أسباب الخوف من المستقبل وعلاقته بالمرض
تاريخ النشر: 21st, November 2023 GMT
الخوف من المستقبل مشكلة يعاني منها الكثير من الناس بشكل مبالغ فيه والوصول لمرحلة معينة فقد يصبح مرض نفسي يهدد حياج الشخص ويحولها لجحيم، فالخوف من المستقبل يعرف بـ"رهاب المستقبل" أو “كرونوفوبيا"، وهو الشعور بالخوف الدائم وغير العقلاني في كثير من الأحيان من المستقبل أو من مرور الوقت، الأمر الذى يسبب الرعب والإزعاج للإنسان، ويعتبر نزلاء السجون، والمسنين من الأشخاص الذين يعانون من كرونوفوبيا.
و"كرونوفوبيا" هو خلل أو اضطراب ينتج عن خبرات سابقة أو حالية غير سارة، مع تضخيم السلبيات الموجودة بها ودحض الإيجابيات، إذ يزداد تفكير الفرد في المستقبل بالشكل الذي يجعله دائم التوتر والانفعال والقلق بسبب إحساسه بفقدان الطمأنينة والأمان، الأمر الذي يدفعه للتشاؤم وتعميم حالة الفشل على كل الأفعال التي يمكن أن يقدم عليها في المستقبل وتوقع الأسوأ دائماً في كل الأحداث التي تحدث حوله.
-أسباب كرونوفوبيا:
تختلف أسباب الخوف من المستقبل من شخص لآخر، ويعتقد معظم الخبراء أن حدثًا مرهقًا للغاية أو مؤلمًا، أو نتيجة الشعور بالقلق الشديد أو الاكتئاب، نتيجة فقدان العمل، أو وفاة أحد الأحباء أو الطلاق جميع هذه الأسباب يمكن أن تؤدى إلى ظهور كرونوفوبيا.
ويمكن أن تصاب النساء أيضاً بكرونوفوبيا، نتيجة إنقطاع الطمث، أو نتيجة قصور الغدة الكظرية وعدم التوازن الهرموني وإجراء الجراحة وبعض الحالات الطبية مثل الغدة الدرقية وأمراض القلب وغيرها.
ومن المعروف أيضا أن السجناء الذين يخدمون لفترات طويلة يعانون من كرونوفوبيا لأن هذا يفقدهم الكثير الشعور بالوقت والواقع.
وفي بعض الأحيان، قد يكون كرونوفوبيا أيضا وراثي .
-أعراض الخوف من المستقبل:
-الشعور بانفصال تام عن الواقع.
-الشعو بنوبة فزع عند التفكير بمرور الوقت، وأعراضها الشعور بضيق في التنفس، وخفقان القلب، والدوخة، والإغماء، والتعرق بشكل مفرط.
ـالشعور بالضياع وعدم معرفة ما يجب فعله والشعور بالرغبة فى البكاء.
-التفكير فى الموت .
-عدم القدرة على التعبير عن نفسك بوضوح
-أسباب الخوف من المستقبل:
تتوفر العديد من تقنيات الذاتية والعلاجات المتخصصة في تخفيف أعراض الخوف من المستقبل، مثل العلاج بالتنويم المغناطيسي والبرمجة اللغوية العصبية أو البرمجة اللغوية العصبية وهو علاج مثبت للتغلب على الخوف من المستقبل.
ومن المعروف أيضا أن الاحتفاظ بحيوان أليف يعتبر أحد أنواع العلاج، حيث أن يساعد على تعزيز هرمون الاندورفين الموجود بالجهاز العصبى والذى يعمل على تخفيف الشعور بالألم، وكذلك التطوع فى الأعمال الاجتماعية.
الخوف من المستقبل هو حالة انفعالية مضطربة من التوجس وعدم الاطمئنان وعدم الارتياح والكدر والهم وفقدان الأمن النفسي والخوف من التغيرات غير المرغوبة المتوقع حدوثها في المستقبل والتي تهدد قيمة الفرد أو كيانه، وفي الحالة القصوى من هذا الخوف قد يكون هناك شعور بتهديد شيء ما غير حقيقي سوف يحدث للشخص.
الخوف أمراً طبيعياً في حياة الإنسان، فهو رد فعل لتهديد حقيقي أو متخيل يؤدي بالجسم إلى اتخاذ تدابير لدفع الضرر عنه، لكن ثمة حالات معينة يمر بها الإنسان وتجعل من هذا الخوف مرضاً وليس أمراً طبيعياً، فهو شاذ ومتكرر مثل حالة الخوف التي لا تتناسب مع الشيء المخيف، أو الخوف من أشياء غير موجودة في الأساس بمعنى أنه خوف غير منطقي ولا توجد أسباب تبرره، ولا يمكن ضبطه أو السيطرة عليه كالخوف من المستقبل الذي غالباً ما يكون مجهول الأسباب كثير التوقعات والخيال ويؤثر في مجريات حياة الفرد تأثيراً سلبياً.
تكون نتيجة غموض المستقبل والعجز عن التكهن بأحداثه ويعيش الإنسان في الوقت الحالي ضمن عالم سريع التغير والتطور وعالم تنتفي فيه صفة اليقين وتبرز فيه الشكوك في كل شيء، وكثيراً ما يجد فيه الفرد نفسه عاجزاً عن تحقيق احتياجاته ورغباته، كما يكون عاجزاً عن التنبؤ بمستقبله أو التحكم بسلوكه، فلا يعرف ماذا يجب عليه أن يفعل تجاه الأحداث وأي موقف يجب أن يتخذ أو اتجاه سوف يتبع، فيتولد لديه الخوف تجاه ما قد ينتظره في الغد ومن ثم المستقبل.
أسباب اجتماعية مثل اعتقاد الفرد بعدم حصوله على المساعدة عند حاجته إليها، فكثيراً ما يحتاج الفرد إلى مساعدة الآخرين في أمور كثيرة في حياته، لكن عندما يبدأ الشك يدخل إلى نفسه بأنَّه ليس لديه من يحيط به أو يعيش معه يهتم لأمره أو يمكنه الاعتماد عليه في حل مشكلاته يبدأ الخوف، فحاجة الفرد لمن يثق به ويكون سنداً له ويستطيع محاورته ومناقشته في مخاوفه وطلب الرشد والنصح منه هي حاجة ضرورية، وعدم إيجاد ذلك الشخص يمكن أن يكون سبباً في ظهور القلق من المستقبل.
كما أن قيام علاقات الفرد الاجتماعية على أساس المنفعة واحتمال تدميرها بأية لحظة نتيجة انتهاء تلك المنفعة، يمثل خوفاً مستمراً لدى الأفراد عامة، كما يمثل فقدان شخص عزيز لسبب ما مثل الوفاة عاملاً هاماً في ظهور الخوف.
فقدان الشعور بالانتماء فعند شعور الفرد بالاغتراب سواء عن مجتمعه أم أسرته أم مكان عمله أم مدرسته أم جامعته يصبح يائساً وتتجرد حياته من المعنى ويفقد هويته وتبدأ مخاوفه من المستقبل المجهول.
عدم الاستقرار الأسري فالمشكلات داخل أسرة الفرد وكثرة المشاحنات والمشاجرات وحالات الطلاق وغياب أحد أفراد الأسرة وخاصة الوالدين وكلها تمثل ضغوطات نفسية تؤثر في الاستقرار النفسي للفرد وتدفعه باتجاه المزيد من القلق والخوف مما يخبئه المستقبل.
هناك أسباب اقتصادية لكثرة متطلبات الحياة وأعبائها تفرض على الفرد أن يكون في مستوى مادي معين ليتمكن من تلبية حاجاته ورغباته، وربما يكون هذا الفرد معيلاً لأسرته، ومن ثم تزداد هذه الأعباء والمسؤوليات الاقتصادية الملقاة على عاتقه فيكبر خوفه من المستقبل كلما كبر حجم مسؤولياته الاقتصادية، ناهيك عن حالات أخرى كالبطالة مثلاً.
غياب القيم الدينية والأخلاقية حيث توجد الكثير من الدراسات التي توصلت لنتيجة بأن الأفراد الأقل تديناً والأقل التزاماً بالمعايير الأخلاقية يظهرون خوفا من المستقبل مقارنة بباقي الأفراد.
الضغوطات النفسية فقد يصبح الفرد عاجزاً عن التأقلم مع المتغيرات اليومية التي يمر بها مثل تغير السكن، وتغير المهنة، والدخول في جو جديد من العلاقات في العمل، وصعوبات في الامتحانات والاختبارات التحصيلية، والتعرض للأمراض، وحالات الطلاق والزواج أو التأخر في الزواج، والتقدم في السن والشيخوخة، وغيرها من الأسباب التي يولد كل منها ضغطاً نفسياً يسبب الخوف من المستقبل.
-علاج الخوف من المستقبل والتخلص منه:
إزالة الأسباب المسببة للخوف بشكل تدريجي فمثلاً إذا كان الفرد يخشى وقوع حادث ما، فيتخيل أن الحادث وقع فعلاً، ثم يقوم بالاسترخاء العميق، وتخيل تلك الحادثة وكيفية مواجهتها وإعادة التجربة مرات عديدة حتى يصل إلى نقطة تخيلها دون أن يصاب بالقلق تجاهها، فالمواجهة الأولى تكون في الخيال فإن تمكن من مواجهتها فبالتأكيد سوف يستطيع مواجهتها في الواقع.
تنظيم التفكير حيث تقوم هذه الطريقة على استبدال الأفكار السلبية بأفكار أخرى إيجابية، وهذه الطريقة تنقل الفرد بعيداً عن الأمراض النفسية وتأخذه باتجاه اكتساب قوى إيجابية تكون داعمة له مدى الحياة.
غرس الأمل والتفاؤل والتحلي بالإيمان والالتزام بالقيم الأخلاقية والإنسانية هو السبيل في امتلاك الفرد للأمل الذي يجعله يقاوم كل المخاوف التي تعترض مسيرة حياته ويتوجه بكل تفاؤل تجاه الحياة ومستقبله.
طريقة الإغراق وهنا يجب على الفرد أن يتخيل أقصى حد من المخاوف في خياله دون القيام بأي استرخاء عضلي ويتدرب على التكيف معها، ويكرر هذه العملية مدة طويلة حتى يتقبلها تماماً وتصبح أموراً معتادة بالنسبة إليه.
ضرورة ابتعاد الفرد عن الأماكن التي تعرَّض فيها للصدمة أي تلك الأماكن التي جعلت الخوف يتمكن منه ويسيطر على حياته إذ يسهم ذلك في نسيان أسباب الصدمة شيئاً فشيئاً والعودة إلى الحياة الطبيعية الواقعية والسعي إلى رسم خطة لحياته ضمن الإمكانات المتاحة والعمل على تحقيقها.
يعيش الإنسان في عصر سريع التغير والتقدم، ومع هذا التطور تزداد آمال الفرد وطموحاته ويسعى إلى تحقيقها بمختلف الوسائل، وتبرز الكثير من العقبات عند قيامه بتلك المحاولات التي غالباً ما تعوق تلبية حاجاته ورغباته، فتزداد الضغوطات ويبدأ بفقدان الأمل بتحسن الحال والإحساس بانعدام الأمان، إضافة إلى الحزن والقلق والخوف تجاه كل ما قد يحدث له في المستقبل.
فالخوف من المستقبل منتشر في أرجاء العالم كانتشار النار في الهشيم، لكن يجب التأكيد على أن هذا الخوف هو مرض نفسي عارض يمكن أن يزول بزوال السبب لذا لا بد من اتباع الفرد لبرنامج علاجي يساعده على تحديد مخاوفه وكيف يمكن له التخلص منها، فإذا ما أخذ وضع الفرد يتحسن ونال الفرح انتهى القلق وزال الخوف.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: مرض نفسي فی المستقبل یمکن أن
إقرأ أيضاً:
لماذا لا تستطيع مقاومة تناول السكريات رغم الشبع؟.. السر في خلايا «POMC»
الرغبة الشديدة في تناول السكريات بعد تناول الطعام على الرغم من الشعور بالشبع هي أمر شائع جدًا، وفي الوقت نفسه مُحير بالنسبة لكثيرين؛ إذ يجدون أنفسهم غير قادرين على تناول مزيدًا من الطعام بعد الشعور بالشبع، وإنما تذهب رغبتهم وشهيتهم إلى السكريات بمجرد رؤيتها أو شم رائحتها، وهو ما فسرته دراسة عملية حديثة.
سبب صعوبة مقاومة السكر رغم الشبعكشف فريق علماء من معهد ماكس بلانك لأبحاث التمثيل الغذائي السبب الذي يجعل مقاومة تناول الحلوى أمرًا صعبًا، حتى بعد تحقيق الشبع؛ فقد توصلت دراسة حديثة إلى أن الشعور بالشبع الذي يتكون في الدماغ لا يمنع الرغبة في تناول الأطعمة السكرية، بل على العكس من ذلك، قد يحفزها ويزيدها اشتهاءً.
وأجرى فريق العلماء عدة تجارب على الفئران، والتي اتضح من خلالها أن الفئران التي تناولت طعامها حتى الشبع لم تستطع تناول المزيد من الطعام نفسه عندما عُرض عليها مرة أخرى، ولكنها في المقابل استهلكت كميات كبيرة من الأطعمة الغنية بالسكر تفوق 6 أضعاف ما كانت ستستهلكه من الطعام العادي، حسب موقع «سبوتنيك».
نشاط الدماغ عند تناول السكركما كشفت الفحوصات العصبية التي أُجريت على الفئران أن منطقة معينة في الدماغ تُعرف باسم «المهاد البطيني» أظهرت نشاطًا ملحوظًا عند تناول السكر، ما أدى إلى إطلاق خلايا عصبية تعرف باسم خلايا «POMC»، وهذه الخلايا العصبية بدورها أطلقت إشارات حفزت إفراز «الإندورفين»، وهو الناقل العصبي المسؤول عن الشعور بالمكافأة والسعادة، ووفقًا للعلماء، فإن هذا التفاعل المعقد يجعل تناول السكر أكثر جاذبية حتى في حالة الشبع.
ولم يقتصر الأمر على تناول السكر، بل أشارت التجربة إلى أن الفئران لم تستهلك المزيد من الطعام فقط، بل حتى مجرد رؤية أو استنشاق رائحة الأطعمة السكرية كان كافيًا لتحفيز النشاط الدماغي لديها، مما يفسر سبب الشعور المفاجئ بالرغبة في تناول الحلوى عند رؤيتها، حتى بعد تناول وجبة كبيرة.
إجراء تجارب مماثلة على البشروامتدت هذه التجارب لتشمل البشر أيضًا؛ إذ أُجريت اختبارات مماثلة عليهم باستخدام مشروبات سكرية في أثناء خضوعهم للتصوير بالرنين المغناطيسي، وأظهرت النتائج أن نشاط الدماغ لدى البشر كان مشابهًا لما لوحظ عند الفئران؛ فقد استجابت خلايا «POMC» بطريقة مماثلة، ما جعل الأشخاص يشعرون بمكافأة عند تناول السكر، على الرغم من شعورهم بالشبع مسبقًا.
وأكد الدكتور هينينج فينسلو، المعد الرئيسي للدراسة، أن هذا السلوك متجذر في التطور البشري، موضحًا أن الإنسان القديم كان يسعى لاستهلاك السكر كلما توفر، نظرًا لندرته في الطبيعة وقدرته على توفير طاقة سريعة.