جريدة الوطن:
2024-12-25@05:18:07 GMT

تهديدات قاسية تنذر بفقدان الغابات

تاريخ النشر: 22nd, November 2023 GMT

 

تهديدات قاسية تنذر بفقدان الغابات

 

 

 

 

 

 

 

على الرغم من الدور الحيوي الذي تؤديه الغابات في تحسين حياة البشر، بما توفره من خدمات لتنظيم المناخ، والحفاظ على حرارة الكوكب عند مستويات قابلة للعيش، إضافة إلى ثرائها بالنظم البيئية، وتوفير المأوى للعديد من الكائنات الأخرى، وحفظ التنوع البيولوجي، إلا أن معدلات فقدان مساحات واسعة من تلك الغابات تزايدت بوتيرة متسارعة خلال الفترة الأخيرة.

 

وطوال السنوات الماضية، ألقى خبراء حماية الطبيعة باللوم على قطاع الزراعة، باعتباره السبب الرئيسي وراء فقدان الغابات، بغرض توفير مساحات إضافية للتوسع الزراعي.

لكن دراسة حديثة نشرتها دورية “وان إيرث” كشفت أن الزراعة ليست المتهم الوحيد وراء إزالة الغابات، التي أصبحت تواجه مجموعة تهديدات قاسية ومتنوعة، تنذر بفقدان الغطاء الأخضر لكوكب الأرض.

ووفق الدراسة، فإن “نسبةً تزيد على 60% من معدلات فقدان الغابات، المرتبطة بنمو الاقتصاد العالمي، خلال عام 2014، ترجع إلى تزايُد الاستهلاك النهائي لمنتجات غير زراعية مثل التعدين والسلع المرتبطة بالأخشاب التي يتم الحصول عليها عن طريق قطع الأشجار، إضافةً إلى الصناعات القائمة عليها”.

يرى مؤلفو الدراسة، بقيادة بن تشين -زميل ما بعد الدكتوراة في قسم العلوم والهندسة البيئية بجامعة “فودان” الصينية- أنه “يجب مراعاة أسواق التجارة الدولية عند تصميم إستراتيجيات حفظ التنوع البيولوجي، نظرًا إلى أن التغييرات الجارية في استخدامات الأراضي أصبحت لا تقتصر فقط على الطلب المحلي، بل تتأثر تأثرًا غير مباشر بحركة الطلب في الأسواق الدولية، والاستهلاك المتزايد لموارد الأرض”.

يوضح “تشين” -في تصريحات لـ”للعلم”- أن “الدراسة اعتمدت على ربط معدلات فقدان الغابات بحركة التجارة في العالم من خلال استخدام بيانات ومعلومات جغرافية من مصادر متعددة، وتحليلها ضمن نماذج اقتصادية، لتقييم الأسباب المباشرة وغير المباشرة وراء فقدان المسطحات الخضراء والغابات”.

أظهرت النتائج أن “أكثر من ثلث معدلات فقدان الغابات يرتبط بحركة التصدير بشكل أساسي من مناطق روسيا وكندا والمناطق الاستوائية إلى البر الرئيسي للصين والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة الأمريكية، وأن نسبةً تتراوح بين 23 و49% من خسائر الغابات في مناطق أمريكا اللاتينية وأفريقيا الوسطى وكندا وروسيا وإندونيسيا مرتبطة بالتصدير، في حين ارتفعت هذه النسبة لتصل إلى 65 و78% بمناطق أستراليا وأوقيانوسيا وجنوب شرق آسيا”.

ويشير البيان الصحفي المرافق للدراسة إلى أن “الدراسات السابقة ركزت على إزالة الغابات من خلال تقييم مستويات فقدان الغطاء الشجري بشكل كامل، أما الدراسة الحالية فقد ركزت على الغابات السليمة، ما أتاح للباحثين فرصة تسليط الضوء على التأثيرات السلبية الناتجة عن تدهور مناطق تلك الغابات وتفتُّتها، من خلال ربط ذلك بالنشاط الاقتصادي”.

يقول “تشين”: كثير من البلدان التي لديها خطط للحفاظ على ما لديها من مناطق خضراء تلجأ إلى استيراد احتياجاتها من المنتجات التي تعتمد على موارد الغابات من خلال سلاسل توريد عالمية، مما يؤدي إلى إزاحة التأثيرات البيئية الناجمة عن الضغط على استخدام الأراضي، إلى مناطق أخرى خارج حدودها قد تشهد فقدانًا متسارعًا في الغطاء الأخضر.

ويضرب “تشين” مثلًا لأهمية مراعاة أسواق التجارة الدولية عند وضع خطط حماية التنوع البيولوجي، مضيفًا: يمكن تحسين حملات المستهلكين الحالية، ومبادرات سلسلة التوريد، مثل تعزيز الاستخدام المستدام لمنتجات مثل زيت النخيل وفول الصويا، بما يضمن وضع معدلات فقدان الغطاء الطبيعي (IFL) عند اعتماد خطط إنشاء مناطق الغابات واستخداماتها.

ويؤكد مؤلفو الدراسة أهمية الحفاظ على الغابات السليمة بما تحويه من نظم طبيعية متنوعة، وقدرة على مقاومة الاضطرابات الطبيعية مثل الحرائق، بالإضافة إلى قدرتها على تخزين كميات أكبر من الانبعاثات الكربونية، محذرين من أن “مجرد إزالة مساحة ضيقة من الغابات يمكن أن يؤثر على هيكلها العام ومكوناتها الطبيعية”.

يقول “تشين”: إن الغابات الطبيعية السليمة في أفريقيا وأمريكا الجنوبية -على سبيل المثال- يمكنها تخزين أكثر من ثلاثة أضعاف كمية الكربون لكل هكتار، مقارنةً بالغابات الأخرى التي أصابها الضرر نتيجة اضطرابات طبيعية أو أنشطة اقتصادية؛ إذ أظهرت دراسة سابقة لتقييم متوسط كثافة الكربون في مناطق الغابات الاستوائية أن نسبة تخزين الكربون في غابات أفريقيا تزيد بمقدار 3.7 مرات عن المناطق الأخرى، وبمقدار 3.4 مرات في أمريكا الجنوبية، وبنحو 1.7 مرة أعلى في جنوب شرق آسيا.

عن أميركان سيانتافيك

 


المصدر: جريدة الوطن

إقرأ أيضاً:

حزب بايدن في مفترق طرق.. بين أزمة الثقة واستراتيجيات المستقبل

بعد سلسلة من الهزائم الانتخابية المدوية في عام 2024، يجد الحزب الديمقراطي الأمريكي نفسه أمام تحديات جسيمة تتعلق بتماسكه الداخلي وصورته العامة، فمن خسارة الرئاسة إلى فقدان السيطرة على الكونغرس، لم تقتصر الهزائم على القضايا السياسية فحسب، بل امتدت إلى فقدان الثقة من قطاعات واسعة من الناخبين، الذين كانوا في وقتٍ ما من أكبر داعمي الحزب.

خسائر شاملة ومراجعات مقلقة

بعد الانتخابات الرئاسية في نوفمبر 2024، يبدو أن الحزب الديمقراطي قد خسر الكثير من قوته السياسية على جميع الأصعدة.

فقد أظهرت استطلاعات الرأي والبحوث الأخيرة، بما في ذلك دراسة أجرتها مجموعة "Navigator Research"، أن الديمقراطيين يعانون من تآكل في الدعم الشعبي، لا سيما بين الناخبين التقليديين الذين وصفوا الحزب بالضعف والتركيز المفرط على قضايا التنوع والنخب السياسية، مما خلق فجوة بين ما يراه الحزب من أولويات وما يريده الناخب العادي.

العديد من المشاركين في هذه الدراسات قارنوا الحزب الديمقراطي بحيوانات ذات صفات سلبية، مثل النعامة والكوالا.

فالنعامة، كما وصفها البعض، ترمز إلى قيادة الحزب التي "تدفن رؤوسها في الرمال"، متجاهلة واقع فشل سياساتها.

أما الكوالا، فترمز إلى القيادة المتساهلة التي تفشل في اتخاذ القرارات الحاسمة اللازمة لتحقيق الانتصارات السياسية المطلوبة.

غياب الاستراتيجية الموحدة

في ضوء هذه الخسائر المدمرة، يواجه الحزب الديمقراطي غيابًا واضحًا في القيادة والاتجاه الاستراتيجي.

فبينما يلوم البعض الرئيس بايدن على الوضع، يشير آخرون إلى التحديات الاقتصادية مثل التضخم، أو إلى فقدان السيطرة على الثقافة العامة.

وفي المقابل، تشير ردود أفعال المشاركين في الدراسات إلى أن هناك قضايا أعمق، تتعلق بالسياسات الداخلية وعدم قدرتها على التأثير بشكل فعال في مختلف شرائح المجتمع الأمريكي.

وراشيل راسل، مديرة التحليلات في "Navigator Research"، أكدت أن هناك "توبيخًا لاذعًا" للسياسات والممارسات الديمقراطية، مشيرة إلى أن الضعف الذي يشعر به الناس تجاه الحزب ليس ناتجًا فقط عن رسالته، بل ربما بسبب غياب الفاعلية في السياسة والقدرة على الاستجابة لمطالب الناخبين.

كامالا هاريس ومستقبل الحزب

إحدى الشخصيات المثيرة للجدل في الحزب الديمقراطي هي كامالا هاريس، نائب الرئيس الحالي، التي يواجه ترشحها للمستقبل العديد من التحديات.

ورغم أن بعض مؤيدي الحزب يعتبرون أن ترشح هاريس للرئاسة قد يكون خيارًا جيدًا في حال انسحب بايدن، إلا أن العديد من المشاركين في البحث وصفوا هاريس بعدم الصدق والافتقار إلى الكفاءة.

وقد قارنها البعض بترامب الذي، رغم تصريحاته المثيرة للجدل، بدا أكثر مصداقية في نظر العديد من الناخبين.

تزامنًا مع هذه التعليقات السلبية، تدرس هاريس مستقبلها السياسي وتفاضل بين الترشح للرئاسة مرة أخرى أو الترشح لمنصب حاكم ولاية كاليفورنيا في 2026.

ومع هذا التردد في قيادتها، يبدو أن الحزب الديمقراطي يعيش مرحلة حاسمة من إعادة التفكير والتقييم للخيارات المستقبلية.

مقالات مشابهة

  • هل يزيد ركوب المترو بدون سدادات للأذن من مخاطر الإصابة بفقدان السمع في مصر؟
  • أوامر بإجلاء المئات بسبب حرائق الغابات في فيكتوريا الأسترالية
  • إسرائيل تنذر سكان «الشجاعية» بإخلاء منازلهم
  • تهديدات أمريكية.. ترامب يضع إيران تحت المجهر وضربة عسكرية قيد الدراسة
  • تهديدات أمريكية.. ترامب يضع إيران تحت المجهر وضربة عسكرية قيد الدراسة - عاجل
  • عاصفة ثلجية تضرب البوسنة والهرسك.. تعليق الدراسة وانقطاع الكهرباء في عدة مناطق
  • حزب بايدن في مفترق طرق.. بين أزمة الثقة واستراتيجيات المستقبل
  • جماهير الأهلي توجه رسائل قاسية للاعبين خلال مباراة شباب بلوزداد
  • فيلم السنة العاشرة.. صورة حياة في الغابات بعد الانهيار العظيم
  • علاج ياباني يقدم بديلاً لأطقم الأسنان والغرسات