جريدة الوطن:
2025-04-24@10:09:52 GMT

تُجّار القضية يتكاثرون

تاريخ النشر: 22nd, November 2023 GMT

تُجّار القضية يتكاثرون

 

تُجّار القضية يتكاثرون

 

 

 

 

 

 

إلى وقت قريب كان عدد المستفيدين سياسياً من استمرار معاناة الشعب الفلسطيني الأعزل في صراعهم الممتد مع الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة لقرابة ثمانين عاماً محدوداً  أو معروفين بالنسبة للمتابعين لهذا الملف، فمدخل هؤلاء المستفيدين أو المقاربة السياسية لحل هذا الصراع واحد، وهو: المدخل الأيديولوجي الذي يعززه بالشعارات السياسية التي لها بعد “قيمي” عال تدفع بالإنسان إلى الموت من أجلها ولكن “المؤدلج” يوظفها لخدمة فكره لأنه يدرك قيمتها.

مع أن البعد أو المدخل الإنساني في القضية الفلسطينية يُعتبر هو الأكثر تأثيراً أو ما يعرف بـ”أنسنة القضية”، وهذا ما تفسره حالة الغضب الحالية للرأي العام العالمي وشملت سياسيين غربيين مثل: رئيسة وزراء ايرلندا، ليو فارادكار التي وصفت ما تفعله إسرائيل بأنه “انتقام” وليس دفاعاً عن النفس وشملت أيضاً مواطنين عاديين تسببوا في إقالة وزيرة الداخلية البريطانية، سويلا بريفرمان بسبب انتقادها مسيرة مؤيدة للفلسطينيين وغيرها من المواقف الإنسانية، ولكن “المؤدلج” لا يرى هذا كله لأن فكره مغلق إلا في “قتل الآخرين” فهو يفتح لهم أبواب الجنة التي لا يريد هو أن يذهب لها.

الإيديولوجي التقليدي أو الكلاسيكي هو المستثنى من التفكير الإيجابي ومن البحث في حل هذه القضية بشكل سلمي ليس لأنه يدور في نفس الحلقة فقط ولكن في الحقيقة لا يهمه “الإنسان” الفلسطيني بقدر ما تهمه أيديولوجيته التي يستخدمها لتدمير كل شيء بما فيها الدولة الوطنية كي يعيش هو “وجماعته”. والأيديولوجي لا يؤمن أيضاً بـ”الوطن” فوطنه أيديولوجيته وهو لا يراجع تفكيره لتغييره لأنه جامد ولا يعرف للتغير معنى إلا في أساليب التطرف.

زمان، كان من السهل على المراقب معرفة ردة الفعل الأولية من “المنتفعين” من استمرار هذه الأزمة دون انتظار إعلان مواقفهم لأن “القائمة السياسية” تكاد تكون معروفة سواءً كانوا هؤلاء المنتفعين سياسيين وحتى رجال الدين أو المتعاطفين المندسين بين جموع الناس. وكان إذا ما خرج “منتفع جديد” يكون حالة شاذة ضمن مجموعة تقليدية مسيطرة على هذا “السوق المربح” جداً لكن مع هذه الأزمة الجديدة يبدو أن هذا السوق بدأ يتبع فلسفة “حرية المتاجرة” في القضية وهو المنهج الليبرالي في المدرسة الليبرالية التي ينتقدها “المؤدلج” مع أنه يستخدمها بطريقة ميكافيلية وفق منطق الغاية تبرر الوسيلة.

هؤلاء التجار الجدد لو سألتهم عن البعد الإنساني في القضية أو البعد الوطني يرجع يُذكرك بـ”القيم” العليا ويثير الحماسة فيك لكن خدمة أيديولوجيته (المنزوعة الوطنية والإنسانية) ويبدأ باتهام الدول التي تطبع علاقاتها مع إسرائيل إما بأن رؤيتهم في هذا المشروع تحققت وهذا غاية ما يتمناه ولكن لا يدرك حالة الهدوء التي يتمناها أبناء “غزة”.

ومع أن “المتاجرين” القدماء مستمرين لأن بضاعتهم السياسية رائجة ولأنهم وجدوا فيها مكاسب وبالتالي ليس من المنطق أو العقلانية تغيير مواقفهم إلا إذا اكتفوا بما حققوه من مكاسب وهذا ليس من صفات التاجر الشاطر، وهم بالأمانة “تجار” يمتلكون من أدوات الشاطرة في التخوين وتحوير القيم لخدمة مشاريعهم التدميرية.

أما “المتاجرين الجدد” يمكن تقسيمهم إلى مجموعتين اثنتين.

المجموعة الأولى: استفادوا من وجودهم بين أناس يقدرون مكانتهم المجتمعية ويبثون سمومهم، كما استفاد غيرهم من وسائل التواصل الاجتماعي فتاجروا وفق منطق (البيع بالتجزئة) بعدما بدأ يقوم بدور الوكيل المعتمد أيديولوجياً في استخدام معايير بيع مفردات “التخوين” والمزايدة على من يدافعون عن القضية بأدوات العصر وبعيداً عن عقلية القتل والتدمير وغيرها من المفردات التي لا تليق بحجم القضية وعدالتها الإنسانية.

المجموعة الثانية: اللاعبين الدوليين وهؤلاء من كبار التجار، فالسؤال المطروح الآن لماذا الرئيس الأمريكي جو بادين مستمر بالدفاع عن الموقف الإسرائيلي حتى الآن رغم مرور أكثر من 45 يوماً على الحرب؟

الإجابة كما اعتقد لا تبتعد كثيراً عن قرب موسم الانتخابات الرئاسية (فالانتخابات هو الموسم التجاري لكل سياسي العالم للقضية). ومثلما يكسب الأيديولوجيين (بمختلف التسميات) في منطقة الشرق الأوسط من خلال رفع الصوت والشعارات وإلهاء المواطنين عن القضايا الأساسية لهم من تنمية واستقرار والعيش المشترك والتسامح في طرح الأفكار التي تبني المجتمعات، فإن الرئيس بايدن يتاجر هو الآخر بالقضية مع اللوبي اليهودي (أيباك) في الولايات المتحدة فالانتخابات الرئاسية قادمة الرئيس بايدن يستطيع تقدير “حجم الفائدة” المرجوة من موقفه خاصة إذا كان المنافس المحتمل هو دونالد ترامب.

المغامرات السياسية لبعض “المقامرين” لأعدل قضية إنسانية تسببوا في إرجاع الصراع إلى البدايات الأولى قبل ثمانين عاماً وما حدث بعدها من تصاعد لغة “التخوين” وأكثر ما يقلقهم أن يتحقق السلام والاستقرار في العالم قد يكون طرح مثالي ولكن لنتمنى للشعب الفلسطيني لأن يعيش بسلام كما يعيشون أصحاب الأيديولوجيات.

 

 

 


المصدر: جريدة الوطن

إقرأ أيضاً:

وكيل الأزهر: المرأة أكثر حظا في الإسلام ولكن لمن يفهم الأحكام التشريعية

استقبل الدكتور محمد الضويني، وكيل الأزهر، اليوم الأربعاء، بمقر مشيخة الأزهر، الدكتور عبد الرحمن محمد علي، رئيس الهيئة العليا للإفتاء بجمهورية جيبوتي، ووفدًا رفيع المستوى من وزارة الأسرة والمرأة وصندوق الأمم المتحدة للسكان بجيبوتي، بحضور الدكتور محمد الجندي، أمين عام مجمع البحوث الإسلامية، والدكتور جمال أبو السرور، مدير المركز الدولي الإسلامي للدراسات والبحوث السكانية بجامعة الأزهر، لبحث سبل التعاون في مجالات الدعوة والتعليم. 

وأكد وكيل الأزهر أن الحريات مكفولة في الإسلام، ولكنها مقيدة بما يصلح الإنسان ذاته ولا يضر بغيره، مشددا على أن الخطاب القرآني شاملا للرجال والنساء دون تفرقة، ولكن هناك بعض التشريعات التي تميزت بها المرأة مراعاة لظروفها وأحوالها، مضيفا أن الدين الإسلامي هو دين الواقعية لذا فهو يصلح لكل زمان ومكان، واهتمامه بالمرأة كان من باب إعمار الكون فهي ركيزة أساسية في بناء الأوطان وصلاح المجتمعات، فإن هي قامت بدورها على أكمل وجه كان ذلك سببا في ترابط الأسرة وتماسك المجتمع، فصلاح المجتمع يبدأ من الاهتمام بالمرأة والعناية بها.

وشدد وكيل الأزهر على أن أي تمايز بين الرجل والمرأة في الإسلام ينبغي ألا يُفهم على أنه انتقاص من المرأة بل هو لحكمة وضعها الله سبحانه وتعالى، لأن من وضع التشريع وراعى فيه مصلحة الرجل والمرأة هو الله وحاشاه- تعالى- أن يظلم أو يميز، فالكل عند الله سواسية. 

وأكد أن المرأة أكثر حظا في الإسلام ولكن لمن يفهم الأحكام التشريعية؛ لا لمن يلعب على المشاعر ويحاول أن يُظهر نفسه راعي المرأة أو المدافع عنها، فمن عظم تكريم الإسلام للمرأة خصص سورة لها وهي سورة النساء، فالإسلام انتصر على العادات والتقاليد، وأي ظلم للمرأة فإن الإسلام منه براء.

من جانبه، نقل الدكتور عبد الرحمن محمد علي، رئيس الهيئة العليا للإفتاء بجمهورية جيبوتي، تحيات بلاده لفضيلة الإمام الأكبر لجهوده الكبيرة في خدمة الإسلام والقضايا الإنسانية، مؤكدا أن الأزهر هو المرجعية الدينية الأولى لأهل السنة والجماعة في العالم، بما يحمله من منهج وسطي، مبينا أن من يقود الشؤون الدينية في بلاده من خريجي الأزهر، فهم سفراء الأزهر ينشرون ما تعلموه وما درسوه في الأزهر، ويلقون مكانة خاصة بسبب انتسابهم لهذه المؤسسة العريقة، مؤكدا أنهم غيروا الكثير من المفاهيم والعادات التي كانت تضر بالمرأة وأصبحت المرأة الآن تتمتع بكل حقوقها التي كفلها الإسلام.

مقالات مشابهة

  • وكيل الأزهر: المرأة أكثر حظا في الإسلام ولكن لمن يفهم الأحكام التشريعية
  • إفتاء الغرياني تشن هجومًا على من تصفهم بـ “المداخلة وأشباههم”
  • تراجع محتمل.. ترامب: الرسوم الجمركية على الصين ستنخفض ولكن..
  • ترامب: سنخفض الرسوم الجمركية على الصين ولكن ليس إلى الصفر
  • السودان الجديد يتخلق و لكن؛ برؤية من؟
  • حزب الله: العودة محسوبة ولكنّها حاصلة
  • اتهامات نارية ورسائل مشفرة.. ناطق حكومة صنعاء يكشف المستور ويهاجم هؤلاء
  • رئيس السلفادور يقترح تبادل سجناء مع فنزويلا
  • الفيصل: صلاح يناسب الدوري السعودي.. ولكن لم نفاوضه
  • دفعة النكسة.. طارق الشناوي: هل يمكن أن يغيب هؤلاء العمالقة ؟