بطريقتهم: عمانيون يعبرون عن استيائهم من تعامل الإدارة الأمريكية مع الحرب على غزة
تاريخ النشر: 21st, November 2023 GMT
رصد – أثير
إعداد: مـحـمـد الـعـريـمـي
تجري الرياح بما لا تشتهي السفن”، اختصار بليغ يوضح ما تلقته السفارة الأمريكية في مسقط بعد نشرها تهنئة العيد الوطني الـ 53 المجيد عبر حسابها في منصة “أكس”، فقد عبّر عنها البعض أنها تهنئة مُغلفة بالدم الفلسطيني.
نهنئ جلالة السلطان هيثم بن طارق والشعب العماني بمناسبة العيد الوطني الثالث والخمسون
We wish HM Sultan Haitham bin Tariq and the people of Oman a happy 53rd National Day pic.
— U.S. Embassy Muscat (@USEmbMuscat) November 17, 2023
لم تكن تهنئة السفارة الأمريكية هذا العام كغيرها من الأعوام، فقد كان العُمانيون كالرياح القوية والمندفعة بُحب فلسطين والقضية العربية والمتأثرون بما يحدث لأخوتهم في غزة، فكانت ردودهم هي الرياح التي بعثرت تلك السفينة التي ظنّت السفارة أن شراع التهنئة سيُسيرها كالعادة إلا أن هذه المرة صادفت عبورها القارات مُحملة بالسلاح الذي تقتل به إسرائيل أطفال ونساء غزة وهي من ترسل بطاريات للقُبة الحديدة حماية للكيان ولكنها تقف في ساحل البحر الأبيض المتوسط متفرجة للجرائم التي يرتكبها الكيان بصمت مطبق.
ولنأخذ لمحة لمنشور السفارة حتى -كتابة هذا الموضوع– فقد وصلت المشاهدات لأكثر من 3 ملايين مشاهدة، والردود تجاوزت الـ 7 آلاف ردًا أغلبها من العُمانيين منددين بالدعم الأمريكي ومتضامنين مع ما تتعرض له فلسطين والشعب الفلسطيني من عدوان همجي ووحشي.
وتلك الأرقام قابلة للزيادة، فلا نستبعد أن حساب السفارة وصلها تنبيه وتهنئة من منصة “أكس” بوصولهم إلى أعلى معدل مشاهدة وتفاعل منذ انضامهم للمنصة، وكأنها أخذت شكل البرقية التي أُرسلت لهم وتعطيهم صورة كاملة عن الرفض الشعبي لسياساتهم ودعمهم للعدوان الصهيوني في كل محفل أرادوه وبكل الوسائل.
هل سيؤثر ما أحدثه العمانيين بمختلف حساباتهم أسفل منشور التهنئة؟
إذا تحدثنا عن سفارات الولايات المتحدة في الدول المضيفة فبكل تأكيد من ضمن مهامها في الدول الأخرى، المراقبة وإرسال تقارير حول الأوضاع والتطورات الاقتصادية، والثقافية، والتجارية، والعلمية لدى الدولة المضيفة، فهذه مهمة من مهام البعثات الدبلوماسية المتعارف عليها خصوصًا إذا كان الحديث عن السفارات الأمريكية.
ومثال على ذلك، فقد تداولت وسائل إعلام معلومات قبل أيام عن برقية دبلوماسية أُرسلت من السفارة الأمريكية في مسقط تحذر إدارة الرئيس الأمريكي بايدن من أنّ الدعم القوي للحملة العسكرية الإسرائيلية في غزة يفقد واشنطن العرب لجيل كامل، ووفق الأخبار المتداولة وتناولتها “أثير”، كتب البرقية الدبلوماسية ثاني أعلى مسؤول أمريكي في مسقط، وأرسلها إلى مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض ووكالة المخابرات المركزية ومكتب التحقيقات الفيدرالي.
ختامًا؛ فقد أشاد عدد من المدونين في منصة “أكس” من مختلف الدول العربية والعالمية بمختلف تخصصاتهم، منهم إعلاميين وكُتاب وسياسيين بردود فعل العُمانيين على تهنئة السفارة الأمريكية، وتم تداول منشور التهنئة على نطاق واسع، فهل سترسل السفارة برقية أخرى للإدارة الأمريكية؟
المصدر: صحيفة أثير
كلمات دلالية: السفارة الأمریکیة
إقرأ أيضاً:
مسئول أمريكي يحذر الدول التي ستحاول اعتقال نتنياهو
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
حذر السيناتور الجمهوري البارز، ليندسي جراهام، المملكة المتحدة من تداعيات اقتصادية خطيرة قد تواجهها إذا قامت بتقديم المساعدة في تنفيذ مذكرة اعتقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، والتي أصدرتها المحكمة الجنائية الدولية.
وأكد جراهام، الحليف القوي للرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب، أن الولايات المتحدة يجب أن تفرض عقوبات اقتصادية على أي دولة تسهم في اعتقال أي مسؤول إسرائيلي، وعلى رأسهم نتنياهو ووزير الدفاع السابق، يوآف جالانت، الذي صدرت بحقه أيضًا مذكرة اعتقال بتهم ارتكاب جرائم حرب في غزة.
جاءت هذه التصريحات بعد أن أثيرت مخاوف واسعة بين الأوساط السياسية الأمريكية من تحركات المحكمة الجنائية الدولية، التي طالبت بملاحقة عدد من المسؤولين الإسرائيليين. وفي رد فعل قوي، قال جراهام في مقابلة مع قناة "فوكس نيوز" إن "أي دولة تساعد المحكمة الجنائية الدولية في تنفيذ هذه المذكرات، سيكون عليها أن تواجه ردًا قاسيًا من الولايات المتحدة". وأضاف: "سنفرض عقوبات على أي دولة تساعد في اعتقال هؤلاء السياسيين، ولن نقبل بذلك".
وفي تحدٍ واضح للمحكمة الجنائية الدولية، شدد جراهام على أن أي دولة، سواء كانت المملكة المتحدة أو أي دولة حليفة أخرى، إذا اختارت مساعدة المحكمة، ستكون في مواجهة مباشرة مع الولايات المتحدة. كما أكد جراهام أنه يعمل مع السيناتور توم كوتون على إعداد تشريع سريع لفرض عقوبات على أي دولة تساهم في ملاحقة المسؤولين الإسرائيليين، مشيرًا إلى أن ذلك يتضمن بلدانًا مثل بريطانيا وكندا وفرنسا.
من جهتها، أكدت الحكومة البريطانية على أنها ستلتزم بالقوانين والالتزامات القانونية التي تفرضها المحكمة الجنائية الدولية، لكنها لم تعلق بشكل مباشر على إمكانية تقديم أي دعم في تنفيذ مذكرة الاعتقال ضد نتنياهو.
تأتي هذه التحذيرات في وقت حساس، حيث يعكس التوتر في العلاقة بين الولايات المتحدة والمجتمع الدولي، خاصة في ظل التصعيد حول الموقف من إسرائيل وعملياتها العسكرية في غزة. وتستمر الولايات المتحدة في تأكيد دعمها القوي لإسرائيل، وهو ما يجعل أي خطوة من الدول الأوروبية نحو التعاون مع المحكمة الجنائية الدولية مسألة مثيرة للجدل.