استعرض قادة ومتخذو القرار بمجال الأقمار الصناعية الدور الحيوي والمؤثر الذي تلعبه تكنولوجيا الأقمار الصناعية والاستشعار عن بعد في تنمية موارد المجتمع المصري، وكيفية تطوير تلك المهام بالتعاون بين الدولة والقطاع الخاص، فضلاً عن أهمية محاكاة التجارب العالمية المتقدمة في هذا المجال.
جاء ذلك خلال جلسة "مستقبل الاتصالات عبر الأقمار الصناعية: الأقمار الصناعية الصغيرة ذات تأثير كبير" التي أقيمت على هامش معرض ومؤتمر Cairo ICT 2023.


أدار الجلسة خالد سدرا، مدير صندوق الاستثمار Q3 فينشرز، المتخصص في الاستثمار في البنية التحتية الرقمية.

قال الدكتور سامي شديد، الرئيس التنفيذي للشركة الوطنية للأقمار الصناعية، إن الشركة تأسست بهدف تشغيل وإدارة البنية التحتية لمجال تكنولوجيا الأقمار الصناعية، مشيرًا إلى أنها تعتبر المشغل الوحيد الذي يحمل رخصة لتشغيل الأقمار الصناعية في مصر. 
وأضاف أن الشركة تعمل على التوسع في التعاون مع القطاع الخاص، موضحاً أنها كيان مستقل يتبع القطاع الخاص، تأسس بتمويل ورعاية من القوات المسلحة، ويعمل وفقًا لقانون هيئة الاستثمار رقم 159، ويلتزم بدفع الضرائب والرسوم الجمركية بشكل دوري دون أي استثناء.
وعن إطلاق القمر الصناعي "طيبة 1"، كشف شديد أن الفكرة الأساسية من إطلاق القمر تستهدف توفير وسيلة اتصال آمنة توصل الخدمة إلى المواطن والاستفادة منها في مختلف المجالات الحياتية.
وأشار إلى أن تغطية حدود الدولة المصرية لا تتجاوز نحو 30%، ولذلك يتم التوجه نحو الاعتماد على الأقمار الصناعية لمد مختلف المناطق النائية بالخدمات والبنية التحتية، مثل مشروعات "توشكى" والمنافذ الحدودية، حيث تحتاج تلك المشروعات إلى وسيلة اتصال مسبقة للتعرف على متطلباتها اللازمة. 
وأضاف أنه بدون ذلك ستحتاج الدولة إلى بذل الكثير من الوقت والمال والجهد.
واستشهد شديد بما حدث مؤخرًا في أزمة السودان الأخيرة، عندما تم تأمين الحدود المصرية بواسطة رصد الأقمار الصناعية، بجانب أحداث غزة (طوفان الأقصى)، والتي تم التعامل السريع مع الطلب على دعم طبي للحالات المصابة وتوفيره بشكل عاجل.
ونوه شديد بأن الشراكة مع شركة حياة الكويتية، التي تستعد لإطلاق أول مشروعاتها بالتعاون مع الشركة الوطنية للأقمار الصناعية، ستكون باكورة لسلسلة من الاتفاقيات الاستراتيجية للخروج إلى المنطقة العربية، بجانب تغطية نطاقات شمال إفريقيا، والطموح نحو التوسع إلى أوروبا وآسيا.
وكشف شريف صدقي، الرئيس التنفيذي لوكالة الفضاء المصرية، أنه تم إنشاء الوكالة عام 2018 بهدف توطين تكنولوجيا الأقمار الصناعية في مصر، من خلال استحداث ونقل علوم تكنولوجيا الفضاء وتطويرها، وامتلاك القدرات الذاتية لبناء الأقمار الصناعية وإطلاقها من الأراضي المصرية.
وأكد صدقي أن أهداف الوكالة تتركز على تنفيذ المشروعات والأعمال التي تخدم عملية التنمية المستدامة، عبر عدة مراحل أبرزها: التصميم الإلكتروني، وابتكار البرمجيات المساعدة، وتحليل البيانات، وتجميع الدوائر الإلكترونية. 
وأشار إلى أن الوكالة بصدد إطلاق القمر الصناعي "إيجيبت سات 2" خلال 3 ديسمبر 2023، وهو يعتبر الأول من نوعه في أفريقيا من نوعية ميني سات، بارتفاع 350 كيلومترًا، ودقة تفريقية 2 كيلومتر، أحادي الطيف، وتصل نسبة المكون المحلي فيه إلى نحو 35%.
ونوه صدقي بأن الوكالة بصدد إطلاق أقمار أخرى خلال العام المقبل بالتعاون مع عدد من الدول الأفريقية، مثل كينيا وأوغندا، متابعًا بأنه يتم استضافة العديد من المهندسين الأفارقة لتدريبهم وتأهيلهم على المهام الحديثة بتكنولوجيا الفضاء وأحدث الأساليب المتبعة بمجال الأقمار الصناعية والاستشعار عن بعد.
وطالب صدقي بوضع عدة عوامل في الحسبان عند عمل الأقمار الصناعية، مثل تقليل التكلفة، ونوع التصميم، والوقت، والمخاطر. وأوضح أن الوكالة تتمتع بدور تنظيمي في إدارة تكنولوجيا الفضاء، بخلاف دور الجهاز القومي لتنظيم الاتصالات، والمعني برسم سياسات وقواعد الطيف الترددي وخريطة خدمات الاتصالات في مصر.
وقال جاري براي، مدير المبيعات الاستراتيجية بالتحالف العالمي "موبيليتي إنمار سات"، إن الشركة لديها العديد من الشراكات الاستراتيجية للعمل في مصر، مبيناً أن نشاط الشركة لا يقتصر على تقديم خدمات الاتصالات والأقمار الصناعية، بل يشمل أيضًا تقديم خدمات إنترنت الأشياء وعلوم الآلة.
وأوضح براي أن السوق في مصر يحتاج إلى عملية تطوير مستمر، والتوجه نحو عنصر التكامل وتنفيذ شراكات التعاون بين مختلف أطراف منظومة مجال الأقمار الصناعية، معتبرًا أن العمل غير مقتصر على التنافس فقط.
وأكد براي أن حلول الشركة ساعدت الكثير من العملاء على تجاوز تحدي البعد الجغرافي في نقل المعدات أو المستشعرات إلى أماكن بعيدة، والتي تحتاج لمضاعفة الوقت والمجهود والتكلفة لبعد المسافات، وهو ما تعمل الشركة على التغلب عليه بواسطة تنفيذ الشراكات الاستراتيجية لتحسين جهود الشركات والأشخاص.
كشف براي أن شركته تقوم حاليًا بتطوير مجموعة من التطبيقات مع الشركاء لتحسين مجالات عمل الأقمار الصناعية، مشيرًا إلى أنه يتم إطلاق منصة أشبه بـ "أوبر" لتجميع كافة خدمات الأقمار الصناعية في منصة تقنية واحدة يستطيع أي شخص الوصول لها بكل سهولة، الأمر الذي يدفعنا إلى التركيز على حلول إنترنت الأشياء وعلوم الآلة في السوق المصرية، باعتبار أن السوق يحتاج لذلك في الوقت الحالي.
 قال الدكتور إسلام أبو المجد، رئيس الهيئة القومية للاستشعار عن بعد، إن الهيئة ساعدت الدولة المصرية على جني قرابة 17 مليار جنيه من عمليات مواجهة المخالفات والتعديات على أراضي وملكيات الدولة المصرية، بما يساهم في التنمية وتطوير موارد الدولة من جهة، فضلًا عن رصد المخالفات وكذلك مواجهة الفساد من جهة أخرى.
وأوضح أن الهيئة منوطة بتطبيقات البحث العلمي وكيفية تحويلها من بحث علمي إلى مشروعات وأعمال على أرض الواقع ومشروعات قومية.
وتابع أبو المجد أن الاستشعار عن بعد يعد أحد أهم مجالات تكنولوجيا المعلومات، وتأتي مهامه في رصد ومتابعة واستخراج المعلومات وتحليل البيانات، مستشهداً بدور الهيئة الزراعية في دعم الدولة لتنمية الرقعة الخضراء والاستفادة في تحسين إنتاج المحاصيل الزراعية. فمثلاً، ساهمت الهيئة في الحصول على معلومات بشكل مكثف ومستمر لدعم المبادرة الرئاسية لاستصلاح مليوني فدان لتنمية مساحة الأراضي الزراعية في مصر، حيث تم رصد أكثر من 4 ملايين فدان، فضلاً عن التعرف على توفير المياه والوصول إلى مصادر المياه الجوفية، بجانب تقديم مقترحات لتركيب المحاصيل على كل قطعة زراعية والمحصول المناسب زراعته بها من خلال رصد المناخ.
ولفت أبو المجد إلى أن المستشعرات تساعد على دعم الأعمال بالمشروعات القومية من خلال مد متخذي القرار بالمعلومات اللازمة والمشاركة بدور نوعي ومهام دقيقة في تحقيق النمو الاقتصادي والاجتماعي، مستشهداً بدور الهيئة في دعم إقامة المدن الجديدة وتنمية العمران مثل مناطق الدلتا الجديدة والمنيا وشرق بورسعيد وسيناء. من خلال استكشاف المناطق الصالحة للزراعة وعمل تخطيط عمراني وحل مشكلات تلوث المياه في البحار والأنهار والكشف عن الثروات المعدنية.
 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: الأقمار الصناعیة فی من خلال عن بعد فی مصر إلى أن

إقرأ أيضاً:

أكاديمية البحث العلمي: خارطة طريق استدامة حياة كريمة نحو تنمية شاملة ومستدامة للقرى المصرية"

تتشرف أكاديمية البحث العلمي والتكنولوجيا بدعوة السادة العلماء والباحثين المتخصصين في مجالات الاقتصاد، الإسكان، والتنمية العمرانية، بالإضافة إلى المسؤولين عن مبادرة حياة كريمة والمشروعات الصغيرة، للمشاركة في ورشة العمل الختامية لمشروع "خارطة طريق استدامة مشروعات حياة كريمة وأثرها التنموي"، التي ستُعقد يوم الخميس الموافق 23 يناير 2025 في تمام الساعة التاسعة صباحًا بمقر الأكاديمية الكائن في 101 شارع القصر العيني.
تأتي هذه الورشة بتنظيم مشترك بين مجلس بحوث الإسكان والبناء ومجلس البحوث الاقتصادية والإدارية، وهما من التشكيلات العلمية التابعة للأكاديمية، وتُعد الورشة جزءًا من الجهود الوطنية التي تهدف إلى تعزيز استدامة المشروعات التنموية ضمن مبادرة حياة كريمة التي تمثل إحدى أهم المبادرات الرئاسية لدعم التنمية الشاملة في القرى المصرية.
تسعى الورشة إلى تحقيق مجموعة من الأهداف الحيوية التي تساهم في تعزيز استدامة الأثر التنموي للمبادرة، حيث سيتم خلالها:

عرض نتائج الدراسة وخارطة الطريق لاستدامة مشروعات حياة كريمة:


تتناول الدراسة الجوانب المختلفة لاستدامة المشروعات التنموية التي نفذتها المبادرة، من خلال منهجية متكاملة تضمنت محورين رئيسيين.

المحور الأول: التركيز على الجوانب العمرانية والاستدامة البيئية والاجتماعية والتشغيلية.المحور الثاني: دراسة الآثار الاقتصادية الناتجة عن المبادرة، مع تقييم دقيق لكفاءة الإنفاق الحكومي الذي تحقق في إطارها.طرح تصور عملي لاستدامة الخدمات والمرافق العامة:


تهدف الورشة إلى تقديم تصور شامل وقابل للتطبيق يضمن استدامة المرافق والخدمات التنموية التي تم إنشاؤها أو تطويرها ضمن المبادرة. يشمل ذلك تقييم قدرة هذه الخدمات على تلبية احتياجات السكان وتحسين جودة حياتهم على المدى الطويل.


سيتم خلال الورشة تحديد وتوصيف التحديات الرئيسية التي تواجه استدامة مشروعات المبادرة، ومناقشة الحلول المقترحة للتغلب عليها، بما يسهم في تحسين كفاءة الإنفاق وتحقيق أقصى استفادة من الموارد المتاحة.

قياس الآثار الاقتصادية والاجتماعية للمبادرة:
تناقش الورشة تأثير مبادرة حياة كريمة على خفض معدلات الفقر متعدد الأبعاد، ودورها في تعزيز التمكين الاقتصادي للسكان المستهدفين، بما يدعم أهداف التنمية المستدامة التي تسعى مصر إلى تحقيقها.


تكتسب هذه الورشة أهمية كبيرة كونها تمثل ختامًا لجهود بحثية وعملية واسعة النطاق تهدف إلى تقييم وتحسين فعالية المبادرة الرئاسية حياة كريمة. وتعد هذه المبادرة أحد المحاور الرئيسية في استراتيجية التنمية المستدامة لمصر، حيث تهدف إلى تحقيق نقلة نوعية في مستوى الخدمات المقدمة للمناطق الريفية وتحسين جودة حياة المواطنين في القرى الأكثر احتياجًا.

المشاركون المستهدفون:


تستهدف الورشة مشاركة الخبراء والباحثين في مجالات الاقتصاد والتنمية العمرانية والبيئية، وكذلك المسؤولين عن إدارة مبادرة حياة كريمة والمشروعات الصغيرة. كما تفتح أبوابها أمام كافة المهتمين من الهيئات الحكومية والجهات التنفيذية ذات الصلة، لمناقشة وتبادل الرؤى حول استدامة المشروعات التنموية.

محاور النقاش:

 

الآثار الاجتماعية لمبادرة حياة كريمة على المجتمعات المحلية.تقييم استدامة البنية التحتية والخدمات الأساسية في القرى المستهدفة.تحليل كفاءة الإنفاق الحكومي وأثره على التنمية الشاملة.دراسة التحديات والفرص لتحقيق الاستدامة البيئية والاقتصادية.


تؤكد أكاديمية البحث العلمي والتكنولوجيا أن هذه الورشة تمثل فرصة فريدة لتبادل المعرفة والخبرات بين مختلف الأطراف المعنية، بهدف الوصول إلى استراتيجيات متكاملة تحقق الاستدامة الفعلية لمشروعات مبادرة حياة كريمة، وتعزز أثرها الإيجابي على المجتمع المصري.

مقالات مشابهة

  • وكالة الفضاء المصرية تبحث التعاون مع الجانب الياباني في مجال تكنولوجيا الفضاء
  • رئيس وكالة الفضاء المصرية يؤكد أهمية التعاون المصري الياباني في مجال تكنولوجيا الفضاء
  • الأرصاد: صور الأقمار الصناعية تشير إلى تكاثر السحب المنخفضة على شمال البلاد
  • الرئيس السيسي: نسعى لتوفير موارد دولارية تكفي إنفاق الدولة
  • تردد قناة زي ألوان على جميع الأقمار الصناعية.. شاهد محتواك المفضل
  • أكاديمية البحث العلمي: خارطة طريق استدامة حياة كريمة نحو تنمية شاملة ومستدامة للقرى المصرية"
  • منصة Bitget LaunchX تدعم جمع 5 مليون دولار لصالح برنامج إطلاق الأقمار الصناعية التابع لشركة جامبو
  • محافظ الدقهلية لـ المجلس التنفيذي:سرعة إنهاء طلبات المواطنين وتقنين الأوضاع وتحصيل موارد الدولة
  • بلال الدوي: الدولة المصرية تضع احتياجات كبار السن نصب أعينها
  • تعاون مغربي قطري..لتعزيز حضور القنوات المغربية على الأقمار الصناعية