"التعاون الخليجي" يؤكد ضرورة تعزيز العمل العسكري المشترك لمواجهة مختلف التهديدات
تاريخ النشر: 22nd, November 2023 GMT
أكد الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي، جاسم محمد البديوي، أن العمل العسكري المشترك يحظى باهتمام قادة دول المجلس إيمانا بروابط التلاحم الذي يجمع دول المجلس، وإدراكا لمسؤولية القوات المسلحة لتأمين أمنها واستقرارها وسلامة أراضيها، مشيرا إلى ضرورة تعزيز هذه المسيرة الخليجية المباركة بما يوفر لها القدرة على مواجهة مختلف التحديات والتهديدات حاضرا ومستقبلا.
جاء ذلك خلال الاجتماع الـ20 لمجلس الدفاع المشترك لوزراء الدفاع في القوات المسلحة بدول مجلس التعاون، اليوم /الثلاثاء/، برئاسة نائب رئيس الوزراء لشؤون الدفاع في سلطنة عمان، رئيس الدورة الحالية، شهاب بن طارق آل سعيد، بالعاصمة العُمانية مسقط، وفقا لما نقلته وكالة أنباء السعودية (واس).
وأوضح البديوي أن اجتماعات مجلس الدفاع المشترك تأتي تحقيقا للأمن المشترك وحماية دول المجلس والحفاظ على استقرارها، مشيدا بالدور الكبير الذي تضطلع به القوات المسلحة بدول المجلس وما تتمتع به من كفاءة عالية وقدرات متميزة، منوها بمسيرة الإنجازات العسكرية الخليجية وما حققته خلال هذا العام من أنشطة عسكرية مشتركة كان لها دورا كبيرا في ترسيخ التعاون العسكري المشترك.
وجرى - خلال الاجتماع - مناقشة العديد من موضوعات العمل العسكري المشترك، حيث أكد الاجتماع أهمية مواصلة الجهد المشترك الذي يحقق التكامل العسكري الخليجي المشترك بين القوات المسلحة لدول المجلس، وذلك ترجمة للأهداف والغايات والرؤى السامية لقادة دول مجلس التعاون.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: مجلس التعاون الخليجي العسکری المشترک القوات المسلحة دول المجلس
إقرأ أيضاً:
مجلس التعاون الخليجي.. رؤى وآمال
محمد بن رامس الرواس
قام قادة مجلس التعاون الخليجي الذين أسسوه وضعوا له اللبنات الأولى بالمضي قدماً منذ إنشائه في بناء كيان تعاوني استراتيجي لأجل خدمة مصالح بلدانهم الخليجية، ومن هذا المنطلق مضى مجلس التعاون بخطوات قُدر لها أن تتعرض لكثير من التحديات، ولقد اختلف الكثير في تشخيصها وبرغم كل ذلك كانت مسيرة مجلس التعاون الخليجي تمضي بوتيرة يمكن القول إنها متوازنة مع الأحداث الإقليمية والعالمية بما يحقق الأهداف التي قام مجلس التعاون من أجلها.
لا نقول إن مجلس التعاون الخليجي قد حقق كل أهدافه وهو يمضي نحو التوافق والتكامل؛ لأن هناك الكثير من التحديات والصعوبات والعراقيل الداخلية والخارجية يتعرض لها جميعنا مطلع عليها من خلال قراءة الأحداث سواء بداخل دول مجلس التعاون أو خارج بلدانه وهذه التحديات والصعوبات جعلته لا يسارع الخطى نحو الكثير من الآمال والطموحات التي قام من أجلها المجلس ومنها العملة الخليجية الواحدة. وكان جلالة السلطان قابوس بن سعيد- طيب الله ثراه- أحد القادة الذين وضعوا اللبنات الأولى وشيدوا هذا المجلس وقاموا بوضع أسسه ودعائمه، ولقد كانت رؤية السلطان لهذا المجلس طموحة وكبيرة جدًا، خاصة في الجوانب الأمنية والعسكرية والاستراتيجية؛ كونه رجلا عسكريا خريج إحدى أشهر الكليات العسكرية في العالم وهي كلية سانت هيرست؛ فكانت رؤيته الثاقبة تستشرف الأزمات الكبيرة المُهددة لدول مجلس التعاون الخليجي، والعديد من الصعاب ستُواجهها مسيرة هذا المجلس. ولا يمكن الثبات حين تأتي التحديات إلّا من خلال وجود كيان عسكري قوي جداً أكبر وأشمل من قوة درع الخليج التي أنشئت، فلا يمكن لأي تجمع يراد له التكامل والاستقرار إلّا في ظل منظومة عسكرية واحدة تقوم بحراسته.
نحن اليوم أبناء مجلس التعاون الخليجي لم نزل نتابع، وكلنا أمل ننتظر من خلاله أن يواكب مجلسنا كافة تطلعاتنا التي ننتظرها، وعلى رأسها إيجاد منظومة عسكرية واستراتيجية تحفظ لنا الأمن والسلام والاستقرار والاقتصاد. ومن خلال ذلك، يُمكن أن تكون هناك تكاملات وتجمعات وتكتلات اقتصادية كبرى فيما بيننا. وحتى نكون منصفين لا شك أن هناك بعض المشاريع الاقتصادية قد قامت بين دول المجلس ومنها على سبيل المثال مصفاة الدقم في منطقة الدقم الاقتصادية وغيرها من الشراكات الخليجية لمجموعات من الشركات تتبادل التجارة البينية فيما بينها والتي تجاوزت استثماراتها 23 مليار دولار.
لم تعد اليوم هذه الأرقام والشراكات كافية، لكننا نأمل المزيد من التشريعات التي يمكن أن تكون حاضنة لمثل هذه المشاريع الكبيرة الخليجية المشتركة وغيرها، فهذه التشريعات القانونية نحتاجها اليوم بشدة كما نحتاج إلى بناء قوة عسكرية كبرى ونحتاج كذلك إلى مزيد من التوسع في تنفيذ الإنجاز في الكثير من المشاريع المشتركة التي تم اعتمادها مثل الكهرباء والقطار الخليجي وغيرها من مشاريع البنى التحتية بدول مجلس التعاون الخليجي.
ختامًا.. لا نقول إلّا وفق الله قادتنا من الجيل الثاني في تلبية طموحات ما وضعه الآباء المؤسسون لمجلس التعاون، فالكثير من تطلعاتهم ورؤيتهم لا تزال قيد التنفيذ، فنأمل من الله سبحانه وتعالى أن تخرج إلى النور قريباً وتشمل كافة دول مجلس التعاون الخليجي لتجعل منه قوة اقتصادية كبرى وتكتلا اقتصاديا وعسكريا له وزنه بين دول العالم. ولم تعد هناك كثير من الخيارات المطروحة أمام رؤساء مجلس التعاون الخليجي فقد ضاقت الحلقة العالمية اقتصاديا وعسكريا وأمنيا وأصبحت النظرية الحازمة البقاء للأقوى هي عنوان قادم الوقت.
رابط مختصر