شريف العلماء وكيل وزارة الطاقة لـ «الاتحاد»: تحفيز الشراكات لخفض استهلاك الطاقة بالمباني الحكومية
تاريخ النشر: 22nd, November 2023 GMT
سيد الحجار (أبوظبي)
أكد المهندس شريف العلماء، وكيل وزارة الطاقة والبنية التحتية لشؤون الطاقة والبترول، أهمية تعزيز الشراكة بين القطاعين العام والخاص بمشروع إعادة تأهيل المباني، الذي يندرج ضمن البرنامج الوطني لإدارة الطلب على الطاقة والمياه، ما يسهم في خفض استهلاك الطاقة والمياه في المباني الحكومية، ويدعم جهود الدولة المرتبطة بالحلول المستدامة للحد من تداعيات تغير المناخ.
وقال العلماء لـ «الاتحاد»: إن سياسة تنظيم سوق شركات خدمات الطاقة في الدولة، التي اعتمدها مجلس الوزراء منتصف العام الحالي، تُعد إطاراً تنظيمياً استرشادياً لسوق خدمات الطاقة، وتُوفر الأسس الموحدة التي تضمن توحيد آليات العمل وآليات التمويل والشراكة بين القطاع العام والقطاع الخاص.
وأوضح، أن الوزارة ركزت عند صياغتها للسياسة، على تضمينها مستهدفات البرنامج الوطني لإدارة الطلب على الطاقة والمياه 2050، والذي يعد مُمكِّناً رئيسياً لكل من استراتيجية الإمارات للطاقة واستراتيجية الأمن المائي 2036.
وذكر العلماء، أن عدد المباني الحكومية التي يجري العمل على خفض استهلاك الكهرباء والمياه بها حالياً، يزيد على 400 مبنى بالدولة، وتشمل مستشفيات ومدارس ومباني حكومية، بحيث يتم خفض الاستهلاك بنسب تفوق الـ 20% للطاقة، و30% للمياه، وذلك بالتعاون مع القطاع الخاص.
وأضاف، أن الشراكة مع القطاع الخاص في هذا المشروع تقوم من خلال تولي القطاع الخاص توفير التكنولوجيا الخاصة بخفض الاستهلاك بالمباني، ما يضمن توفير الفاتورة الشهرية للاستهلاك، حيث يستفيد القطاع الخاص من الحصول على نسبة من قيمة التوفير في الفاتورة، مقابل ما تم ضخه من استثمار بالمبنى، مشيراً إلى أن هذا النموذج للاستثمار ناجح وتم تطبيقه قبل ذلك في مشاريع عدة.
وذكر، أن الوزارة بدأت بتطبيق المشروع في المباني الحكومية، ومن المقرر التوسع ليشمل المباني الحكومية المحلية بكل إمارة، كما يمكن تطبيقه بالمزارع، والتي تواجه تحديات فيما يتعلق بتكلفة الكهرباء والمياه. أخبار ذات صلة انطلاق «الأسبوع الثقافي السنوي» في «إسلامية دبي» المختبر التشريعي يضيء على سُبُل المواءمة بين التشريعات
مصالح مشتركة
وأوضح العلماء، أن القطاع الخاص في الإمارات قوي ويمتلك العديد من الحلول والخبرات والقدرات المالية، ما يعزز من فرص الشراكة وتحقيق المصالح المشتركة، مع استفادة القطاع الخاص من الاستثمار، بجانب استفادة الدولة من إنجاز المستهدفات الخاصة باستهلاك المياه والكهرباء.
وذكر أن برنامج إدارة الطلب على الطاقة المياه، يتضمن 4 محاور رئيسية، خاصة بالمزارع، والمباني، والنقل وهو ما يتعلق بالسيارات الكهربائية والبنية التحتية لها، والمصانع، لافتاً إلى وجود مستهدفات خاصة بكل محور حتى عام 2050، ومستهدفات جزئية بحلول 2030، و2040، سواء فيما يتعلق باستهلاك الكهرباء أو المياه.
وكانت وزارة الطاقة والبنية التحتية، أعلنت في فبراير 2022 عن فتح باب تقديم طلبات إبداء الاهتمام في مشروع خفض التكاليف في المباني الاتحادية البالغ عددها 422 مبنى اتحادياً ضمن نظام الريتروفت.
آليات العمل
واعتمد مجلس الوزراء خلال اجتماعه في يونيو الماضي، سياسة تنظيم سوق شركات خدمات الطاقة في الدولة، والتي تهدف إلى توحيد آليات العمل وآليات التمويل والشراكة مع القطاع الخاص، وتوضح السياسة الإطار التعاقدي بين جميع الأطراف والآليات المختلفة للتعاقد، وتعمل السياسة على تشجيع استثمار شركات خدمات الطاقة والقطاع الخاص في المشاريع الحكومية، بهدف خفض استهلاك الطاقة والمياه في المباني الحكومية، والإسهام في الطاقة النظيفة بنسبة 5%، وتعزيز استدامة المباني بنسبة تقاربية بين 5 و10%، وخفض الطلب على الطاقة في قطاع المباني بنسبة 51% حتى 2050.
وأوضحت وزارة الطاقة والبنية التحتية، أن سياسة تنظيم سوق شركات خدمات الطاقة في الدولة، التي أعدتها الوزارة، هي ضوابط ومعايير استرشادية تحدد الإطار التعاقدي بين جميع الأطراف المعنية بقطاع الطاقة والآليات المختلفة للتعاقد، بما يشجع شركات خدمات الطاقة والقطاع الخاص للمزيد من الاستثمارات في المشاريع الحكومية (مشاريع خفض استهلاك الطاقة والمياه)، ويسهم في تحقيق مستهدفات الحكومة بخفض استهلاك الطاقة والمياه، والحد من البصمة الكربونية، وترشيد النفقات التشغيلية للمباني.
تشجيع الاستثمار
وأكد العلماء أن سياسة تنظيم سوق شركات الطاقة في الدولة تمثل خطوة مهمة نحو تطوير وتحسين البنية التحتية لقطاع الطاقة وتعزيز الاستدامة البيئية.
وتستهدف وزارة الطاقة من خلال السياسة، مجموعة من الأهداف العامة تتمثل في تشجيع سوق خدمات الطاقة في الدولة، والمساعدة في تنمية السوق بالشراكة بين القطاعين العام والخاص، فضلاً عن جذب أفضل الطرق لمعالجة مشكلة تمويل مشاريع كفاءة استخدام الطاقة، كما تعمل على تشجيع الاستثمار في أنظمة كفاءة استخدام الطاقة ومشاريع الطاقة المتجددة.
وأكدت الوزارة على دور هذه السياسة البارز في دعم جهود الدولة المرتبطة بالحلول المستدامة للحد من تداعيات تغير المناخ، وخلق المزيد من التكامل والتعاون بين الجهات ذات العلاقة، بما يعزز تنافسية الدولة وتشجيع القطاع الخاص على ضخ المزيد من الاستثمارات، وتحفيز الشركات العاملة في مجال الطاقة لتقديم خدمات متميزة ومبتكرة بأسعار تنافسية، مما سيعود بالفائدة على المجتمع بشكل عام.
كوب 28
أكد المهندس شريف العلماء، وكيل وزارة الطاقة والبنية التحتية لشؤون الطاقة والبترول، أن الوزارة تعتزم إطلاق عدد من المبادرات خلال فعاليات الدورة الثامنة والعشرين لمؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغيُّر المناخ (cop28) نهاية نوفمبر الحالي، حيث سيتم إطلاق منصة مبتكرة ترصد إنجازات قطاع الطاقة في الإمارات لتحقيق مستهدفات الدولة بشأن تحقيق الحياد الصفري المناخي، متوقعاً أن يكون لهذه المنصة صدي عالمي، لتصبح تجربة ملهمة للعديد من الدول فيما يتعلق بمساعيها للوصول إلى الحياد الصفري.
وأوضح العلماء، أن دولة الإمارات حريصة على تنويع مزيج الطاقة لمواكبة الطلب المتزايد، مع الانتقال السريع نحو استخدام الطاقة النظيفة، بما يساعد على الحد من الآثار الجانبية على البيئة.
وذكر أن الوزارة ستنظم خلال «كوب 28» أيضاً عدداً من الفعاليات وورش العمل، والتي تناقش قضايا هامة مثل الهيدروجين ومدن المستقبل والنقل الذكي والأخضر، والكفاءة في استهلاك الطاقة والمياه.
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: وزارة الطاقة الطاقة مجلس الوزراء المناخ الإمارات وزارة الطاقة والبنیة التحتیة المبانی الحکومیة الطلب على الطاقة القطاع الخاص أن الوزارة فی المبانی ما یتعلق
إقرأ أيضاً:
ديسمبر المقبل.. استضافة النسخة الـ 18من منتدى الاتحاد الخليجي للبتروكيماويات والكيماويات
تستضيف سلطنة عُمان ممثلة في مجموعة أوكيو مطلع الشهر المقبل منتدى الاتحاد الخليجي للبتروكيماويات والكيماويات "جيبكا" السنوي في نسخته الـ18 ابتداءً من 2 وحتى 5 ديسمبر 2024، ويناقش أهم التحديات والفرص الاستثمارية في القطاع، كما يسلط الضوء حول قيادة التقدم المستدام على الصعيد العالمي في صناعة البتروكيماويات والكيماويات، ويشارك فيه نحو 4000 آلاف مشارك من كبار الرؤساء التنفيذيين الإقليميين والعالميين ومختصين في قطاع الطاقة والبتروكيماويات من 80 دولة.
وأكد أشرف بن حمد المعمري، الرئيس التنفيذي لمجموعة أوكيو أن استضافة المنتدى يعد حدثا استثنائيا لأول مرة في سلطنة عمان يجمع وزراء الطاقة والرؤساء التنفيذيين وخبراء عالميين لمناقشة فرص النمو والتكامل واستدامة القطاع، كما أن أوكيو تسعى إلى التركيز على الدور الحيوي لسلطنة عُمان في السوق العالمي للشق السفلي بقطاع الطاقة وإمكاناتها الكبيرة، ويعد المنتدى منصة مهمة لتبادل الفرص وتعزيز التعاون وقيادة الابتكار والاستدامة في القطاع.
من جهتها قالت ديما الحوراني، مديرة الاتصال والشؤون العامة بالاتحاد الخليجي للبتروكيماويات والكيماويات: يعد منتدى جيبكا السنوي الذي تستضيفها سلطنة عمان من أهم المنتديات العالمية في مجال قطاع البتروكيماويات والكيماويات، وأوضحت أن المنتدى في نسخته الثامنة عشرة سيتطرق إلى مواضيع مهمة منها دور الصناعة العمانية التي تطورت بشكل ملحوظ في صناعة البتروكيماويات والكيماويات، بالإضافة إلى موضوع التغير المناخي وكيفية الانتقال إلى الطاقة النظيفة والاقتصاد الدائري، وأهمية دور الشباب وتمكينهم في قيادة هذا النوع من الصناعات، كما سيتناول المنتدى أهمية تعزيز دور الشراكة بين الشركاء الأعضاء والشركات العالمية.
وأوضح مصطفي البلوشي، نائب رئيس الاتصالات والثقافة لمجموعة أوكيو قائلا: تأتي استضافة سلطنة عمان للمنتدى انعكاسا لجهود مجموعة أوكيو في دفع عجلة النمو والتطور في قطاع البتروكيماويات والكيماويات مع شركائها بالمنطقة، متوقعا أن المنتدى سيحظى بمشاركة واسعة من الرؤساء التنفيذيين وصناع القرار والخبراء والعاملين في هذا المجال لمناقشة أهم التحديات والفرص بالقطاع، كما سيناقش المنتدى موضوع الاستدامة والابتكار وتعزيز دور الذكاء الاصطناعي في مجال البتروكيماويات والكيماويات.
جدير بالذكر أن مجموعة أوكيو تمتلك العديد من مشاريع الصناعات التحويليّة بسلطنة عُمان، إذ تتبع النهج المتكامل في نموذج أعمالها التشغيلي بدءًا من عمليات الاستكشاف والإنتاج إلى المصافي والبتروكيماويات والبولمير والطاقة البديلة، لتعزيز حضورها العالمي ورفع تنافسيتها، بما يعزّز إسهامها في تطوير القطاع الصناعي، وتعزيز الصناعات القائمة على البتروكيماويّات، إذ إن للصناعات البتروكيماوية دورًا محوريًّا في التنويع الاقتصادي للسلطنة.