دعا قادة مجموعة "بريكس"، الثلاثاء، إلى هدنة إنسانية فورية ودائمة في قطاع غزة الذي يشهد عدوانًا إسرائيليًا لليوم الـ45 على التوالي.

وبحسب ما نشرته وكالة "فرانس برس"، قالت مجموعة الاقتصادات الناشئة الكبرى، في بيان مساء الثلاثاء: "ندعو إلى هدنة إنسانية فورية ودائمة في غزة تؤدي إلى وقف الأعمال العدائية".

وقالت في البيان الختامي: "أكدنا دعمنا للجهود الإقليمية والدولية الرامية إلى تحقيق وقف فوري للأعمال العدائية، وحماية المدنيين وتوفير المساعدة الإنسانية".

وانطلقت الثلاثاء، قمة دول بريكس لمناقشة الصراع الإسرائيلي الفلسطيني في قطاع غزة من السابع من أكتوبر الماضي، بدعوة من جنوب أفريقيا، رئيسة الدورة الحالية للقمة، وعُقدت القمة عبر الإنترنت.

وافتتح رئيس جنوب أفريقيا سيريل رامافوزا، القمة بتوجيه اتهام إلى إسرائيل بارتكاب جرائم حرب، والتسبب في إبادة جماعية للفلسطينيين.

جهود مصرية

من جانبه، قال الرئيس عبدالفتاح السيسي، "إن مصر تبذل الجهود كافة من أجل تخفيف معاناة الفلسطينيين في غزة".

 وأضاف في كلمته عبر الفيديو خلال مشاركته بالقمة "إن مصر فتحت معبر رفح الحدودي منذ اللحظة الأولى لإدخال المساعدات الإنسانية لغزة، وخصصت مطار العريش لاستقبال المساعدات من مختلف دول العالم".

ونوه أن ما يدخل غزة من المساعدات أقل بكثير من احتياجات أهلها، وهو ما يتطلب وقفة من المجتمع الدولي لضمان نفاذ المساعدات بالكميات المطلوبة.

اقرأ أيضاً

روسيا ودول عربية وإسلامية تدعو لوقف إطلاق النار بغزة.. وموسكو تتحدث عن حل الدولتين

وأوضح أن الأولويات المصرية في المرحلة الحالية تتمثل في وقف نزيف الدماء من خلال الوقف الفوري لإطلاق النار والنفاذ الآمن، والمُستدام للمُساعدات الإنسانية.

وشدد على أن ترك الفلسطينيين لأرضهم مخالفة جسيمة للقانون الدولي والقانون الدولي الإنساني، محذرًا من أن أطروحات إعادة احتلال إسرائيل للقطاع لا تزيد الموقف إلا تأزيمًا وتعقيدًا.

ولفت إلى أن مصر كانت ولا تزال تعارض الضغط على الفلسطينيين في قطاع غزة، وتقف ضد محاولات إرغامهم على ترك أرضهم وبيوتهم سواء بشكل فردي أو جماعي.

وأشار إلى أن المجتمع الدولي يقف صامتًا أمام عنف غير مبرر من قبل المستوطنين إزاء الفلسطينيين في الضفة الغربية.

دعوة سعودية لوقف تصدير السلاح

أمّا ولي العهد السعودي محمد بن سلمان دعا إلى وقف تصدير الأسلحة والذخائر إلى إسرائيل، معتبرًا أن الكارثة الإنسانية في غزة تتفاقم يومًا بعد يوم، ويجب وضع حلول حاسمة لها.

وطالب بإيقاف العمليات العسكرية فورًا، وتوفير ممرات إنسانية لإغاثة المدنيين في القطاع.

وقال بن سلمان "إن ما تشهده غزة من جرائم وحشية في حق المدنيين الأبرياء، والمنشآت الصحية، ودور العبادة، يتطلب القيام بجهد جماعي لوقف هذه الكارثة الإنسانية".

اقرأ أيضاً

مصادر إسرائيلية ومصرية: صفقة تبادل أسرى بين حماس والاحتلال نهاية الأسبوع الجاري

ولفت إلى أن المملكة قدمت مساعدات إنسانية وإغاثية جوًا وبحرًا لأهالي غزة، بالإضافة إلى إطلاق حملة تبرعات شعبية تجاوزت حتى الآن نصف مليار ريال سعودي.

وأكد أن موقف المملكة ثابت وراسخ بأن لا سبيل لتحقيق الأمن والاستقرار في فلسطين إلا من خلال تنفيذ القرارات الدولية المتعلقة بحل الدولتين، لتمكين الشعب الفلسطيني من نيل حقوقه المشروعة.

هدنة إنسانية

 أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ضرورة التوصّل إلى هدنات إنسانية، وإطلاق سراح الرهائن، وإيصال المساعدات إلى غزة، مشددًا على أفضلية التوصل إلى تهدئة طويلة الأمد.

وقال بوتين إن بلاده تدعو إلى حلّ سياسي للصراع الإسرائيلي الفلسطيني، ويمكن أن تشارك "بريكس" في ذلك، مشددًا على أنه من المهم عدم جر دول أخرى إلى الصراع.

وقال بوتين إن الوضع في غزة، بما فيه من خسائر في الأرواح ومعاناة للأطفال، يثير قلقًا عميقًا، مشيرًا إلى أن صور عذاب الأطفال في غزة، والعمليات الجراحية التي تجرى بدون تخدير، تثير مشاعر خاصة.

حل الدولتين

من جهته، دعا الرئيس الصيني شي جين بيتغ في القمة، إلى وقف فوري لإطلاق النار، والإفراج عن المدنيين المحتجزين.

وقال: "يجب على كل أطراف النزاع وقف إطلاق النار والأعمال القتالية فورًا، وإنهاء كل أعمال العنف والهجمات التي تستهدف المدنيين، وإطلاق سراح المحتجزين لتجنب المزيد من الخسائر في الأرواح والمعاناة.

وشدد الرئيس الصيني على أنّ الحل للصراع يبدأ بحل الدولتين واستعادة الحقوق المشروعة للفلسطينيين وإقامة دولة فلسطين المستقلة، محذرًا من أنه بدون تسوية عادلة للقضية الفلسطينية لن يكون هناك سلام واستقرار دائم في الشرق الأوسط.

اقرأ أيضاً

بن غفير يرفض صفقة تبادل الأسرى مع حماس: ستجلب لنا كارثة

السقوط الأخلاقي للغرب

بدوره اتهم الرئيس الإيراني، إبراهيم رئيسي، الولايات المتحدة بأنها عطلت جميع المنظمات الدولية وفرغتها من مضمونها، مضيفًا أنّ غزة باتت اليوم رمزًا للسقوط الأخلاقي للغرب، لافتًا إلى أنّ "الولايات المتحدة والغرب تقدمان دعمًا شاملاً لحرب الإبادة وقتل الأطفال في غزة".

وتابع الرئيس الإيراني أنّ مجموعة "بريكس" اليوم أمام "مسؤولية تاريخية"، مؤكدًا أنه في ظل عجز مجلس الأمن الدولي في استصدار قرار ملزم لوقف إطلاق النار ينبغي أن تبادر دول مجموعة بريكس في إطار آلية الاتحاد لأجل السلام إلى تقديم قرار ملزم في الجمعية العامة للأمم المتحدة ضد الكيان الصهيوني؛ بغية إيقاف جرائمه ضد سكان غزة.

وأضاف رئيسي إن الاقتراح الثاني هو اعتبار الكيان الصهيوني المزوّر كيانًا إرهابيًا وجيشه منظمة إرهابية بسبب هجماته المستمرة على المستشفيات والمصحات والمواقع الدينية وارتكاب المجازر بحق النساء والأطفال والأطباء والممرضين والصحافيين.

وأكد أن الاقتراح الثالث هو محاكمة الولايات المتحدة إلى جانب إسرائيل في المحكمة الجنائية الدولية بتهمة ارتكاب الجريمة ضد الإنسانية وقتل الأطفال، مشيرًا إلى أن الاقتراح الرابع هو اتخاذ أعضاء "بريكس" خطوة جماعية لكسر حصار غزة وإنشاء ممر دائم وآمن لإيصال المساعدات الإنسانية إلى غزة.

وأشار الرئيس الإيراني إلى استخدام الاحتلال آلاف الأطنان من القنابل والأسلحة المحظورة مثل الفوسفور الأبيض لارتكاب جرائم غير مسبوقة في غزة، داعيًا أعضاء "بريكس" إلى القيام بمهمة دولية خاصة لبحث هذه الجرائم ونشر تقرير بشأنها بشكل عام تحضيرًا لمحاكمة وإنزال العقوبة بحق العناصر المتورطة والمنفذين لها.

 والاقتراح السادس الذي تقدم به رئيسي هو دعوة الدول خاصة أعضاء المجموعة إلى قطع كامل للعلاقات السياسية والاقتصادية والعسكرية مع الكيان الصهيوني في أسرع وقت ممكن، مؤكداً أنّ الاقتراح السابع هو الاعتراف بحق الشعب الفلسطيني في الدفاع عن نفسه ونضاله لأجر تحرير الأرض المحتلة.

والهند تدين

إلى ذلك، أدان وزير خارجية الهند سوبراهمانيام جايشانكا خلال القمة، سقوط أي قتلى من المدنيين في الصراع بغزة، قائلاً: "نعتقد أنه يتعين التعامل مع مخاوف الشعب الفلسطيني بطريقة جدية".

اقرأ أيضاً

رئيس وزراء إسبانيا يقيل وزيرة تضامنت مع الفلسطينيين قبيل زيارته لإسرائيل

 

 

 

المصدر | الخليج الجديد

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: إسرائيل بريكس حرب غزة قطاع غزة جنوب أفريقيا بوتين هدنة إنسانیة إطلاق النار اقرأ أیضا فی غزة إلى أن

إقرأ أيضاً:

جنود احتياط في إسرائيل يترددون بالعودة للقتال

كشف إعلام إسرائيلي عن تراجع رغبة جنود الاحتياط الإسرائيليين بالعودة إلى الخدمة والمشاركة بحرب الإبادة الجماعية التي ترتكبها تل أبيب بحق الشعب الفلسطيني بقطاع غزة، وذلك لأسباب سياسية وقضائية.

جاء ذلك في تقرير نشرته صحيفة "هآرتس" اليوم الجمعة، أوردت فيه أن الجيش يحذر من أزمة تتفاقم في صفوف قوات الاحتياط، في ظل خطط لتصعيد القتال في قطاع غزة، بما في ذلك استدعاء عشرات الآلاف من جنود الاحتياط.

وأضافت الصحيفة أنه عقب قرار إسرائيل انتهاك وقف إطلاق النار واتفاق الأسرى واستئناف القتال، لاحظ الجيش انخفاضا في حماسة جنود الاحتياط.

وذكرت أنه خلال الأسبوعين الماضيين، أبلغ العديد من جنود الاحتياط قادتهم بأنهم لن يعودوا إلى الخدمة إذا ما تمّ استدعاؤهم مجددا.

وبحسب الصحيفة، فإن ذلك يأتي بسبب قرار الحكومة إقالة رئيس جهاز الأمن العام (الشاباك) رونين بار، وتغيير تشكيل لجنة اختيار القضاة، بالإضافة إلى نيتها إقالة المستشارة القانونية للحكومة غالي بهاراف ميارا، كما أعرب الجنود عن مخاوفهم من تجاهل الحكومة لأحكام المحكمة العليا.

لكن الجنود، وفق الصحيفة، يتذرعون بأسباب "صحية أو مالية أو عائلية".

ونقلت الصحيفة تحذيرات كبار قادة الاحتياط من تراجع معدل الالتحاق بالخدمة الاحتياطية بنسبة 50%.

إعلان

كما نقلت عن أحد كبار قادة الاحتياط (لم تسمه)، قوله بأن قادة الألوية والكتائب يتعاملون مع عشرات الحالات التي أعلن فيها جنود الاحتياط عدم التحاقهم بالخدمة.

وأضاف أن السبب في معظم الحالات هو انتهاك اتفاقية الرهائن (تبادل الأسرى ووقف إطلاق النار بغزة)، أما السبب الثاني الذي يذكر كثيرا فهو قانون إعفاء المتدينين المتشددين من الخدمة والضغط من أجل الانقلاب القضائي.

قادة الاحتياط يحذرون من تراجع الالتحاق بالخدمة بنسبة 50% (غيتي)

 

وأشار إلى أن استمرار هذه الظروف قد لا يمكن العديد من الوحدات العسكرية في الجيش من الوصول إلى مستويات القوى البشرية اللازمة للقتال.

وحسب الصحيفة، فإن ضباطا وقادة في مواقع قتالية مهمة ومقرات الاستخبارات والإطفاء كانوا من بين جنود الاحتياط الذين أعلنوا بالفعل توقفهم عن التطوع.

كما أعلنت مؤخرا فرقة احتياط تابعة لوحدة النخبة أنها لن تلتحق بالخدمة العسكرية خلال فترة الاستدعاء المتوقعة بعد بضعة أسابيع.

وأفادت الصحيفة نقلا عن ضابط احتياط (لم تسمه) بأن هذا التراجع لا يأتي فقط لأسباب سياسية "بل لأن الجنود متعبون بعد أشهر طويلة من الحرب".

ويقضي القانون الإسرائيلي بسجن أو تغريم أو تسريح الجندي الذي يرفض الاستدعاء للخدمة العسكرية.

لكن الصحيفة أشارت إلى أن الجيش يدرك أن تسريح مئات من جنود الاحتياط أمرٌ مستحيل، وأنه من غير المعقول سجنهم أو تغريمهم بعد 18 شهرا من القتال، والتي كانت خلالها حياتهم على المحك.

وأضافت الصحيفة أن الجيش يعتقد أن قادة الوحدات سيتلقون في الأيام والأسابيع المقبلة رسائل تفيد بعدم التحاق بعض الجنود بالخدمة، خاصة مع اشتداد القتال في غزة وضرورة استدعاء جنود الاحتياط بشكل واسع، مشيرة إلى أن الجيش الإسرائيلي لا يملك حلا في الوقت الراهن.

وتابعت الصحيفة نقلا عن مسؤول عسكري كبير، قال إن العديد من الآباء يضغطون على الجنود الشباب للانتقال إلى مواقع في الخطوط الخلفية خلال المعركة.

وفي 18 مارس/آذار الجاري استأنف الاحتلال حرب الإبادة الجماعية بغزة حيث أسفرت حتى صباح الخميس، عن استشهاد 855 فلسطينيا وإصابة 1869 آخرين، معظمهم أطفال ونساء، وفق وزارة الصحة بالقطاع.

إعلان

وبدعم أميركي مطلق ترتكب إسرائيل منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 إبادة جماعية بغزة خلفت أكثر من 164 ألف شهيد وجريح فلسطيني، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 14 ألف مفقود.

مقالات مشابهة

  • مفاوضات مكثفة في الدوحة بشأن “هدنة العيد” بغزة
  • هدنة إسرائيل وحزب الله تترنح... من المستفيد؟!
  • جنود احتياط في إسرائيل يترددون بالعودة للقتال
  • العليا الإسرائيلية ترفض إدخال المساعدات الإنسانية إلى غزة
  • وسط تفاقم الأزمة الإنسانية.. المحكمة العليا الإسرائيلية ترفض التماسات إدخال المساعدات إلى غزة
  • روسيا: نعمل على إنشاء نظام دفع دولي في مجموعة “بريكس”
  • وزير الشؤون الاجتماعية: اليمن لن يخضع للضغوط الأمريكية بشأن تقليص المساعدات الإنسانية
  • صنعاء : لن نخضع للضغوط الخارجية بشأن تقليص المساعدات الإنسانية
  • باجعالة يؤكد أن اليمن لن يخضع للضغوط الخارجية بشأن تقليص المساعدات الإنسانية
  • الدول العربية تدين مجازر إسرائيل ضد المدنيين الفلسطينيين