سرايا - عادة ما ينتظر الناس هطول المطر بفارغ الصبر، لكن في قطاع غزة فالأمر مختلف هذه المرة، حيث النازحون من بيوتهم جراء الحرب إلى مراكز الإيواء والخيام يواجهون المطر والبرد وهم لا يملكون أدنى مقومات الحياة.

التدفئة والتغذية والوقاية من الأمطار والرياح جميعها غير متوفرة في غزة الآن، إلا أن الأهالي هناك حاولوا استغلال تلك الظروف الخطيرة المحيطة بهم للحصول على المياه العذبة التي يفتقدونها.



ووفقا للهلال الأحمر الفلسطيني يعيش نحو 1.5 مليون نازح من شمال القطاع وأطرافه الشرقية إلى جنوبه أوضاعا صعبة، بعد تركهم منازلهم جراء الحرب الإسرائيلية المدمرة التي بدأت في السابع من شهر تشرين الأول الماضي، ومعظمهم ينامون في الشوارع.

يقول إبراهيم الزعيم، أجبرنا الاحتلال الإسرائيلي على ترك منازلنا في شمال القطاع حيث اضطر عدد كبير من المواطنين النزوح إلى جنوب القطاع كما أمرهم الاحتلال بحجة الحفاظ على حياتهم الأمر الذي تأكدوا أنه ليس صحيحا حيث تعرض الكثير منهم للقصف في الجنوب وفقدوا حياتهم على الطرقات.

وأضاف، "وجدنا أنفسنا تاركين بيوتنا واستثماراتنا وأعمالنا، ونظرا لضيق الوقت لم نتمكن من الخروج سوى بملابسنا الشخصية ونعيش في مدرسة القرارة المشتركة التابعة لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين ونعاني ظروفا صعبة حيث ينام الرجال في ساحة المدرسة والممرات وتركنا الصفوف للنساء والأطفال".

وأشار الزعيم إلى أن المشكلة في الحمامات، حيث خصصوا قسما للنساء وآخر للرجال ولكن الأمر قد يتطلب الانتظار لأوقات طويلة لقضاء حاجتهم نظرا لتكدس النازحين بشكل أكبر مما تستطيع المدرسة استيعابه.

وحول كيفية حصولهم على المواد الغذائية أكد أن الأونروا توفر لهم بعض المستلزمات والتي لا تكفي متطلباتهم ولكن ظروفهم كما قال أفضل من بعض الأسر التي لم تجد لها مأوى سوى الشارع.

من جانبه يقول حسن غيث من مخيم الشاطئ استطعنا الخروج من المخيم بعد قصف عنيف راح ضحيته العشرات من جيراننا وأقاربنا، واستقر بنا الحال في مدارس الوكالة في النصيرات وسط القطاع ولكن تعرض محيط المدرسة للقصف أجبرنا على النزوح مرة أخرى للجنوب في بلدة القرارة شمال خان يونس جنوب القطاع.

وأكد غيث أنهم بالكاد يحصلون على الحد الأدنى من مقومات الحياة نظر لقلة المساعدات التي تصلهم وزيادة أعداد النازحين بشكل يومي، ونظرا لعدم تمكن الجهات المعنية من إحصائهم وهم يستقبلون يوميا أعدادا جديدة.

من جانبه، أكد القائم بأعمال إدارة مدرسة القرارة المشتركة التابعة للوكالة رائد أبو هداف، أن الوكالة تحاول توفير مواد غذائية وملابس وأغطية للنازحين، إلا أن تزايد أعدادهم بشكل يومي يجعلهم غير قادرين على إعطائهم كل ما يحتاجونه ويجدون أنفسهم مجبرين على تقسيم مخصصات كل أسرة لعدة أسر.

وحول أعداد النازحين، أوضح أنه من الصعب حصرهم بشكل دقيق وأنهم في تزايد يومي سواء من شمال القطاع أو من المناطق الشرقية لمدينة خان يونس خزاعة وعبسان وبني سهيلا والقرارة التي يتلقى سكانها تهديدات يومية بإخلاء بيوتهم القريبة من السياج الفاصل، متوقعا اقتراب عددهم في المدرسة القائم عليها لألف شخص.

وشدد أبو هداف على أن النازحين يرغبون في مدارس الوكالة أكثر من غيرها نظرا لما تقدمه لهم من مساعدات قد لا تفي بكل احتياجاتهم ولكنها توفر لهم الحد الأدنى من مقومات الحياة، مشددا على أن المشكلة الأصعب هي توفير المياه، وأن عدم سطوع الشمس يعني انقطاع مياه الشرب والاستحمام نظرا لأن المولد الوحيد للمياه في بلدة القرارة يعمل على الطاقة الشمسية.

من جانبه أكد مدير جمعية مياسم الخيرية محمد أبو لحية، أن أسواق مدينة خان يونس والبلدات المحيطة بها اكتظت بالنازحين نظراً لأنها إحدى مدن الجنوب التي طلب الاحتلال من سكان الشمال ومدينة غزة التوجه إليها، موضحا أن ذلك أدى إلى عجز كبير في المواد الغذائية حيث أصبحت كافة المحال التجارية خاوية على عروشها.

وقال‏ "هؤلاء النازحين الذين تركوا خلفهم منازلهم وكافة ممتلكاتهم، وخرج غالبيتهم بالملابس التي يرتدونها، يبحثون اليوم عن مستلزمات أساسية بهذه الأسواق وما زال يتوفر بالأسواق بعض السلع لكنها أقل بكثير من المطلوب الأمر الذي دفع بأسعار بعض السلع للارتفاع بشكل جنوني".

وأضاف "يتزامن ذلك أيضا، مع عدم توفر السيولة المالية لدى المواطنين، بسبب إغلاق البنوك أبوابها وتعطل عمل غالبية أجهزة الصراف الآلي التابعة لفروع المصارف داخل القطاع، ويبلغ إجمالي قيمة ودائع العملاء في قطاع غزة لدى البنوك العاملة بالسوق المحلية نحو 1.6 مليار دولار، حتى نهاية سبتمبر/أيلول الماضي، بحسب سلطة النقد الفلسطينية".

إلى ذلك، يرى التاجر عمار الغمري أن ارتفاع الأسعار يعود لندرة البضائع الموجودة بعد مرور أكثر من شهر ونصف على إغلاق الاحتلال الإسرائيلي لمعابر القطاع ومنع دخول البضائع والسلع الأساسية، كما ارتفعت أسعار النقل بين مدن جنوب القطاع، نظرا لعدم دخول الوقود للاستخدام المدني منذ بدء الحرب، وارتفاع سعر المتواجد منه لعدة أضعاف.

أما النازحة منى المصري (38 عاما) فقالت، "نزحت منذ أسبوعين من منزلي الواقع في حي النصر شمال غرب مدينة غزة، وخرجت مع أطفالي تحت قصف عنيف، وقضينا أياما مرعبة في المنزل، حيث شنت طائرات الاحتلال أحزمة نارية عنيفة في مناطق سكنية مأهولة محيطة بنا".

وأضافت: "اليوم وبعد وصولنا لمدرسة الوكالة ببلدة القرارة نبحث عن ملابس ومستلزمات، في وقت دخل المنخفض الجوي إلى القطاع، منوهة إلى أن اشتداد برودة الطقس يضاعف من معاناتنا".

ويقول أسامة حسن الذي نزح من حي الرمال وسط مدينة غزة، "للمرة الثانية منذ بدء الحرب، يضرب منخفض جوي قطاع غزة، الأمر الذي يزيد من معاناة النازحين خاصة المتواجدين داخل مراكز الإيواء والتي تفتقد لأدنى مقومات الحياة".

وأضاف "إن رفوف المحال التجارية في مدن جنوب القطاع باتت تخلو من المواد الغذائية الأمر الذي يلقي بظلال سلبية على السكان، وأن العرض والطلب على السلع الأساسية، رفع أسعارها بشكل متباين".

ووفقا للجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني، إن التضخم في القطاع، صعد بنسبة 12% على أساس شهري بسبب ارتفاع الأسعار الناتجة عن الحرب، كما ارتفعت أسعار نقل الركاب عن طريق البر بنسبة 172.37%، وسط شح الوقود، وفي ظل نزوح عدد كبير من الأسر في القطاع من شماله إلى وسطه وجنوبه.

وأكد الجهاز ارتفاع أسعار المحروقات السائلة المستخدمة وقودا للسيارات بنسبة 129.17%، وارتفاع أسعار "البنزين" بنسبة 117.71%، والمياه المعدنية بنسبة 74.11%، والخضروات بنسبة 31.73%".

وفا


المصدر: وكالة أنباء سرايا الإخبارية

كلمات دلالية: مقومات الحیاة جنوب القطاع الأمر الذی قطاع غزة

إقرأ أيضاً:

عاد شتاء آخر… تعرف على تحديات فصل البرد والأمطار التي يتوقع أن يواجهها أهل غزة؟

#سواليف

يستعد أهل #غزة لاستقبال فصل #شتاء آخر، وكان أول موسم من #البرد و #المطر استقبله الغزيون العام الماضي، بعد نحو شهرين من انطلاق عملية “طوفان الأقصى”، كان #النزوح إلى #الخيام قد بدأ حينها، واليوم وبعد مرور عام، تضاعف عدد النازحين في ظل عدم تضاعف لأعداد الخيام واهتراء الخيام القائمة، وانقطاع متواصل للكهرباء، فكيف سيتعامل الغزيون مع تلك التحديات؟.

يتفاقم الوضع الإنساني في قطاع غزة مع حلول فصل الشتاء، حيث يواجه #النازحون في مراكز الإيواء المكتظة تحديات جسيمة تهدد صحتهم وحياتهم اليومية.

وفي ظل تدهور البنية التحتية وصعوبة وصول #المساعدات_الإنسانية، تتزايد النداءات إلى المجتمع الدولي لتحمل مسؤولياته في التخفيف من معاناة سكان غزة الذين يعيشون أوضاعاً مأساوية.

مقالات ذات صلة  الاحتلال ارتكب 3 مجازر خلال 24 ساعة وعدد الشهداء يرتفع إلى 43 ألفاً و 736 شهيدا 2024/11/14

ومع تصاعد هذه الأزمة تبرز عدة تساؤلات ملحة: ما هي المخاطر الصحية والنفسية التي تواجه هؤلاء النازحين؟ وكيف يسهم تدهور البنية التحتية وغياب المرافق الأساسية في تعميق معاناتهم؟ وما الوسائل والأدوات التي يحتاجون إليها للتخفيف من هذه التحديات؟

انتشار الأوبئة
من جهته، حذّر أمين عام “الرابطة العربية لأطباء الأمراض الصدرية”، محمد الطراونة، من “معاناة شديدة سيواجهها النازحون في قطاع غزة مع دخول فصل الشتاء”.

وأوضح الطراونة أن “الاكتظاظ في أماكن الإيواء يزيد احتمالات انتشار العدوى، خصوصاً أمراض الجهاز التنفسي التي تنتقل بسهولة في هذه الظروف، مما يفاقم من تدهور صحة النازحين، خاصة الأطفال وكبار السن والحوامل، نظراً لضعف المناعة الناتج عن نقص المياه والغذاء”.

وأشار إلى أن “استخدام وسائل التدفئة البدائية كالخشب وغيره يزيد خطر تهيج الجهاز التنفسي، مما قد يؤدي إلى نوبات من الربو وأمراض التنفس مثل التهاب القصبات الهوائية والجيوب الأنفية، بل وحالات اختناق في بعض الأحيان”.

ووجه “رسالة إلى المجتمع الدولي وأصحاب القرار لتحمل مسؤولياتهم الإنسانية”، مناشداً “توفير خيام إضافية لتقليل الازدحام، وإيصال مياه الشرب النظيفة ومواد التشخيص الطبي، للتخفيف من معاناة النازحين”.

كما نبّه الطراونة وهو رئيس الجمعية الأردنية للرعاية التنفسية إلى خطورة انتشار الأوبئة في غزة، مؤكداً أن “تأخر تشخيص الأمراض التنفسية وعلاجها قد يؤدي إلى طفرات فيروسية جديدة تُهدد ليس فقط سكان غزة، بل المناطق المجاورة بأكملها”.

ودعا “المنظمات الإنسانية، كمنظمة الصحة العالمية، إلى التحرك السريع لإدخال المساعدات الطبية والغذائية ووسائل التدفئة، للحيلولة دون وقوع كارثة طبية وبيئية قد تمتد آثارها إلى المنطقة برمتها”.

الاحتياجات الأساسية
من جانبه، قال الناشط الكويتي في العمل الخيري والإغاثي عثمان الثويني إن “سكان المناطق الشمالية والشرقية من قطاع غزة يواجهون تحديات متزايدة مع قدوم الشتاء، حيث تنقصهم الموارد الأساسية لمواجهة البرد القارس”.

وأفاد بأن “إحصائيات المنظمات الإنسانية تُظهر أن القطاع بحاجة إلى دعم عاجل لتوفير خيام مقاومة للعوامل الجوية، حيث إن حوالي 100 ألف خيمة من أصل 135 ألفاً لم تعد صالحة للاستخدام”.

وأشار إلى “ضرورة توفير الأغطية المقاومة للأمطار ومواد التدفئة كالملابس الشتوية الثقيلة والبطانيات، إذ تشير التقديرات إلى الحاجة إلى 150 ألف بطانية و100 ألف قطعة ملابس شتوية للأطفال وكبار السن في المناطق الأكثر تضرراً”.

وأضاف أن “القطاع بحاجة ماسة إلى حوالي 200 ألف حصة غذائية لتلبية الاحتياجات الأساسية للسكان خلال فصل الشتاء، إذ يعاني السكان في مناطق شرق جباليا وبيت حانون من نقص حاد في الإمدادات الغذائية”.

كما بيّن الثويني أن “40 بالمئة من الأسر المتضررة تفتقر إلى المياه النظيفة، وأن القطاع يعاني نقصاً بنسبة 50 بالمئة في الأدوية الضرورية لعلاج أمراض الشتاء، خاصة التهابات الجهاز التنفسي التي تهدد صحة الأطفال وكبار السن”.

وأكد الناشط الكويتي أن “المناطق المزدحمة مثل مخيمي جباليا والنصيرات تحتاج إلى 70 ألف حزمة من مستلزمات النظافة الشخصية للحفاظ على الصحة العامة ومنع انتشار الأمراض”.

وأوضح أن الجمعيات الخيرية المحلية في غزة، بالتنسيق مع المنظمات الدولية “تبذل جهوداً كبيرة لتأمين هذه الاحتياجات وتوزيعها عبر مسوحات ميدانية لضمان وصول الدعم إلى المستحقين”.

وحذر المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، في 14 أيلول/سبتمبر الماضي، من “كارثة إنسانية تواجه 2 مليون نازح فلسطيني في مناطق مختلفة من القطاع مع حلول فصل الشتاء”.

وأطلق المكتب الحكومي، في بيان، “نداء استغاثة إنساني عاجل لإنقاذ واقع النازحين”.

وقال إن “74 بالمئة من خيام النازحين أصبحت غير صالحة للاستخدام، وذلك وفقاً لفرق التقييم الميداني الحكومية”.

وأفادت تلك الفرق، بحسب المكتب الحكومي، “بوجود 100 ألف خيمة من أصل 135 ألف خيمة بحاجة إلى تغيير واستبدال فوري عاجل نتيجة اهترائها”.

واستكمل البيان قائلا، إن تلك الخيام “مصنوعة من الخشب والنايلون والقماش، واهترأت مع حرارة الشمس وظروف المناخ في غزة، وخرجت عن الخدمة بشكل تام، بعد مرور 11 شهراً متواصلاً من النزوح، وهذه الظروف غير الإنسانية”.

من جانبها أكدت “وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين – أونروا” في 23 أيلول/سبتمبر الماضي، أنها “تواجه صعوبات كبيرة في إدخال المواد الضرورية لفصل الشتاء إلى الأهالي، وطالبت بفتح المزيد من المعابر إلى القطاع”.

ومنذ بداية الحرب الإسرائيلية على غزة يواجه الفلسطينيون معاناة النزوح المتكرر، حيث يأمر جيش الاحتلال الإسرائيلي أهالي مناطق وأحياء سكنية بإخلائها استعدادا لقصفها وتدميرها والتوغل فيها.

ويواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي، مدعوما من الولايات المتحدة وأوروبا، للعام الثاني على التوالي، عدوانه على قطاع غزة، حيث تقصف طائراته محيط المستشفيات والبنايات والأبراج ومنازل المدنيين الفلسطينيين وتدمرها فوق رؤوس ساكنيها، ويمنع دخول الماء والغذاء والدواء والوقود.

وخلّف العدوان نحو 147 ألف شهيد وجريح فلسطيني، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمسنين، في إحدى أسوأ الكوارث الإنسانية بالعالم.

مقالات مشابهة

  • عربي الأصل.. قصة عبد النور الذي غير حياة زعيم الجمهوريين بمجلس الشيوخ
  • عربي الأصل.. من هو عبد النور الذي غير حياة زعيم الجمهوريين بمجلس الشيوخ؟
  • استشهاد 7 فلسطينيين في قصف إسرائيلي لخيم النازحين بغزة
  • ارتقاء 7 شهداء جراء قصف إسرائيلي لخيم النازحين في غزة.. فيديو
  • «القاهرة الإخبارية»: ارتقاء 7 شهداء في قصف إسرائيلي لخيم النازحين جنوب غزة
  • الاحتلال الإسرائيلي يضع مدارس النازحين في غزة أهدافا رئيسية لنيرانه (فيديو)
  • عاد شتاء آخر… تعرف على تحديات فصل البرد والأمطار التي يتوقع أن يواجهها أهل غزة؟
  • ظروف نزوح قاسية يكابدها النازحون من مخيم جباليا
  • ايها المواطن ، ليحلم كل منا بشكل الدولة التي يريد
  • الاحتلال يواصل قصف النازحين.. وغارات مكثفة جنوب مدينة غزة (شاهد)