تنشر "البوابة نيوز "نص كلمة الدكتور القس أندريه زكي رئيس الطائفة الإنجيلية بمصر، والتي القاها مساء اليوم في احتفال دار الكتاب المقدس بمرور ١٤٠ سنة علي التأسيس ، بالكاتدرائية المرقسية بالعباسية وبحضور قداسة البابا تواضروس الثاني بابا الاسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية ، و الأنبا إبراهيم اسحق بطريرك الاقباط الكاثوليك .

 

وجاءت نص كلمة الدكتور القس أندرية زكي رئيس الطائفة الإنجيلية بمصر كالاتي : 

كلمة الله تفرحنا
دور كلمة الله في حياة الفرد والأسرة 
قداسة البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية،
البطريرك إبراهيم إسحاق، بطريرك الأقباط الكاثوليك بمصر
 المطران نيقوديموس، الوكيل البطريركي لبطريركية الإسكندرية وسائر أفريقيا للروم الأرثوذكس
 Rev. Dirk Gever رئيس الاتحاد الدولي لدور الكتاب المقدس
المهندس أمير إلهامي، مدير دار الكتاب المقدس
 أصحاب الغبطة والنيافة والسيادة،السيدات والسادة الحضور، بدايةً اسمحوا لي أن أهنئ دار الكتاب المقدس بمرور 140 عامًا على بداية خدمتها بمصر، وأعرب عن تقديري الكبير للدور العظيم الذي تقوم به دار الكتاب المقدس طوال تاريخها،
* فترجمة كلمة الله ونشرها وطباعتها وتوزيعها هو عمل من شأنه أن يعرِّف الناس بوصايا الله وتعليمهم وتلمذتهم، كما أوصانا السيد المسيح. 
• لا نستطيع أن نحصر أهمية الكتاب المقدس في حياتنا في نقاط قصيرة، إذ تهتم كلمة الله بأبعاد حياتنا المختلفة اهتمامًا كبيرًا؛ فهي تعرِّفنا على الله وتعلِّمنا التواصل معه، وتعلِّمنا عن علاقتنا بأنفسنا، وتعلمنا أيضًا عن علاقتنا بالناس، فتصل بنا إلى حالة من السلام والفرح الحقيقيين.
•  وهو ما يؤكده معلمنا بولس الرسول في رسالته الثانية إلى تيموثاوس؛ إذ يقول: "كُلُّ الْكِتَابِ هُوَ مُوحًى بِهِ مِنَ اللهِ، وَنَافِعٌ لِلتَّعْلِيمِ وَالتَّوْبِيخِ، لِلتَّقْوِيمِ وَالتَّأْدِيبِ الَّذِي فِي الْبِرِّ، لِكَيْ يَكُونَ إِنْسَانُ اللهِ كَامِلًا، مُتَأَهِّبًا لِكُلِّ عَمَلٍ صَالِحٍ".
• إن العلاقة مع كلمة الله، والعيش وفقًا للحق الكتابي، قادران بلا شك على تغيير حياة الفرد والعائلة.


أولا / كلمة الله تشكل الهوية الروحية للفرد والأسرة
 تشكل كلمة الله هويتنا الروحية كأفراد وعائلات؛ فهوية الفرد نقطة مركزية في رؤيته للحياة؛ إذ تُعرَّف بأنها إدراكُ الفرد لذاتهِ. وإذا كان الكتاب يعلِّمُنا عن هويَّة الله وطبيعته وصفاته، ويرشدنا إلى كيفية عبادة الله وسماع صوته والتواصل معه، فهو بهذا يعرِّفنا على هويتنا في الله وانتمائنا إليه.

 إن كلمة الله، الحق الإلهي المطلق، هي من أسست الأسرة وشكَّلت هويتها، فإذا نظرنا إلى سفر التكوين يتبين لنا أن الله خلق الإنسان، على صورته ومثاله، بإرادة حرة، وخلقه كائنًا اجتماعيًّا لديه احتياج طبيعي للانتماء، وأول هذه الانتماءات التي رتبها الله هو انتماؤه لعائلته: وَقَالَ الرَّبُّ الإِلهُ: «لَيْسَ جَيِّدًا أَنْ يَكُونَ آدَمُ وَحْدَهُ، فَأَصْنَعَ لَهُ مُعِينًا نَظِيرَهُ». 
 وهذا الانتماء يحقق في النهاية الاتحاد مع الأسرة. وعلى هذا، فكلمة الله هي ما يجب أن تشكِّل منظومة القيم لدى الفرد والأسرة. 
ثانيا / كلمة الله تحفظ استقرار الأسرة في مواجهة التحديات    
o تواجه الأسرة، في عصرنا الحالي -أكثر من أي وقت مضى- تحدياتٍ شديدة، سواء على مستوى الفكر والقيم أو على المستوى النفسي والاجتماعي، 
o فلقد ساهمت وسائل التواصل الحديثة في خلق حالة من العزلة الأسرية، مما أدى إلى انخفاض جودة التواصل بين أفراد الأسرة.

o لهذا، فإن الأسرة المبنية على أساس كلمة الله وتعاليمه، هي أسرة ناجحة، صامدة في وجه كل عوامل التفكك والانهيار، كبيتٍ مبنيٍّ ومؤسَّس على الصخر. 
o لن تغيب التحديات ولن تضعف قوتها، لكن توجُّه أفراد الأسرة هو ما سوف يختلف.  
ثالثا / كلمة الله تنمِّي التعاون والتفاهم بين أفراد الأسرة        
• إن بناء الأسرة على قيم الاحترام والتفاهم والتعاون بين أفرادها، هو أحد الأفكار الرئيسة التي يتحدث عنها الكتاب، حتى أن الله يستخدم علاقة الزواج ليشبه بها علاقته بشعبه.
• لهذا تعطينا كلمة الله إرشادًا لفكره تجاه العائلة؛ إذ تتناول مسؤوليات الرجال والنساء، ومسؤولية كلٍّ منهم تجاه الأبناء، وتضع أمامنا نماذج للأسر الناجحة والعلاقات المثمرة، وكذلك نماذج للأسر المنكسرة والعلاقات المحطَّمة.  
 وأخيرًا أيها الأحباء،
إن أردنا عائلات قوية، متعاونة، مُحبَّة، تربي أبناءها وفقًا لمشيئة الله الصالحة، فليس أمامنا إلا كلمة الله، لأنَّ "نَامُوسَ الرَّبِّ كَامِلٌ يَرُدُّ النَّفْسَ. شَهَادَاتُ الرَّبِّ صَادِقَةٌ تُصَيِّرُ الْجَاهِلَ حَكِيمًا. وَصَايَا الرَّبِّ مُسْتَقِيمَةٌ تُفَرِّحُ الْقَلْبَ...". فالكتاب هو مصدر إيماننا، ومرشد حياتنا، لهذا هو مصدر فرح قلوبنا. 

لهذا، نحن جميعًا كأسر مسيحية، مدعوون إلى التواصل مع كلمة الله، لنقرأ الكتاب المقدس سويًّا، وندرسه معًا، لنترك تأثيره يتعمق في كل جوانب حياتنا، سلوكياتنا، علاقاتنا، كلماتنا، لتكون هوياتنا الشخصية وهويات أُسَرِنا مبينةً على حق كلمة الله، حتى نستطيع أن نقدم لأبنائنا قدوةً ونموذجًا.

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: الدكتور القس أندرية زكي رئيس الطائفة الإنجيلية بمصر دار الكتاب المقدس قداسة البابا تواضروس الثاني بابا الاسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية الأنبا إبراهيم أسحق بطريرك الأقباط الكاثوليك كلمة الله حياة الفرد الأسرة دار الکتاب المقدس کلمة الله ة الله

إقرأ أيضاً:

اليوم العالمي لمواقع التواصل الاجتماعي.. تأثير دائم على حياتنا الرقمية

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

يحتفل العالم غدًا باليوم العالمي لمواقع التواصل الاجتماعي، وهو فرصة لتسليط الضوء على التأثير العميق الذي أحدثته هذه المنصات في حياتنا اليومية، منذ ظهورها، غيرت مواقع التواصل الاجتماعي طريقة تواصلنا، وتفاعلنا، ومشاركتنا للمعلومات، وأصبحت جزءًا لا يتجزأ من النسيج الاجتماعي والاقتصادي العالمي.

تطور مواقع التواصل الاجتماعي

بدأت مواقع التواصل الاجتماعي كوسيلة بسيطة للتواصل بين الأصدقاء والعائلة، ولكنها تطورت بسرعة لتصبح منصات متعددة الأغراض تستخدم للتسويق، والتعليم، والعمل، والترفيه. منصات مثل فيسبوك، تويتر، إنستغرام، لينكدإن، وتيك توك أصبحت أدوات حيوية للشركات، والمبدعين، والأفراد.

التأثير الاجتماعي

أدت مواقع التواصل الاجتماعي إلى تعزيز التواصل بين الناس عبر المسافات الطويلة، مما سهل بناء علاقات جديدة والحفاظ على العلاقات القديمة. كما ساهمت في زيادة الوعي بالقضايا الاجتماعية والسياسية من خلال الحملات الرقمية والنشاط الإلكتروني.

التأثير الاقتصادي

لا يمكن إنكار التأثير الاقتصادي الكبير لمواقع التواصل الاجتماعي. أصبحت هذه المنصات أدوات تسويقية رئيسية للشركات من جميع الأحجام، مما يتيح لهم الوصول إلى جمهور واسع بتكاليف منخفضة نسبيًا. الإعلانات المدفوعة والتسويق عبر المؤثرين أصبحت استراتيجيات شائعة تحقق نجاحات كبيرة.

التحديات والانتقادات

رغم الفوائد العديدة، تواجه مواقع التواصل الاجتماعي أيضًا انتقادات وتحديات كبيرة. من أبرزها قضايا الخصوصية والأمان، حيث تعرضت العديد من المنصات لاختراقات بيانات واسعة النطاق. بالإضافة إلى ذلك، هناك مخاوف بشأن انتشار المعلومات المضللة والأخبار الزائفة، والتي يمكن أن تؤدي إلى تأثيرات سلبية على المجتمعات.

التحولات المستقبلية

مع التقدم التكنولوجي المستمر، من المتوقع أن تشهد مواقع التواصل الاجتماعي تطورات جديدة. تقنيات مثل الواقع الافتراضي والواقع المعزز قد تعيد تعريف كيفية تفاعلنا على هذه المنصات. بالإضافة إلى ذلك، ستظل القضايا المتعلقة بالخصوصية والأمان على رأس الأولويات، مما يتطلب حلولًا مبتكرة ومستدامة.

 

في اليوم العالمي لمواقع التواصل الاجتماعي، نحتفل بالتحولات الإيجابية التي جلبتها هذه المنصات إلى حياتنا، وندرك في الوقت ذاته التحديات التي يجب علينا مواجهتها. تبقى مواقع التواصل الاجتماعي جزءًا حيويًا من حياتنا، ويتعين علينا استخدامها بحكمة ومسؤولية لتحقيق أقصى استفادة منها.

يعد هذا اليوم فرصة للتفكير في كيفية تحسين استخدامنا لهذه الأدوات الرقمية، وضمان أن تظل مصدرًا للإيجابية والتواصل الفعال في مجتمعاتنا المتصلة بشكل متزايد.

مقالات مشابهة

  • اليوم العالمي لمواقع التواصل الاجتماعي.. تأثير دائم على حياتنا الرقمية
  • ننشر نص كلمة الرئيس السيسي بمؤتمر الاستثمار بين مصر والاتحاد الأوروبي
  • ننشر حصاد مجلس النواب خلال أسبوع
  • وقديما كان في الناس الحسد .. الدكتور حارث ادريس افضل رئيس وزراء للسودان
  • «القاهرة الإخبارية»: تل أبيب مستعدة لاستخدام القوة ضد حزب الله لهذا السبب
  • رئيس الطائفة الإنجيلية يهنئ الرئيس والشعب المصري بذكرى ثورة 30 يونيو
  • القس أندريه زكي: ثورة 30 يونيو دليل على وعي الشعب المصري بأهمية الوطن
  • القس أندريه زكي يهنئ الرئيس السيسي والشعب المصري بمناسبة ذكرى 30 يونيو
  • رئيس الطائفة الإنجيلية يهنئ الرئيس السيسي والمصريين بذكرى «30 يونيو»
  • «بنظرة عينيه».. شاب يحارب الشلل ويؤلف كتابا من 50 ألف كلمة