«رياضة الغربية» تنظم دورة تدريبية للتغلب على التسويف وتعليم الذات
تاريخ النشر: 22nd, November 2023 GMT
نظمت مديرية الشباب والرياضة بالغربية، اليوم، دورة تدريبية بعنوان «التسويف وتعليم الذات»، وذلك تحت رعاية الدكتور أشرف صبحي، وزير الشباب والرياضة، والدكتور طارق رحمي، محافظ الغربية، وتوجيهات يسري الديب، وكيل وزارة الشباب والرياضة بالغربية.
نفذت الدورة التدريبية بقاعة المؤتمرات بديوان عام المديرية، وتهدف إلى تدريب الشباب على كيفية التغلب على التسويف، وتنمية مهاراتهم الذاتية.
بدأ التدريب بتعريف التسويف، بأنه صعوبة إقناع النفس بالقيام بالمهام الواجب إتمامها أو الرغبة في القيام بها، وذلك بدلًا من العمل على المهام الضرورية، وممارسة أنشطة أخرى.
كما أشار التدريب إلى أن التسويف شكل من أشكال فشل تنظيم الذات، يتميز بالتأخير غير العقلاني للمهام على الرغم من العواقب السلبية المحتملة لذلك.
وأكد يسري الديب، وكيل وزارة الشباب والرياضة بالغربية، أن الوزارة تحرص على دعم الشباب ومشاركتهم في جميع فعالياتها، وحث روح التعاون والمشاركة من خلال الأعمال التطوعية.
وأضاف أن الوزارة توفر الفرصة أمام الشباب للتعرف على العديد من التساؤلات، التي تدور في أذهانهم من خلال الإدارة المركزية للبرامج الثقافية والتطوعية، والتي تحرص على إتاحة الفرصة أمام الشباب استغلال مهارات التعليم بالطريقة الصحيحة، والاستفادة من متخصصين في علوم الكمبيوتر والتصميمات واللغات، وتعلم كيفية الاعتماد على النفس وتنمية المهارات الأساسية.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: الشباب والرياضة شباب يدير شباب المهارات الحياتية التسويف الشباب والریاضة
إقرأ أيضاً:
قُل من أنت؟
د. خلود أحمد العبيدانية **
الإنسان هو نتاج مجموعة معقدة من المشاعر والأحاسيس التي تتشكل من خلال التجارب الحياتية والفطرة، وبعض المشاعر تتكون نتيجة لتجارب مُعينة، مثل الخوف الذي قد ينشأ من تجربة سلبية، بينما تكون بعض الأحاسيس فطرية، مثل الحب والرغبة في الانتماء. تعزيز هذه المشاعر والأحاسيس يمكن أن يأتي من البيئة المحيطة بنا، سواء من خلال الدعم العائلي أو الاجتماعي أو من خلال التجارب الشخصية التي نمر بها. فهم هذه الديناميكيات يمكن أن يساعدنا في تطوير الذات وتحقيق النمو الشخصي.
تجربة الطفل ألبرت، التي أجراها جون واتسون وروزاليندا راينر في عام 1920، تهدف إلى دراسة كيفية تكوين الخوف لدى الأطفال من خلال التعلم الشرطي. في البداية، لم يكن ألبرت يخاف من الفئران البيضاء أو الأرانب أو الكلاب. ولكن بعد أن بدأ الباحثان في إحداث صوت عالٍ ومزعج كلما لمس ألبرت الفأر الأبيض، بدأ ألبرت في الربط بين الفأر والصوت المزعج. نتيجة لذلك، أصبح يخاف من الفأر الأبيض وحتى من الأشياء المُشابهة له. هذه التجربة أظهرت كيف يمكن تكوين الخوف من خلال التجارب السلبية، لكنها تعرضت لانتقادات شديدة بسبب القضايا الأخلاقية المتعلقة باستخدام طفل صغير في مثل هذه التجارب دون مُوافقة واضحة من والديه، وعدم محاولة إزالة الخوف الذي تم تكوينه لدى ألبرت بعد انتهاء التجربة.
توضح لنا هذه التجربة كيف يمكن تكوين الخوف من خلال التعلم الشرطي، وهو ما يمكن رؤيته في حياتنا اليومية. على سبيل المثال، قد يتطور الخوف من الامتحانات لدى الطلاب بسبب تجارب سابقة سلبية. أو الخوف من الأماكن المرتفعة بسبب تجربة سقوط سابقة، أو الخوف من الكلاب بعد التعرض لعضة. وكذلك تعريض الأطفال لمجموعة من المخاوف بقصد تأديبهم يمكن أن يكون له آثار سلبية على صحتهم النفسية والعاطفية. بدلًا من استخدام الخوف، يُفضل اتباع أساليب تربوية إيجابية تعزز الثقة بالنفس والشعور بالأمان لدى الأطفال. استخدم التعزيز الإيجابي لمكافأة السلوك الجيِّد، وتواصل بصدق وشفافية حول السلوكيات ونتائجها، قدم التوجيه والإرشاد بدلًا من العقاب، وساعدهم على فهم الخطأ وكيفية تصحيحه بطرق بناءة. تذكر أن الأطفال يحتاجون إلى الحب والدعم ليشعروا بالأمان والثقة، واستخدام الخوف كوسيلة للتأديب يمكن أن يؤدي إلى تدني احترام الذات ومشاكل في السلوك.
وللتغلب على المخاوف يمكن تطبيق أفكار التغلب على المخاوف وتطوير الذات في الحياة اليومية من خلال عدة استراتيجيات:
أولًا: يمكن استخدام التعرض التدريجي للمواقف المخيفة، مثل مواجهة الخوف من الأماكن المرتفعة عن طريق البدء بالصعود إلى أماكن منخفضة وزيادة الارتفاع تدريجيًا.
ثانيًا: يمكن التحدث مع الآخرين حول المخاوف للحصول على الدعم والنصائح، مما يُساعد في تقليل القلق.
ثالثًا: يمكن وضع خطط قابلة للتنفيذ لتحقيق الأهداف، مثل تحديد خطوات صغيرة ومحددة لتحقيق هدف كبير، مما يعزز الثقة بالنفس. وإضافة إلى ذلك، يمكن ممارسة التأمل واليقظة لتحسين التركيز وتقليل التوتر. ومن خلال تطبيق هذه الاستراتيجيات، يمكن للأفراد تحسين حياتهم اليومية والتغلب على المخاوف بفعالية، مما يُسهم في تطوير الذات والنمو الشخصي.
في الختام.. حياة الإنسان مليئة بالتجارب الإيجابية والسلبية التي تتراكم منذ الصغر وتستمر عبر مراحل العمر المختلفة. فهم كيفية تأثير هذه التجارب على احتياجاتنا وسلوكياتنا، يُمكن أن يساعدنا في تطوير الذات والتغلب على المخاوف بطرق بناءة. من خلال تلبية احتياجاتنا الأساسية، واستخدام استراتيجيات فعَّالة للتغلب على المخاوف، والتركيز على التعزيز الإيجابي والتوجيه البنّاء، يُمكننا بناء حياة مليئة بالثقة والأمان وتحقيق أهدافنا الشخصية والمهنية بفعالية.
** باحثة تربوية في مجال علم النفس والإرشاد، عضو المجلس الاستشاري الأسري العُماني