لاقت علمية احتجاز جماعة الحوثي، لسفينة الشحن "غالاكسي ليدر" التي تعود ملكيتها لرجل أعمال إسرائيلي في المياه الإقليمية الدولية بالبحر الأحمر تنديدا دوليا واسعا.

 

والأحد الماضي، اختطف الحوثيون سفينة الشحن "غالاكسي ليدر" في البحر الأحمر، وعلى متنها حوالي 25 من أفراد الطاقم، قالت إنها ردا على جرائم الحرب التي ترتكبها قوات الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة بفلسطين المحتلة.

 

وبثت جماعة الحوثي لقطات مصورة، الاثنين، تظهر رجالا مسلحين ينزلون من طائرة هليكوبتر ويسيطرون على سفينة الشحن في جنوب البحر الأحمر قبل اقتيادها إلى سواحل مدينة الحديدة الخاضعة لسيطرة الجماعة.

 

واعتبر الجيش الإسرائيلي أن الحادث "خطير للغاية عالميا"، في حين وصفته رئاسة الوزراء الإسرائيلية بـ"العمل الإرهابي الإيراني".

 

وقال الرئيس الإسرائيلي إسحق هرتسوغ "لقد شهدنا بالأمس رقما قياسيا جديدا. للمرة الأولى نرى إعلانا رسميا عن قراصنة يستولون على سفينة في أعالي البحار، وهو ما أعتقد أنه يشكل تهديدا كبيرا للقانون والنظام الدوليين".

 

وقالت إسرائيل إن السفينة مملوكة لبريطانيا وتديرها اليابان في جنوب البحر الأحمر.

 

الشركة المالكة للسفينة "غالاكسي ليدر"  قالت إن جماعة الحوثي اقتادتها لميناء الحديدة غرب البلاد، في حين أظهرت بيانات ملاحية الاثنين أن سفينتين أخريين مرتبطتين بالشركة حولتا مسارهما في البحر الأحمر خوفا من مصير مشابه.

 

واشنطن تعتبره انتهاك صارخ للقانون الدولي

 

وفي السياق طالبت الولايات المتحدة الأمريكية، بـ"الإفراج الفوري" عن سفينة الشحن وطاقمها التي اختطفها الحوثيون في البحر الأحمر.

 

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية، ماثيو ميلر، الاثنين، في مؤتمر صحفي إن "استيلاء الحوثيين على السفينة غالاكسي ليدر في البحر الأحمر يعد انتهاكا صارخا للقانون الدولي".

 

وأضاف "إن بلاده تطالب بالافراج الفوري عن السفينة"، مشيرا إلى أن واشنطن ستتشاور مع الحلفاء والشركاء بشأن الخطوات التالية.

 

بريطانيا: نحمل إيران مسؤولية اختطاف الحوثيين للسفينة

 

من جانبها حملت المملكة المتحدة، إيران المسؤولية عن اختطاف جماعة الحوثي للسفينة "غالاكسي ليدر"، في البحر الأحمر، مطالبة بسرعة الإفراج عنها وعن طاقهما.

 

وقال الناطق باسم وزارة الخارجية والتنمية البريطاني في بيان له، إن بلاده "تدين الاحتجاز غير القانوني للسفينة غالاكسي ليدر من قبل الحوثيين في البحر الأحمر"، داعيا للإفراج عنها وعن طاقمها فورا وبلا شروط.

 

وأضاف البيان "لطالما زودت إيران الحوثيين بالدعم العسكري والسياسي. وقد قلنا لإيران بكل وضوح بأنها تتحمل مسؤولية أفعال شركائها والجماعات التي تدعمها طهران في الخارج. يجب على إيران أن تبادر إلى كبح أفعال هذه الجماعات للحيلولة دون تصعيد الصراع في أنحاء المنطقة".

 

وأكد البيان أن المملكة المتحدة "ملتزمة بضمان سلامة الشحن في المنطقة، بما في ذلك من خلال مساهمتنا في التحالف الدولي لأمن الملاحة البحرية والقوات البحرية المشتركة".

 

فرنسا: سيؤثر على مصالح اليمن والبلدان المجاورة

 

من جهتها أدانت فرنسا استيلاء الحوثيين على سفينة غالاكسي ليدر التجارية، ودعت إلى إطلاق سراح الطاقم فورًا.

 

وقال سفارة فرنسا في بيان مقتضب لها "يمثل الاستيلاء على السفينة التي كانت تمرّ في البحر الأحمر في المياه الدولية وتحويل مسارها إلى مدينة الحُديدة تهديدًا لأمن الملاحة في المنطقة وحريتها وانتهاكًا للقانون الدولي، ويؤثّر هذا الفعل في مصالح الشعب اليمني والبلدان المجاورة".

 

 

ودعت جميع الجهات الفاعلة في المنطقة إلى تجنّب التصعيد.

 

الاتحاد الأوروبي: تهديد للملاحة الدولية والأمن البحري

 

أدانت بعثة الاتحاد الأوروبي، اليوم الثلاثاء، احتجاز جماعة الحوثي لسفينة الشحن التجارية "غالاكسي ليدر" في البحر الأحمر قبالة السواحل اليمنية.

 

وقالت البعثة في بيان لها على منصة (إكس)،  إن تهديد الملاحة الدولية والأمن البحري غير مقبول، مشيرة إلى أن بعض مواطني الاتحاد الأوروبي كانوا ضمن الطاقم.

 

 

ودعت بعثة الاتحاد الأوروبي جماعة الحوثي إلى الإفراج الفوري عن السفينة وطاقمها.

 

إيران تنفي الاتهام

 

من جانب آخر نفت إيران، أي علاقة لها بالهجوم على سفينة " غالاكسي ليدر".

 

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني إن الاتهامات لبلاده باطلة، وتأتي نتيجة للوضع المعقد الذي تواجهه إسرائيل، مضيفا أنه قال مرارا إن جماعات المقاومة في المنطقة تمثل بلدانها فحسب.

 

الإشارة لتدريب إيراني

 

نقلت وكالة أسوشيتد برس عن مسؤول دفاع أميركي قوله إن الهجوم الذي شنه الحوثيون على سفينة "غالاكسي ليدر" يشير إلى تلقيهم تدريبا على يد جيش محترف، يمكن أن يكون قوات إيرانية.

 

وذكرت الوكالة أن شركتين استخباريتين وجدتا أن التكتيكات التي استخدمها الحوثيون تشبه تلك التي استخدمها الحرس الثوري الإيراني في احتجازه سفنا خلال السنوات الماضية.

 

كما أفادت الشركتان الاستخباريتان بأن حجز سفينة "غالاكسي ليدر" يوفر للحوثيين قدرة على التفاوض باتباع طريقة حركة المقاومة الإسلامية (حماس) عند احتجازها حوالي 240 أسيرا بعملية طوفان الأقصى في 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، للتفاوض لاحقا مع إسرائيل.

 

وقالت شركة "أمبري" الاستخباراتية إن هجوم الحوثيين على السفينة يظهر قدرتهم على تعطيل الشحن التجاري، التي لم تكن لديها سابقا، مضيفة أن هذا يرجح وجود دور إيراني.

 

تحذيرات من تدخلات دولية

 

من جهته حذّر مركز صوفان الأميركي لدراسة السياسيات من أن تدخل الحوثيين في الشحن التجاري في البحر الأحمر من شأنه أن يؤدي إلى تدخل أميركي بسبب تداعياته السياسية والاقتصادية.

 

وذكر محلل أميركي أنه في حال وقع هجوم آخر في البحر الأحمر أدى إلى سقوط قتلى أميركيين أو إسرائيليين، سيزيد ذلك من مخاطر اندلاع حرب واسعة في البحار.


المصدر: الموقع بوست

كلمات دلالية: اليمن الحوثي المجتمع الدولي سفينة اسرائيلية اسرائيل الاتحاد الأوروبی فی البحر الأحمر للقانون الدولی غالاکسی لیدر جماعة الحوثی سفینة الشحن فی المنطقة على سفینة

إقرأ أيضاً:

حظر الحوثيين يضرب السياحة الإسرائيلية: خسائر بالمليارات وتأخر الشحن يؤثر على الأسواق

الجديد برس:

أكدت صحيفة “جيروزاليم بوست” العبرية أن أزمة تأخر الشحن بسبب حظر عبور السفن الإسرائيلية من البحر الأحمر من قبل قوات حكومة صنعاء “الحوثيين”، ألقت بظلالها القاتمة على قطاع السياحة، بما في ذلك مبيعات التجزئة المرتبطة بأنشطته في أسواق المستوطنات الإسرائيلية.

وأوضحت الصحيفة، في تقرير، تأكيدها أن الحرب في غزة ألحقت ضرراً كبيراً بقطاع السياحة وخسائر صافية بالمليارات، متوقعة أن ينتهي عام 2024 مع دخول حوالي مليون سائح فقط إلى “إسرائيل”، أي أقل من ربع عدد السياح الذين دخلوا إسرائيل في عام 2019. حسب بيانات وزارة السياحة الإسرائيلية.

ووفقاً لما نشرته “جيروزاليم بوست” نقلاً عن وزارة السياحة الإسرائيلية، تكبدت “إسرائيل” خسارة صافية قدرها 18.7 مليار شيكل (ما يعادل خمسة مليارات دولار) من السياحة الدولية، وخسارة قدرها 756 مليون شيكل (ما يعادل 203 ملايين دولار) من السياحة الداخلية، وخاصة في شمال “إسرائيل”، بعد مرور نحو عام على اندلاع الحرب.

وأضافت الوزارة أن الحرب أوقفت تعافي صناعة السياحة الإسرائيلية من أزمة كوفيد-19 التي ضربت الصناعة بشدة في عام 2020. ومع ذلك، وفقاً للتقرير، ومن المتوقع أن ينتهي عام 2024 مع دخول حوالي مليون سائح فقط إلى “إسرائيل”، أي أقل من ربع عدد السياح الذين دخلوا إسرائيل في عام 2019.

وبحسب تقرير الوزارة، فقد دخل إسرائيل نحو 853 ألف سائح، معظمهم من الولايات المتحدة وفرنسا والمملكة المتحدة وروسيا والفلبين. وكان ثلثا الزوار من اليهود (62%)، و29% من المسيحيين الإنجيليين أو الكاثوليك، وأن ما يقرب من نصف السياح (44%) جاءوا لزيارة الأصدقاء والعائلة، و28% كانوا سياحاً، و13% جاءوا بغرض العمل، مقابل دخول ثلاثة ملايين سائح فقط إلى البلاد في عام 2023م.

وفي سياق متصل، نشرت الصحيفة العبرية نفسها، تقريراً تحت عنوان: “نقص الشوفار.. الحرب تؤثر على بائع القدس مع تأخير الشحن وارتفاع التكاليف”، أكدت فيه أن الحظر البحري أدى لتدمير قطاع السياحة في “إسرائيل” بما في ذلك مبيعات التجزئة المرتبطة بالسياحة الموسمية”.

واستعرض التقرير قصة بائع الهدايا اليهودية التذكارية إليزار رفوع الذي يقبع في محله وسط مدينة القدس المحتلة، بانتظار عملائه من اليهود الذين يتهافتون على شراء هدايا الشوفاروت (جمع شوفار وهو الآلة التي تسمى بوق النفخ)، لكنه واجه عاماً صعباً بسبب الحرب التي دمرت السياحة ورفعت تكاليف الشحن.

وحسب التقرير، قال رفوع: “كان هذا العام صعباً بالنسبة لرفوع، التي تبيع الأدوات اليهودية والهدايا والتذكارات في متجر في وسط مدينة القدس، فقد أدت الحرب إلى تدمير السياحة وارتفاع تكاليف الشحن”، وأضاف أنه عندما تمكن أخيراً من الحصول على الشوفاروت، رأى أن الأسعار ارتفعت بنحو 15% إلى 20%.

وأرجع رفوع الكساد الذي شهدته تجارة الهدايا التذكارية اليهودية إلى توقف العمل في ميناء إيلات والذي بات من الصعب وصول السفن القادمة من الشرق عبر البحر الأحمر إليه، مؤكداً أن الخوف من هجمات الحوثيين كان عاملاً في تغيير طرق الشحن وتمديد أوقات التسليم.

وتابع رفوع قائلاً: “وبالتالي تأخرت عمليات التسليم، وكان هناك نقص في الأبواق ذات الجودة العالية. وفي النهاية، حصلنا على بعضها، ولكن في وقت لاحق وبتكاليف شحن أعلى بكثير”، مؤكداً أن السبب في نقص الإقبال على الشراء، تمثل في توقف تدفق السياح على إسرائيل.

وقال “أنا هنا في هذا المتجر منذ 42 عاماً. لقد تجاوزنا كل الهجمات الإرهابية وفيروس كورونا“، غير أنه يرى أنه هذا الوضع مختلفاً تماماً، في إشارة إلى الشلل التام لأنشطة قطاع السياحة بما في ذلك المبيعات المرتبطة به.

المصدر: يمن إيكو

مقالات مشابهة

  • 7 محظورات تجنبها عند زيارة المحميات الطبيعية بالبحر الأحمر
  • استهداف سفينة نفط بريطانية في البحر الأحمر وأخرى في المحيط الهندي
  • “البحر الأحمر الدولية” و “ماريوت” تكشفان عن منتجع “ريتز-كارلتون” الفاخر في وجهة “أمالا”
  • وكالة بريطانية: هجوم على سفينة في البحر الأحمر
  • إصابة سفينة بضربة مسيّرة قبالة سواحل اليمن وسط تصاعد الهجمات الحوثية
  • أمبري: إصابة سفينة بضربة مسيّرة قبالة اليمن
  • الإعلان عن هجوم كبير ضد سفينة تجارية مرتزبطة بالعدو الصهيوني في البحر الأحمر
  • حظر الحوثيين يضرب السياحة الإسرائيلية: خسائر بالمليارات وتأخر الشحن يؤثر على الأسواق
  • كواليس ومفاجآت وتهديد بالاستقالة في اتحاد الكرة بسبب القائمة الدولية للحكام
  • السعودية: استهداف مقر رئيس بعثة الإمارات في الخرطوم انتهاك للقانون الدولي