من يملك المال يفوز.. صراع الأرباح والأهداف وراء طرد سام ألتمان من OpenAI
تاريخ النشر: 22nd, November 2023 GMT
أثار خبر إقالة سام ألتمان، الرئيس التنفيذي لشركة OpenAI ضجة كبيرة في أوساط التكنولوجيا، حيث يعد قرار إقالة ألتمان قرارًا دراماتيكيًا للغاية، كونه الشخصية الأهم وراء إنطلاق ونجاح أداة الذكاء الاصطناعي ChatGPT.
وبحسب تقرير من مجلة “فورتشن” فإن السبب وراء قرار إقالة ألتمان يبدو وكأنه صراعًا جوهريًا بين الربح والأهداف، وليس قرارًا يتعلق بالاختلاف حول أساليب الإدارة.
من يملك المال يفوز
ويشير التقرير إلى أن إقالة ألتمان ظهرت بشكل واضح عندما تصادمت المنظمات غير الربحية والمنظمات الربحية، حيث عادةً ما يفوز من يملك المال، حيث يشرف مجلس إدارة غير ربحي على شركة OpenAI الربحية والمدعومة من مايكروسوفت وشركات رأس المال الاستثماري.
حاول مستثمرو OpenAl ذو النفوذ عكس قرار مجلس الإدارة الذي أقال ألتمان فجأة، ثم قرر أحد هؤلاء المستثمرين، وهي شركة مايكروسوفت، توظيف ألتمان مباشرة وعرض الوظائف لموظفي OpenAl.
المنظمات الربحية وغير الربحية.. تاريخ طويل من الصراع
ويسلط المشهد المستمر الضوء على بعض التوترات القديمة والشائعة جدًا في العلاقات بين المنظمات غير الربحية والأشخاص الأثرياء والشركات التي تجعل عملهم ممكنًا؛ في حين أن الأسباب الكامنة وراء انهيار OpenAl والتداعيات النهائية له لا تزال تتشكل، فمن الواضح أن الهيكل المؤسسي غير العادي للمنظمة لعب دورًا.
وتأسست OpenAI في عام 2015 كمنظمة غير ربحية مكرسة لتحقيق أهداف متمثلة في مساعدة البشرية على بناء واستخدام الذكاء الاصطناعي بأمان دون القلق بشأن كسب المال.
وحسبما أعلنت الشركة في تقاريرها الخاصة بالضرائب فإن مهمتها الأساسية هي بناء ذكاء اصطناعي للأغراض العامة يفيد البشرية، غير مقيد بالحاجة إلى تحقيق عائد مالي.
ونظرًا لأن الذكاء الاصطناعي هو عمل باهظ الثمن؛ لذلك، في عام 2019، أطلقت المنظمة ذراعًا ربحيًا، يديره ألتمان، والذي استمر في جمع 13 مليار دولار من مايكروسوفت، وهذا، كما أشار صحفي بلومبرج، مات ليفين، أعطى بشكل أساسي سيطرة مايكروسوفت الضمنية على OpenAI.
وكتب ليفين “يتمتع مجلس الإدارة بجميع حقوق الإدارة، وليس للمستثمرين أي منها، لكنهم يملكون المال”، مضيفًا أنه “يمكن لمجلس الإدارة الاستمرار في تشغيل OpenAI إلى الأبد إذا أراد ذلك، كمسألة فنية للتحكم في الكيانات القانونية ذات الصلة”.
وأشار ليفين إلى أنه إذا استقال الجميع للانضمام إلى سام ألتمان في مايكروسوفت، فما الفائدة من الاستمرار في التحكم في OpenAI؟
وشدد ليفين على "لكنهم يملكون المال" يمكن أن تكون العبارة المتكررة في عصرنا الذهبي الجديد للأعمال الخيرية للمليارديرات، حيث يمارس المؤسسون والمستثمرون الأثرياء نفوذهم علنًا وينشرون الثروات التي تراكمت من أنشطتهم الربحية عبر قنوات غير ربحية وكذلك من أجل استثمارات الربح.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: سام ألتمان إقالة سام ألتمان شركة OpenAI الرئيس التنفيذي لـ شركة OpenAI الذكاء الاصطناعي مايكروسوفت
إقرأ أيضاً:
البيت الأبيض: ماسك لا يملك سلطة اتخاذ قرارات حكومية
أفادت وثيقة قضائية صادرة عن البيت الأبيض بأن الملياردير الأميركي إيلون ماسك ليس موظفا رسميا في "إدارة الكفاءة الحكومية" وأنه "لا يملك سلطة رسمية تخوّله اتخاذ قرارات حكومية".
وبحسب الوثيقة القضائية التي قدمها مدير المكتب الإداري في البيت الأبيض جوشوا فيشر، فإن ماسك "موظف في البيت الأبيض كموظف حكومي خاص غير دائم" وهو "مستشار رفيع المستوى للرئيس".
وأضاف فيشر أنه "على غرار مستشارين آخرين رفيعي المستوى للبيت الأبيض، لا يملك السيد ماسك سلطة فعلية أو رسمية لاتخاذ قرارات حكومية بنفسه. ويمكن للسيد ماسك فقط أن يقدم المشورة للرئيس ويبلّغ بمراسيم الرئيس".
وجاءت هذه الوثيقة التي أصدرها البيت الأبيض ردا على دعاوى قضائية رفعتها 14 ولاية ضد الدور الذي يلعبه إيلون ماسك في إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب.
دعاوى قضائيةوفي مستهل ولايته الثانية، أوكل ترامب إلى رئيس شركات إكس وتسلا وسبيس إكس قيادة وزارة الكفاءة الحكومية المعروفة اختصارا باسم "دوج" التي تسعى إلى خفض الإنفاق الحكومي بشكل كبير.
وشنّ ماسك حملة واسعة النطاق لخفض الإنفاق العام، مما أدخل اضطرابا على سير عمل المؤسسات الحكومية الفدرالية باتباعه أساليب اعتبرها معارضوه قاسية.
إعلانوتتحدث وسائل الإعلام الأميركية عن نفوذ متزايد لإيلون ماسك داخل الإدارة الأميركية الحالية، وقد وضعت مجلة تايم الأميركية على غلافها مؤخرا صورة له وهو يجلس خلف مكتب الرئيس.
وأمام تصاعد التذمر من جهوده في خفض الإنفاق، رفعت مجموعة من المدعين العامين لولايات أميركية دعوى قضائية لوقف جهود إيلون ماسك لخفض الإنفاق الاتحادي مع إشرافه على وزارة الكفاءة الحكومي.
وفي الدعوى القضائية، التي رفعت في المحكمة الفدرالية في واشنطن العاصمة تحدى نواب عامون من 14 ولاية سلطة ماسك ووزارته في الوصول إلى بيانات حكومية حساسة، معتبرين ذلك ممارسة "سلطة غير مقيدة تقريبا".
وقالت الولايات التي رفعت الدعوى في بيانها "في تجاهل للتهديد الذي يشكله هذا على الأمة، فوّض الرئيس ترامب سلطة بلا قيود تقريبا للسيد ماسك دون تفويض قانوني مناسب من الكونغرس. ودون إشراف هادف على أنشطته".
ورغم أن اسم وزارة الكفاءة الحكومية يتضمن كلمة وزارة، فإن الرئيس الأميركي لا يمكنه تشكيل وزارة جديدة، لأن الوزارات الدائمة لا يمكن إنشاؤها إلا من قبل الكونغرس، وبأغلبية الثلثين.
ومع صعوبة تحقيق ذلك في ظل مناخ الاستقطاب بين الحزبين، الجمهوري والديمقراطي، وبدلا من ذلك، ستعمل هذه الوزارة من "خارج الحكومة" لفترة محددة، وسيتم حلها بحلول الرابع من يوليو/تموز 2026، أي بحلول الذكرى 250 لإعلان الاستقلال، كما قال ترامب في بيان إعلانه عنها.
وفي مقابلة مع محطة فوكس نيوز -التي من المقرر أن تبث اليوم الثلاثاء بين المليارديرين- دافع الرئيس الأميركي دونالد ترامب عن علاقته مع إيلون ماسك ساخرا من وسائل الإعلام التي ذكرت أن الرجل الأغنى في العالم يتمتع بنفوذ متزايد داخل الإدارة، وذهبت إلى حد تسميته "الرئيس ماسك".
وقال ترامب لمحطة فوكس نيوز "اتصل بي إيلون وقال لي: كما تعلم، إنهم يحاولون تفريقنا. فقلت له: بالتأكيد".
إعلانوأضاف ترامب من الواضح جدا أن وسائل الإعلام تحاول التفريق بينهما، في حين تحدث محاورهما عن منظومة إعلامية تسعى إلى "الطلاق" بينهما.
وتابع ترامب "إنهم سيئون للغاية في هذا الأمر. كنت أعتقد أنهم جيدون في هذا الأمر. إنهم سيئون، لأنهم لو كانوا جيدين لما صرت رئيسا أبدا".
ويُذكر أن حملة خفض الميزانية الأوسع نطاقا بقيادة إدارة الرئيس الأميركي ترامب قد استندت إلى نبرة مناهضة للموظفين الحكوميين.
ويقول معارضو سياسات ترامب أن هذه التخفيضات المفاجئة أدت إلى جملة من التداعيات السلبية التي عطّلت بشدة إدارات ووكالات ضخمة كانت لعقود تدير كل شيء من التعليم إلى الاستخبارات الوطنية.