75 عاماً وفلسطين بالنسبة للمصريين هى القضية المركزية، ومحور أساسى للأمن القومى العربى، فكما خاضت مصر حروباً للدفاع عن سيناء واستعادتها، خاضت حروباً عديدة للدفاع عن الأراضى الفلسطينية فى مواجهة دولة الاحتلال منذ عام 1948، كما تبنَّت المطالب المشروعة للشعب الفلسطينى وحقه فى تقرير مصيره، أمام كل المحافل والمؤتمرات والقمم الدولية، من أجل سلام شامل واستقرار مستدام وتسوية عادلة قائمة على حل الدولتين.
وعلى مدار 45 يوماً من عدوان جيش الاحتلال الإسرائيلى على قطاع غزة، كانت مصر الأقرب إلى «غزة»، وكان معبر رفح هو بوابة الإغاثة والإنقاذ لأهالى القطاع، إذ سارعت مصر إلى تأهيل المعبر من الجانب الفلسطينى بعد أن قصفته قوات الاحتلال أكثر من مرة، ولم تغلقه للحظة واحدة، وحشدت آلاف الأطنان من المساعدات الإنسانية والإغاثية للتخفيف عن أهالى القطاع بعد أن أطبقت إسرائيل الحصار عليهم وقطعت عنهم كل مقومات الحياة، كما أعلنت حالة الطوارئ فى القطاع الطبى والمستشفيات من العريش إلى القاهرة لاستقبال الجرحى الفلسطينيين والأطفال المبتسرين والمرضى من ذوى الحالات الحرجة، ووفرت لهم الرعاية الصحية المتكاملة.
ومنذ اللحظات الأولى للعدوان كثفت القيادة السياسية اتصالاتها ولقاءاتها مع زعماء وقادة العالم، وعقدت قمة «القاهرة للسلام»، لوقف التصعيد الإسرائيلى والقصف الوحشى المتواصل على المدنيين الفلسطينيين، وإجهاض محاولات تصفية القضية الفلسطينية بالتهجير القسرى لأهالى القطاع، حيث أكد الرئيس عبدالفتاح السيسى، أكثر من مرة، أن مصر لن تسمح بالتصفية أو التهجير لأهالى غزة سواء إلى سيناء أو غيرها، ومع تواصل الضغوط المصرية وتحركاتها الدولية، من أجل وقف العدوان وبدء هدنة فى القطاع، بدأ موقف الغرب وأمريكا فى التحول من دعم مطلق لقوات الاحتلال إلى المطالبة بحماية المدنيين فى غزة والتهدئة، فيما تعالت أصوات الشعوب حول العالم رفضاً لسياسات قادتها تجاه إسرائيل.
رئيس الوزراء: مصر لن تتوانى عن صون حدودهاأكد الدكتور مصطفى مدبولى، رئيس مجلس الوزراء، أن مصر لن تتوانى عن اتخاذ كل الإجراءات التى تضمن أمن وصون حدودها، وأنه حال حدوث أى نزوح إلى الأراضى المصرية سيكون لها رد حاسم وفق القانون الدولى.
وقال «مدبولى»، خلال الجلسة العامة لمجلس النواب، أمس، إن معبر رفح لم يُغلق منذ بداية الأزمة الحالية ثانية واحدة، والأكاذيب التى قيلت حول ذلك جزء من حروب الجيل الرابع للتشكيك فى الجهود التى تتم وتقوم بها مصر، مشيراً إلى أن معبر رفح ضُرب أكثر من مرة لمنع خروج الجرحى ودخول المساعدات، ونسعى لتحديثه وإعادة تأهيله مع الجانب الفلسطينى، مؤكداً أن الرئيس السيسى والقوات المسلحة يعون ما يُحاك من مؤامرات، وأن مصر قادرة على حماية أمنها القومى، مشدّداً على تضامن الشعب المصرى الكامل مع الشعب الفلسطينى، وأن الحل للقضية هو إقامة دولة فلسطينية على حدود 67.
الرئيس السيسى والقوات المسلحة على دراية بما يُحاك من مؤامرات.. ومصر قادرة على حماية أمنها القومىوحذّر رئيس مجلس الوزراء من أن السياسات الإسرائيلية القائمة على إغلاق الأفق أمام الفلسطينيين ستكون عواقبها وخيمة، ليس فقط فى المنطقة، بل فى كل العالم، ونحن مع العمل السياسى والمسار السياسى ووقف التصعيد والوصول إلى حل دائم للقضية الفلسطينية، موضّحاً أن ما قامت به القوات المسلحة فى 6 أكتوبر 1973، لم يكن فقط لاستعادة الأرض، بل كان مهماً لتغيير موازين القوى فى المنطقة.
وتابع «مدبولى» أنه منذ تولى الرئيس السيسى يقوم بكل الجهود لحل الأزمة، وهو أول من دعا إلى عقد قمة القاهرة للسلام، التى أكد فيها بوضوح الإدانة لقتل وترويع الآمنين، والرفض التام للتهجير القسرى للفلسطينيين ونزوحهم إلى سيناء ورفض تصفية القضية الفلسطينية، وأن ذلك لن يحدث على حساب مصر أبداً.
وأشار إلى أن الرئيس تحرك فى كل الاتجاهات سياسياً وإنسانياً من أجل الشعب الفلسطينى وما يحدث فى غزة، مستطرداً: «مصر أدانت جرائم الجيش الإسرائيلى فى حق الشعب الفلسطينى فى غزة، ورفض استهداف المدنيين والمؤسسات المدنية والمستشفيات والمدارس والمساجد والكنائس، وطالبت بوقف إطلاق النار والتصعيد، وقام الرئيس باللقاءات والزيارات من قادة العالم، ومصر على ثقة بأن الشعب الفلسطينى واعٍ تماماً للمخططات».
مصر قدّمت مساعدات إنسانية لغزة تمثّل 4 أضعاف ما قدّم العالم.. والقوافل ما زالت مستمرة للإغاثة والمعاونة الطبيةولفت «مدبولى» إلى أن حجم المساعدات الإنسانية التى قدّمتها مصر بلغ 11 ألفاً و200 طن من مواد غذائية واحتياجات وأدوية ومياه وغيرها، وهى كمية كبيرة رغم الظروف الاقتصادية، وكل ما قُدّم من دول العالم 3 آلاف طن، ومصر قدّمت 4 أضعاف ما قدّم العالم، والقوافل والمساعدات الإنسانية مستمرة، وتم عمل خطة للمصابين والجرحى، وهناك 3200 دخلوا من المعبر من جنسيات مختلفة وفلسطينيين، ويوجد فى المستشفيات 328 مصاباً فلسطينياً، ولدينا خطة للمساعدة الطبية لأهالى غزة، ومستشفيات سيناء ومدن القناة مستعدة لاستقبال المصابين والجرحى، منوهاً بتجهيز 30 ألفاً من الأطقم الطبية لخدمة مصابى غزة.
وتابع رئيس الوزراء: «اقترح رئيس الجمهورية خريطة طريق لحل الأزمة من خلال 3 محاور، هى إدخال المساعدات والتهدئة والعملية السياسية، وواجه كل المخططات واتضح أن الهدف من التصعيد هو التهجير القسرى للفلسطينيين إلى سيناء من خلال أكبر عملية من القصف الموسّع لتحول الأهالى إلى قنبلة بشرية فى اتجاه سيناء، وتصدير الأزمة إلى مصر، وهو مرفوض بشكل قاطع، والشعب المصرى خرج وعبّر عن رفضه بالملايين».
وقال «مدبولى» إن استمرار المخطط يهدّد باتساع دائرة الحرب وامتداد النزاع وسيطال العالم كله، مشيراً إلى أن مصر وقفت حائط صد أمام مخطط التهجير القسرى إلى سيناء، وهى المحاولات المرفوضة شكلاً ومضموناً، لافتاً إلى أنه كان فى السابق يتم إنكار المخطط، لكن خرج مسئولون قالوا إن هذا هو المخطط، ومع ذلك القوى الدولية تراجعت عن الموقف المتبنى لهذه الرؤية وتبنى الموقف المصرى.
وشدّد رئيس الوزراء على أن المحدّدات المصرية واضحة، ونرفض أى مساس بالأمن القومى أو السيادة، مبيناً: «مصر استقبلت 9 ملايين ضيف، وما الضرر فى استقبال 2 مليون آخرين، وفى الظروف العادية أهلاً وسهلاً بالأشقاء الفلسطينيين، ولكن قبول مصر ذلك الآن يعنى إنهاء وتصفية القضية الفلسطينية وهذا مرفوض، ومصر لن تُغير موقفها وهو حق الشعب الفلسطينى فى إقامة دولة مستقلة وعاصمتها القدس، مؤكداً أنه منذ العدوان الإسرائيلى الغاشم أكدت مصر رفض التهجير القسرى إلى الأراضى المصرية، مما يعتبر تهديداً للأمن والسيادة المصرية.
وأوضح «مدبولى» أن مصر تلتزم باتفاقية السلام، ولكن ترفض التصرفات الإسرائيلية وما تشكله من تهديد غير مباشر للأمن القومى المصرى، مشيراً إلى أن الموقف المصرى يدعم صمود الشعب الفلسطينى وتماسكه على أرضه، والدولة اتخذت إجراءات بالتنسيق مع الدول العربية الشقيقة، خاصة المملكة الأردنية لمواجهة التهجير، وتم تحويل الموقف المصرى الرافض للتهجير إلى موقف عربى خلال قمة الرياض، مثمّناً الموقف العربى الداعم للقضية الفلسطينية والرافض للتهجير القسرى بشكل رسمى أو توطين الفلسطينيين خارج أرضهم.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: مصر فلسطين مدبولي مجلس النواب الشعب الفلسطینى التهجیر القسرى إلى سیناء أن مصر مصر لن إلى أن
إقرأ أيضاً:
رئيس القطاع الديني يلتقي أئمة شمال سيناء لمناقشة تطوير العمل الدعوي بالمحافظة
توجه الشيخ خالد خضر إبراهيم، رئيس القطاع الديني بوزارة الأوقاف، إلى محافظة شمال سيناء، حيث التقى بقيادات الدعوة وأئمة المساجد في لقاء تناول سبل تعزيز الدور الدعوي للأئمة ورفع كفاءتهم.
وأكد رئيس القطاع خلال اجتماعه مع فضيلة الشيخ محمود مرزوق، مدير مديرية أوقاف شمال سيناء، وقيادات مديرية الأوقاف، على أهمية تحقيق أعلى مستويات الانضباط الإداري والدعوي.
نشر الفكر الوسطيوشدد على ضرورة متابعة الأداء ميدانيًا وضمان احترام الأئمة ودورهم، باعتبارهم طليعة نشر الفكر الوسطي، كما أشار إلى أهمية تحويل المساجد إلى منارات علم وفكر؛ تعزيزًا للقيم الدينية الصحيحة، وحماية للمجتمع من الفكر المتطرف.
تطوير مهارات الأئمةووجّه رئيس القطاع بأهمية تطوير مهارات الأئمة، مع التركيز على مراجعة القرآن الكريم، واستخدام وسائل التواصل الاجتماعي كمنبر لنشر العلم المستنير، ودعا إلى تعزيز المنافسة العلمية بين الأئمة، مع التأكيد على أن التميز سيعتمد على الالتزام بالمنهج الأزهري الراسخ والتصدي للأفكار الهدامة.
وفي لقائه بأئمة المساجد في قاعة مناسبات مسجد النصر بالعريش، الذي استمر أكثر من ساعتين، استمع فضيلته لاستفسارات الأئمة وناقش معهم التحديات التي تواجه العمل الدعوي في المحافظة، وأكد اهتمام الوزارة بدعمهم، والعمل على تذليل العقبات التي تواجههم، بما يمكنهم من أداء رسالتهم على أكمل وجه.
واختتم الشيخ خالد خضر زيارته بلقاء اللواء الدكتور خالد مجاور، محافظ شمال سيناء، حيث نقل شكر وتقدير الأستاذ الدكتور أسامة الأزهري، وزير الأوقاف، لجهود المحافظ المخلصة في دعم الدعوة والدعاة بالمحافظة.