الإمارات: توظيف الرياضة لإرساء قيم الأخوة الإنسانية
تاريخ النشر: 22nd, November 2023 GMT
نيويورك (الاتحاد)
أخبار ذات صلة الإمارات: أطفال غزة يحلمون بالسلام والعودة إلى مدارسهم خبراء ودبلوماسيون وعلماء دين لـ«الاتحاد»: «الفارس الشهم 3» تجسد قيم الإمارات الإنسانيةأكدت دولة الإمارات، أمس، مواصلة دعمها لقطاع الرياضة وتوظيفها لإرساء قيم الأخوة الإنسانية بين الشعوب، آملة بتحقيق مستقبل أفضل وأكثر استقراراً وأمناً لجميع الشباب والشابات حول العالم، مشيرة إلى أن الرياضة إحدى الركائز الأساسية لبناء مجتمعات سلمية ومزدهرة.
وأوضحت الإمارات، في بيان أمام الجلسة العامة في الجمعية العامة الأمم المتحدة، لمناقشة قرار حول «الرياضة من أجل التنمية والسلام: بناء عالم سلمي أفضل من خلال الرياضة والمثل الأعلى الأوليمبي، أن العالم اليوم في أمس الحاجة لإيجاد السبل التي تعزز التواصل والتفاهم بين مختلف الشعوب وتدعم تنميتها واستقرارها، ومنها الرياضة التي تمتلك لغة عالمية خاصة بها».
وأوضحت في البيان الذي ألقته سارة العوضي، سكرتير ثانٍ في البعثة الدائمة للدولة لدى الأمم المتحدة في نيويورك، أن الإمارات شاركت في رعاية القرار، انطلاقاً من دعمها لمبدأ الرياضة من أجل السلام.
وأعربت عن تمنياتها للجمهورية الفرنسية بكل التوفيق والنجاح في تنظيم دورة الألعاب الأولمبية الثالثة والثلاثين والدورة السابعة عشرة للألعاب الأولمبية لذوي الاحتياجات الخاصة في عام ألفين وأربعة وعشرين.
وأضافت العوضي: «إن الرياضة التي تمتلك لغة عالمية خاصة بها، تساهم من خلالها في تجاوز الخلافات وتوحيد المجتمعات بتعدداتها الثقافية واللغوية والدينية تحت مظلة التعاون وتبادل الاحترام والمنافسة بروحٍ رياضية، كما تخلق الرياضة فرصاً عديدة للشباب، وتدفع بعجلة الاقتصاد للدول، وتساهم في تحقيق أهدف التنمية المستدامة، خاصة الهدف رقم ثلاثة بشأن الصحة الجيدة والرفاه».
وأوضحت أنه من المهم أن يعمل المجتمع الدولي على تعزيز دعمه وتمويله لقطاع الرياضة، وضمان جعلها متاحة للجميع، لاسيما في الدول النامية، بحيث تتوافر فيها البنية التحتية والمرافق التي تخدم هذا القطاع. ويجب أيضاً مواصلة توظيف الرياضة كإحدى الأدوات التي يمكن من خلالها إرساء قيم السلام. وتابعت: «بالنسبة لنا في دولة الإمارات، فإن الرياضة تحظى باهتمامٍ كبير ضمن سياساتنا الداخلية والخارجية، حيث نواصل الاستثمار في هذا القطاع المهم وتعزيز قدرات الجهات المختصة، بما في ذلك عبر تنفيذ الاستراتيجية الرياضية الوطنية لعام ألفين وواحد وثلاثين، والتي تهدف إلى تطوير الرياضة في دولة الإمارات وزيادة عدد ممارسيها ومشاركاتهم في البطولات المحلية والدولية، ومنها الألعاب الأولمبية».
ذكرت العوضي: «نرى في هذا الجانب أن اعتماد القوانين والتشريعات من المسائل المهمة للارتقاء بقطاع الرياضة، حيث أصدرت الإمارات، على سبيل المثال، قانوناً اتحادياً لتنظيم جوانب العمل الرياضي كافة في الدولة، ولضمان إتاحة الأنشطة الرياضية للجميع في الدولة».
وضمن جهود الإمارات في جعل الرياضة إحدى الركائز الأساسية لبناء مجتمعات سلمية ومزدهرة، قالت العوضي: «تحرص الدولة أيضاً على استضافة العديد من البطولات الرياضية بمختلف أنواعها على كل من المستويات الإقليمية ودون الإقليمية والدولية».
وأشارت في هذا السياق، إلى أهمية تشجيع وتمكين الدول من مختلف المناطق حول العالم على استضافة البطولات الرياضية، إذا توافرت المتطلبات المناسبة لذلك، فنحن نرى في هذه المناسبات فرصة مهمة لتعزيز التقارب والتعايش السلمي بين المجتمعات كافة وكسر الصور النمطية السلبية عن بعض الدول أو الشعوب، وذلك من خلال إتاحة المجال للمشاركين في البطولات بالتعارف وتبادل الخبرات والثقافات.
وهنأت قطر مجدداً على استضافتها الناجحة لكأس العالم لكرة القدم 2022 في إنجاز للمنطقة العربية، معربة عن التطلع إلى مواصلة استضافة مثل هذه البطولات المهمة في منطقتنا. ونوّهت إلى أنه في ظل تصاعد الحروب والنزاعات المسلحة حول العالم، يتعين على المجتمع الدولي التركيز على أوضاع الرياضيين المتأثرين بهذه الأزمات الخطيرة، سواء من حيث تسببها في تهديد حياتهم أو منعهم من المشاركة في البطولات، فمؤخراً، اضطر المنتخب الفلسطيني لكرة القدم إلى تعليق نشاطه مؤقتاً بسبب التصعيد الذي تشهده الأرض الفلسطينية المحتلة، فيما قُتل أحد لاعبي الفريق بسبب القصف الإسرائيلي المستمر على قطاع غزة. وشددت، في ختام البيان، على أهمية توفير الحماية للرياضيين وغيرهم من المدنيين خلال النزاعات، بما يتماشى مع القانون الدولي الإنساني، إلى جانب مواصلة العمل للتوصل إلى وقف فوري لإطلاق النار، وإعادة الحياة إلى قطاع غزة.
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: الإمارات مجلس الأمن الدولي الأمم المتحدة نيويورك
إقرأ أيضاً:
ما هي منظمة حاباد اليهودية التي اختفى أحد حاخاماتها في الإمارات؟
أعلنت وسائل إعلام إسرائيلية، أن حاخاما يهوديا من منظمة "حاباد" اختفى في الإمارات منذ أربعة أيام في ظروف غامضة.
وتشتبه السلطات الإسرائيلية بأن الحاخام زفي كوغان، والذي ذكرت وسائل إعلام أنه ضابط في الجيش أيضا، تعرض للاختطاف أو القتل من قبل "جهة معادية" خلال وجوده في الإمارات.
وبحسب صحيفة "يديعوت أحرونوت" فإن كوغان كان يقيم في الإمارات بشكل رسمي بصفته مساعدا للحاخام اليهودي الأكبر في أبو ظبي.
وينتمي كوغان إلى منظمة "حاباد" أو "شاباد" اليهودية، والتي برزت خلال العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة.
وفي تموز/ يوليو ظهر علم "حاباد" باللون الأصفر على إحدى دبابات الاحتلال، التي دمرها مقاتل من كتائب القسام، بواسطة عبوة ناسفة في تل السلطان برفح.
ويظهر على العلم الملون بالأصفر، تاج أزرق، وتحته بالعبرية عبارة "مشيح" أو مسيح، ويقصد بها المسيح المخلص وفقا للاعتقاد اليهودي الذي سيأتي في آخر الزمان ليقود اليهود.
وترفع هذا العلم منظمة حاباد أو "حاباد لوبافيتش"، وهي من أشهر المنظمات اليهودية الأرثوذكسية الحسيدية، حول العالم، والتي تمتلك علاقات واسعة على مستوى السياسيين، وتنفتح على العلمانيين لتحقيق أهدافها.
والحسيديون هم اليهود المتدينون الغربيون، القادمون من دول أوروبا الشرقية، ونسبة انفتاحهم أكبر من الحريديم، وهم اليهود الشرقيون والذين يبقون منغلقين على أنفسهم، وخاصة على الخدمة العسكرية في جيش الاحتلال، والتي حرموها مؤخرا.
تأسيس المنظمة
يعود تأسيس الحاباد إلى عام 1775 على يد الحاخام شنيور زلمان ليادي واشتق اسمها من اختصار الكلمات العبرية الثلاث "دآت، بيناه، حوكماه"، وتعني "الحكمة والفهم والمعرفة"، وفي الثلاثينيات نقل أحد حاخاماتها مركزها من مدينة لوبافيتش بروسيا إلى بولندا، ثم مع الحرب العالمية الثانية والعلاقة السيئة مع النازيين انتقلوا إلى الولايات المتحدة.
وخلال العقود التي تلت الخمسينيات، باتت منظمة حاباد، واحدة من أكثر المنظمات اليهودية انتشارا حول العالم، وتشعبت في العديد من القطاعات مستهدفة اليهود في العالم، وكان يتزعمها آنذاك، الحاخام، مناحيم مندل شنايرسون، والذي وصل تقديس أتباعه له إلى حد أن يطلقوا عليه لقب المسيح.
ويقدر عدد أتباع الحاباد، من الحسيديم بنحو 95 ألف شخص، أي ما يمثل قرابة 13 بالمئة من الحسيديم حول العالم، ولها نفوذ واسع في الولايات المتحدة.
التخلص من الفلسطينيين
تعد منظمة حاباد، من المنظمات المتطرفة، التي لا تؤمن بوجود الفلسطينيين، وتدعو للتخلص منهم وطردهم من فلسطين المحتلة، وتعارض أي اتفاق يمكن أن يمنحهم جزءا من أراضيهم.
ونشطت منذ بدء العدوان على غزة، عبر دعم جيش الاحتلال، بالتجهيزات اللوجستية للجنود، وجمع التبرعات لتوفير احتياجاته، والحضور بشكل واضح باسمها خلال العدوان.
ونظمت العديد من الفعاليات، ورفعت لافتات، تدعو فيها بصراحة إلى عودة الاستيطانية إلى قطاع غزة، فضلا عن توسيع التهام الأراضي في الضفة الغربية لصالح الاستيطان.
وقام عدد من جنود الاحتلال، في بداية العدوان، برفع لافتة على أحد منازل بيت حانون شمال غزة، وأطلقوا عليه اسم "أول بيت حاباد" في غزة، وأقاموا فيه احتفالا بعيد الحانوكاه اليهودي، قبل أن ينسحبوا على وقع ضربات المقاومة ويدمروا المنطقة.
وخلال المعارك في غزة، رفعت رايات ولافتات منظمة حاباد، وشعار المسيح كرايات وعلى الدبابات التي فجرتها المقاومة وظهر ذلك على الأقل في توثيقين مصورين لكتائب القسام.
كما قامت المنظمة بنصب شمعدان يهودي للاحتفال بعيد الحانوكاه في قطاع غزة، قبل أن ينسحبوا من المنطقة التي جرى فيها الاحتلال بدايات العدوان.
السيطرة على الجيش
كشفت تقارير عبرية، أن 80 بالمئة من الفعاليات التربوية الدينية، لجنود جيش الاحتلال، والتي يشارك فيها ضباط من قادة السرايا والرتب الأكبر، ويطلق عليها "أيام السبت التربوية"، تنفذها منظمات يمينية استيطانية، تخضع جميعها لحركة حاباد اليهودية.
وقالت صحيفة معاريف العبرية، إن الجيش تخلى عن المجال التربوي للجنود لصالح منظمات يهودية لها أجندة مثل حاباد، وهو ما يعتبره ضباط خطرا على خطاب الهوية الإسرائيلية.
وتمكنت حاباد من التسلل إلى القطاع التربوي في جيش الاحتلال، عبر بند التمويل، والذي يشترط فيه الجيش، أن تنظيم الفعاليات من أية جهة، يجب أن تموله المنظمة بنفسها عبر التبرعات، وحاباد من أقوى المنظمات التي يمكنها جمع التبرعات من اليهود المتطرفين، لإقامة فعاليات توراتية داخل الجيش.
مناطق التواجد
تسيطر منظمة حاباد على منطقة تدعى كفار حاباد، وهي الضاحية الملاصقة لمطار بن غوريون على أراضي يافا المحتلة، والتي يقدر عدد قاطنيها بأكثر من 7 آلاف نسمة، وهم من أتباعها، كما أن لهم وجودا في صفد، منذ تسلل اليهود من أوروبا الشرقية إلى فلسطين المحتلة، ما بين 1777- 1840، وقاموا بإنشاء مجتمع خاص بهم، ومعابد ومحاولات استيطانية مبكرة عبر الاستيلاء على أراضي الفلسطينيين.
كما أن لهم تواجدا بعشرات الآلاف في كل من فرنسا وكندا، إضافة إلى الإمارات، والتي أنشأوا فيها المركز المجتمعي اليهودي والذي يحوي كنيسا ولفائف من التوراة، ويوفر الدواجن الحلال وفقا للشريعة اليهودية "الطعام الكوشير"، لأتباع المنظمة في الإمارات، ويترأس مركز الحاباد الحاخام ليفي دوشمان.