أكدوا عدائية إسرائيل..قادة مجموعة بريكس يدعون إلى هدنة إنسانية في غزة
تاريخ النشر: 21st, November 2023 GMT
دعا قادة مجموعة "بريكس"، الثلاثاء، إلى هدنة إنسانية فورية ودائمة في قطاع غزة الذي يشهد عدوانًا إسرائيليًا لليوم الـ45 على التوالي.
وبحسب ما نشرته وكالة "فرانس برس"، قالت مجموعة الاقتصادات الناشئة الكبرى، في بيان مساء الثلاثاء: "ندعو إلى هدنة إنسانية فورية ودائمة في غزة تؤدي إلى وقف الأعمال العدائية".
وقالت في البيان الختامي: "أكدنا دعمنا للجهود الإقليمية والدولية الرامية إلى تحقيق وقف فوري للأعمال العدائية، وحماية المدنيين وتوفير المساعدة الإنسانية".
وانطلقت الثلاثاء، قمة دول بريكس لمناقشة الصراع الإسرائيلي الفلسطيني في قطاع غزة من السابع من أكتوبر الماضي، بدعوة من جنوب أفريقيا، رئيسة الدورة الحالية للقمة، وعُقدت القمة عبر الإنترنت.
وافتتح رئيس جنوب أفريقيا سيريل رامافوزا، القمة بتوجيه اتهام إلى إسرائيل بارتكاب جرائم حرب، والتسبب في إبادة جماعية للفلسطينيين.
جهود مصرية
من جانبه، قال الرئيس عبدالفتاح السيسي، "إن مصر تبذل الجهود كافة من أجل تخفيف معاناة الفلسطينيين في غزة".
وأضاف في كلمته عبر الفيديو خلال مشاركته بالقمة "إن مصر فتحت معبر رفح الحدودي منذ اللحظة الأولى لإدخال المساعدات الإنسانية لغزة، وخصصت مطار العريش لاستقبال المساعدات من مختلف دول العالم".
ونوه أن ما يدخل غزة من المساعدات أقل بكثير من احتياجات أهلها، وهو ما يتطلب وقفة من المجتمع الدولي لضمان نفاذ المساعدات بالكميات المطلوبة.
اقرأ أيضاً
روسيا ودول عربية وإسلامية تدعو لوقف إطلاق النار بغزة.. وموسكو تتحدث عن حل الدولتين
وأوضح أن الأولويات المصرية في المرحلة الحالية تتمثل في وقف نزيف الدماء من خلال الوقف الفوري لإطلاق النار والنفاذ الآمن، والمُستدام للمُساعدات الإنسانية.
وشدد على أن ترك الفلسطينيين لأرضهم مخالفة جسيمة للقانون الدولي والقانون الدولي الإنساني، محذرًا من أن أطروحات إعادة احتلال إسرائيل للقطاع لا تزيد الموقف إلا تأزيمًا وتعقيدًا.
ولفت إلى أن مصر كانت ولا تزال تعارض الضغط على الفلسطينيين في قطاع غزة، وتقف ضد محاولات إرغامهم على ترك أرضهم وبيوتهم سواء بشكل فردي أو جماعي.
وأشار إلى أن المجتمع الدولي يقف صامتًا أمام عنف غير مبرر من قبل المستوطنين إزاء الفلسطينيين في الضفة الغربية.
دعوة سعودية لوقف تصدير السلاح
أمّا ولي العهد السعودي محمد بن سلمان دعا إلى وقف تصدير الأسلحة والذخائر إلى إسرائيل، معتبرًا أن الكارثة الإنسانية في غزة تتفاقم يومًا بعد يوم، ويجب وضع حلول حاسمة لها.
وطالب بإيقاف العمليات العسكرية فورًا، وتوفير ممرات إنسانية لإغاثة المدنيين في القطاع.
وقال بن سلمان "إن ما تشهده غزة من جرائم وحشية في حق المدنيين الأبرياء، والمنشآت الصحية، ودور العبادة، يتطلب القيام بجهد جماعي لوقف هذه الكارثة الإنسانية".
اقرأ أيضاً
مصادر إسرائيلية ومصرية: صفقة تبادل أسرى بين حماس والاحتلال نهاية الأسبوع الجاري
ولفت إلى أن المملكة قدمت مساعدات إنسانية وإغاثية جوًا وبحرًا لأهالي غزة، بالإضافة إلى إطلاق حملة تبرعات شعبية تجاوزت حتى الآن نصف مليار ريال سعودي.
وأكد أن موقف المملكة ثابت وراسخ بأن لا سبيل لتحقيق الأمن والاستقرار في فلسطين إلا من خلال تنفيذ القرارات الدولية المتعلقة بحل الدولتين، لتمكين الشعب الفلسطيني من نيل حقوقه المشروعة.
هدنة إنسانية
أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ضرورة التوصّل إلى هدنات إنسانية، وإطلاق سراح الرهائن، وإيصال المساعدات إلى غزة، مشددًا على أفضلية التوصل إلى تهدئة طويلة الأمد.
وقال بوتين إن بلاده تدعو إلى حلّ سياسي للصراع الإسرائيلي الفلسطيني، ويمكن أن تشارك "بريكس" في ذلك، مشددًا على أنه من المهم عدم جر دول أخرى إلى الصراع.
وقال بوتين إن الوضع في غزة، بما فيه من خسائر في الأرواح ومعاناة للأطفال، يثير قلقًا عميقًا، مشيرًا إلى أن صور عذاب الأطفال في غزة، والعمليات الجراحية التي تجرى بدون تخدير، تثير مشاعر خاصة.
حل الدولتينمن جهته، دعا الرئيس الصيني شي جين بيتغ في القمة، إلى وقف فوري لإطلاق النار، والإفراج عن المدنيين المحتجزين.
وقال: "يجب على كل أطراف النزاع وقف إطلاق النار والأعمال القتالية فورًا، وإنهاء كل أعمال العنف والهجمات التي تستهدف المدنيين، وإطلاق سراح المحتجزين لتجنب المزيد من الخسائر في الأرواح والمعاناة.
وشدد الرئيس الصيني على أنّ الحل للصراع يبدأ بحل الدولتين واستعادة الحقوق المشروعة للفلسطينيين وإقامة دولة فلسطين المستقلة، محذرًا من أنه بدون تسوية عادلة للقضية الفلسطينية لن يكون هناك سلام واستقرار دائم في الشرق الأوسط.
اقرأ أيضاً
بن غفير يرفض صفقة تبادل الأسرى مع حماس: ستجلب لنا كارثة
السقوط الأخلاقي للغرب
بدوره اتهم الرئيس الإيراني، إبراهيم رئيسي، الولايات المتحدة بأنها عطلت جميع المنظمات الدولية وفرغتها من مضمونها، مضيفًا أنّ غزة باتت اليوم رمزًا للسقوط الأخلاقي للغرب، لافتًا إلى أنّ "الولايات المتحدة والغرب تقدمان دعمًا شاملاً لحرب الإبادة وقتل الأطفال في غزة".
وتابع الرئيس الإيراني أنّ مجموعة "بريكس" اليوم أمام "مسؤولية تاريخية"، مؤكدًا أنه في ظل عجز مجلس الأمن الدولي في استصدار قرار ملزم لوقف إطلاق النار ينبغي أن تبادر دول مجموعة بريكس في إطار آلية الاتحاد لأجل السلام إلى تقديم قرار ملزم في الجمعية العامة للأمم المتحدة ضد الكيان الصهيوني؛ بغية إيقاف جرائمه ضد سكان غزة.
وأضاف رئيسي إن الاقتراح الثاني هو اعتبار الكيان الصهيوني المزوّر كيانًا إرهابيًا وجيشه منظمة إرهابية بسبب هجماته المستمرة على المستشفيات والمصحات والمواقع الدينية وارتكاب المجازر بحق النساء والأطفال والأطباء والممرضين والصحافيين.
وأكد أن الاقتراح الثالث هو محاكمة الولايات المتحدة إلى جانب إسرائيل في المحكمة الجنائية الدولية بتهمة ارتكاب الجريمة ضد الإنسانية وقتل الأطفال، مشيرًا إلى أن الاقتراح الرابع هو اتخاذ أعضاء "بريكس" خطوة جماعية لكسر حصار غزة وإنشاء ممر دائم وآمن لإيصال المساعدات الإنسانية إلى غزة.
وأشار الرئيس الإيراني إلى استخدام الاحتلال آلاف الأطنان من القنابل والأسلحة المحظورة مثل الفوسفور الأبيض لارتكاب جرائم غير مسبوقة في غزة، داعيًا أعضاء "بريكس" إلى القيام بمهمة دولية خاصة لبحث هذه الجرائم ونشر تقرير بشأنها بشكل عام تحضيرًا لمحاكمة وإنزال العقوبة بحق العناصر المتورطة والمنفذين لها.
والاقتراح السادس الذي تقدم به رئيسي هو دعوة الدول خاصة أعضاء المجموعة إلى قطع كامل للعلاقات السياسية والاقتصادية والعسكرية مع الكيان الصهيوني في أسرع وقت ممكن، مؤكداً أنّ الاقتراح السابع هو الاعتراف بحق الشعب الفلسطيني في الدفاع عن نفسه ونضاله لأجر تحرير الأرض المحتلة.
والهند تدين
إلى ذلك، أدان وزير خارجية الهند سوبراهمانيام جايشانكا خلال القمة، سقوط أي قتلى من المدنيين في الصراع بغزة، قائلاً: "نعتقد أنه يتعين التعامل مع مخاوف الشعب الفلسطيني بطريقة جدية".
اقرأ أيضاً
رئيس وزراء إسبانيا يقيل وزيرة تضامنت مع الفلسطينيين قبيل زيارته لإسرائيل
المصدر | الخليج الجديد
المصدر: الخليج الجديد
كلمات دلالية: إسرائيل بريكس حرب غزة قطاع غزة جنوب أفريقيا بوتين هدنة إنسانیة إطلاق النار اقرأ أیضا فی غزة إلى أن
إقرأ أيضاً:
تحذيرات من تفاقم الأزمة الإنسانية وتزايد البطالة في اليمن جراء وقف المساعدات الأمريكية
قال مسؤولون في مجال الإغاثة وسلطات حكومية في اليمن، إن قرار تعليق المساعدات الأميركية المقدمة عبر الوكالة الأميركية للتنمية الدولية يهدد بشكل كبير حياة ملايين اليمنيين ويزيد من تفاقم الأزمة الإنسانية في بلد يصنف أحدَ أفقر البلدان العربية.
ونقلت رويترز عن مسؤولين في وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل في عدن لوكالة رويترز، بأن تداعيات القرار الأميركي بدأت تظهر تباعاً، إذ تلقت الوزارة خلال الأيام القليلة الماضية، عشرات الخطابات من منظمات إغاثية وتنموية محلية تفيد بوقف أو تقليص أنشطتها وتسريح المئات من موظفيها.
وأضاف المسؤولون أن غالبية هذه المنظمات تعمل في مناطق سيطرة جماعة الحوثي في شمال ووسط وغرب البلاد ذات الكثافة السكانية العالية.
وأحجم المسؤولون عن الإدلاء بمزيد من التفاصيل، لكنهم أكدوا أن توقف أنشطة المنظمات وتسريح المئات من الموظفين سيساهم في ارتفاع معدلات البطالة بالبلاد المرتفعة أصلاً.
ويشعر عبد الله سامي بالحسرة والحزن من قرار تسريحه من منظمة إغاثة محلية تتلقى تمويلاً من الوكالة الأميركية للتنمية الدولية، ومثله كثير من زملائه فقدوا وظائفهم وأصبحوا بلا مصدر للدخل في ظل توقف الحكومة اليمنية عن توظيف الشبان منذ اندلاع الحرب قبل سنوات.
وقال سامي (32 عاماً) ويسكن مدينة عدن، إنه لم يخطر بباله قط أن توقف الولايات المتحدة تمويلاتها في اليمن، ويفقد بسبب هذا القرار دخلاً جيداً كان يحصل عليه من عمله في تكنولوجيا المعلومات والتكنولوجيا ويعينه على إعالة أسرته الصغيرة المكونة من زوجة وطفلين.
وتشير تقارير محلية وأخرى للأمم المتحدة إلى أن الأزمة الاقتصادية الخانقة في اليمن قفزت بمعدل البطالة بين الشبان لنحو 60% مقارنة بـ 14% قبل الحرب، ورفعت معدل التضخم إلى نحو 45%والفقر إلى نحو 78%.
وحذر رئيس منظمة إغاثية محلية في العاصمة صنعاء، طلب عدم ذكر اسمه، من أن وقف مساعدات الوكالة الأميركية للتنمية الدولية لن يؤثر على المستفيدين من برامج الإغاثة فحسب، لكنه سيضر بالعاملين في القطاع والذين يقدر عددهم بالمئات.
ويرى الباحث الاقتصادي في مركز اليمن والخليج للدراسات وفيق صالح أن توقف برامج المساعدات الإنسانية الأميركية في اليمن ينذر بمزيد من تدهور الأوضاع واتساع رقعة الجوع في البلاد.
وقال إن مخاطر هذه الخطوة على الوضع الإنساني تتضاعف لأنها تتزامن مع أوضاع إنسانية متردية، وتقلص برامج مساعدات دولية أخرى تقدم لليمن، إلى جانب تدهور الاقتصاد الكلي، وتفاقم العجز في مالية الدولة وتشتت الموارد المحلية.
لكن بعض سكان صنعاء، التي يسيطر عليها الحوثيون، لا يعيرون الأمر الكثير من الاهتمام ويعتقدون أن تراجع أو توقف نشاط الوكالة الأميركية "لن يكون له تأثير يذكر في ظل الوضع الإنساني الصعب الذي تعيشه البلاد".
وقال مهدي محمد البحري، أحد سكان صنعاء، لرويترز إن "حضور الوكالة الأميركية يكاد يكون منعدماً على مستوى علاقتها المباشرة بالناس، فهي تشتغل على منظمات المجتمع المدني الحقوقية وهي في الغالب ليست منظمات إنسانية".
ويتفق معه في الرأي زيد الحسن الذي يقيم أيضاً في صنعاء ويقول "القرار الأميركي الجديد لم يعنِنا لأن وضعنا صعب للغاية ولم نتلق خلال الفترة الماضية أي إغاثة من الوكالة الأميركية أو أي منظمات إغاثية أخرى".
وتقول الأمم المتحدة إن أكثر من 80% من سكان اليمن يحتاجون إلى مساعدات، ويقف ملايين على شفا مجاعة واسعة النطاق.
ويقول برنامج الأغذية العالمي إنه قدم المساعدة إلى 15.3 مليون شخص أو47% من السكان في اليمن البالغ عددهم 35.6 مليون نسمة في عام 2023.
وقالت وزارة الخارجية الأميركية في فبراير/ شباط 2023 إن حجم المساعدات الأميركية لليمن منذ بدء الصراع هناك عبر الوكالة الأميركية للتنمية ومكتب السكان واللاجئين والهجرة بلغ أكثر من 5.4 مليارات دولار. لكن في ظل تدهور الأوضاع المعيشية وجهت الأمم المتحدة نداء إلى المانحين الشهر الماضي لتقديم 2.47 مليار دولار لدعم خطة الاستجابة الإنسانية في اليمن خلال عام 2025 مشيرة إلى أن نحو 20 مليون شخص هناك يحتاجون إلى الدعم الإنساني بينما يعاني الملايين من الجوع ويواجهون خطر الإصابة بأمراض تهدد حياتهم.
وجاء توقيع الرئيس الأميركي دونالد ترامب في 20 يناير كانون الثاني على أمر تنفيذي بتعليق تمويل المساعدات الأميركية الخارجية لمدة 90 يوماً لحين مراجعة سياسات التمويل ليربك حسابات العديد من المؤسسات الخيرية والإغاثية العاملة في اليمن.
ويأتي وقف المساعدات الأميركية في وقت يدخل قرار ترامب بإعادة إدراج حركة الحوثي اليمنية على قائمة "المنظمات الإرهابية الأجنبية" حيز التنفيذ، ليزيد الأمور تعقيداً في بلد يعاني بالفعل تردي الأوضاع الاقتصادية والمعيشية وانهيار العملة وانعدام الخدمات وحرباً أوصلت واحدة من أفقر الدول العربية إلى حافة المجاعة.