الثورة نت:
2025-01-09@00:37:03 GMT

عطاء العظماء (1)

تاريخ النشر: 22nd, November 2023 GMT

 

 

لم أجد أي عطاء يفوق عطاهم، ولا تضحية تفوق تضحيتهم، هم للعطاء والتضحية عنوان، ولعمري ما سمعت ولا شاهدت مثيلا لهم قط، إنهم الشهداء العظماء، من صدقوا الله عهدا، وباعوا أنفسهم لله، وتاجروا مع الله فربحت تجارتهم، وتجاوزوا البوار والخسارة، وأثمرت تضحياتهم عزا ونصرا وتمكينا وفتحا مبينا، وأنا هنا لا أبالغ، ولا أنافق، ولا أداهن، ولا أدلس، ولكنها الحقيقة الدامغة التي لا غبار عليها، ولا شك ولا لبس فيها على الإطلاق.


لو طلب من الواحد منا الذهاب لقضاء حاجة، أو تنفيذ مهمة ما سيحصل من وراء قيامه بها على مبلغ مالي محترم؛ فإنه لن يتردد في ذلك، وسيسابق الريح لتنفيذ المهمة، في سبيل الحصول على المبلغ، ولكنه لو علم بأن هذه المهمة فيها من المخاطر ما يشكل خطرا على حياته؛ فإنه لن يتردد في رفض العرض وعدم القبول بالمهمة حتى ولو تم رفع سقف المغريات المادية، ولسان حاله (يا روح ما بعدك روح).
ولو علمت أنا أو أنت بما يخبئه لي أو لك القدر لأخذنا كل الاحتياطات والإجراءات الاحترازية اللازمة، فعلى سبيل المثال، لو قررت السفر من صنعاء إلى تعز في يوم محدد، وعلمت علما يقينيا بأنك ستتعرض لحادث مروري أثناء سفرك وستموت على إثر هذا الحادث، فإنك لن تسافر، وستلزم عليك منزلك ولن تغادره على الإطلاق، خوفا من الموت، وحبا في الحياة، وقس على ذلك أي مهام يكون ثمن القيام بها الموت.
ولكن المسألة تختلف مع الشهداء العظماء، فالروحية الإيمانية التي يمتلكونها، والإخلاص الذي هم عليه، يدفعهم إلى الجهاد في سبيل الله بكل شجاعة وبسالة وإقدام، وأعينهم على غايتين : إما النصر وإما الشهادة، يدركون أن حياتهم معرضة للخطر في أي لحظة، ومع ذلك يتسابقون على الجبهات، ويسارعون إلى مواجهة الأعداء، في أروع صور البطولة والتضحية والفداء، ينشدون النصر أو الشهادة، ومن أجل الثانية يتسابقون لأنهم يدركون ثمنها وثمرتها ومكرماتها وعطاياها الإلهية، يدركون أن في الشهادة الحياة، الحياة الحقيقية، الحياة الأبدية لا موت فيها، حياة الخلود، والنعيم المقيم .
تضحية الشهداء فريدة من نوعها، ومن أجل ذلك منحهم الله الوسام الإلهي الأكبر والأعظم والأغلى، وهو وسام الشهادة، ولهذا هم النموذج الأمثل في أوساطنا، وهم الشريحة الأرفع قدرا في مجتمعاتنا، بات لهم مؤسسة وطنية خاصة بالشهداء تختص بشؤون أسرهم وذويهم وتحيطهم بالرعاية والاهتمام، وبات لهم ذكرى سنوية تستمر قرابة الأسبوع تشهد فيها عموم مديريات ومحافظات الجمهورية الحرة إقامة معارض خاصة بالشهداء، وإقامة الفعاليات والأنشطة الثقافية والخطابية ذات الصلة.
بالمختصر المفيد، تضحية الشهداء لا نظير لها، فهي الأنموذج الفريد بين التضحيات، ولهذا من حقهم علينا كدولة ومؤسسات وأفراد أن نقدر تضحياتهم وأن نبادلهم الوفاء بالوفاء، كأقل ما يمكن علينا القيام به تجاههم من خلال الاهتمام بأولادهم وأسرهم على مدار العام.
قلت قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم ووالدينا ووالديكم وعاشق النبي يصلي عليه وآله.

المصدر: الثورة نت

إقرأ أيضاً:

في محكمة الأسرة.. حالات يجوز فيها رفع دعوى طلاق للضرر

شهدت أركان محكمة الأسرة قصص وحكايات عديدة لشباب فتيات، تحولت حياتهم من حب ودفء واستقرار لزعزعة وحقد وكراهية لعدة أسباب، وبعضهم يجوز فيهم رفع دعوى طلاق للضرر، وسنرصد الحالات التي يسمح فيه رفع تلك الدعاوي في هذا التقرير.

حالات الطلاق للضرر:

-إذا علمت الزوجة بخيانة زوجها لها وزواجه من سيدة أخرى.

- إذا هجرها زوجها أكثر من 6 أشهر.

- إذا تعرضت الزوجة للسب والقذف من زوجها.


- إذا صدر حكم قضائي على الزوج ودخل السجن.


-إذا وقع على الزوجة ضرر سواء أكان نفسيا أو جسديا.

- إذا امتنع الزوج عن الانفاق على زوجته.

مقالات مشابهة

  • التأكيد على أهمية تعزيز الهوية الإيمانية وتجسيد مبادئ الإسلام في مختلف جوانب الحياة
  • البنك المركزي يسحب فائض سيولة بقيمة 1.145 تريليون جنيه في عطاء السوق المفتوحة
  • ترامب ينشر تغريدة يهاجم فيها نتنياهو
  • الدهلكي: سجون العراق تفتقر الى ابسط مقومات الحياة
  • متحف هُنّ الحياة.. واحة الإبداع النسوي تنبض في قلب العراق (صور)
  • ليس بمقال.. بل فضفضة عامة وبحث عن شغف الحياة المفقود في ثنايا أرواحنا
  • لميس الحديدي: الوفود الأمريكية والفرنسية تتوافد إلى بيروت في أول انتخابات لا تتدخل فيها سوريا
  • في محكمة الأسرة.. حالات يجوز فيها رفع دعوى طلاق للضرر
  • أكبر مصانع الاسمنت في العراق يعود الى الحياة
  • العدو الصهيوني يجرّد غزة من حقّها في الحياة والاستشفاء