أكد المهندس أحمد عثمان، عضو مجلس النواب، أن الجلسة العامة لمجلس النواب، التي عقدت اليوم، بحضور الدكتور مصطفى مدبولى، رئيس مجلس الوزراء، لمناقشة طلبات إحاطة بشأن التدابير والإجراءات، التي اتخذتها الحكومة، تجاه منع محاولات التهجير القسري للفلسطينيين من قطاع غزة، عبرت عن موقف مصر الرافض لتهجير الشعب الفلسطيني من قطاع غزة إلى سيناء، ورفض فكرة تهجير الفلسطينيين من بلدهم بشكل عام.

رد مصر سيكون حاسم في مسألة التهجير 

وقال «عثمان»، إن الجلسة كانت حاسمة سواء في كلمات رئيس مجلس النواب والأعضاء، أو في كلمة رئيس الوزراء، بأن مصر لن تسمح بتصفية القضية الفلسطينية، ولن تسمح بتهجير الفلسطينيين في غزة ونزوحهم إلى سيناء، وأن الأمن القومي المصري خط أحمر، وأن أى محاولات للإضرار بأمن مصر سيكون الرد حاسم.

وأشار إلى أن كلمة الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء أمام مجلس النواب وجهت رسائل حازمة وصارمة بأن مصر ترفض بشكل تام ومُطلق تهجير الفلسطينيين من قطاع غزة إلى الأراضي المصرية وتعتبر ذلك الأمر تهديداً للأراضي والسيادة المصرية.

وأكد أن مصر لن تتوانى عن استخدام كل الإجراءات التي تضمن حماية وصون حدودها، بالإضافة إلى التأكيد على الموقف المصري الثابت والتاريخي، في دعم القضية الفلسطينية والدفاع عن حقوق الشعب الفلسطيني، ورفض الانتهاكات الصارخة وجرائم الحرب التي ترتكبها قوات الاحتلال الإسرائيلي ضد الشعب الفلسطيني الأعزل والمدنيين والأطفال والنساء وجرائم قصف المستشفيات والمدارس والمنازل ودور العبادة.

مصر لن تقبل بتهجير الفلسطينيين

وأعرب النائب أحمد عثمان، رفض تصريحات وزيرة الاستخبارات الإسرائيلية غيلا غملئيل، التي دعت فيها المجتمع الدولي إلى تشجيع ما أسمته «إعادة التوطين الطوعي» للفلسطينيين خارج قطاع غزة، بدلاً من إرسال الأموال لإعادة إعمار غزة، وما زعمته يأنه بدلاً من إرسال الأموال لإعادة إعمار غزة أو لـ(الأونروا)، يمكن للمجتمع الدولي أن يساعد في تمويل إعادة التوطين، ومساعدة الغزيين على بناء حياتهم الجديدة في بلدانهم المضيفة الجديدة، وفق زعمه، واعتبرت أن مقترحها هذا سيكون مفيداً للجانبين، للمدنيين في قطاع غزة الذين يريدون حياة أفضل، ولإسرائيل بعد "المأساة الرهيبة.

وأكد أن إسرائيل وصلت إلى مرحلة من البجاحة والاستفزاز، ولكن يجب أن تعلم دولة الاحتلال الإسرائيلي أن مصر لن تقبل بتهجير الفلسطينيين من أرضهم وبلدهم، وأن الشعب الفلسطيني نفسه يرفض التهجير رفضاً قاطعا ولن يترك بلده وسيظل صامدا في وجه العدو الإسرائيلي.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: مجلس النواب النواب البرلمان تهجير الشعب الفلسطینی مجلس النواب قطاع غزة مصر لن أن مصر

إقرأ أيضاً:

ترامب ومخطط التهجير والتحدي الفلسطيني

المتابع لقرارات وتصريحات الرئيس الجديد للولايات المتحدة الأمريكية رونالد ترامب، يدرك أن هناك تسونامي سياسيا يجتاح العالم في جهات الأرض الأربع تطال كندا والدنمارك والمكسيك وآخرها كولومبيا وقبلها أوروبا كلها، ويبدو أن عاصفة ترامبية هوجاء تهب على منطقتنا العربية خاصة على أهل غزة المنكوبين بشرا وحجرا وشجرا.

إن تصريح ترامب في سعيه لتهجير الفلسطينيين من غزة إلى مصر والأردن ينطوي على مخاطر عديدة:

أولها، أن هذه الخطوة قد تدخل المنطقة في أتون صراع إقليمي يشمل المنطقة برمتها، خاصة أنها تنقل الأزمة إلى بلدان تنعم نوعا ما باستقرار وسلام. وثانيها، تأتي هذه الخطوة عقب إجراءات استيطانية عديدة اتخذتها حكومة نتنياهو بتوسيع البناء الاستيطاني، وزيادة أعداد البؤر الاستيطانية وأعداد المستوطنين والذين كانوا قبل اتفاقات أوسلو يقدرون بنحو 250 ألفا وأصبحوا الآن أكثر من 750 ألفا؛ وهذا يؤكد حقيقة الكيان الاحتلالي الاستيطاني الإجلائي الاستعماري. ثالث الخطورة، إن خطة ترامب هذه تكشف عن تماهي أهداف الإدارة الأمريكية السابقة والحالية مع مصالح وأهداف حكومة نتنياهو اليمينية المتطرفة، وهذا ما يعبر عن شراكة استراتيجية بين المسيحية الإنجيلية والتيار التوراتي المحافظ. فهذه الحكومة شنت حربها تحت هذا الهدف؛ وهو تهجير الفلسطينيين القسري بعد القيام بعمليات الإبادة الجماعية المتعددة الأشكال، وهذا ما يشير بقوة إلى الشراكة الوثيقة في الجرائم التي ارتكبت بحق الغزاويين على مدى 15 شهرا.

ترامب يؤكد بخطته هذه سقوط أي مبادرة أو حل يعتمد حل الدولتين أو أي مبادرة تفضي إلى حق تقرير المصير للشعب الفلسطيني، وتعريض المنطقة إلى مزيد من الحروب والصراعات التي قد تهدد الأمن والاستقرار العالمي
ورابع المخاطر، إن ترامب يؤكد بخطته هذه سقوط أي مبادرة أو حل يعتمد حل الدولتين أو أي مبادرة تفضي إلى حق تقرير المصير للشعب الفلسطيني، وتعريض المنطقة إلى مزيد من الحروب والصراعات التي قد تهدد الأمن والاستقرار العالمي. أما خامس هذه المخاطر فيتمثل بخرق اتفاق وقف إطلاق النار واستئناف الحرب مجددا، مما يأتي على كل الجهود المضنية التي بذلها الوسطاء للوصول إلى هذا الاتفاق، ويعرض حياة آلاف الأطفال والنساء الى الخطر مجددا بما فيهم الأسرى الإسرائيليين، كما يضع إدارة ترامب أمام مسؤولياتها. وسادس هذه المخاطر، إنها تُعتبر جريمة حرب وجريمة ضد الإنسانية؛ لأنها تعني تطهير عرقي بحق السكان الآمنين كما نصت على ذلك بنود القانون الدولي الإنساني.

في سياق متصل، إن ما أقدم عليه ترامب يتناقض مع ما كان قد أعلنه سابقا من أنه سينهي الحروب، وأنه سيكون صانع سلام، وأنه سيجلب الاستقرار والازدهار إلى المنطقة والعالم. والسؤال هنا: هل تهجير الفلسطينيين من أرضهم وإبعادهم عن وطنهم وتحويلهم إلى لاجئين في بلدان أخرى سيجلب الاستقرار الذي تحدث عنه؟ أم أنه سيؤدي إلى اندلاع حرب لا هوادة فيها؟ وهل هذه هي وعود ترامب الانتخابية للجاليات العربية والمسلمة واللاتينية مقابل التصويت لصالحه؟

إن مخطط ترامب هذا يعدو كونه فكرة جديدة، بل إنه استكمال للاتفاقات الإبراهيمية، وهو الجزء الثاني منها وقد آن الأوان لتنفيذه، وقد سبق لترامب أن راعه صغر "مساحة إسرائيل"، فقال "يجب أن تُوسّع أراضي إسرائيل". ومهّد أركان إدارته المتصهينين مرارا وتكرارا لضم الضفة الغربية، وأنكروا وجود شعب يسمى شعب فلسطين. وفيما بعد تحدث ترامب عن غزة قائلا: "إنها مكانٌ مثير ولها موقعٌ رائع ومناخٌ جميل، يجب إعادة بناؤها بطريقة مختلفة". إن كل هذه المقدمات والتصريحات تعبّر عن تقاطع خطة ترامب مع أهداف اليمين الإسرائيلي المتطرف المتمثل بإيتمار بن غفير وسموتريتش، وتبنّاها نتنياهو.

إن ما فَشِلَ نتنياهو في تحقيقه عسكريا من خلال حرب الإبادة على غزة؛ نتيجة لصمود المقاومة وثبات أهل غزة وتجذرهم بأرضهم ووطنهم؛ يريد ترامب أن يحققه بالضغط السياسي والدبلوماسي والاقتصادي، وهكذا لا يبدو ترامب أنه يحمل مسؤولية العالم، بل إنه مطور عقاري ومستثمر يعمل لصالح دولة الكيان الصهيوني.

من جهة أخرى، وفيما فشلت في تحقيقه حرب الإبادة الفاشية الصهيو- أمريكية بكل أشكالها من قتل ونسفٍ للمربعات والأحياء السكنية، وتدمير ممنهج للبنى التحتية ومختلف جوانب الحياة ونشر الأوبئة والأمراض والتجويع والتعطيش، وقتل نحو 50 ألفا جلهم من الأطفال والنساء، وحوالي 112 ألف مصاب، وأكثر من 10 ألاف مفقود وآلاف المعتقلين المدنيين بهدف التهجير القسري، فإن الخطة الترامبية الجديدة ستفشل حتما وإن تعددت سيناريوهات هذه الخطة ومقدماتها وممهداتها؛ من عرقلة إكمال صفقة التبادل، تمهيدا لاستئناف حرب الإبادة، أو إعاقة إعادة إعمار غزة، وممارسة الضغط على نظامي الأردن ومصر، وغيرها من المعوقات والعراقيل.

اعتاد الغزيون المشهد، فلا خطة تهجير توقف عودتهم ولا حرب تهزم إرادتهم، هم فرحون وأعداؤهم غاضبون لرؤيتهم عائدين بينما تعلو وجوههم المغبرة ابتسامة التحدي والعنفوان، وعيونهم يملؤها الأمل والإصرار على حياة يستحقونها على هذه الأرض
من ناحية أخرى، إن تصرح وزير خارجية الأردن بقوله: "إن الحل للقضية الفلسطينية هو حل فلسطيني وإن الأردن للأردنيين، وفلسطين للفلسطينيين"، ورفض الخارجية المصرية "المساس بحقوق الشعب الفلسطيني ورفض تهجيره"، إنما يشكل ردا رسميا عربيا على خطة ترامب. أما الرد الشعبي الحقيقي كان عودة مئات الآلاف من النازحين بزحفٍ هادرٍ لم يسبق له مثيل من الجنوب إلى شمال غزة عبر شارع الرشيد مشيا على الأقدام، والإصرار للوصول إلى أماكنهم المدمرة وشوارعهم التي تملؤها الحفر والركام، وإلى المرافق التي تغيرت معالمها؛ يسارعون الخطى إلى أنقاض منازلهم وبعضهم يشدو مزهوا حاملا خيمته لينصبها فوق أنقاض منزله المدمر، والكثير من الصبية والنسوة يحملن "بقجة" العودة، والبعض الآخر اختار سقف بيته المنهار ليأوي عائلته تحته، وآخر يبحث عن ألواح من خشب وأغصان شجر ليرمم ما تبقى له من بيت، وآخرون يعيدون إعمار أجزاء من بيوتهم من بقايا الركام والأنقاض والأثاث.

لقد اعتاد الغزيون المشهد، فلا خطة تهجير توقف عودتهم ولا حرب تهزم إرادتهم، هم فرحون وأعداؤهم غاضبون لرؤيتهم عائدين بينما تعلو وجوههم المغبرة ابتسامة التحدي والعنفوان، وعيونهم يملؤها الأمل والإصرار على حياة يستحقونها على هذه الأرض.

هذا هو تحديهم وردّهم على مخططات التهجير قديمها وجديدها، وخطة الجنرالات وحروب النازية والإبادات كلها، وعاهدوا في أحاديثهم وحواراتهم تحت علم الوطن، لن تكون هناك نكبة أخرى، وما هذه إلا عودة صغرى بانتظار العودة الكبرى وتحرير كل فلسطين، وأقسموا أن لن يغادروا رمال غزة، ويتركوا شهداءها ودمارها وركامها وأنقاضها وشاطئها ومناخها الجميل؛ هو لهم ولأبنائهم ولأحفادهم من بعدهم.

[email protected]

مقالات مشابهة

  • جوتيريش يدعم موقف مصر التاريخي: التهجير مرفوض
  • لا لتهجير الفلسطينيين.. محمد أبو العينين: الشعب المصري يؤيد موقف الرئيس السيسي
  • برلماني: موقف مصر الرافض لتهجير الفلسطينيين يحظى بإجماع شعبي واسع
  • خطاب رسمي لمجلس الأمن .. أبرز تصريحات رئيس مجلس النواب بشأن القضية الفلسطينية
  • ترامب ومخطط التهجير والتحدي الفلسطيني
  • دعم كامل لجهود الرئيس في حماية الأمن القومي.. جلسة تاريخية لمجلس النواب الأسبوع الماضي
  • برلماني: تصريحات الرئيس السيسي حول تهجير الفلسطينيين أبلغ رد على الجميع
  • برلماني: كلمة الرئيس السيسي تضمنت رسائل حاسمة لحماية الأمن القومي ورفض التهجير
  • برلماني: تصريحات الرئيس السيسي بعثت برسائل طمأنينة للشعب
  • «العالم» يحتج على ترامب.. تهجير الفلسطينيين إلى مصر والأردن مرفوض