على مدار ستة أسابيع، تستمر المذابح البشعة، والإبادة الجماعية، بحق أشقائنا الفلسطينيين فى قطاع غزة، على يد جيش الاحتلال الإسرائيلى، لتخلِّف وراءها أكثر من 12 ألف شهيد، غالبيتهم من النساء والأطفال.
منذ السابع من أكتوبر الماضى، وعلى مدار 45 يومًا، تواصل قوات الاحتلال الإسرائيلى استهداف المستشفيات والمراكز والعلاجية والصحية، لتُفاقم الأزمة الإنسانية، مع شح المواد الطبية والمساعدات الغذائية، خصوصًا مع إعلان وزير الأمن الإسرائيلى «يوآف جالانت» بدء مرحلة جديدة من العملية البرية بالقطاع، فى تلويح جديد بأن العدوان الصهيونى سيستمر أيامًا طويلة، وربما أسابيع.
لعل أبشع ما تابعناه خلال الأسابيع الماضية، هو أن الاحتلال ارتكب أكثر من 1300 مجزرة فى قطاع غزة، أسفرت عن سقوط هذا العدد الكبير من الشهداء، إضافة إلى 30 ألف مصاب، فيما لا يزال 4000 شخص فى عداد المفقودين، إلى جانب خروج جميع المستشفيات والمراكز الطبية من الخدمة تمامًا.
وضع إنسانى كارثى بمعنى الكلمة، فى ظل ما يتعرض له أهل غزة من إجرام غير مسبوق، لم يشهد له التاريخ الحديث مثيلًا.. انتقام إسرائيلى وحشى، وقصفٍ جوّى كثيف، واعتماد سياسة الأرض المحروقة، باستهداف المبانى السكنية والمدارس والأسواق والأفران والمشافى.. وحتى المقَّرات الأممية، لدفع الفلسطينيين إلى النزوح خارج القطاع، وتفريغه من سكانه.
لعل أكثر ما يلفت الانتباه، أن منظمات الأمم المتحدة ومجلس حقوق الإنسان يصفون ما يحدث فى قطاع غزة بأنه «كابوس مرعب»، ووضع كارثى غير مسبوق، وأن الممارسات الإسرائيلية ضد الفلسطينيين يحظرها القانون الدولى بما فيها «الهجمات التى يكون فيها احتمال مقتل مدنيين، وإلحاق الضرر بالبنية المحمية، إضافة إلى استخدام جيش الاحتلال للأسلحة المتفجرة ذات تأثير واسع النطاق فى مناطق مكتظة بالسكان».
ومن جانبها، أكدت منظمة الصحة العالمية أن الوضع الطبى فى قطاع غزة «رعب لا يوصف»، ولا توجد كلمات يمكن أن تصف ما يحدث، مشيرة إلى نزوح غالبية العاملين فى مجال الصحة وإجبارهم على الفرار مع أسرهم.
قبل أيام، انتهت القمة العربية الإسلامية، التى انعقدت فى السعودية، دون نتائج ملموسة، أو قرارات مُلزمة للكيان الصهيونى المحتل، رغم الوضع الكارثى الذى فاق حدود المنطق، ولذلك يجب التركيز على ضرورة إدخال المساعدات الطبية إلى غزة بشكل فورى، وإعادة تشغيل المستشفيات وإمدادها بكل ما يلزمها، وضمان حماية الأطقم الطبية، لأن حجم المساعدات الطبية التى سُمح بدخولها «مثير للشفقة».
للأسف الشديد، الصور القادمة من غزة مرعبة، نتيجة الدمار الشامل للبنية التحتية والطرق والمبانى والمنشآت والمدارس والمساجد والكنائس، حتى أن الدمار طال كل شيء، ولم يترك إنسانًا أو حيوانًا أو حجرًا، فى كامل القطاع، الذى يعيش حاليًا حياة ما قبل البدائية، وفى ظروف غير إنسانية، وهو ما يتطلب تدخلًا فوريًا وعاجلًا.
[email protected]
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: همجية الاحتلال رضا سلامة جيش الإحتلال الإسرائيلي قطاع غزة قوات الاحتلال الاسرائيلي فى قطاع غزة
إقرأ أيضاً:
الصحة الفلسطينية تناشد المجتمع الدولي بالتدخل وحماية المرضى والطواقم الطبية في قطاع غزة
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
ناشدت وزارة الصحة الفلسطينية، المجتمع الدولي بالتدخل لحماية المرضى والطواقم الطبية ومراكز العلاج في فلسطين، خصوصا في قطاع غزة، مع استمرار حرب الإبادة التي تشنها قوات الاحتلال الإسرائيلي، وبعد اقتحام مستشفى كمال عدوان في بلدة بيت لاهيا شمال القطاع.
وأضافت الوزارة في بيان، اليوم الجمعة، وفقا لوكالة الأنباء الفلسطينية "وفا"، أن إمعان الاحتلال الإسرائيلي في جرائمه سببه الرئيسي صمت العالم والدول الكبرى على ما يجري من تطهير عرقي ومذابح.
وتابعت أن العدوان على قطاع غزة لم تستثنِ أحدًا، وشملت أضراره وفظائعه الأجنة في بطون أمهاتهم، الذين قتلوا قبل أين يصلوا الدنيا، والموتى في القبور الذين ديست عظامهم بالجرافات الإسرائيلية.
وحملت، المجتمع الدولي والاحتلال الإسرائيلي المسؤولية الكاملة عن حياة المرضى ومرافقيهم والطواقم الطبية في مستشفى كمال عدوان وعددهم 350، وذلك بعد انقطع الاتصال مع الطواقم الطبية والمرضى والمصابين هناك.
وكانت قوات الاحتلال حاصرت المستشفى وطالبت صباح اليوم، الكوادر الطبية والمرضى والمرافقين بالنزول إلى ساحته تمهيدا لاقتحامه، بعد مجزرة ارتكبها أمس بحق 5 من كوادره، وهم طبيب الأطفال أحمد سمور، وأخصائية المختبرات إسراء أبو زايدة، والمسعفان عبد المجيد أبو العيش وماهر العجرمي، وأخصائي الصيانة فارس الهودلي.