الثورة نت:
2024-10-05@05:06:15 GMT

عطاء العظماء (1)

تاريخ النشر: 22nd, November 2023 GMT

 

 

لم أجد أي عطاء يفوق عطاهم، ولا تضحية تفوق تضحيتهم، هم للعطاء والتضحية عنوان، ولعمري ما سمعت ولا شاهدت مثيلا لهم قط، إنهم الشهداء العظماء، من صدقوا الله عهدا، وباعوا أنفسهم لله، وتاجروا مع الله فربحت تجارتهم، وتجاوزوا البوار والخسارة، وأثمرت تضحياتهم عزا ونصرا وتمكينا وفتحا مبينا، وأنا هنا لا أبالغ، ولا أنافق، ولا أداهن، ولا أدلس، ولكنها الحقيقة الدامغة التي لا غبار عليها، ولا شك ولا لبس فيها على الإطلاق.


لو طلب من الواحد منا الذهاب لقضاء حاجة، أو تنفيذ مهمة ما سيحصل من وراء قيامه بها على مبلغ مالي محترم؛ فإنه لن يتردد في ذلك، وسيسابق الريح لتنفيذ المهمة، في سبيل الحصول على المبلغ، ولكنه لو علم بأن هذه المهمة فيها من المخاطر ما يشكل خطرا على حياته؛ فإنه لن يتردد في رفض العرض وعدم القبول بالمهمة حتى ولو تم رفع سقف المغريات المادية، ولسان حاله (يا روح ما بعدك روح).
ولو علمت أنا أو أنت بما يخبئه لي أو لك القدر لأخذنا كل الاحتياطات والإجراءات الاحترازية اللازمة، فعلى سبيل المثال، لو قررت السفر من صنعاء إلى تعز في يوم محدد، وعلمت علما يقينيا بأنك ستتعرض لحادث مروري أثناء سفرك وستموت على إثر هذا الحادث، فإنك لن تسافر، وستلزم عليك منزلك ولن تغادره على الإطلاق، خوفا من الموت، وحبا في الحياة، وقس على ذلك أي مهام يكون ثمن القيام بها الموت.
ولكن المسألة تختلف مع الشهداء العظماء، فالروحية الإيمانية التي يمتلكونها، والإخلاص الذي هم عليه، يدفعهم إلى الجهاد في سبيل الله بكل شجاعة وبسالة وإقدام، وأعينهم على غايتين : إما النصر وإما الشهادة، يدركون أن حياتهم معرضة للخطر في أي لحظة، ومع ذلك يتسابقون على الجبهات، ويسارعون إلى مواجهة الأعداء، في أروع صور البطولة والتضحية والفداء، ينشدون النصر أو الشهادة، ومن أجل الثانية يتسابقون لأنهم يدركون ثمنها وثمرتها ومكرماتها وعطاياها الإلهية، يدركون أن في الشهادة الحياة، الحياة الحقيقية، الحياة الأبدية لا موت فيها، حياة الخلود، والنعيم المقيم .
تضحية الشهداء فريدة من نوعها، ومن أجل ذلك منحهم الله الوسام الإلهي الأكبر والأعظم والأغلى، وهو وسام الشهادة، ولهذا هم النموذج الأمثل في أوساطنا، وهم الشريحة الأرفع قدرا في مجتمعاتنا، بات لهم مؤسسة وطنية خاصة بالشهداء تختص بشؤون أسرهم وذويهم وتحيطهم بالرعاية والاهتمام، وبات لهم ذكرى سنوية تستمر قرابة الأسبوع تشهد فيها عموم مديريات ومحافظات الجمهورية الحرة إقامة معارض خاصة بالشهداء، وإقامة الفعاليات والأنشطة الثقافية والخطابية ذات الصلة.
بالمختصر المفيد، تضحية الشهداء لا نظير لها، فهي الأنموذج الفريد بين التضحيات، ولهذا من حقهم علينا كدولة ومؤسسات وأفراد أن نقدر تضحياتهم وأن نبادلهم الوفاء بالوفاء، كأقل ما يمكن علينا القيام به تجاههم من خلال الاهتمام بأولادهم وأسرهم على مدار العام.
قلت قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم ووالدينا ووالديكم وعاشق النبي يصلي عليه وآله.

المصدر: الثورة نت

إقرأ أيضاً:

«مورو» يمنح لجنة التظلمات المركزية لموظفي حكومة دبي الشهادة الخضراء

دبي: «الخليج»
قام مركز البيانات للحلول المتكاملة «مورو»، الشركة التابعة ل«ديوا الرقمية»، الذراع الرقمي لهيئة كهرباء ومياه دبي، بمنح الشهادة الخضراء للجنة التظلمات المركزية لموظفي حكومة دبي.
وقدّم سعيد محمد الطاير، العضو المنتدب الرئيس التنفيذي لهيئة كهرباء ومياه دبي، الشهادة إلى خلفان أحمد حارب، رئيس اللجنة، وذلك خلال فعاليات معرض «ويتيكس».
ويأتي هذا تقديرًا لالتزام اللجنة بمبادئ الاستدامة عبر اعتماد خدمات السحابة الخضراء من «مورو»، كما يؤكد على التزامها بالتحول الرقمي المسؤول.
وقال سعيد الطاير،: «تعمل ديوا الرقمية ومركز مورو وفق رؤية وتوجيهات صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي رعاه الله، لجعل الإمارات عاصمة رقمية على مستوى العالم. وتتماشى مبادرة الشهادة الخضراء مع أهداف دولة الامارات في مجال التحول الرقمي والاستدامة».
من جهته، صرّح خلفان أحمد حارب: «يُعّد حصولنا على الشهادة الخضراء تكريمًا كبيرًا لنا، ومن خلال اعتماد السحابة الخضراء من»مورو«، تمكنا من تقليص أثرنا البيئي بشكل ملموس مع الحفاظ على كفاءة عملياتنا التشغيلية، وهذا التكريم يحّفزنا على مواصلة تبني حلول مبتكرة تتماشى مع الأهداف البيئية لدولة الإمارات وتسهم في بناء مستقبل أكثر استدامة».
واعتمدت لجنة التظلمات المركزية لموظفي حكومة دبي السحابة الخضراء من «مورو»، وهي منصة حوسبة سحابية متقدمة وموفرة للطاقة، مصممة لتقليل انبعاثات الكربون في عملياتها.
ومن جانبه، قال المهندس مروان سالم بن حيدر، نائب رئيس مجلس الإدارة للقطاع الرقمي والرئيس التنفيذي لمجموعة ديوا الرقمية: «استخدمت لجنة التظلمات المركزية لموظفي حكومة دبي السحابة الخضراء التابعة لخفض انبعاثات الكربون في عملياتها، الأمر الذي يعكس النهج المتقدم في مجال الاستدامة الذي تتبناه اللجنة».
وتتميز السحابة الخضراء من «مورو» بمزاياها البيئية الكبيرة، التي تشمل تقليل استهلاك الطاقة، وتعزيز الكفاءة التشغيلية، وزيادة مستوى أمن البيانات، مع توفير بنية تحتية قوية وقابلة للتوسع.
وتُبرز الشهادة الخضراء الممنوحة للجنة التظلمات المركزية لموظفي حكومة دبي الأهمية المتزايدة لتبني الحلول الرقمية التي تسهم في تحقيق الاستدامة.

مقالات مشابهة

  • الأب مدرسة الحياة.. وبر الوالدين النجاة
  • صلاح عبدالله يدعم لبنان برساله مؤثرة: "فيها أهلي وأحبابي.. لبنان يا الله"
  • «مورو» يمنح لجنة التظلمات المركزية لموظفي حكومة دبي الشهادة الخضراء
  • زيارة ..
  • وجعلناها رجومًا للشياطين
  • ماذا قال مصطفى محمود عن الحياة بعد الموت؟.. أسرار من العلم والإيمان
  • رسالة من عبد المسيح لبري.. هذا ما جاء فيها
  • بعض الدعامة وهم في الرمق الأخير عند تلقينهم الشهادة كان الرد.. سب الدين وفيهم البقول جاهزية
  • توقعات ليلى عبد اللطيف الأخيرة.. ظهور سياسي بارز على قيد الحياة بعد الإعلان عن اغتياله
  • في رحاب الخالدين يا سيد الشهداء.. وعدت فأوفيت ونلت ما تمنيت