الثورة نت:
2025-02-08@20:13:25 GMT

عطاء العظماء (1)

تاريخ النشر: 22nd, November 2023 GMT

 

 

لم أجد أي عطاء يفوق عطاهم، ولا تضحية تفوق تضحيتهم، هم للعطاء والتضحية عنوان، ولعمري ما سمعت ولا شاهدت مثيلا لهم قط، إنهم الشهداء العظماء، من صدقوا الله عهدا، وباعوا أنفسهم لله، وتاجروا مع الله فربحت تجارتهم، وتجاوزوا البوار والخسارة، وأثمرت تضحياتهم عزا ونصرا وتمكينا وفتحا مبينا، وأنا هنا لا أبالغ، ولا أنافق، ولا أداهن، ولا أدلس، ولكنها الحقيقة الدامغة التي لا غبار عليها، ولا شك ولا لبس فيها على الإطلاق.


لو طلب من الواحد منا الذهاب لقضاء حاجة، أو تنفيذ مهمة ما سيحصل من وراء قيامه بها على مبلغ مالي محترم؛ فإنه لن يتردد في ذلك، وسيسابق الريح لتنفيذ المهمة، في سبيل الحصول على المبلغ، ولكنه لو علم بأن هذه المهمة فيها من المخاطر ما يشكل خطرا على حياته؛ فإنه لن يتردد في رفض العرض وعدم القبول بالمهمة حتى ولو تم رفع سقف المغريات المادية، ولسان حاله (يا روح ما بعدك روح).
ولو علمت أنا أو أنت بما يخبئه لي أو لك القدر لأخذنا كل الاحتياطات والإجراءات الاحترازية اللازمة، فعلى سبيل المثال، لو قررت السفر من صنعاء إلى تعز في يوم محدد، وعلمت علما يقينيا بأنك ستتعرض لحادث مروري أثناء سفرك وستموت على إثر هذا الحادث، فإنك لن تسافر، وستلزم عليك منزلك ولن تغادره على الإطلاق، خوفا من الموت، وحبا في الحياة، وقس على ذلك أي مهام يكون ثمن القيام بها الموت.
ولكن المسألة تختلف مع الشهداء العظماء، فالروحية الإيمانية التي يمتلكونها، والإخلاص الذي هم عليه، يدفعهم إلى الجهاد في سبيل الله بكل شجاعة وبسالة وإقدام، وأعينهم على غايتين : إما النصر وإما الشهادة، يدركون أن حياتهم معرضة للخطر في أي لحظة، ومع ذلك يتسابقون على الجبهات، ويسارعون إلى مواجهة الأعداء، في أروع صور البطولة والتضحية والفداء، ينشدون النصر أو الشهادة، ومن أجل الثانية يتسابقون لأنهم يدركون ثمنها وثمرتها ومكرماتها وعطاياها الإلهية، يدركون أن في الشهادة الحياة، الحياة الحقيقية، الحياة الأبدية لا موت فيها، حياة الخلود، والنعيم المقيم .
تضحية الشهداء فريدة من نوعها، ومن أجل ذلك منحهم الله الوسام الإلهي الأكبر والأعظم والأغلى، وهو وسام الشهادة، ولهذا هم النموذج الأمثل في أوساطنا، وهم الشريحة الأرفع قدرا في مجتمعاتنا، بات لهم مؤسسة وطنية خاصة بالشهداء تختص بشؤون أسرهم وذويهم وتحيطهم بالرعاية والاهتمام، وبات لهم ذكرى سنوية تستمر قرابة الأسبوع تشهد فيها عموم مديريات ومحافظات الجمهورية الحرة إقامة معارض خاصة بالشهداء، وإقامة الفعاليات والأنشطة الثقافية والخطابية ذات الصلة.
بالمختصر المفيد، تضحية الشهداء لا نظير لها، فهي الأنموذج الفريد بين التضحيات، ولهذا من حقهم علينا كدولة ومؤسسات وأفراد أن نقدر تضحياتهم وأن نبادلهم الوفاء بالوفاء، كأقل ما يمكن علينا القيام به تجاههم من خلال الاهتمام بأولادهم وأسرهم على مدار العام.
قلت قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم ووالدينا ووالديكم وعاشق النبي يصلي عليه وآله.

المصدر: الثورة نت

إقرأ أيضاً:

موظفو مؤسسة درب الإحسان للتنمية يزورون ضريح الشهيد القائد ومعالم تاريخية بصعدة

يمانيون../
زار وفد من موظفي مؤسسة درب الإحسان للتنمية والمنشآت التابعة لها ضريح الشهيد القائد حسين بدر الدين الحوثي – رضوان الله عليه – وجرف سلمان، إضافة إلى ضريح الشهيد عبدالله علي مصلح في منطقة مران، وروضات الشهداء، وعدد من المعالم التاريخية بمحافظة صعدة.

وتأتي هذه الزيارة، التي استمرت ثلاثة أيام، ضمن الأنشطة التي تنفذها المؤسسة والمنشآت التابعة لها في الذكرى السنوية للشهيد القائد للعام 1446 هـ، بهدف استلهام الدروس والعبر، والتعرف عن قرب على المشروع القرآني الذي أسسه السيد حسين بدر الدين الحوثي – رضوان الله عليه.

ترأس الوفد رئيس المؤسسة، الأستاذ أحمد المغربي، ورافقه كل من عميد كلية فلسطين الحديثة الدكتور فتح النديش، ونائب مدير عام مستشفى الشهيد أبو حرب الملصي الدكتور فارس العمراني، والمدير الطبي بالمستشفى الدكتور أحمد الحاضري.

وخلال الزيارة، قرأ الوفد دعاء زيارة الشهيد القائد، سورة الفاتحة وسورة الإخلاص على روحه، مستذكرين مواقفه العظيمة في مواجهة قوى الاستكبار والطغيان.

واستمع الزائرون إلى شرح مفصل من المجاهد الحاج محسن غابش، تناول فيه حياة ونشأة الشهيد القائد، وتحرك والده، العالم الرباني بدر الدين الحوثي – رضوان الله عليهما – في مواجهة التكفيريين، بالإضافة إلى تأسيس المشروع القرآني، والجرائم التي ارتكبها النظام العميل خلال ست حروب لإسكاته.

وأكد المجاهد محسن غابش أن الشهيد القائد جسد معاني الإباء والكرامة في سبيل نصرة دين الله، رغم المعاناة التي واجهها من السلطة العميلة آنذاك، والتي مارست القمع والاضطهاد لإرضاء أمريكا وإسرائيل.

عقب ذلك، زار الوفد جرف سلمان، حيث تنقلوا في أماكن الرباط والجهاد التي شهدت صمود الشهيد القائد ورفاقه، مستذكرين حجم التضحيات والمعاناة التي واجهوها خلال تلك الفترة.

كما شملت الزيارة ضريح الشهيد عبدالله علي مصلح، حيث قرأ الزائرون دعاء زيارة الشهداء، وسورة الفاتحة والإخلاص على روحه، مستذكرين مواقفه البطولية في مواجهة أعداء الأمة.

وفي إطار الجولة، زار الوفد مسجد ومقام الإمام الهادي – عليه السلام – بمدينة صعدة القديمة، قبل أن يتجهوا إلى منطقة مطره، التي كانت المركز والمنطلق الأول للمجاهدين في بداية المشروع القرآني، حيث تعرّفوا على أماكن الرباط والجهاد الأولى خلال الحروب الست.

واختتم الوفد زيارته بالتوجه إلى روضة الشهداء في آل الصيفي، حيث جددوا عهدهم بالسير على النهج القرآني، ومواصلة الصمود والثبات في وجه الطغيان، وفاء لدماء الشهداء وتضحياتهم.

مقالات مشابهة

  • موظفو مؤسسة درب الإحسان للتنمية يزورون ضريح الشهيد القائد ومعالم تاريخية بصعدة
  • موعد ليلة النصف من شعبان 2025.. فضلها والأعمال المستحبة فيها.. ودعاؤها المستجاب
  • الشهداء حققوا أعظم ما يحتاجه الشعب
  • معنى الشهادة الواردة في حديث «الشهداء خمسة» ومدى وجوب تغسيلهم وتكفينهم والصلاة عليهم
  • خطيب المسجد النبوي: الدنيا دار ابتلاء لا يجزع فيها العبد المؤمن
  • «راجعين ندفن الحبايب».. «زيارة قبور الشهداء» أول مشوار للغزيين بعد العودة
  • 6 أماكن يستجاب فيها الدعاء في الحرم المكي.. لا ترد فيها دعوة وتفتح الأبواب المغلقة
  • سر تسمية ليلة النصف من شعبان بالبراءة.. يستحب فيها الصلاة والذكر والدعاء
  • رسالة من قاسم لجرحى حزب الله.. هذا ما جاء فيها
  • موعد ليلة النصف من شعبان 2025 .. وهذا أفضل دعاء مستجاب لا يُرد فيها