كيف تعامل إسرائيل أقلية الدروز الذين يقاتلون ويقتلون في معارك قطاع غزة؟
تاريخ النشر: 22nd, November 2023 GMT
تخدم الأقلية الدرزية في الجيش وتقاتل وتموت من أجل إسرائيل، يقول الكثير من أفرادها إن مجتمعاتهم مهمشة وتدفع باهظا ثمن رخص لبناء منازل إن حصلت عليها.
بعباءاتهم السوداء وقبعاتهم التقليدية، وقف شيوخ من الدروز أمام نعش الجندي الإسرائيلي عدي مالك حرب الذي قتل أثناء مشاركته في المعارك الإسرائيلية في قطاع غزة.
يقيم نحو 150,000 درزي في إسرائيل. ويعتبر غالبيتهم أنفسهم إسرائيليين، فيما يخدم الرجال وليس النساء، في الجيش، العديد منهم في وحدات قتالية.
تتركز مجتمعات الدروز في 16 قرية بشمال إسرائيل، من بينها قرية بيت جنّ حيث أقيمت جنازة الجندي حرب الأحد.
6 جنود من الطائفة الدرزية قتلوا في الجيش الإسرائيليوقال الرئيس الروحي للطائفة الشيخ موفق طريف خلال مراسم الجنازة "ألا يستحق أصدقاء ومعارف عدي العمل وبناء منزل في بيت جن من دون تدخل، من دون القلق بشأن صدور أوامر وفرض غرامات؟".
وستة جنود دروز على الأقل هم من بين 390 جنديا إسرائيليا قتلوا منذ اندلاع الحرب بين إسرائيل وحركة حماس في 7 تشرين الأول/أكتوبر الماضي.
وأعادت هذه المسألة إحياء النقاش بشأن قانون الدولة القومية المثير للجدل والذي كرّس في 2018 الوضع الأساسي لإسرائيل كدولة لليهود، لكنه تشريع يعتبر الدروز وغيرهم من المواطنين العرب أنه ينتقص من مكانتهم.
تهديد إسرائيلي متواصل بتلقي أوامر هدم للبيوتيقول نشطاء إن بعد عقود من الحرمان من الاستثمارات يجد القرويين الدروز أنفسهم أمام واقع شبكات كهرباء وأنظمة صرف صحي وطرق بحالة سيئة.
وقلما يُمنح السكان تراخيص لبناء منازل، ووفقا لصلاح أبو ركن، أحد قادة الاحتجاج الدرزي المتواصل منذ أشهر ضد أوامر الهدم، فإن نحو ثلثي منازل الدروز في إسرائيل بُنيت من دون التصاريح المناسبة في العقود الأخيرة، ما يضعهم تحت تهديد متواصل بتلقي أوامر هدم أو فرض غرامات باهظة.
وأضاف أن الدروز "لم يبق لهم إلا أراضي خاصة محدودة للغاية لا تكفي لاستمرار وجود الطائفة الدرزية بطابعها وقراها".
وأوضح أن التشديد في تطبيق القوانين منذ صدور قانون عام 2017 لردع البناء غير المنظم في السنوات الأخيرة أصبح "لا يطاق".
وقالت المحامية من بيت جنّ نسرين أبو عسلة إن ليس أمام الأهالي خيار سوى العيش في منازل بنيت بدون تراخيص.
وأكدت "لا نريد ترك مجتمعنا أو ثقافتنا أو ديننا" مضيفة أن التخطيط المدني لم يتقدم منذ عقود.
وأوضحت "نعيش وفقا لاحتياجات تعود ل20 أو 30 سنة مضت".
وفي الواقع، قلما تُهدم المنازل، لكن العقوبات المالية تُنفذ بصرامة.
يُسدد أشرف حلبي، مدرب كرة السلة في جامعة حيفا للتكنولوجيا، قرابة 600 ألف شيكل (أكثر من 160 ألف دولار) بشكل غرامات عن بناء منزله وبركة سباحة، كان يعلم فيها السباحة للشبان المحليين، على قطعة أرض يمتلكها عند أطراف بيت جنّ.
وقال "من يحتاج لهدم المبنى، إنهم يدمرون محفظات نقودنا وحساباتنا المصرفية".
أضاف "لدينا أوامر تعبئة وأوامر هدم. أمران نبرع فيهما للأسف".
"عنصري ومستهتر"يقول ناشطون إن التنفيذ الانتقائي لقوانين التخطيط يدل على التهميش المتزايد للأقليات غير اليهودية في إسرائيل في عهد الحكومات اليمينية في السنوات الأخيرة.
في 2018 أقر البرلمان "قانون الدولة القومية" الذي أعلن أن اليهود وحدهم لهم "الحق في تقرير المصير القومي في دولة إسرائيل" وخفّض مستوى اللغة العربية من لغة رسمية إلى لغة ذات "وضع خاص".
عارض الدروز بشدة قانون الدولة القومية. ووصفه رئيس بلدية بيت جنّ راضي نجم بأنه "عنصري وغير متكافئ ومستهتر تجاه أي شخص غير يهودي".
لكن القانون وُضع تحت المجهر بشكل متزايد في وقت يحارب الدروز ويُقتلون في الحرب.
وعين وزير الداخلية موشيه اربيل الأسبوع الماضي محاميا درزيا لتقديم المشورة بشأن مسألة التخطيط والإسكان في القرى الدرزية. والإثنين أعطت لجنة في الكنيست الضوء الأخضر لبناء 1000 وحدة سكنية جديدة في قرية دالية الكرمل.
شاهد: الجيش الإسرائيلي ينشر مقاطع مصورة لعملياته العسكرية في غزةشاهد: أعلام إسرائيلية ترفرف على طول الطريق المدمر شمال قطاع غزةعنف المستوطنين في الضفة الغربية: منظمة حقوقية تطالب الجيش الإسرائيلي بحماية الفلسطينيينوقال رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو السبت إن الدروز "مجتمع قيم. إنهم يحاربون ويسقطون في المعارك" متعهدا "إعطاءهم كل ما يستحقونه".
يدير مجدي خطيب مطعما ويملك مزرعة للخيول لأغراض علاجية، على أطراف بيت جنّ. ويقول إنه أمضى أربعة أشهر في السجن لعدم تسديده غرامات بناء.
ويوفر هذا الجندي المقاتل السابق لمفرزة تابعة لمنظومة القبة الحديدية قرب أرضه، الطعام والحمامات.
وقال "لا يهمني إذا كان الأمر تمييزا متعمدا أم لا" مضيفا "حاربت من أجل بلدي، وأحب بلدي، سأقاتل من أجل حقوقي".
بنى والده المنزل قبل عقود من دون ترخيص، ويعيش معه ابنه البالغ في المنزل نفسه.
المصادر الإضافية • أ ف ب
شارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية "غضب واستنكار".. لبنان ينعى مراسلة ومصورا قتلا في غارة إسرائيلية على جنوب لبنان إسرائيل تعدل قانون زواج المثليين بعد مقتل جندي من مجتمع الميم في السابع من أكتوبر الكنيست الإسرائيلي يُناقش مشروع قانون عقوبة الإعدام بحق الفلسطينيين المتهمين بقضايا قتل إسرائيليين إسرائيل مجتمع السياسة الإسرائيلية حقوق الأقلياتالمصدر: euronews
كلمات دلالية: إسرائيل مجتمع السياسة الإسرائيلية حقوق الأقليات إسرائيل حركة حماس الصراع الإسرائيلي الفلسطيني غزة قصف قطاع غزة الشرق الأوسط ألمانيا فلسطين أوكرانيا فرنسا إسرائيل حركة حماس الصراع الإسرائيلي الفلسطيني غزة قطاع غزة قصف یعرض الآن Next قطاع غزة من دون
إقرأ أيضاً:
ما سرُّ اهتمام إسرائيل بالدروز؟
منذ احتلال فلسطين وإقامة دولة الاحتلال عام 1948 تبنت إسرائيل إستراتيجية خاصة للتعامل مع الأقليات فسعت إلى فصل الدروز عن هويتهم العربية بهدف تفتيت العرب داخل إسرائيل وممارسة التمييز في الحقوق الوطنية.
في بداية الاحتلال صُنف الدروز "عربًا غير مسلمين" وفي عام 1962 مُنحوا ما يعرف بـ"الجنسية المميزة" وأصبح وصفهم الرسمي "غير عرب" رغم تحدثهم اللغة العربية. في حين استُبعد العرب السنة والمسيحيون من التجنيد في الجيش فُرض التجنيد الإلزامي على الدروز عام 1956 باستثناء الأشخاص المتدينين والإناث.
فكيف ينظر معظم الدروز إلى إسرائيل؟لنعد إلى الثلاثينيات.. في حين يدعم قسم من الدروز الحركة الصهيونية تاريخيًا يتبوؤون مناصب عسكرية وأمنية مهمة في دولة الاحتلال يميل قسم آخر إلى النهج الوطني ويتمسكون بالهوية العربية. شارك الدروز في الثورة العربية عام 1936، وقاتل قسم منهم العصابات الصهيونية في فلسطين. دروز الجولان السوري كان لهم نهج أكثر حدة تجاه الاحتلال لم تنجح معهم الإستراتيجية المطبقة في أراضي 1948، فلم يقبلوا الجهود الرامية إلى إضفاء الطابع العبري على هويتهم الثقافية ورفضوا التصنيف الديني بأنهم "غير مسلمين" ويرفض معظم الدروز الجولانيين حتى يومنا هذا حمل الجنسية الإسرائيلية.
إعلان 2/3/2025