15 مليون شخص حول العالم مهددون بخطر فيضانات البحيرات الجليدية

 

 

 

 

 

 

حذرت دراسة نشرتها دورية “نيتشر كومينيكيشنز” (Nature Communications)، من تعرُّض خمسة عشر مليون شخص حول العالم لمخاطر الفيضانات التي قد يسببها ذوبان البحيرات الجليدية في المناطق التي يعيش فيها السكان في جبال آسيا المرتفعة (الهند وباكستان والصين) وجبال الأنديز (بيرو وبوليفيا).

وتشير الدراسة إلى أن “أكثر من نصف السكان المهددين بمخاطر فيضانات البحيرات الجليدية عالميًّا موجودون في أربع دول فقط، هي الهند وباكستان وبيرو والصين”، مضيفةً أنه “نظرًا إلى أن ارتفاع درجة حرارة المناخ يذيب الأنهار الجليدية، يمكن أن تتجمع المياه الذائبة لتشكل بحيرات بالقرب من الأنهار الجليدية”.

وتضيف: عندما يصبح المناخ أكثر دفئًا، تتراجع الأنهار الجليدية وتتجمع المياه الذائبة في الجزء الأمامي من النهر الجليدي، وتشكل بحيرة، ويمكن أن تنفجر هذه البحيرات فجأةً وتتسبب في تدفُّق سريع لفيضان البحيرات الجليدية، الذي يمكن أن ينتشر على مسافة كبيرة من الموقع الفعلي للبحيرة، تصل إلى أكثر من 120 كم في بعض الحالات، ويمكن أن تكون هذه الفيضانات مدمرةً للغاية وتضر بالممتلكات والبنية التحتية والأراضي الزراعية، ويمكن أن تؤدي إلى خسائر كبيرة في الأرواح.

درس فريق البحث 1089 حوضًا من أحواض البحيرات الجليدية في جميع أنحاء العالم، وعدد الأشخاص الذين يعيشون على بُعد 50 كيلومترًا من كل بحيرة، بالإضافة إلى مستوى التطور في تلك المناطق وغيرها من المؤشرات المجتمعية لتحديد مستوى التهديد، ثم استخدموا هذه المعلومات لتحديد وتصنيف احتمالية الضرر الناجم عن فيضانات البحيرات الجليدية على نطاق عالمي، وتقييم قدرة المجتمعات على الاستجابة بفاعلية لهذه الفيضانات.

ويوضح “توماس روبنسون” -المحاضر في أخطار الكوارث الطبيعية في كلية علوم الأرض والبيئة في جامعة “كانتربري” النيوزيلندية، والمؤلف الرئيسي للدراسة- أن “هذه هي المرة الأولى التي يتمكن فيها الباحثون من تقدير عدد الأشخاص المعرضين للفيضانات المحتملة للبحيرات الجليدية على نطاق عالمي”.

يقول “روبنسون” في تصريحات لـ”للعلم”: قبل ذلك، نظرت الدراسات فقط في التأثيرات المحتملة للفيضانات على المستويين المحلي أو الإقليمي، لكن الدراسة التي أجريناها تعني أنه يمكننا الآن تحديد البلدان ومستجمعات الأنهار التي يجب اعتبارها ذات أولوية قصوى؛ لمزيد من التحليل التفصيلي وتقليل المخاطر.

يضيف “روبنسون”: يبدو أن الصين وباكستان والهند وبيرو هي الدول الأكثر إلحاحًا لتحديد الأولويات، ولكن على نطاق مستجمعات المياه، فإن مناطق “خيبر باختونخوا” في باكستان و”سانتا” في بيرو و”بيني” في بوليفيا هي التي تحتاج إلى منحها الأولوية في التعامل مع المخاطر التي تواجهها.

جمع الباحثون البيانات المستمدة من الأقمار الصناعية حول موقع البحيرات الجليدية وحجمها مع نموذج سكاني عالمي وسلسلة من المقاييس السكانية لقياس قابلية التأثر، وأجروا تقديرات على أساس أن أي شخص يعيش على بُعد 50 كيلومترًا من بحيرة جليدية وكيلومتر واحد من نهر ينبع من بحيرة جليدية يمكن أن يتأثر -إما تأثرًا مباشرًا أو غير مباشر- في حالة ذوبان واحدة أو أكثر من البحيرات.

يقول “روبنسون”: يمكننا بعد ذلك استخدام نموذج السكان لحساب عدد الأشخاص الذين يعيشون في هذه المنطقة، ما يتيح لنا تقدير عدد الأشخاص المهددين في اتجاه مجرى النهر في كل بحيرة جليدية.

ويتابع: من خلال الجمع بين هذه البيانات والمقاييس التي تصف مدى تعرُّض السكان للخطر -مثل مستويات الفساد ومؤشر التنمية- يمكننا بعد ذلك تحديد المناطق التي يتعرض فيها أكبر عدد من الأشخاص لمخاطر الفيضانات المحتملة.

عن “أميريكان ساينتيفيك”


المصدر: جريدة الوطن

إقرأ أيضاً:

الحرب العالمية التجارية التي أعلنها ترمب لا تخصنا في الوقت الراهن

اليوم أعلن ترمب الحرب الأقتصادية علي جميع دول العالم وفرض جمارك باهظة علي صادراتها للولايات المتحدة، وهي أكبر سوق في العالم. هذه الجمارك تهز الأقتصاد العالمي، وتربك سلاسل الإمداد وتضرب أسواق أمال العالمية. واهم من ذلك إنها تهدد بتدمير معمار النظام الإقتصادي العالمي الذى ساد منذ نهاية الحرب العالمية الثانية. وكل هذا ستترتب عليه تحولات جيوسياسية جديدة وتسريع لديناميات أخري ولدت قبل إعلان ترمب الحرب الأقتصادية علي الجميع.

ولكن سياسات ترمب أيضا سيكون لها أثار سلبية باهظة علي الإقتصاد الأمريكي مثل إرتفاع معدلات التضخم، وازدياد العزلة الدولية لأمريكا وتراجع أهمية الدولار حول العالم.

فيما يختص بالسودان، قرارات ترمب لا تاثير لها لانه فرض جمارك علي صادرات السودان جمارك بنسبة ١٠% ولن تؤثر هذه النسبة لا في حجم الصادرات ولا علي أسعارها لان تلك الصادرات أصلا قليلة القيمة في حدود ١٣،٤ مليون دولار في العام السابق، أكثر من ٩٠% منها صمغ لا بديل له والباقي حرابيش حبوب زيتية . كما أن السلع المصدرة لا توجد بدائل لها بسعر أرخص إذ أنها أصلا رخيصة ولا تتمتع بمرونة في السعر ولا الطلب.

كما أن إهتزاز أسواق المال والبورصات وقنوات التمويل الدولي لا تاثير لهم علي السودان لانه أصلا خارج هذه الأسواق وخارج سوق المعونات.

ولكن هذه ليست نهاية القصة لان توجهات ترمب الأقتصادية والسياسية تدفن النظام العالمي القديم وتسرع من وتائر تحولات جديدة في غاية الأهمية. وبلا شك فان موت النظام القديم وميلاد نظام جديد وفوضى الإنتقال سيكون لها تاثير سياسي وإقتصادي علي السودان بسبب تبدل البيئة الدولية التي يعمل فيها السودان السياسي والاقتصادي. ولكن هذه التحولات المضرة لن يتأذى منها السودان مباشرة بل ربما يستفيد منها لو أحسن قادته.

علي سبيل المثال النظام الجديد سيكون متعدد الأقطاب وستنتهي فيه الهيمنة الغربية الأحادية وستزداد مجموعة البريكس أهمية وستزداد أهمية تكتلات أقتصادية أخري أخري في الجنوب العالمي مثل رابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان)، وفي أمريكا اللاتينية السوق المشتركة الجنوبية (ميركوسور)، وفي المستقبل منطقة التجارة الحرة القارية الأفريقية . وجود كل هذه البدائل كشركاء أقتصاديين/تجاريين/سياسيين محتملين يتيح للسودان هامش للمناورة وإمكانية الحصول علي شروط أفضل في تعاطيه الأقتصادي والسياسي مع العالم الخارجي.

ولكن الإستفادة من هذه التحولات يحتاج لرجال ونساء يجيدون صنعة الدولة ولا يقعون في فخاخ ألحس كوعك علي سنة البشير ولا الانبطاح غير المشروط كما حدث في الفترة الإنتقالية التي أعقبت سقوط نظام البشير.

معتصم اقرع

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • البحيرات والأنهار جرت بالجزيرة العربية قبل 9 آلاف سنة
  • تظاهرات تجتاح عواصم العالم.. وتفاعل مع الدعوات لإضراب عالمي نصرة لغزة (شاهد)
  • من هي ابتهال أبو السعد التي فضحت عملاق التكنولوجيا في العالم؟
  • لحظة سقوط العولمة أم تدشين نظام عالمي جديد؟!
  • الحملة العالمية لوقف الإبادة” تدعو لإضراب عالمي الإثنين المقبل نصرة لغزة
  • دعوات لإضراب عالمي من أجل غزة الاثنين المقبل
  • دعوات لإضراب عالمي من أجل غزة الاثنين المقبل.. وقطع خطوط الإمداد
  • الإحصاء: مصر تسجل نصف مليون نسمة زيادة في عدد السكان خلال 154 يوما
  • في اليوم العالمي للتوعية بخطر الألغام... دعوات لبذل المزيد من الجهود لمكافحة الظاهرة
  • الحرب العالمية التجارية التي أعلنها ترمب لا تخصنا في الوقت الراهن