البوابة نيوز:
2024-07-07@04:28:29 GMT

دعاية دفن المعلومات حية

تاريخ النشر: 21st, November 2023 GMT

من قال إنك تحتاج للمزيد من تسليط الضوء على أشخاص بعينهم حتى تقوم بالدعاية لصالحهم عبر وسائل الإعلام المختلفة؟! إن الأمر ربما يكون أبسط من ذلك، ولا يحتاج لكل هذا الجهد. لكنه يحتاج لجهد مسبق في رسم خريطة واقعية عميقة للأحداث. 

   يمكنك أن ترى ذلك بوضوح في سياسات الدعاية الأمريكية التي تسلط الضوء في كثير من الأحيان على قوى خفية تدير الأحداث، ولا يمكن التكهن بها.

مثل اختراق موقع إلكتروني هام، أو مقتل عدد من الأفراد، أو اكتشاف كائنات فضائية من قبل مجموهة من الهواة لا يعرفهم أحد. إن الولايات المتحدة الأمريكية، كبيئة دعائية، تعتمد على قوى متعددة المصادر إذ أن سوق العمل هناك لا يعتمد على أفراد أمريكيين فقط، فمن الناحية العملية لا يوجد شيء اسمه أمريكي أصيل ما لم يكن من الهنود الحمر "سكان الأرض الأصليين". إن هذا التنوع الشديد في سوق مفتوح على كل الخيارات يجعل من فن الدعاية فنًا كثير الأذرع مقارنة بأي سوق آخر. في السوق الأمريكي يمكن لأي شيء أن يحدث في أي وقت دون أية توقعات. لذا تعتبر الدعاية أحيانًا أن القوى الفاعلة غير المحددة يمكن التحكم بها أحيانًا أكثر من تلك المحددة. 

   إن القوة الفاعلة غير محددة المعالم تملك أن تحدد معالمها وفق ما تريد منها في الوقت المناسب والمكان المناسب، فأنت ترسم تفاصيلها وماضيها وحاضرها وإمكانياتها المستقبلية حسب ما تريد منها، وليس بالضرورة أن تسقطها على واقع في النهاية، إذ أن الهدف من الدعاية لها قد يكون دفع الأشخاص نحو ما تريده لا نحوها هي. يأتي ذلك على عكس القوة المحددة التي تجبرك على تكييف الأوضاع حولها بما يتناسب معها ماضيًا وحاضرًا وربما مستقبلًا حسب ما تريده منها ولها. لذا عليك بذل جهد كبير لدفن المعلومات الحية بكل ما تملك من طاقة.

   إن المعلومات الحية الحقيقية لا تقارن بغيرها مهما أجهدت نفسك على إيجاد هذا الغير والعمل على تحويله لقوة مؤثرة إما داعمة أو طاردة للأشخاص فيما يخص شخص ما أو فكرة ما. لذا عليك أن تعمل جاهدًا على تحويل المعلومات الحية كأشخاص ووقائع إلى أشياء غير موجودة إما بتهميشها جدًا إن لم تتمكن من تجاهلها تمامًا. أو يمكنك أن تستخدم القوى الموجودة كعناصر بيئة تثبت وجود قوتك المجهولة، ويعد هذا الاستخدام دفنًا لها أيضًا إذ أنه في النهاية يهدف لتحييدها كقوة مؤثرة لصالحها هي ولصالح الواقع، وهو ما لا تريد أن يحدث دون أن تضبطه أنت. 

   إن الإشارة دائمًا لأشياء تصنعها أنت يمكنك من إيجاد الواقع الذي تريده. لكن عليك أن تعلم أن رائد هذه اللعبة "جوزيف جوبلز" كان ينتظر طوال الوقت الذي لن يمكنه فيه أن يخدع كل الناس كل الوقت، إلا أنه كمهندس دعاية عسكري كان يهتم بالقوة التي تحقق له النصر الذي سيسطر على كل الأمور بما فيها اكتشاف الخداع، فالمكتشفون سيتحلون بشكل أو بآخر لرعاياك. لطالما كان الوقت هو الثروة الأعظم في الحياة وهو المحك الذي يعطيك النجاح من عدمه في الدعاية الصحيحة.

  الغريب أن هذه الدعاية المدمرة للحقيقة أيًا كانت درجة نبل أهدافها، يمكنك أن تستخدمها على كافة المستويات بدءًا من تهذيب أولادك حتى إدارة بعض مجريات الحرب العالمية الثانية. وتنعدم تقريبًا فرص اكتشافها بسرعة لأنها تتعلق بأشياء لا توجد إلا في خيال مبتكرها فقط، لذا يحتاج الحكم على وجودها من عدمه وقتًا طويلًا، لا سيما وأن الدعاية تعتمد على نشر فكرة أكثر من نشر خصائص مادية. يعطي كل هذا عمرًا طويلًا لهذه الأفكار يمثل مدى كبيرًا لتحقيق أهدافها، وقد تصادف من يشبهها في الواقع فعلًا ويحقق أهداف مبتكرها، حينها قد تتحول لهندسة ابتكارية للعالم. إذ أن الإنسان مهما بلغ ذكاؤه يظل حبيس معطيات الكون التي خُلق منها. والله يجعل الكون يعطي بطريقته طوال الوقت.

المصدر: البوابة نيوز

إقرأ أيضاً:

كيف أنقذ أختي من أزمة الطلاق التي حلّت بها..

تحية طيبة لكل القائمين على هذا الركن، سيدتي إن ما نعيشة في بيتنا حقا ورطة بسبب مشكلة ألمت بأحد أفراد أسرتي، “أختي الحبيبة”، لن أكون مبالغة إن قلت لك أنها صاحبة أخلاق عالية، وقلب طيب للغاية، لكن نصيبها كتب عليها أن تعيش أقسى سنوات عمرها بعد أن اعتقدت أنها نالت فرحة عمرها.

أجل سيدتي فكل فتاة يأتيها النصيب الذي يبدو طيبا تفرح وتعتقد انها نالت قسطها من السعادة، حيث تقدم لها رجلا مطلق من قبل، وسبب الطلاق هو الفارق التعليمي بينهما على حسب قوله، وأختي الحمد لله درست وتحصلت على شهادة عليا أيضا، لكن اتضح فيها بعد أن المشكلة في شخصة وطباعه، وهذا أمر آخر لا أريد الخوض في تفاصيله، لأن  الطلاق وقع، وأختي رجعت مكسورة إلى البيت، فهي لم تتوقع هذا المصير أبدا، الله يعلم أنها حاولت وتنازلت، ولكن لم تتمكن من تغيير الأوضاع التي أجبرتها على العودة مهزومة تحمل لقب مطلقة، لكن بعدها لاحظنا أنها تغيرت كثير، فأختي الحليمة الهادئة صارت عصبية ومزاجية، تزعجها أتفه الأشياء على الرغم من مرور أثر من سنة على طلاقها، بدأت أشعر بالقلق بشأنها أريد مساعدتها لتخرج من هذه الحالة وتتقبل هذا الواقع، لأنها ومن جهة أخرى تلوم على والديّ كثيرا لأنهم لم يفعلوا ليصلحوا بينها وبين زوجها السابق، فماذا يمكنني أن أفعل من أجلها لتتقبل طلاقها وتعود لممارسة حياتها كسابق عهدها؟

قارئة من الشرق

الــرد:

تحية طيبة أختا، حقا أنا جد مسرورة لقلبك الطيب الذي همه كثير حال أختك، فأنت أظهرت معدنك النفيس وأخلاقك العالية، وأشكرك كثيرا على مراعاتك لشعور أختك واهتمامك بمصيبتها، وحرصك على مواساتها، أسأل الله أن ييسر أمرك وأمرها.

مما لا شك فيه أن أكثر حلم تتمنى أي بنت تحقيقه في حياتها هو أن تكون أسرة وتكون زوجة وأما ناجحة، ولا شك بالمقابل أن أقسى إحساس هو الخيبة التي تصيبها بعد أن تنهار كل تلك الأحلام، وأختك قد أصيبت في حقها في بناء أسرة متراصة، فوجدت نفسها تفارق مملكتها دون إرادتها، واعلمي أن ألمها ليس هين، وأن إعادة تضميده سيحتاج منها وقتا أطول، لهذا أظن أنها محظوظة بك لأنك تريدين التخفيف عنها وتأكدي أنك مأجورة على ما تسعين إليه.

لهذا أنصحك بالتقرب منها أكثر، وخلق أجواء لطيفة في المنزل، وأن تدعينها لتشاركك في مختلف النشاطات التي تحبها وتشعرها بالراحة، وفي خضم تلك الأجواء، ذكريها بالشخصية الجميلة التي كانت تتميز بها، وأخبريها أن ما وقع قد وقع، وأن الله لن ينسى سعيها للم شمل بيتها، وأنه لا محال سيأجرها في مصيبتها ويخلف لها خير منها مادام قلبها مفعم بالخير، ذكريها بقوله عليه الصلاة والسلام: إن الله كتب مقادير الخلائق قبل أن يخلق السموات والأرض بخمسين ألف سنة”

أيضا تحدثي معها دائما بكلمات متفائلة، وأن تحسن الظن بالله، فهو حتما سيكافئها بالسعادة التي ترجو بجانب من يتفهمها ويرسم البسمة على محياها، من جهة أخرى اصبروا عليها وعلى أي تصرف قد يصدر منها، فهي تمر فترة حرجة تحتاج منكم التفهم، ولابد أن يأتي اليوم التي تراجع نفسها وتستعيد ذاتها الطيبة.

ثم من المهم أن تجعليها تفكر في خوض الحياة العملية إن أمكن طبعا، فالتعرف على الناس الطيبين والاحتكاك بالصحبة الحسنة سيجعلها تشعر بآلام الغير وأن الطلاق ليس فقط من نصيبها بل ستعرف أن الكثيرات مثلها عشن هذه الخيبة، وهذا من المؤكد سيخفف عنها، كان الله في عونك ووفقك وأختك لما فيه الصلاح والفلاح لكما.

إضغط على الصورة لتحميل تطبيق النهار للإطلاع على كل الآخبار على البلاي ستور

مقالات مشابهة

  • قراءة في قضايا العمل وقوانينه
  • الفلسطيني للشؤون الاستراتيجية: البنية التحتية في قطاع غزة دمر منها أكثر من 80%
  • أماكن مشاهدة بطولة أمم أوروبا 2024 “يورو ” 2024: أهم المواقع في جميع أنحاء دبي
  • زيادات في تعويضات موظفي السجون تتراوح بين 2000 و2600 درهما القسط الأول منها يمنح نهاية الشهر
  • كيف يمكنك كشف اختراق الهاتف الخاص بك؟.. السر في الإشعارات
  • هل فعلاً سقطت سنجة بسبب الحارس الشخصي..!؟
  • باحث سياسي: إسرائيل في حالة فوضى تزداد بمرور الوقت
  • التسوق البطيء سبيلك لمكافحة إغراء الشراء السهل عبر الإنترنت
  • كيف أنقذ أختي من أزمة الطلاق التي حلّت بها..
  • نهيم دون الصوامع