ننشر نص كلمة رئيس الطائفة الإنجيلية باحتفال دار الكتاب المقدس
تاريخ النشر: 21st, November 2023 GMT
تنشر "البوابة نيوز "نص كلمة الدكتور القس أندريه زكي رئيس الطائفة الإنجيلية بمصر، والتي القاها مساء اليوم في احتفال دار الكتاب المقدس بمرور ١٤٠ سنة علي التأسيس ، بالكاتدرائية المرقسية بالعباسية وبحضور قداسة البابا تواضروس الثاني بابا الاسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية ، و الأنبا إبراهيم اسحق بطريرك الاقباط الكاثوليك .
وجاءت نص كلمة الدكتور القس أندرية زكي رئيس الطائفة الإنجيلية بمصر كالاتي :
كلمة الله تفرحنا
دور كلمة الله في حياة الفرد والأسرة
قداسة البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية،
البطريرك إبراهيم إسحاق، بطريرك الأقباط الكاثوليك بمصر
المطران نيقوديموس، الوكيل البطريركي لبطريركية الإسكندرية وسائر أفريقيا للروم الأرثوذكس
Rev. Dirk Gever رئيس الاتحاد الدولي لدور الكتاب المقدس
المهندس أمير إلهامي، مدير دار الكتاب المقدس
أصحاب الغبطة والنيافة والسيادة،السيدات والسادة الحضور، بدايةً اسمحوا لي أن أهنئ دار الكتاب المقدس بمرور 140 عامًا على بداية خدمتها بمصر، وأعرب عن تقديري الكبير للدور العظيم الذي تقوم به دار الكتاب المقدس طوال تاريخها،
* فترجمة كلمة الله ونشرها وطباعتها وتوزيعها هو عمل من شأنه أن يعرِّف الناس بوصايا الله وتعليمهم وتلمذتهم، كما أوصانا السيد المسيح.
• لا نستطيع أن نحصر أهمية الكتاب المقدس في حياتنا في نقاط قصيرة، إذ تهتم كلمة الله بأبعاد حياتنا المختلفة اهتمامًا كبيرًا؛ فهي تعرِّفنا على الله وتعلِّمنا التواصل معه، وتعلِّمنا عن علاقتنا بأنفسنا، وتعلمنا أيضًا عن علاقتنا بالناس، فتصل بنا إلى حالة من السلام والفرح الحقيقيين.
• وهو ما يؤكده معلمنا بولس الرسول في رسالته الثانية إلى تيموثاوس؛ إذ يقول: "كُلُّ الْكِتَابِ هُوَ مُوحًى بِهِ مِنَ اللهِ، وَنَافِعٌ لِلتَّعْلِيمِ وَالتَّوْبِيخِ، لِلتَّقْوِيمِ وَالتَّأْدِيبِ الَّذِي فِي الْبِرِّ، لِكَيْ يَكُونَ إِنْسَانُ اللهِ كَامِلًا، مُتَأَهِّبًا لِكُلِّ عَمَلٍ صَالِحٍ".
• إن العلاقة مع كلمة الله، والعيش وفقًا للحق الكتابي، قادران بلا شك على تغيير حياة الفرد والعائلة.
أولا / كلمة الله تشكل الهوية الروحية للفرد والأسرة
تشكل كلمة الله هويتنا الروحية كأفراد وعائلات؛ فهوية الفرد نقطة مركزية في رؤيته للحياة؛ إذ تُعرَّف بأنها إدراكُ الفرد لذاتهِ. وإذا كان الكتاب يعلِّمُنا عن هويَّة الله وطبيعته وصفاته، ويرشدنا إلى كيفية عبادة الله وسماع صوته والتواصل معه، فهو بهذا يعرِّفنا على هويتنا في الله وانتمائنا إليه.
إن كلمة الله، الحق الإلهي المطلق، هي من أسست الأسرة وشكَّلت هويتها، فإذا نظرنا إلى سفر التكوين يتبين لنا أن الله خلق الإنسان، على صورته ومثاله، بإرادة حرة، وخلقه كائنًا اجتماعيًّا لديه احتياج طبيعي للانتماء، وأول هذه الانتماءات التي رتبها الله هو انتماؤه لعائلته: وَقَالَ الرَّبُّ الإِلهُ: «لَيْسَ جَيِّدًا أَنْ يَكُونَ آدَمُ وَحْدَهُ، فَأَصْنَعَ لَهُ مُعِينًا نَظِيرَهُ».
وهذا الانتماء يحقق في النهاية الاتحاد مع الأسرة. وعلى هذا، فكلمة الله هي ما يجب أن تشكِّل منظومة القيم لدى الفرد والأسرة.
ثانيا / كلمة الله تحفظ استقرار الأسرة في مواجهة التحديات
o تواجه الأسرة، في عصرنا الحالي -أكثر من أي وقت مضى- تحدياتٍ شديدة، سواء على مستوى الفكر والقيم أو على المستوى النفسي والاجتماعي،
o فلقد ساهمت وسائل التواصل الحديثة في خلق حالة من العزلة الأسرية، مما أدى إلى انخفاض جودة التواصل بين أفراد الأسرة.
o لهذا، فإن الأسرة المبنية على أساس كلمة الله وتعاليمه، هي أسرة ناجحة، صامدة في وجه كل عوامل التفكك والانهيار، كبيتٍ مبنيٍّ ومؤسَّس على الصخر.
o لن تغيب التحديات ولن تضعف قوتها، لكن توجُّه أفراد الأسرة هو ما سوف يختلف.
ثالثا / كلمة الله تنمِّي التعاون والتفاهم بين أفراد الأسرة
• إن بناء الأسرة على قيم الاحترام والتفاهم والتعاون بين أفرادها، هو أحد الأفكار الرئيسة التي يتحدث عنها الكتاب، حتى أن الله يستخدم علاقة الزواج ليشبه بها علاقته بشعبه.
• لهذا تعطينا كلمة الله إرشادًا لفكره تجاه العائلة؛ إذ تتناول مسؤوليات الرجال والنساء، ومسؤولية كلٍّ منهم تجاه الأبناء، وتضع أمامنا نماذج للأسر الناجحة والعلاقات المثمرة، وكذلك نماذج للأسر المنكسرة والعلاقات المحطَّمة.
وأخيرًا أيها الأحباء،
إن أردنا عائلات قوية، متعاونة، مُحبَّة، تربي أبناءها وفقًا لمشيئة الله الصالحة، فليس أمامنا إلا كلمة الله، لأنَّ "نَامُوسَ الرَّبِّ كَامِلٌ يَرُدُّ النَّفْسَ. شَهَادَاتُ الرَّبِّ صَادِقَةٌ تُصَيِّرُ الْجَاهِلَ حَكِيمًا. وَصَايَا الرَّبِّ مُسْتَقِيمَةٌ تُفَرِّحُ الْقَلْبَ...". فالكتاب هو مصدر إيماننا، ومرشد حياتنا، لهذا هو مصدر فرح قلوبنا.
لهذا، نحن جميعًا كأسر مسيحية، مدعوون إلى التواصل مع كلمة الله، لنقرأ الكتاب المقدس سويًّا، وندرسه معًا، لنترك تأثيره يتعمق في كل جوانب حياتنا، سلوكياتنا، علاقاتنا، كلماتنا، لتكون هوياتنا الشخصية وهويات أُسَرِنا مبينةً على حق كلمة الله، حتى نستطيع أن نقدم لأبنائنا قدوةً ونموذجًا.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: الدكتور القس أندرية زكي رئيس الطائفة الإنجيلية بمصر دار الكتاب المقدس قداسة البابا تواضروس الثاني بابا الاسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية الأنبا إبراهيم أسحق بطريرك الأقباط الكاثوليك كلمة الله حياة الفرد الأسرة دار الکتاب المقدس کلمة الله ة الله
إقرأ أيضاً:
كلمة جامعة.. خطيب المسجد الحرام: يحتاجها المعافى والمبتلى والحي والميت
قال الشيخ الدكتور صالح بن حميد، إمام وخطيب المسجد الحرام ، إن العافية، كلمة جامعة يحتاجها المعافى، والمبتلى، والحيُّ، والميتُ، والعافية إذا فُقدت عُرفت، وإذا دامت نُسيت، سلوا ربكم العافية.
كلمة جامعةواستند “ بن حميد ” خلال خطبة الجمعة الرابعة من شعبان من المسجد الحرام بمكة المكرمة، لما جاء العباس بن عبدالمطلب رضي الله عنه إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله: علمني شيئًا أسال الله عز وجل به فقال: سل الله العافية.
وتابع: ثم مكث أيامًا ثم جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله: علمني شيئًا أسال الله تعالى فقال صلى الله عليه وسلم: يا عباس يا عم رسول الله: سل الله العافية في الدنيا والآخرة.
وأضاف أن العافية هي: دفاع الله عن عبده، والعبد حينما يسأل ربه العافية فإنه يسأله أن يدفع عنه كلَّ ما ينوبه، فكل ما دفعه الله عن العبد فهو عافية، وأن سؤال الله العافية دعوة جامعة، شاملة للوقاية من الشرور كلها في الدنيا والآخرة.
العافية أقساموأوضح أن العافية أقسام ثلاثة: عفو، ومعافاة، وعافية، فالشر الماضي يزول بالعفو، والحاضر يزول بالعافية، والمستقبل يزول بالمعافاة، منوهًا بأن العافية في الدين بالثبات على الحق، والبعد عن الباطل وأهله.
وأردف: والسلامةِ من الكفر، والضلالِ، والنفاقِ، والفسوقِ، والعصيانِ، وكبائرِ الذنوب وصغائرِها، والعافية من الشهوات والشبهات، والبدع والفتن، ما ظهر منها وما بطن، والعافية في الآخرة: الوقاية من فتنة الممات، وفتنة السكرات، وفتنة القبر، والنجاة من أهوال يوم العرض والفزع الأكبر.
وأشار إلى أن العافية في الدنيا هي: العافية من كل ما يكون فيها: من سلامة الأبدان، ودفع البلاء والأسقام، ومن الهموم والأكدار، وأن من عافية الدنيا: العافية في الأولاد، بصلاحهم، وهدايتهم، واستقامتهم، ذرية طيبة مباركة، تقربها العيون، وتسعد بها القلوب.
وأفاد بأن عافية الأوطان من أعظم أنواع العافية، وأجلِّها كيف إذا كان الوطن هو قبلة المسلمين، وقلب الأمة، حاضن الحرمين الشريفين المملكة العربية السعودية التي هي أرض الإسلام، والتاريخ، والحضارة، كما أن من عافية الدنيا: أن يعافيك الله من الناس، ويعافَي الناس منك.
عافية الدنياواستطرد: وأن يغنيك عنهم، ويغنيهم عنك، ويصرف أذاهم عنك، ويصرف أذاك عنهم، ومن العافية: أن يلقى العبد ربه وهو خفيف الظهر من دمائهم، خميص البطن من أموالهم، غير مطالب بشيء من حقوقهم، لازمًا لجماعتهم، غير مفرق لأمرهم.
وبين أن من عِظَم العافية في قوله صلى الله عليه وسلم : (يا أيها الناس لا تتمنوا لقاء العدو، وأسالوا الله العافية ، فإذا لقيتموه فاصبروا)، وهل أعظمُ من الجهاد منزلة، وأعظمُ من الشهادة في سبيل الله مطلبًا، ومع هذا جاء هذا التوجيه النبوي العظيم: (لا تتمنوا لقاء العدو، أسالوا الله العافية).
ونبه إلى أن من سُرّه أن تدوم عافيته فليتق الله، إذا أردت أن تستطعم لذة العافية فتذكر المرضى على الأسرة البيضاء، وتذكر المحتاجين والضعفاء، وتذكر المدينين والفقراء، وتذكر من هم في هم وخوف وقلق وبلاء ، موصيًا المسلمين بتقوى الله وعبادته، وإسداء المعروف، وبذل الإحسان ولو جحده الجاحدون.