ضربة البحر الأحمر اليمنية.. الضغط الاستراتيجي
تاريخ النشر: 22nd, November 2023 GMT
ليس خافيًا امتلاك صنعاء قدرات بحرية تسليحية استراتيجية وقوة بحرية عملت على بناء خلال سني الحرب الضاغطة، رغم الإمكانات الضئيلة التي ترد على هذا البلد المفروض عليه أكثر من حظر بينها حظر توريد السلاح.
هذه القوة، شكلت أحد عناصر الردع طوال سنوات خلت، ولعبت دورا في التفاوض دون أن تستخدم بشكل مفتوح إلا بما يخدم ما ترى صنعاء أنه يحتاج إلى دفع، تماما كما حصل في عمليات منع نهب الثروة في شبوة وحضرموت وخليج عدن، أو باستهداف بوارج عسكرية لدول التحالف خلال سنوات الحرب، لكن أسر السفينة الإماراتية “روابي”، العام الماضي، المحملة بالأسلحة إلى مرتزقتها وقواتها كانت أبرز تلك العمليات، لأنها كانت تنم عن قدرات رصد وتتبع وتشخيص يمني، أدى إلى أخذ المبادرة بالسيطرة على السفينة واقتيادها إلى الساحل اليمني.
ما حصل مع السفينة الإسرائيلية يوم الأحد التاسع عشر من أكتوبر مشابه لما حصل مع السفينة روابي من حيث الأسلوب، لكنه من حيث السياق هو أمر مختلف تماما، ويجب التوقف عنده من جوانب عدة وقراءة أبعاده.
قبل أيام من موعدها، أعلن السيد عبد الملك الحوثي بوضوح أن بلاده تتبع السفن الإسرائيلية في البحر الأحمر، متوعدا بتوقيفها والتنكيل بها. كان السيد عبد الملك يسقط عنصر المفاجأة والمباغتة بحراً، ويؤكد أن ضرورات إسناد المقاومة في فلسطين تسقط أمامها المحرمات كافة، منها استخدام ورقة البحر الأحمر، التي كانت تحتفظ بها صنعاء وربما كانت في طور إشهارها من بوابة متطلبات التفاوض أو حتى انهياره.
قدمت صنعاء البعد الإقليمي المتعلق بالقضية الفلسطينية على أولوياتها الوطنية، وهو ما يعد جرأة غير عادية خصوصا بعد سلسلة التهديدات الأميركية التي أجاب عنها السيد عبد الملك بأن صنعاء “ليست ضمن دائرة إملاءاتكم”.
عملية السيطرة على السفينة الإسرائيلية
بعد إنذار السيد كثفت بحرية القوات المسلحة اليمنية عمليات الرصد والتتبع، ونجحت في تحديد هوية السفينة “Galaxy leader» وملكيتها لرجل أعمال إسرائيلي، وعليه أقدمت قوة من عناصر البحرية، قال الأمريكيون إنهم استخدموا طوافة وزوارق، وسيطرة عليها واقتادتها إلى السواحل اليمنية.
وفي قراءة لوقائع العملية يتبين التالي:
– قدرة اليمنيين على الرصد العالي والتتبع والتشخيص وهذه أمور ثلاثة تنم عن قدرات استخبارية عالية على صعيد البحر.
– توفير القدرة لعملية السيطرة رغم المخاطر إذ تعج المياه الدولية في البحر الأحمر بالبوارج الغربية وعلى رأسها الأميركية، خصوصا بعد نشر الأخيرة ثلاثة آلاف جندي قبل مدة وإدخال قطع بحرية إلى تلك المنطقة، وقبلها إجراء مناورات بحرية مشتركة مع دول عدة من بينها دولة عربية وكذلك الكيان الإسرائيلي.
– جرأة الإقدام على العمل وهو أمر يكرر نفسه بعد سلسلة عمليات الاستهداف الصاروخية وبالمسيرات لأهداف جنوب فلسطين المحتلة.
أمام ما بينته صنعاء من خلال العملية وبيان قواتها المسلحة الذي يحصر الأمر بالسفن الإسرائيلية فقط، في إشارة إلى أمن وأمان الممر البحري الحيوي الذي يشرف عليه اليمن، فلا بد من الوقوف عند أبعاد الخطوة ورسائلها في هذه المرحلة:
قبل أيام، ووفق مصادر متقاطعة، بعضها تحدث لوسائل إعلام غربية، توصل الأطراف في صيغة شبه نهائية لصفقة تبادل أسرى ووقف إطلاق نار لمدة خمسة أيام، قيل إنها قابلة للتجديد، تتضمن الإفراج عن محتجزين مقابل أسرى فلسطينيين من نساء وأطفال، وزيادة إدخال المساعدات عبر معبر رفح من بينها الوقود، لكن “إسرائيل” ترفض وضع الأمر حيز التنفيذ وهو ما فهم على أنه ضوء آخر أمريكي أو فترة سماح إضافية لتحقيق جيش الاحتلال مكتسبات ميدانية في عمليته البرية تساعده على فرض مزيد من شروطه، وعليه شرع بتسريع عمليته اتجاه مجمع الشفاء عليه يجد “الكنز” الذي يسعفه هناك وهو ما لم يحصل.
رغم ذلك، أعاد الأمريكيون منح الفرصة لمجلس حرب العدو، وهو ما يمكن فهمه من خلال المؤتمر الصحفي الثلاثي لنتنياهو وغانيتس وغالانت، يوم السبت، والذي أوحى بتصعيد العملية بحثا عن منجز، وهو ما لمس في الميدان من خلال تصعيد الضربات ومحاولات التوغل.
أمام هذا المشهد، كانت الجبهات إلى جانب المقاومة في غزة تصعد من ضرباتها، وشهد يوم الأحد تصعيد المقاومة الفلسطينية من عمليات التصدي على مختلف محاور غزة وهو ما نتج عنه مقتل وجرح عشرات الجنود الإسرائيليين، وانكفاء الدبابات عن بعض محاور شمال المدينة، بحسب مصادر محلية. وعلى جبهة لبنان، سجل رفع وتيرة التصعيد حيث بلغ عن استهداف ما يزيد عن 14 موقعاً إسرائيليا وتجمعا للجنود، فيما حصل التطور الأكبر على جبهة اليمن بالسيطرة على السفينة الإسرائيلية.
هكذا تتضح الصورة بأن التصعيد من قبل الجبهات كان يهدف إلى الضغط على الجانب الأمريكي أولا، ثم مجلس الحرب الإسرائيلي للذهاب نحو القبول بصفقة التبادل أولا وفق شروط المقاومة الفلسطينية، ووضع مجريات هذا اليوم أمامه من أجل بدء التفكير جيدا بضرورة وقف النار كليا لأن مواصلة الحرب سيعني مشهدا موسعا وكبيرا مشابهاً لمجريات يوم الأحد 19-11.
في البعد الاستراتيجي لعملية السيطرة على السفينة الإسرائيلية:
نجحت صنعاء أولا في تأكيد عدم اكتراثها للتهديد، وعمليا بينت عن قدرات متنوعة تخولها الذهاب بعيدا في حال توسع المواجهة نتيجة الحرب الإسرائيلية على غزة وما تتمتع به من غطاء أمريكي وغربي وغض نظر إقليمي للأسف، وبأنها قادرة على لعب أوراق بحرية قد يكون بعضها خافيا عن الأمريكيين وحلفائهم في المنطقة، وكذلك إمساكها بقوة بكثير من تفاصيل الأمور في البحر الأحمر، وأنها على دراية – ربما تامة – بما يجري فيه من تموضعات ومقدرات أو حتى على سواحله الغربية. من هنا، فإن صنعاء أعطت مؤشرا على قدرتها في التحكم بممر باب المندب دون أن تكون موجودة على ضفافه، وأنها في أي مواجهة شاملة قادرة على شل الحركة البحرية العالمية.
وبطريقة غير مباشرة، من الطبيعي أن تنعكس هذه العملية على مجريات التفاوض مع السعودية فيما يتعلق بالملف الإنساني، وبالتالي الدخول في تفاوض لإنهاء الحرب، والاعتبار الأبرز هو في تحدي الإرادة الأمريكية، التي قد ترضخ للوقائع الجديدة والذهاب نحو إعطاء زخم للهدنة عوضا عن تعطيلها وعرقلتها، لأن من اتخذ قرار السيطرة على السفينة الإسرائيلية هو قادر على وضع ورقة البحر الأحمر بالثقل الذي يريد خدمة لشعبه ومستقبله وسيادته.
*كاتب لبناني
المصدر: الثورة نت
إقرأ أيضاً:
منتجع شيبارة أيقونة الفخامة والمغامرات في قلب البحر الأحمر
أجواء مذهلة تأخذ الحياة إلى ما هو أبعد من المعتاد، يدعو منتجع شيبارة ضيوفه للغوص في تجارب ساحرة تُركز على الرفاهية الاستثنائية. يمتزج التصميم المعماري الفريد والديكورات الداخلية التي تعكس الحرفية المدروسة للتصميم والملائمة للبيئة الطبيعية للجزيرة. يحيط بالمنتجع البحر الأحمر بمياهه الصافية والنقية وغناه البيولوجي، يحتضن أنواعًا بحرية متميزة وشعابًا مرجانية طبيعية. يستمد المنتجع إلهامه من التقاليد السعودية الأصيلة في الحفاوة، حيث تتجلى روح الضيافة والرعاية في كل تفاصيل الخدمة، مع الالتزام بمبادئ السياحة المستدامة.
يقع منتجع شيبارة على بُعد 25 كيلومترًا من البر، حيث يوفر درجات حرارة صيفية ملائمة مقارنةً بالمناطق الأخرى في شبه الجزيرة العربية. يمكن الوصول إلى المنتجع برحلة بالقارب تستغرق من 30 إلى 40 دقيقة، أو برحلة بالطائرة المائية لمدة 30 دقيقة من مطار البحر الأحمر الدولي. يضم المنتجع 73 فيلا فوق الماء وعلى الشاطئ، تتمتع بتصميم معماري مذهل يتيح للضيوف إمكانية الاستمتاع بمغامرات تحت الماء، وتجارب طهي استثنائية، بالإضافة للمنتجع الصحي الذي يحتفي بجمال الطبيعة، دون أن ننسى المساحات الواسعة للاسترخاء تحت أشعة الشمس وبين أمواج البحر ورماله الذهبية.
إقامة مستوحاة من الطبيعة ومتطلعة إلى مستقبلٍ مستدام
قدّمت شركة “كيلا ديزاين” مفهومًا معماريًا مبتكرًا لم يشهده عالم الضيافة من قبل. حيث استلهمت تصميم فيلات منتجع شيبارة من البحر، لتظهر وكأنها سلسلة من اللآلئ تطفو على المياه الصافية. يعكس التصميم جمال السماء والبحر، حيث تبدو الكرات الفولاذية المقاومة للصدأ وكأنها تندمج في الأفق البعيد، مانحة للمكان شعورًا بالاندماج مع الطبيعة. تتميز الفيلات بطابع مستقبلي، فهي معلقة فوق المياه لتقليل التأثير البيئي وتوفير بيئة طبيعية لنمو الشعاب المرجانية، إلى جانب توفير تجربة فريدة للضيوف تجعلهم يشعرون بأنهم جزء لا يتجزأ من المناظر البحرية المحيطة، حيث يمكنهم الاستمتاع بإطلالات خلابة من التراس المسبح والمنصة. أما الفيلات المطلة على الشاطئ، فتقع على الرمال البيضاء الناعمة، محاطة بمناظر طبيعية خلابة تشتمل على نباتات محلية، وتتيح للضيوف الوصول المباشر إلى الشواطئ الساحرة للجزيرة.
في داخل الفيلات، يجسد التصميم الداخلي الذي أبدعه ستوديو “باولو فيراري” التناسق الكامل مع الهندسة المعمارية الخارجية، ما وصفه المصمم بـ”المستقبل الطبيعي”. هذا التصميم لا يقتصر على كونه نظرة نحو المستقبل، بل يعبر عن إحساس عميق بالإنسانية والتواصل مع المحيط الطبيعي. تم الاعتماد في الداخل على مواد حرفية متميزة مثل الزجاج المصبوب، الحجر الجيري، البلوط والجلد، مما يخلق جوًا فاخرًا يشبه التواجد على متن يخت أنيق، حيث يتوازن الجمال والرقي بين التجديد والخلود الذي يتناغم مع التصميم الخارجي والمناظر الطبيعية المحيطة.
تتنوع أماكن الإقامة في شيبارة بين فيلات مائية بمساحة 188 مترًا مربعًا تحتوي على غرفة نوم واحدة، وفيلات ملكية مطلة على الشاطئ تضم أربع غرف نوم، إلى جانب ثلاث فيلات أخرى تقع على جزيرة صغيرة يمكن تخصيصها، وتتضمن أيضًا على رصيفًا خاصًا لليخوت. جميع الفيلات مزودة بمسابح خاصة وتوفر تجربة فريدة تضفي على الإقامة إحساسًا بالفخامة والرقي.
مطاعم تحتفي بالتميز في الطهي وتصاميم مستوحاة من المحيط
يحتوي المنتجع على خمسة مطاعم، صُممت بعناية من قبل مجموعة روكويل لتعكس البيئة البحرية من خلال عناصر مستوحاة من النباتات والحيوانات في البحر الأحمر، وهي مطعم إيكي.روا التفاعلي والذي يقدم أطباق نيكاي الحديثة وقوائم أوماكاسي، حيث يمكن للضيوف مشاهدة الطهاة أثناء إعداد أطباقهم، ومطعم أرياماري بإشراف الشيف ماركو غارفاغنيني، الذي يجلب خبرته من العمل في مطاعم حاصلة على نجمة ميشلان ويقدم أطباقًا مبتكرة بلمسة إيطالية.
بالإضافة إلى مطعم لونارا الشاطئي الذي يجمع بين الإطلالات الخلابة والأطباق الكلاسيكية والمأكولات المفضلة لجميع أفراد العائلة. مطعم ساريا يقدم المأكولات الشامية وسط أجواء دافئة وضيافة مميزة، كما يقدم مطعم سوليرا من موقعه المميز بجانب المسبح، مجموعة من المشروبات المنعشة والمحضرة بإتقان، للاستمتاع بها مع إطلالات ساحرة على غروب الشمس السينمائي للبحر الأحمر.
أنشطة فوق الماء في بيئة طبيعية مذهلة
توفر مياه البحر الأحمر المحيطة بجزيرة شيبارة ملعبًا طبيعيًا لممارسة الأنشطة فوق الماء. مثل التجديف، واقفًا على اللوح، أو التجديف في قارب الكاياك، أو ركوب الأمواج الشراعية والإبحار بالقارب الشراعي، يوفر المنتجع تجربة تناسب الجميع مع فريق مختص لتقديم الدروس للمبتدئين والتوجيه للضيوف.
تماشيًا مع التزام المنتجع بمبادئ السياحة المستدامة، تم توفير أنشطة مائية تعمل بالطاقة الكهربائية، مثل ألواح التزلج الإلكترونية والدراجات المائية، ورياضة ركوب الأمواج الإلكترونية، والتزلج على الماء، وركوب الأمواج خلف القارب الكهربائي الخاص بالمنتجع.
استكشاف العوالم البكر تحت الماء
تحت سطح المياه البيولوجية المتنوعة والمحيطة بجزيرة شيبارة، توجد عوالم كاملة تحت الماء تنتظر الاستكشاف. تتيح رحلات الغطس فرصة رائعة لرؤية الأسماك الملونة والشعاب المرجانية الصحية التي تأخذ من مياه البحر الأحمر موطنًا لها. توفر الرحلات إلى الشعاب المرجانية الخارجية والمياه العميقة فرصة للقاء بعض الأنواع البحرية الأكبر حجمًا في البحر الأحمر مثل أسماك نابليون، السلاحف، وحتى أسماك القرش. ويمكن لعشاق المغامرات الليلية تجربة الغطس الليلي لرؤية الظواهر البحرية المدهشة مثل التلألؤ الحيوي.
سيقع الغواصون في حب مياه البحر الأحمر، حيث تتوفر في شيبارة مجموعة متنوعة من دورات الغوص المعتمدة من PADI، بدءًا من جلسات Bubble Maker للأطفال إلى دورات الغوص المناسبة للضيوف الذين يسعون لتحسين مهاراتهم مثل الغوص للاكتشاف والغوص في المياه المفتوحة والإنقاذ، يتم إجراء جميع الأنشطة البحرية مع مراعاة المسؤولية والاستدامة والممارسات التجديدية.
سبا شيبارة – ملاذ للاسترخاء والعافية
يقدم سبا شيبارة تجربة استرخاء متكاملة، بتصميم يعكس ألوان الطبيعة وموادها من إبداع “مجموعة روكويل”. تستلهم العلاجات من قوة الطبيعة والبحر، باستخدام منتجات من علامات العافية الشهيرة AMRA وDr. Burgener والتي تحتوي على مكونات ثمينة مثل اللؤلؤ الأسود التاهيتي والكافيار الأخضر ومعادن نيزكية غنية.
يضم السبا خمس غرف علاج داخلية وثلاث كبائن خارجية، إضافة إلى مسبح حيوي، وجاكوزي، وساونا، وغرف بخار، وصالونات للرجال والنساء يوفر مركز اللياقة البدنية الذي يعمل على مدار الساعة خدمات تدريب شخصية مع فريق من المدربين الشخصيين تناسب جميع المستويات، مما يساعد الضيوف على تحقيق أهدافهم الصحية والبدنية.