانب علاوة إضافية عند دخول مناطق عالية المخاطر. وتُحسب هذه العلاوات المنفصلة بناء على قيمة السفينة أو هيكلها.
صحيفة عبرية: على إسرائيل شن هجمات فورية في اليمن
ارتفاع كبيروقال شريف محسن، المدير العام المسؤول عن التأمين البحري بشركة المهندس للتأمين العام المصرية، إن حرب الحوثيين ضد إسرائيل وتهديدهم بضرب السفن المرتبطة بإسرائيل في منطقة البحر الأحمر يؤثر على تأمين البضائع التي تمر بالموانئ اليمنية.
وأشار إلى أن الصندوق العربي لتأمين أخطار الحرب (أوريس) ومقره البحرين، ويغطي مخاطر الحرب وتسعيرها وتصنيفها وتوفير مختلف أنواع الحماية للشركات الأعضاء؛ بالإضافة إلى “سوق لويدز” في لندن.
وعادة ما يكون للشركات عقد التأمين البحري: اتفاقية يتعهد بموجبها المؤمن بتعويض المؤمن له عن الخسائر البحرية الناجمة عن أخطار البحار، أي الخسائر العرضية البحرية. حيث يوفر الحماية للبضائع التي يتم نقلها، ويعوض المؤمن له عن الخسائر المادية أو الأضرار التي تنجم عن خطر مؤمن عليه.
وأكد “محسن” أنه سيتم الرجوع إلى شركات إعادة التأمين للاستشارة عند تغطية أخطار التأمين البحرى على شحنات البضائع المارة عبر الموانئ اليمنية، مشيرًا إلى أنه من المتوقع أن تتضاعف أسعار التغطيات بنسبة 100% بسبب خطورة هذه السواحل نتيجة حالة الحرب.
وسيأخذ المعيدين خطر اختطاف الحوثيين للسفينة بعين الاعتبار عند تحديد شروط وأسعار التأمين على البضائع التي تتوجه إلى صنعاء أو تأتي منها.
ارتفاع تكلفة الشحن
قال خالد سيد، العضو المنتدب لشركة أبيكس مصر لوساطة إعادة التأمين، إنه من المتوقع أن ترفع سوق لويدز أسعار التأمين الحربي بنسبة 100-300% للبضائع التي تمر عبر السواحل أو الموانئ اليمنية.
وأضاف «سيد» أن هذا التصعيد في منطقة البحر الأحمر قد يؤثر على حركة سلاسل الإمداد والتوريد العالمية التي تمر عبر مضيق باب المندب، وبالتالي سينعكس في صورة ارتفاع تكلفة الشحن “النولون”، وتغطيات بوالص التأمين البحري.
ويؤدي ارتفاع تكاليف الشحن “النولون”، و”بولص التأمين” إلى ارتفاع كل ما يتم استيراده من خارج البلاد، بما في ذلك المشتقات النفطية والغاز والقمح والمواد الغذائية الأخرى.
وبارتفاع أسعار المشتقات النفطية فإنه يؤثر حتى على 19% الباقية التي يتم انتاجها محلياً، حيث تعتبر تكلفة الشحن مدخلًا رئيسيًا في الصناعات والمنتجات الزراعية المحلية، حيث تستخدم لتشغيل بعض الآلات والمعدات، ونقل المنتجات داخل البلاد.
وقال هومايون فلكشاهي، محلل أول للنفط والغاز في “KPLER”، في تصريحات إن استمرار الخطر الجيوسياسي لفترة أطول سيعني أن الخطر لم ينته، وبالتالي قد تصبح كلفة التأمين على السفن المتجهة عبر قناة السويس أو مضيق باب المندب أعلى، ما يعني إمكانية زيادة أسعار السلع.
ويشدد خبير اقتصادات الطاقة، نهاد إسماعيل، على أن تكلفة التأمين البحري منذ الحرب في أوكرانيا ارتفعت حوالي 25 بالمئة وقد تتضاعف إذا تكررت الاعتداءات والقرصنة في البحر الأحمر، وقد نرى تدخلاً عسكرياً أميركياً ليس فقط ضد الحوثيين بل أيضاً ضد إيران (..).
صحيفة عبرية: على إسرائيل شن هجمات فورية في اليمن
أسعار النفطكما أن استهداف الملاحة الدولية سيؤدي إلى ارتفاع النفط عالمياً. توقع أندريه كوفاتاريو، المؤسس المشارك لشركة الأبحاث “ECERA”، في تصريحات تلفزيونية ارتفاع أسعار النفط بضعة دولارات عند افتتاح الأسواق في آسيا،.
وقال إن حجم الزيادة سيرتبط بتداعيات الحادث.
وأضاف كوفاتاريو أن أي اضطراب من هذا النوع، وخاصة خلال فترة تتسم بالمخاطر الجيوسياسية المتزايدة، يمكن أن يرسل إشارة صعودية إلى الأسواق.
ارتفاع الأسعار يرتبط بشكل مباشر بكيفية تطور الأمور في الساعات المقبلة، وفقاً لكوفاتاريو الذي رأى أنه إذا كانت هذه بداية للتصعيد، فسنرى قفزة كبيرة في الأسعار.
اقرأ/ي أيضاً.. البيت الأبيض يعلن مراجعته قرار إزالة الحوثيين من قوائم الإرهاب الوهم الخطير.. “إسرائيل” أمام 6 خيارات في قطاع غزة كلها سيئة إعلان الحوثيين الحرب على “إسرائيل”.. خبراء: أهدافهم الحقيقية في مكان آخر (تحليل خاص) المشروعية والورقة الرابحة.. ما الذي يريده الحوثيون من تبني هجمات “دعم غزة”؟!المصدر: يمن مونيتور
كلمات دلالية: الأسعار البحر الأحمر التأمين البحري الحوثي اليمن التأمین البحری البحر الأحمر
إقرأ أيضاً:
المرتزقة وتحالف العدوان دمروا كل شيء في اليمن، حفاظا عليه من الحوثيين
الشيخ وضاح بن مسعود
في واحدة من أكثر المفارقات الساخرة في التاريخ الحديث، يدّعي تحالف العدوان الذي تقوده أمريكا وإسرائيل وبدعم ومشاركة سعودية إماراتية أنه جاء لـ “إنقاذ” اليمن من الحوثيين، بينما الواقع يشهد أن هذا التحالف دمّر كل شيء في البلاد، من البنية التحتية إلى الإنسان نفسه، تحت ذريعة الحفاظ على اليمن!
الدمار باسم الحماية!
منذ مارس 2015، شنت قوات التحالف مئات الآلاف من الغارات الجوية على اليمن، راح ضحيتها عشرات الآلاف من المدنيين، بينهم نساء وأطفال لم تفرق الطائرات بين مدرسة ومستشفى وأسواق عامة، بل استهدفت كل شيء حي، بحجة أن الحوثيين قد “يستغلون” هذه المرافق! وهكذا، دمّروا اليمن لـ”إنقاذه”!
المدارس التي قُصفت؟ دمروها كي لا “يُستخدمها الحوثيون”
المستشفيات التي أُبيدت؟ دمروها لـ”حماية الشعب” من الميليشيات!
الجسور والطرقات التي سُوّيت بالأرض؟ دمروها لمنع الحوثيين من التحرك!
حتى المزارع ومصادر المياه لم تسلم، لأن الحوثيين قد “يشربون منها”!
اما خلال العدوان الأمريكي الصهيوني المباشر على اليمن نلاحظ انه عقب كل جريمة ترتكبها الغارات العدوانية الأمريكية على الموانئ والأحياء السكنية ومنازل المواطنين والأسواق العامة والمرافق الصحية والخدمية ويسقط على اثرها عشرات الشهداء والجرحى من المدنيين يتسابق العملاء والأبواق الناعقة المشردين في فنادق المنفى للتبرير وخلق الأكاذيب وتضليل الرأي العام عن حقيقة الإجرام والمجازر التي ترتكبها أمريكا بحق الشعب اليمني متجردين من كل معاني الإنسانية والأخلاقية.
وبعد كل هذا الدمار، يصرخون: “نحن هنا لإنقاذ اليمن!”قادمون يا صنعاء
باعوا السيادة للغزاة بحجة الحفاظ على الاستقلال!
الأكثر سخرية هو أن من يدعون “الشرعية” سلموا اليمن لقوات الاحتلال الأجنبي، بدعوى الحفاظ على استقلاله! فالقواعد العسكرية الأمريكية والبريطانية والإماراتية انتشرت في عدن وسقطرى والمهرة، وباتت السيادة اليمنية مجرد وهم
الاحتلال السعودي-الإماراتي للجنوب ليس تحريراً، بل استبدالاً لسلطة محلية باحتلال أجنبي فبدلاً من أن يحاربوا من أجل يمن موحد مستقل ذات سيادة فضّلوا تسليم الأرض للغزاة، مقابل حفنة دولارات ومناصب وهمية يتحكم بهم أصغر ضابط أمريكي او سعودي
سلموا الأرض للاحتلال لـ”تحريرها” من أبنائها!
أي عقل يقبل أن يكون التحرير بتسليم الأرض للمحتل؟ أي منطق يجعل من القوات الأجنبية “منقذة” بينما هي تحتل الأرض وتنهب ثرواتها؟ لقد حوّلوا الجنوب إلى ساحة للصراع بين مرتزقة الإمارات والسعودية، وأشعلوا حروباً بين اليمنيين أنفسهم، كل ذلك تحت شعار “مواجهة الحوثيين”!
مرتزقة اليمن أسوأ عملاء التاريخ
لم يشهد التاريخ الحديث عمالة أكثر وقاحة من أولئك الذين باعوا بلادهم للأجنبي ثم زعموا أنهم “منقذون” لم يكتفوا بتدمير اليمن، بل أضافوا إهانة جديدة عندما قدموا أنفسهم كأبطال، بينما هم مجرد أدوات في يد أسيادهم
اليمن سيبقى، وسيتجاوز هذه المرحلة الدموية، لكن تاريخ العمالة سيلاحق كل من خان وباع شعبه ووطنه بأسم “الإنقاذ” فالشعوب لا تنسى، والتاريخ لا يرحم.