خبراء ودبلوماسيون وعلماء دين لـ«الاتحاد»: «الفارس الشهم 3» تجسد قيم الإمارات الإنسانية
تاريخ النشر: 22nd, November 2023 GMT
أحمد شعبان (القاهرة)
أشاد خبراء في مجال العمل الإنساني ودبلوماسيون وعلماء دين، بإطلاق عملية «الفارس الشهم 3» لدعم الشعب الفلسطيني في غزة، والتي وجَّه بها صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، وأكدوا أن الحملة تأتي تجسيداً لقيم العطاء والتضامن الإنساني المتأصلة في دولة الإمارات، وامتداداً لجهود الدولة في دعم الشعب الفلسطيني على مدى العقود الماضية.
وأكدوا في تصريحات لـ«الاتحاد»، أن عملية «الفارس الشهم 3» سيكون لها تأثير كبير على الشعب الفلسطيني في غزة، وتساهم بشكل كبير جداً في تحسين الأوضاع الإنسانية ومعالجة الاحتياجات العاجلة، مشيرين إلى أن الإمارات لها تاريخ مشرف في دعم القضية الفلسطينية والشعب الفلسطيني.
وأمر صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، في الخامس من نوفمبر الحالي، العمليات المشتركة في وزارة الدفاع ببدء عملية «الفارس الشهم 3» الإنسانية لدعم الشعب الفلسطيني الشقيق في قطاع غزة.
كما أمر صاحب السمو رئيس الدولة، حفظه الله، قيادة العمليات المشتركة في وزارة الدفاع بالتعاون والتنسيق الشامل مع كل من هيئة الهلال الأحمر الإماراتي، ومؤسسة خليفة بن زايد آل نهيان للأعمال الإنسانية، ومؤسسة زايد بن سلطان للأعمال الخيرية والإنسانية، وبقية المؤسسات الإنسانية والخيرية في دولة الإمارات العربية المتحدة لتقديم الدعم الإنساني إلى الشعب الفلسطيني في غزة.
ووجَّه سموه بفتح باب التطوع للأطباء المسجلين في وزارة الصحة ودائرة الصحة - أبوظبي، بجانب فتح باب التطوع للمتطوعين المسجلين لدى الهلال الأحمر والمؤسسات الإنسانية والخيرية الإماراتية.
تأثير إيجابي
أشاد نائب رئيس المجلس المصري الأفريقي، السفير صلاح حليمة، بدور الإمارات فيما يتعلق بالجانب الإنساني، ومنها إطلاق عملية «الفارس الشهم 3»، ووصفه بالدور المشهود له بكل التقدير والتأييد والاحترام، وهو دور متواصل للإمارات فيما يتعلق بمعالجة الأوضاع الإنسانية، سواء على المستوى الإقليمي أو على المستوى الدولي، مؤكداً أن هذا ما نشهده في الكثير من التجارب التي مرت على أرض الواقع، بغض النظر عن الأسباب التي أدت إلى هذه الأوضاع الإنسانية.
وأوضح السفير حليمة، في تصريح لـ«الاتحاد»، أن الأحداث التي تجري في غزة تؤكد الحاجة الماسة والشديدة لتنامي المساعدات الإنسانية، مشيراً إلى أن الدور الإماراتي الإنساني في مساعدة شعب غزة يحظى بكل التشجيع والتقدير، خاصة أن الإمارات بما لديها من إمكانيات وقدرات في دعم الأوضاع الإنسانية، تجعل هذا الدور محورياً ومهماً للغاية، مؤكداً أن هذا الدور له مردود سياسي يعكس موقفاً داعماً ومؤيداً للشعب الفلسطيني ولأبناء غزة، ويعبر عن موقف الإمارات مع الأشقاء العرب.
وأشار السفير حليمة إلى أن عملية «الفارس الشهم 3» سيكون لها تأثير كبير على الشعب الفلسطيني في غزة، وستسهم بشكل كبير جداً في تحسين الأوضاع الإنسانية ومعالجة الاحتياجات الإنسانية العاجلة والفورية، خاصة فيما يتعلق بالأدوية والغذاء وغيرها من المساعدات الإنسانية، في ظل عدم الوصول إلى قرار وقف إطلاق النار واستمرار الحرب هناك، مؤكداً أن هذا الدعم من جانب الإمارات يشكل علامة فارقة في مواقف من يسعى إلى تقديم المساعدة، وهو أمر مُلح وعاجل ومطلوب.
مجلس الأمن
وخلال ترؤس الإمارات لمجلس الأمن الدولي، دعت الدولة المجتمع الدولي لأن يضع ثقله في التعامل مع المسألة الفلسطينية كملف ذي أولوية، ومواصلة مساندة الشعب الفلسطيني، بما في ذلك عبر تلبية احتياجاته الإنسانية والتخفيف من الظروف الصعبة للاجئين، والتضامن مع حق الفلسطينيين في تقرير مصيرهم، وإقامة دولة فلسطينية مستقلة على حدود 4 يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية. أخبار ذات صلة الإمارات: أطفال غزة يحلمون بالسلام والعودة إلى مدارسهم الإمارات: توظيف الرياضة لإرساء قيم الأخوة الإنسانية
عمل الخير
وأشاد أستاذ الشريعة الإسلامية بجامعة الأزهر، الدكتور أحمد كريمة، بإطلاق دولة الإمارات العربية المتحدة عملية «الفارس الشهم 3» لدعم الفلسطينيين في غزة، مؤكداً أنه يعبر عن روح الشريعة الإسلامية التي تدعو دائماً للتسامح وعمل الخير، مشيراً إلى أنه ليس غريباً على دولة الإمارات أن تسارع وتسابق في إغاثة الأشقاء، مشدداً على أن هذه الأعمال الإنسانية حثنا الله تعالى عليها في القرآن الكريم: «وَافْعَلُوا الْخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُون».
وشدد أستاذ الشريعة خلال حديثه لـ«الاتحاد» على أن المبادرات والمساعدات الإنسانية التي وجَّه بها صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، لشعب غزة، تهدف إلى تخفيف المعاناة الكبيرة التي يتعرضون لها، وذلك بتقديم الأغذية والمواد الطبية وغيرها من المساعدات الضرورية، بالإضافة إلى إنشاء المستشفى الميداني، مؤكداً أن هذه العملية تجسد الأخوة الإنسانية.وثمَّن الدكتور كريمة العملية الإغاثية والمساعدات التي تعبر عن الموقف العروبي للإمارات وسرعة استجابتها لمواساة وإعانة الأشقاء الفلسطينيين في قطاع غزة، امتثالاً لقول النبي محمد، صلى الله عليه وسلم: «مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم، كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعت له سائر الأعضاء بالسهر والحمى»، مؤكداً أن ما تقوم به الإمارات من عمل الخير وحماية الناس من الهلاك والموت، يعد مقصداً من مقاصد الشريعة الإسلامية في حفظ النفس البشرية.
وقال كريمة: إن «عهدنا بدولة الإمارات منذ تأسيسها أنها لا تألو جهداً في أي حدث إنساني يحدث، لا سيما فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية والشعب الفلسطيني»، مؤكداً أن عملية «الفارس الشهم 3»، تجسد مواقف الإمارات الأخوية الصادقة لدعم فلسطين وقضيتها العادلة، وتعبر عن نهج الإمارات الأصيل تجاه دعم الأشقاء في مختلف الظروف، ومد يد العون لهم الذي يعد من ثوابت الدولة.
إعادة الإعمار
وفي العام 2014 أعلنت الإمارات تخصيص 150 مليون درهم (نحو 41 مليون دولار) لإعادة إعمار قطاع غزة بعد الحرب التي شهدها القطاع، ووقعت هيئة الهلال الأحمر الإماراتي ووكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى «الأونروا» حينها اتفاقية لبناء وإعمار غزة، ويأتي ذلك نتيجة التزام الإمارات المبدئي والتاريخي بالوقوف إلى جانب الشعب الفلسطيني ودعم قضاياه الإنسانية.
وجاءت مبادرة هيئة الهلال الأحمر الإماراتي بإعادة تأهيل قطاع غزة، حيث تضمن المشروع بناء المساكن المتضررة من الأحداث التي تعرض لها القطاع في ذلك الوقت، إلى جانب إعادة تأهيل المؤسسات الصحية والتعليمية والخدمية التي تأثرت، وذلك ضمن جهود الهيئة التنموية لدرء الآثار الناجمة عن الأحداث على غزة، وتحسين حياة الفلسطينيين في القطاع.
دعم الأشقاء
وثمن الدكتور صلاح الدين الجعفراوي، رئيس مجلس أمناء مؤسسة «مشوار التنموية» في مصر، إطلاق الإمارات عملية «الفارس الشهم 3»، مؤكداً أن الدولة أخذت على عاتقها دعم ومساعدة الأشقاء في كل مكان، خاصة في فلسطين منذ عهد المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، وامتد هذا النهج الإنساني حتى عهد صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، مؤكداً أن هذه الحملة تأتي من منطلق الشهامة التي يتميز بها قادة الإمارات.
وقال الجعفراوي في تصريح لـ«الاتحاد»: «إن الإمارات تجسد المعنى الأصيل للشهامة والوقوف مع الأشقاء»، مشيراً إلى أن الإمارات دائماً سباقة في مد يد العون والمساعدة في أي كارثة تحل في أي منطقة من العالم دون النظر إلى عرق أو دين أو جنس، وتتحرك من منطلق إنساني بحت. وأشار إلى أن توجيهات دعم الشعب الفلسطيني، لاسيما في قطاع غزة، نابعة من الحس الإنساني الذي الذي يتمتع به أبناء الإمارات كافة، لافتاً إلى أن جهود الإمارات في دعم الشعب الفلسطيني نجدها دائماً في الساحة، وهي جهود ملموسة ويشهد بها العالم.
وثمَّن الجعفراوي، إنشاء المستشفى الميداني في قطاع غزة والذي يتبنى العديد من الحالات الحرجة وعلاج الجرحى والمصابين من أبناء غزة، مؤكداً أن شعب غزة في أمس الحاجة لهذا المستشفى في ظل خروج أغلب مستشفيات القطاع من الخدمة، مؤكداً أن ما تقوم به الإمارات من دعم الشعب الفلسطيني سيكون له دور كبير في التخفيف من هذه المأساة، وسيظل نبراساً في الأعمال الخيرية والجهود الإنسانية، خاصة في الساحة الفلسطينية الآن.
وقال الجعفراوي: «إن عملية (الفارس الشهم 3) سيكون لها دور وتأثير كبير على الشعب الفلسطيني في غزة، ووصفه بالتأثير البالغ لأنها تأتي في توقيت مهم، حيث يحتاج شعب غزة إلى كل المساعدات والدعم الإنساني، خاصة بعد انقطاع المياه والدواء والوقود والغذاء»، مشيراً إلى أن الإمارات لها وجود قوي على الساحة العربية والدولية، وهي داعم قوي وكبير للشعب الفلسطيني منذ عقود وليس اليوم، متوقعاً أن تحقق هذه العملية أهدافها المرجوة.
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: الفارس الشهم 3 الإمارات فلسطين غزة محمد بن زايد الشعب الفلسطینی فی غزة دعم الشعب الفلسطینی الأوضاع الإنسانیة الفلسطینیین فی دولة الإمارات الهلال الأحمر الفارس الشهم 3 أن الإمارات رئیس الدولة فی قطاع غزة لـ الاتحاد فیما یتعلق حفظه الله سیکون له إلى أن فی دعم
إقرأ أيضاً:
وكيل الأزهر: مأساة الشعب الفلسطيني تحدث أمام مجتمع دولي يقف متفرجًا وعاجزًا عن وقف معاناتهم
أكد الدكتور محمد الضويني، وكيل الأزهر الشريف، اليوم الأحد، أن انعقاد النسخة الخامسة من الأسبوع العربي للتنمية المستدامة بجامعة الدول العربية، تحت عنوان «حلول مستدامة من أجل مستقبل أفضل: المرونة والقدرة على التكيف في عالم عربي متطور» يثبت أن الدولة المصرية مواكبةٌ لما يجري في الساحة من حراك اقتصادي واجتماعي، وأنَّها حريصة على تحقيق أهداف التنمية المستدامة، بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، الذي يؤكد دومًا أهمية توفير حياة كريمة لجميع المصريين، واهتمام أجهزة الدولة بمقاومة ومكافحة الفقر وهو ما تبينه بوضوح الأجندة الوطنية للتنمية المستدامة، رؤيةِ مصر2030، التي تمثِّل إرادةً حقيقيَّةً نابعةً من قراءةٍ واعيةٍ للواقع، ومن فكرٍ منظمٍ، ومن أملٍ في مستقبلٍ مختلفٍ.
وأشار وكيل الأزهر الشريف خلال كلمته في المؤتمر الذي عقد بجامعة الدول العربية بالتعاون مع الشركاء من الأمم المتحدة، والاتحاد الأوروبي، وعدد من الهيئات المعنية في مصر والمنطقة العربية، إلى أهميَّة هذا المؤتمر التي تكمن في محاولة إيجاد صيغٍ للتكامل بين: (التنميةِ المستدامة والاقتصادِ الإسلامي بهدف مقاومةِ الفقر) وتبعاته، وذلك من خلال تعزيز الحوار والتفاهم والتفاعل بين الخبراء والمتخصصين في مجالات التنمية المستدامة والاقتصاد الإسلامي، لبلورة رؤية شاملة حول مقاومة الفقر، ورسم السياسات الحقيقيَّة لمواجهته. كما يمثل المؤتمر جرس إنذار إلى كل العقلاء في العالم كي يتكاتفوا ويكثفوا جهودَهم من أجل انتشال الفقراء من واقعهم المؤلم، حتى لا يصبحوا فريسة سهلة لجماعاتِ العنف والجريمة والإرهاب الذي يصيب الجميع بالألم.
وقال الدكتور محمد الضويني إن التنمية المستدامة ليست شعارا، بل هو واجب تفرضه الظروف المتغيرة، ولقد أصبحت هذه التنمية المستدامة هدفا ساميا لأي وطن يسعى نحو التقدم والريادة، وسبيلا للمحافظة على الهوية من أي اختراق أو استهداف. وفي ضوء ذلك واستجابةً لتوجيهات فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، يعنى الأزهر الشريف بنشر ثقافة الاستدامة، والتأصيل لها، والتوعية بأهميتها، وترسيخ قيمها، وتحقيق أهدافها في المجتمع، وفي مقدمة هذا (مقاومة الفقر)، فعقد الأزهر العديد من المؤتمرات التي تتعلق بالتنمية المستدامة، ومواجهة أزمات الحياة، ومنها: مؤتمر «مواجهة الأزمات المعيشية وتداعياتها.. رؤية شرعية قانونية» بكلية أصول الدين بالمنصورة، ومؤتمر «التنمية المستدامة والاقتصاد الأخضر من منظور الفقه الإسلامي والقانون الوضعي» بكلية الشريعة والقانون بتَفهنا الأشراف.
وأشار محمد الضويني خلال كلمته إلى جهود الأزهر في هذا المسار، وقال إن الأزهر الشريف لم ينفصِل عبر تاريخه الطويل عن قضايا الواقع ومشكلات الأمة ومعضلات المجتمع، حيث أسهم برجاله وعلمائه وجميع منسوبيه وقطاعاته وأدواته المتعددة والمتنوعة، في تحقيق التكامل بين التنمية المستدامة والاقتصاد الإسلامي، من أجل مقاومة الفقر بكافة صوره وأشكاله، وفي إطار هذه الجهود تم إنشاءُ (بيت الزكاة والصدقات المصري) الذي قام بتنفيذ العديد من البرامج التي تهدف إلى مد يد العون إلى الفقراء والمحتاجين والغارمين والمرضى، الذين يجدون صعوبة في تحمل نفقات الحياة وتحمل أعبائها.
ودعا وكيل الأزهر إلى تعزيز التكامل بين التنمية المستدامة والاقتصاد الإسلامي من أجل القضاء على الفقر وآثاره، فهذا لم يعد ترفًا، بل ضرورة ملحة. وأن يسير هذا جنبًا إلى جنب مع التنمية في البناء القيمي والأخلاقي والروحي للإنسان، وصيانة حياته حاضرًا ومستقبلًا. وإن هذا التكامل بين التنمية المستدامة بمفهومها الإسلامي الأكثر شمولًا وعمقًا، والاقتصاد الإسلامي بأدواته المتعددة ينبغي أن يتجاوز الحلول المؤقتة المسكِّنة، إلى حلول دائمة تعزز العدالة الاجتماعية، وتدعم توزيع الثروات على نحو صحيح.
وأوضح وكيل الأزهر أن الاقتصاد الإسلامي يسعى إلى المحافظة على الحياة ومكوناتها ومواردها وإنسانها، بما فيه من أدوات متعددة تقوم على تبادل المنافع بين الغني والفقير، والتي يتربح منها الأغنياء ليزدادوا غنًى، وتساعد الفقراء في الارتقاء بحالهم، وتحسين معيشتهم، والحد من درجة الفقر لديهم، ومنها أنواع الزكاة والصدقات، ومنها الحرص على التوزيع العادل للثروة، ومنها تشجيع العمل والإنتاج، ومنها تطوير الموارد البشرية، ومنها دعم المشروعات الصغيرة والمتوسطة، ومنها دفع الشركات والمؤسسات إلى مباشرة مسؤوليتها المجتمعية وغير ذلك من أدوات. فضلا عن أنواع العقود المستحدثة كشركات العِنان والمضاربة، وغيرها من أنواع الشركات التي أباحتها وأقرتها الشريعة الإسلامية، والتي تعمل على الحد من الفقر، وتحقق التنمية المستدامة للفرد والمجتمع.
وأردف الدكتور محمد الضويني أن الفقر مشكلةٌ صعبة تعاني منها معظم المجتمعات، وللقضاء على هذه المشكلة وآثارها لا بُدَّ من الوقوف على أسبابها. فالفقر ظاهرة ذات جذور متشابكة، وإن ما يدور على الساحة العالميَّة اليوم، من حروب وقتل وتدمير من أبرز الأسباب السياسية والاجتماعية التي تصنع الفقر، وترهق به المجتمعات لفترات طويلة، لما ينتج عنها من تدهور اقتصادي وعمراني، يتبعه تراجعٌ وتَدَنٍّ في مستوى المعيشة، وفقدانٌ لمقومات الحياة الأساسية، ناهيك بما تتركه الحروب من خلل سياسي مقصود، وكلما اتسعت رقعة الفقر والجوع والتهميش ابتعد العالم عن الأمن والاستقرار.
وذكَّر وكيل الأزهر الحاضرين في المؤتمر والضمير العالمي بمأساة الشعب الفلسطيني الأَبي، وما يعانيه الأبرياء الذين يتخطفهم الجوع والخوف، ويتوزعون ما بين ألم التهجير والتشرد والجوع، وبين قسوة القتل والتنكيل والترويع، من كِيانٍ محتلٍ ظالمٍ لا يَرقب فيهم إلًا ولا ذمة، فيما يقف المجتمع الدُّولي متفرجًا وعاجزًا عن مساعدتهم ووقف معاناتهم. مشيرًا فضيلته إلى أن التكامل المنشود بين التنمية المستدامة والاقتصاد الإسلامي لمواجهة الفقر، يواجه تحدياتٍ كبيرة في التنفيذ والمتابعة، وهو ما يتطلب تعاونًا دوليًّا وإرادة سياسية قوية، وبناء منظومة شاملة تحقق الأهداف المرجوة من هذا التكامل.
اقرأ أيضاًوكيل الأزهر: فلسفة القرآن لا مكان فيها لعلاقات الصراع والقتال مع المسالمين
وكيل الأزهر يشارك في قمة قادة الأديان بأذربيجان تحت شعار «أديان من أجل كوكب أخضر»
وكيل الأزهر: الربط بين التنمية المستدامة والاقتصاد الأخضر ليس غريبا على الفكر الإسلامي