الثورة نت:
2025-03-16@22:00:21 GMT

(باب المندب).. رؤية في الواقع والمتغيرات

تاريخ النشر: 22nd, November 2023 GMT

 

 

باب المندب أعطى لليمن موقعاً استراتيجياً على مستوى العالم، لقد جعلها دولة متفردة وقادرة على تعزيز قدراتها العسكرية والسياسية والاقتصادية إن هي أحسنت استثماره واستغلاله، لتتمكن من أن تكون دولة فاعلة ومؤثرة في المنطقة والعالم. إنه يعادل من وجهة نظري الفيتو للدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الامن.

. فهو سلاح فاعل ومؤثر وقوي وضارب بكل المقاييس، هذا ما يمنح اليمن امتيازا كبيرا إن هي تعاملت مع هذا المنفذ البحري برؤية عميقة ودراية وحنكة وقوة إرادة أيضا، لقد ظل باب المندب لعقود طويلة هاجس اسرائيل وأمريكا وزادت أهميته بعد حرب اكتوبر 73. وتزداد اليوم اهمية على وقع الحضور اليمني القوي الذي اثبت أن لديه من الامكانيات العسكرية ما يجعله قادرا على حماية البحر الاحمر والتحكم في مضيقه. هذا اقلق الصهيو امريكي خاصة بعد الاستيلاء على السفينة (جلاكسي) الاسرائيلية كحدث عالمي بارز دفع القوى الملتحقة بالصهيونية الى التقليل من شأنه والخوف على مقدراتها من جهة ثانية غير أن التحليلات الصهيو امريكية والاهتمام العالمي بالحدث الفريد من نوعه، جعل إعلام الملاحق الصهيو امريكية تخفت وتخجل من فساد منطقها وتعاملها مع حدث بارز، وإن ظلت بعض الاقلام المأجورة تحاول الكيد الرخيص..
في كل الاحوال لقد كان لليمن موقع جغرافي لا يستهان به عطلته سلطات الامس وجعلت من ذكره جريمة، وتركت الحبل على الغارب واستفاد منه العدو أكثر من صاحبة الحق والشأن وهي اليمن. وحده الشهيد (الحمدي) رحمه الله، أدرك أهميته وحاول أن يجعل منه ممرا محميا يجعل من اليمن دولة ذات سيادة وطنية كاملة، ولعل هذا كان السبب الرئيسي في اغتياله الى جانب اسباب اخرى. في كل الاحوال تغدو اليمن صاحبة سيادة ونفوذ وحاضرة في المشهد العالمي بمقدار سيطرتها على ( باب المندب)، وانحياز هذا الممر للمصالح الوطنية والقومية ووفي مقدمتها القضية الفلسطينية، في تقديري، أنه سيكون الفاعل والمؤثر في مسار التحولات القادمة التي تخص القضية الفلسطينية كما أنه سيشكل مرتكز أساسياً ومهماً لليمن في علاقتها بدول المنطقة والتجارة العالمية.
لقد فطنت اليمن الى سلاح فتاك اقرب الى ( النووي) إن هي احسنت استغلاله ومدت نفوذها القوي لحمايته والتحكم فيه وفق قوانين البحار، وبما يعزز السيادة الوطنية ويحقق فرص نهوض حضاري شامل، وسياسة فاعلة ومؤثرة، واقتصاد داعم للتنمية في اليمن.
لقد أثبتت اليمن اليوم أنها تمتلك إرادة وفاعلية وقوة حضور على ممرها المائي ولا تقبل بغير ذلك. وهذا يحمي مصالحها اولا ودول المنطقة ثانيا والاستقرار العالمي ثالثا، ما لم تحدث الامبريالية أمرا يغير مجرى الاحداث ويحول البحر الاحمر الى سائل احمر، وشلالات دم، سيما وان اليمن عقدت العزم على احقية حمايتها ونفوذها على هذا الممر المائي وليس امام القوى الإمبريالية سوى احترام السيادة الوطنية، إذ ليس بمقدور العالم فيما لو اشتعلت حرب على هذا الممر ان يصمد لاسبوع واحد، لما قد يسببه إغلاقه من كوارث اقتصادية رهيبة، واولها كارثة ارتفاع أسعار البترول بسرعة الصاروخ، إضافة للأعباء التي يعيشها العالم بفعل الحرب الاوكرانية.
لقد خدمت الظروف اليمن بشكل لا يصدق ابتداءً من حرب أوكرانيا الى العدوان الهمجي على غزة، لتسجل اليمن نفسها كرقم كبير في المعادلة الدولية ينبغي الاصغاء لها جيدا، والتعامل معها بندية، وخلق علاقات معها مغايرة لما سبق، تقوم على احترام السيادة الوطنية، وعدم التدخل في شؤون الآخرين، والانحياز المبدئي للقضية الفلسطينية والتي ستسهم اليمن بمواقفها المتقدمة والقوية والمتصلبة في إنجاز ما يطمح اليه الفسطينيون دولة ذات سيادة وعاصمتها القدس. اليمن اليوم تقف حيث يجب، وذلك على عكس ما يروج له الاعلام المتصهين من أن الاستيلاء على السفينة (جلاكسي) يستدعي الاساطيل الامريكية التي هي في الاساس متواجدة في المنطقة من قبل العدوان على غزة، فهي حاضرة كقوى نفوذ في الدول الخليجية واريتريا، كما هي على البحر الابيض المتوسط والاحمر.
اليمن من سيجعل هذه القوى تعيد تموضعها في المنطقة، واليمن من سيحقق حضوره النافذ في السيادة على ممره المائي، رغم كل العملاء والخونة في المنطقة من دول أو شخصيات دأبت على الارتهان وعلى التشكيك في كل خطوة تقوم بها اليمن نحو السيادة الوطنية.. ولا شك أن قادم الايام حبلى بالمفاجآت.

المصدر: الثورة نت

إقرأ أيضاً:

سلطنة عمان تحذر من انعكاس التصعيد ضد اليمن على أمن المنطقة

وقالت: تتابع وزارة الخارجية بقلق بالغ التصعيد العسكري الأخير في الجمهورية اليمنية الشقيقة وما خلفه من تداعيات إنسانية وسقوط ضحايا مدنيين، معربةً عن أسفها لاستمرار الأعمال العسكرية التي تفاقم معاناة الشعب اليمني وتزيد من حالة عدم الاستقرار في المنطقة.

وأضافت: تؤكد سلطنة عُمان على موقفها الثابت الداعي إلى اعتماد الحلول السلمية عبر الحوار والتفاوض، محذرةً من انعكاسات استمرار النهج العسكري على أمن المنطقة واستقرارها.

وفي هذا السياق، تدعو وزارة الخارجية إلى معالجة جذور الأزمات من خلال حلول سياسية مستدامة، بما يكفل تحقيق السلام والاستقرار والتنمية لشعوب المنطقة.

وتحث جميع الأطراف الفاعلة على تحمل مسؤولياتها في التهدئة وتجنب مزيد من التصعيد

مقالات مشابهة

  • العدوان الأمريكي على اليمن جرائم حرب وجرأة على السيادة والرد قادم ولن يتأخر
  • سلطنة عمان تحذر من انعكاس التصعيد ضد اليمن على أمن المنطقة
  • رئيس شؤون الضباط في وزارة الدفاع العميد محمد منصور: الجيش العربي السوري كان وسيبقى عماد السيادة الوطنية، واستعادة الكفاءات والخبرات العسكرية التي انشقت وانحازت للشعب في مواجهة نظام الأسد البائد والتي خاضت معارك الدفاع عن الوطن أمرٌ ضروري لتعزيز قدرات جيشن
  • أمانة "الجبهة الوطنية" تعكف على بلورة رؤية إعلامية تخدم الوطن والمواطن
  • الجبهة الوطنية: نعكف على بلورة رؤية إعلامية لخدمة الوطن والمواطن
  • الجبهة الوطنية: بلورة رؤية إعلامية تعكس أهداف الحزب لخدمة الوطن والمواطن
  • واشنطن تدرس إعادة فرض حظر سفر على 11 دولة بينها اليمن
  • دريان: نتمنى أن يستعيد لبنان عافيته الوطنية
  • إدارة ترامب تعتزم حظر السفر لأكثر من 40 دولة بينها اليمن
  • اليمن: عقيدة «الحوثي» تتنافى مع مفهوم الدولة الوطنية