ــ الدفاع عن النفس: هو كل عمل تقوم به اسرائيل من قتل للأطفال والنساء والشيوخ، وهدم للمقرات الحكومية والمستشفيات وتجريف الطرق وحصار المدن والقرى، وقطع المياه والكهرباء ومنع الغذاء والمحروقات والاتصالات، وتوقيف الفلسطينيين وايداعهم السجون بدون محاكمة أو بدون دليل، كل هذا وأكثر.
ــ الإرهاب: هو كل عمل أو قول يقوم به الفلسطينيون من أجل التعبير عن رفضهم للاحتلال، وإن وصل الأمر وتوافرت حالة الدفاع عن النفس أو العرض أو الأرض، فإن ذلك يكون أعلى درجات الإرهاب التى تبيح لإسرائيل أن تدمر كل ما أمامها.
ــ قرارات الأمم المتحدة: هذه القرارات كأنها صنعت لحماية اسرائيل ونجدتها عند الضرورة وحق النقض، الفيتو، كأنه صنع من أجل اسرائيل فهى فوق كل قانون ليس لها رادع من قانون فضلا عن انعدام الإنسانية.
ــ أسلحة الدمار الشامل: هى الأسلحة التى يزعم الغرب كذبا أن دولة ما تمتلكها فيأخذ ذلك مبررا لتكوين تحالف دولى بمعرفته؛ وذلك لإعلان الحرب على تلك الدولة وقتل الملايين واحتلالها والاستيلاء على ثرواتها دون حسيب أو رقيب، ولا مانع بعد هذا الدمار والاحتلال أن يعترف انه قد أخطأ فى حساباته بعد أن ذبحت الضحية.
ــ حقوق الانسان: حق كل معارض فى دول ما سمى بالربيع العربى أن يستخدم السلاح ضد دولته، ويسمى ذلك معارضة مسلحة وحين تستخدم الدولة سلطتها القانونية فى المحافظة على أمنها القومى يكون هذا الحق اعتداء على الحرية، وحقوق الانسان، وإن حوكم أحدهم محاكمة عادلة وتم ايداعه السجن لقضاء العقوبة يصنف على أنه ناشط سياسى، ومن واجب الدولة الافراج عنه، هذا فضلا عن المطالبة بالحرية الشخصية بدون ضوابط او محددات دينية أو خلقية وذلك مثل الحرية المثلية.
ــ الأسرى: يسمى كل من تم أسره فى السابع من اكتوبر 2023 يسمى مختطفا، وهذا يعنى أن هذا الأسر تم عن طريق الارهابيين فهو اختطاف وليس أسرا، وهم رهائن وليسوا أسرى، أما ما يحدث فى سجون الاحتلال فإنهم أسرى وكأنهم تم أسرهم فى معركة حربية، لكنهم تم القبض عليهم وتوقيفهم من بيوتهم وايداعهم السجون بدون محاكمة أو بدون دليل، كل هذا وغيره من المصطلحات التى استحدثت فى القاموس الغربى دون النظر إلى أى اعتبار اخلاقى أو انسانى، هذا هو الغرب الذى يدعى عن نفسه أنه حامى الحرية الإنسانية والديمقراطية وحقوق الإنسان.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: قطع المياه والكهرباء
إقرأ أيضاً:
الصعيد.. و"ناسه"
لست ممن يتابعون الأعمال الدرامية سواء فى رمضان، أو غير رمضان، بل إنني توقفت تمامًا خلال السنوات الماضية عن معظم ما يعرض على الشاشات، باستثناء بعض ما يتعلق بالأخبار أثناء الأحداث الهامة، غير أن مقاطع من مسلسل يتناول الحياة فى الصعيد يمر أمامي بين الحين والآخر أثناء تصفح الفيس بوك، الفنان مصطفى شعبان يتألق فى أداء دور كبير العائلة والذى يستمد سطوته من الثروات الضخمة التى حصل عليها من تجارة الآثار، وبالتالي كلمته نافذة على الكبير قبل الصغير، المسلسل الذى يحمل اسم "حكيم باشا" يتبارى فيه كبار النجوم فى أداء أدوارهم، وكذلك النجوم من شباب الفنانات، غير أن هذا العمل كما سابق كثيرًا من الأعمال لا تعبر عن واقع الحال فى الصعيد.
أول ما لفت نظري هو أن "حريم القصر" كما يسمونهم فى المسلسل خلعن غطاء الرأس فى وجود ابن العم، وعم الزوج، وأبناء عم الزوج، وهكذا، وكلهن صففن الشعر، وتركهن مسدلاً على الاكتاف، وهذا ما لا يحدث على الإطلاق مهما بلغت درجة الثراء فى العائلات، بل إن السيدة أو البنت بمجرد نزولها من شقتها الموجودة فى بيت العائلة لا تستطيع أن تتخفف من ملابسها، أو غطاء الرأس، فهي دائمًا مستعدة لدخول ضيف، أو أحد الأقارب، ناهيك بالطبع عن طريقة اللبس التى تميل إلى الفلكلور، وكمية الذهب المبالغ فيها التى ترتديها كل نساء العمل، صحيح هم يحبون الألوان الزاهية ويلبسونها فى المناسبات والأثرياء منهم يملكون من الحلى الذهبية الكثير ولكنهم أيضًا لا يلبسونه إلا فى المناسبات.
منذ سنوات لبيتُ دعوةً لحضور حفل عرس أحد الأبناء فى محافظة سوهاج، بادرتني إحداهن "إيه رأيك فى عيشتنا.. يا تري زي المسلسلات؟" قلت لها: بالطبع لا، فقالت: "إحنا نفسنا بنضحك على اللى بنشوفه عن ستات الصعيد ونتمنى يكتبوا حاجه حقيقية عنا"، لم أجد هناك كلمة "الحرمة" التى نسمع عنها فى المسلسلات والأفلام، ولكنني وجدت سيدات تذهبن إلى وظائفهن دون أية قيود، وفتيات تعلمن فى الجامعات، ونبغن فى كليات القمة، بالإضافة إلى شابات، وفتيات صغار تجدن كل حنو ومحبة من الكبار.
على مدى سنوات عمري المهني والشخصي، كانت الصورة الذهنية للجزء الجنوبي من الوطن هى صورة نمطية تعكس موروثات من السلوكيات والعادات وربما الصفات التى تدور جميعها حول الثأر، وقهر وتهميش المرأة، وخشونة التصرفات، وقسوة المشاعر، وفوق ذلك معدلات فقر تؤكدها إحصاءات رسمية، ومصادر بحثية، ولكنني مع أول زيارة اكتشفت عوالم أخرى لا تعكسها الصورة المصدرة لنا دومًا عن تلك البقعة من أرض الوطن.
تجارة السلاح والآثار والتهريب تلك هى صورة الصعيد فى المسلسلات مع تزيد وتصنع فى اللهجة، مع أنه هناك لكنة مختلفة لكل محافظة، ولكنها عامة ليست بتلك الخشونة التى تصدرها المسلسلات، فمع زيادة نسب التعليم والتأثر بما يقدم فى وسائل الإعلام اقتربت اللهجة من طريقة "القاهريين" فى الكلام، أضف إلى ذلك بالطبع أن هناك قامات سياسية، وثقافية، وإعلامية أثروا بعلمهم، وموهبتهم، وثرائهم الثقافي المجتمع المصري ككل على مر التاريخ.
نتمنى على كتّاب الدراما، وخاصة ما يتعلق منها بالصعيد، زيارة هذا الجزء الجنوبي من أرض الوطن، ومعايشة قضاياهم، ومشكلاتهم، وواقعهم بالفعل، حتى تكون الأعمال مرآة للواقع ورسالة تخدم، وتفيد.