تحتفي الأوساط الفنية، بالذكرى الثانية على رحيل الفنانة سهير البابلي، أحد أهم نجوم الفن المصري، والمعروفة بتصريحاتها الجريئة وأراءها الواضحة وخفة دمها الفطرية.

وقال الدكتور أشرف زكي نقيب المهن التمثيلية عنها: "إنها نجمة كبيرة وإنسانة عظيمة، فهي من القلائل الذين ظهروا على ما يسمى بالتريند، ومع ذلك يظل اسمها لامعا دائما وموجود ولن تموت بأعمالها وتاريخها الفني أبدا".


ولدت سهير البابلي في الرابع عشر من فبراير عام ١٩٣٥م، بمركز فارسكور في محافظة دمياط، وانتقلت مع أسرتها لمدينة المنصورة، نظرا لأن والدها كان يعمل ناظرًا لإحدى المدارس الثانوية بها، وأول من اكتشف موهبتها وتنبأ بمستقبلها الفني، خاصة وقد بدت عليها الموهبة في سن مبكرة وهي تقوم بتقليد الفنانين وبعض أفراد الأسرة، فالتحقت بالمعهد العالي للفنون المسرحية، والمعهد العالي للموسيقى في نفس الوقت، لكن للأسف لم تتح لها فرصة استكمال دراستها فى أى منهما، نظرًا لمواجهتها ضغوطا عائلية كبيرة، خاصة من والدتها التى كانت ترفض تماما احترافها للفن.
وحسبما ذكرت سهير البابلي في بعض حواراتها استفادت من التحاقها بالمعهد في التعرف ببعض الأساتذة وفى مقدمتهم كل من الفنانين: فتوح نشاطى، وحمدى غيث، وعبدالرحيم الزرقاني.
ويحسب للفنان فتوح نشاطى حماسه لموهبتها وتشجيعها وتوجيهها للالتحاق بفرقة المسرح القومي، التي انضمت إليها بعد ذلك وبالتحديد عام ١٩٥٨، وقد حالفها التوفيق منذ أول أدوارها بالفرقة في لفت الأنظار إلى موهبتها من خلال تجسيدها لدور "الغازية" في مسرحية "الصفقة" للكاتب توفيق الحكيم.

مسرحية مدرسة المشاغبين

ويشير المؤرخ المسرحي الدكتور عمرو دوراة، إلى بداية حياة الفنانة سهير البابلي الفنية بمدرسة المسرح القومي وعملت بجوار العمالقة: "أمينة رزق، وسميحة أيوب، وسناء جميل، ومحسنة توفيق، وعايدة عبدالعزيز، ورجاء حسين، ومديحة حمدى، وسهير المرشدي" وغيرهم، وكان تحولها للأدوار الكوميدية من خلال فرقة المسرح الكوميدى تحديدا مسرحية "جوزين وفرد" عام ١٩٦٦، لتنطلق بعد ذلك من خلال فرق القطاع الخاص وبالتحديد فرقة "الفنانين المتحدين" لتحقق جماهيريتها من خلال مسرحية "مدرسة المشاغبين" عام ١٩٧١، لتصبح واحدة من أهم نجمات المسرح الكوميدى بفرق القطاع الخاص.
شاركت سهيرالبابلي في عدد كبير من المسرحيات المتميزة، وتدرجت في بعض الأدوار المساعدة، حتى أصبحت نجمة متوهجة، وتعد أزهى فترات تألقها المسرحي خلال فترة ازدهار الفرق الكبرى بالقطاع الخاص وبالتحديد في الفترة من ١٩٧٣ حتى ١٩٩٣، ومن أبرز مسرحياتها: "الناس اللي فوق، ومصرع كليوباترا، وآه يا ليل يا قمر، وليلي والمجنون، ومدرسة المشاغبين، وريا وسكينة، والقضية، والفرافير، وسليمان الحلبي، والعالمة باشا، وأربعة في زنزانة، والدخول بالملابس الرسمية، وعطية الإرهابية، " وغيرها، إلى جانب عددا من عروض المسرح العالمي باللغة العربية الفصحى منها: "الوارثة"، ويرما، وبيت من زجاج، وبيت برنارد ألبا" وغيرها.

مسرحية  ريا وسكينة 

وتظل "ريا وسكينة" من أبرز وأهم الأعمال المسرحية الكوميدية التي لاقت شهرة كبيرة، وتعرض حتى وقتنا هذا، وكانت بداية لميلاد نجمة جديدة وهي الفنانة الراحلة شادية في أولى أعمالها المسرحية.
وقد عرضت هذه المسرحية عام 1982، من إنتاج فرقة الفنانين المتحدين، والتي تدور أحداثها المسرحية حول "ريا" و"سكينة"، وهما أختان فقيرتان تقومان بقتل زوجة أبيهما "أمونة" بعد محاولتها الضغط عليهما للعودة معها إلى بلدهم، وبعد قتلها "أمونة" يستوليان على الذهب الموجود معها، ومن أجل دفن هذه الجثة تتزوج ريا من "حسب الله"، وتتزوج سكينة من "عبدالعال"، الذي يعمل في قسم الشرطة، وذلك بهدف إبعاد الشبهات عنهما، تتعودان على هذه الطريقة في جلب السيدات إلى منزلهما، وقتلهن، وسرقة الذهب منهن.
والعمل من بطولة الفنانين: سهير البابلي، وعبدالمنعم مدبولي، وشادية، وأحمد بدير، وراندا، ومحمد حمدي، وأمال سالم، ونعيم عيسى، وآخرون، ومن تأليف بهجت قمر، وإخراج حسين كمال. 
وفي السينما شاركت البابلى في بطولة ما يقرب من ٥٠ فيلمًا خلال ٣٥ عامًا، واشتهرت فى السينما بتجسيد أدوار المرأة الشريرة الحقودة، فقدمت فيلم "إغراء" عام ١٩٥٧ للمخرج حسن الإمام، وساحر النساء، والمرأة المجهولة، ويوم من عمري، وجناب السفير، وأخطر رجل في العالم، وأميرة حبي أنا، وحدوتة مصرية، والسيد قشطة، وليلة القبض على بكيزة وزغلول، وليلة عسل" وغيرها من الأعمال الناجحة، وكان آخر أفلامها قبل اعتزالها الفن عام ١٩٩١ هو فيلم "يا ناس يا هووه" للمخرج عاطف سالم.
قدمت في الدراما التليفزيونية بعض الأدوار الرئيسة بمسلسلات: "العابثة، وعش المجانين، وخيال المآتة، وشهادة ميلاد، وعنترة، والأيدى الناعمة، والشاهد الوحيد، وفوازير وحلقات ألف ليلة وليلة، وعروس البحر، وبكيزة وزغلول، وقانون سوسكا» وغيرها، إلى جانب بعض السهرات التليفزيونية منها: «أسرار المدينة، وكل عام وأنتم بخير» وغيرها.

مسلسل بكيزة وزغلول

ويعد المسلسل الكوميدي "بكيزة وزغلول" من أبرز أعمالها الدرامية الذي عُرض في يناير 1987، وحقق نجاحا وشهرة كبيرة، ويحكي قصة "بكيزة" هانم الدراملى التي تتفاجأ بعد وفاة زوجها العشماوي بمجي ابنته "زغلول" التي تربت في الفقر بعيدًا عن والدها الثري، وحاول العشماوي والد زغلول في نهاية أيامه أن يبحث عن ابنته من خلال الاعلان في الصحف، وتصل ابنته زغلول متأخرة بعد وفاته لتجد أرملته بكيزة المتعجرفة والمسكينة في ذات الوقت.
وقد شاركها البطولة الفنانين: إسعاد يونس، وصلاح قابيل، ومصطفى متولي، وزوزو نبيل، وحسن مصطفى، وشريف منير، وحافظ أمين، وأمال سالم، ومحمد الشويحي، وجمال شبل، وعبدالغني ناصر، وألفت سكر، وفتوح أحمد، وسمير غانم، وشعبان حسين، ومحمد محمود، ويوسف عيد، وآخرون، ومن تأليف وسيناريو وحوار إسعاد يونس، وإخراج أحمد بدر الدين
 

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: سهير البابلي المنصورة فرقة المسرح القومي مدرسة المشاغبين ريا وسكينة المسرح العالمي حدوتة مصرية بكيزة وزغلول ذكري وفاتها من خلال

إقرأ أيضاً:

في ذكراه.. يسري الجندي رحلة من العطاء والإبداع الفني

يعد الكاتب المسرحي الكبير يسرى الجندي، الذي وافته المنية في مثل هذا اليوم عام 2022 واحدا من أبرز كتاب ومؤلفي جيله، استلهم أعماله من التراث الشعبي ونقله للدراما التلفزيونية، فدخل إلى قلوب الجمهور من خلال اعماله الدرامية وشخوصه الشعبية، التي قدمها، ونالت اعجاب ومحبة الجماهير، فهو صاحب المعالجة التلفزيونية والحوارية لمسلسل "علي الزيبق" وصاحب السيناريو والحوار لمسلسل “حارة المواردي”. 

سهر الصايغ تتألق في التمثيل.. وأحداث نارية في الحلقة الثامنة من حكيم باشا|تفاصيلأكشن عالمي .. تركي آل الشيخ: أحمد عز يقود مسلسلًا ضخمًا بميزانية 25 مليون دولاربداية يسري الجندي

يمثل الكاتب يسري الجندي، المولود في الخامس من فبراير عام 1942 بمحافظة دمياط، نهضة تميز في تاريخ المسرح المصري، منذ أن ظهرت أولى مسرحياته في نهاية ستينات القرن الماضي حتى الآن، احتل موقعاً متميزاً بين كتاب المسرح المصري والعربي باجتهاداته المستمرة في تأصيل شكل مسرحي عربي له رؤاه المعاصرة مستلهماً التراث الشعبي.

بدأ تواجده في الساحة المسرحية ابتداء من أواخر الستينيات بكتابة مسرحية: ما حدث لليهودي التائه مع المسيح المنتظر وتتالت بعدها مسرحيات مهمة حيث توجت اجتهاداته عام 1981 بحصوله على جائزة الدولة التشجيعية في المسرح ووسام العلوم والفنون من الطبقة الأولى ثم جائزة الدولة للتفوق عام 2005 للفنون، مثلت أعماله في العديد من الدول العربية كما مثلت أعماله في عدة مهرجانات دولية وعربية، وقدمت له اتحادات الفنانين العرب أول افتتاح مسرحي بمسرحية " واقدساه ".

وفي عام 1970 عمل بوزارة الثقافة وتدرج بها في سلم المناصب الإدارية حيث ترأس العديد من المسارح والفرق المسرحية والثقافية بالثقافة الجماهيرية والهيئة العامة لقصور الثقافة وغيرها من مؤسسات وهيئات وزارة الثقافة الفنية والثقافية، إلا ان الجندي لم يقنع بالنشاط الفني داخل المسرح فقط، بل استطاع أن ينتقل من المسرح إلى الشاشة الفضية ليقدم "ياسين وبهية، وسادسهم الزمن، وأهلا يا جدو العزيز"، لينطلق بعد ذلك خلال الدراما التلفزيونية ليصبح من أشهر وأفضل كتابها خاصة في فترة التسعينيات التي اتصفت بالغزارة الانتاجية لإبداعه الفني، حيث قدم الكثير من الأعمال الدرامية للتلفزيون والسينما والمسرح وحصل على كثير من الجوائز والتكريمات عن الكثير من هذه الاعمال.

مشوار يسري الجندي

أحيل يسري الجندي إلى المعاش من العمل بوزارة الثقافة في عام 2002 لكنه لم يحل إلى المعاش الفكري والإبداع الفني، فيظل وسيظل يسري الجندي يمتعنا بالسباحة في بحور كلماته التي تغوص في أعماق التراث والموروث الشعبي.

وكان الجندي دائب البحث عن وسيلة يصل بها إلى الجمهور ومن ثم عرف بريخت، ومن أهم التيمات التي استخدمها الجندي في مؤلفته "العدالة" وبذل لها جهدًا كبيرة لا يخطئها قارئه أو متفرجه، كما أن القيم السياسية التي دار خلالها مسرحه اهتمت بقضية "الحرية" وحرية الجموع بشكل خاص، بل وتبلورت قضيته المحورية بين نقيضين: الفرد والنظام، قضية من الفرد الأعزل في مواجهة نظام عنيف جبار نالت كثيرًا من اهتمامه.

ولجأ الجندي للحكايات الشعبية التي تستمد مادتها من أرض الواقع، لكنها تسبح في الفانتازيا لتجسد أحلام البسطاء خارج إطار التاريخ المعاصر له، وصاغ نصه الدرامي بأسلوب ملحمي ليصبح أهم ملامح نص عالمه المسرحي على اعتبار أن ثمة قضية فكرية يطرحها وملخصه هو «أن الثورة الفردية مهما كان نبل صاحبها لا تخلص المجتمع من الفساد الساري في جنباته والحل هو الثورة الجماعية».

قدمت له على خشبة المسرح العدي من الأعمال المسرحية، من بينها: مسرحية : " بغل البلدية " بالعامية 1969، مسرحية: " حكاية جحا مع الواد قلة " بالعامية 197، مسرحية : " ما حدث لليهودي التائه مع المسيح المنتظر " بالفصحى عام 1972 بمسرح الحكيم ، و أوقفت ثم أعيد عرضها عام 1988 تحت اسم " القضية 88 " ثم عرضت على مسرح البالون عام 1993 تحت اسم " السيرك الدولي " ثم عرضت عام 2007 تحت اسم " القضية 2007 " و أوقفت مرة أخرى، مسرحية: " علي الزيبق " بالعامية 1973، مسرحية: " حكاوي الزمان " بالعامية و الفصحى 1974.

حصد الراحل العديد من الجوائز منها: جائزة أحسن تأليف في مهرجان التليفزيون الثالث عن مسلسل (السيرة الهلالية عام 1996)، جائزة أحسن تأليف في مهرجان التليفزيون الثالث عن سهرة (ليلة القتل الأبيض)، جائزة أحسن تأليف في مهرجان التليفزيون الرابع عن مسلسل (جمهورية زفتى)، جائزة أحسن تأليف في مهرجان التليفزيون الرابع عن سهرة (الزائرون غاضبون)، جائزة أحسن تأليف في مهرجان التليفزيون الرابع عن المسلسل الإذاعي (سامحوني ماكانش قصدي) 1997، جائزة أحسن تأليف في مهرجان التليفزيون الخامس عن سهرة (أحمد عبد المعطي يقابل إخناتون)، جائزة أحسن تأليف في مهرجان التليفزيون السابع عن مسلسل (حروف النصب)، جائزة أحسن تأليف في مهرجان التليفزيون التاسع عن مسلسل (جحا المصري)، جائزة أحسن تأليف في مهرجان التليفزيون الحادي عشر عن مسلسل (الطارق).

حصل على جائزة الدولة التشجيعية في المسرح عام (1981) ووسام العلوم والفنون من الطبقة الأولى، وحصل على جائزة الدولة للتفوق عام 2005(فنون).

وتعرض لانتقاد رابطة مكافحة التشهير اليهودية لقيامه بكتابة نص لمسلسل "خيبر" الذي يمجد مذبخة الاف اليهود (بضمنهم اطفال) في الجزيرة العربية، الرابطة هاجمت على موقعها الرسمي، المسلسل الذي يساعد في أذكاء الكراهية وذكرت بالعديد من المسلسلات العربية التي تهاجم اليهود.

مقالات مشابهة

  • تفاصيل المسلسل الكوميدي The Studio – قصته وموعد عرضه
  • كيف يُحاول الاحتلال شيطنة رمضان وينفذ خلاله أبرز الجرائم والمجازر؟
  • عصبية وسخرية.. أبرز لقطات محمد رجب في مقلب رامز إيلون مصر
  • في ذكرى رحيلة.. ننشر صورة للبابا كيرلس السادس خلال زيارته للصعيد
  • إحياء ذكرى الشهيد عبد المنعم رياض في مدارس دمياط
  • في ذكراه.. يسري الجندي رحلة من العطاء والإبداع الفني
  • سقوط مروع ينهي حياة مؤثرة شهيرة خلال رحلة تسلق .. صور
  • سلوى عثمان: المسرح له هيبته ولكن التلفزيون جذبني أكثر
  • اقتصاد منطقة اليورو يُسجِّل نموًا بنسبة 0.9% خلال عام 2024
  • أبرز تجاربه مع ديزنى.. محطات في مسيرة الفنان عبد الرحمن أبو زهرة في ذكرى ميلاده