منوعات هل تشوه "منصات الفيديو العالمية" حقيقة الثقافة العربية؟
تاريخ النشر: 10th, July 2023 GMT
منوعات، هل تشوه منصات الفيديو العالمية حقيقة الثقافة العربية؟،في إطار عرض الأعمال العربية على منصات عالمية كإسقاطات لا علاقة لها بالواقع بحسب .،عبر صحافة الإمارات، حيث يهتم الكثير من الناس بمشاهدة ومتابعه الاخبار، وتصدر خبر هل تشوه "منصات الفيديو العالمية" حقيقة الثقافة العربية؟، محركات البحث العالمية و نتابع معكم تفاصيل ومعلوماته كما وردت الينا والان إلى التفاصيل.
في إطار عرض الأعمال العربية على منصات عالمية كإسقاطات لا علاقة لها بالواقع بحسب الكثيرين، يستعد طاقم عمل مسلسل "مدرسة الروابي للبنات" لإطلاق الموسم الثاني من المسلسل في الفترة المقبلة عبر منصة نتفلكس.
نقل الثقافة العربية على منصات عالمية طريقة مثلى للوصول للجمهور الغربي
نتفلكس لا تمثلنا كعرب 100% إلا أنها تنقل وجوهاً عربية للعالمية
بعد النجاح الكبير الذي حققه "مدرسة الروابي للبنات" في موسمه الأول حال عرضه في 2021، إذ شكلت دراما تلفزيونية اجتماعية، تستعرض اتحاد طالبات مهمشات لمواجهة أخريات متنمرات في مدرسة "الروابي" للبنات.
رسميًا
انتهاء تصوير مسلسل مدرسة الروابي للبنات الموسم الثاني ????! pic.twitter.com/BpNQ19EKdC
— Gorgeous (@gorgeous4ew) May 16, 2023بصراحه مسلسل مدرسه الروابى يستاهل الضجه دى كلها
— نُورَانْ (@Nouran_mahmoud8) August 25, 2021وكان أول عمل مصري يعرض على نتفلكس، محققاً صداً واسعاً في 2020، مسلسل "ما وراء الطبيعة" المأخوذ من رواية "ما وراء الطبيعة" للراحل أحمد خالد توفيق.
ينقل المسلسل أحداث الرواية في إطار من الغموض والرُعب، ويناقش حياة طبيب اسمه رفعت إسماعيل أستاذ أمراض الدم في الجامعة، وسط عالم مليء بالقصص الخارقة للطبيعة، والأحداث الغامضة التي خاضها بنفسه أو سُردت له في حقبة الستينيات من القرن الماضي.
[embedded content]
نتفلكس.. والبعد عن الواقعتتمكن هذه الأعمال من حصد جماهيرية عند الجمهورين العربي والغربي على حد سواء، إذ يدور في أذهان الكثيرين عما إذا كانت هذه الأعمال تلامس الطبيعة العربية وتنقل حقيقة الواقع الذي نعيشه، أم تستعرض خيالات بعيدة عن الواقع.
[embedded content]يقول السيناريست المصري المشارك في كتابة مسلسل ما وراء الطبيعة محمود عزت لـ 24: "الأعمال العربية التي تقدم على المنصات الغربية، لم تنقل الواقع العربي مطلقاً".
ومن جانبه، يرى أن "الأعمال العربية التي تُبَث عبر منصة نتفلكس، تنشغل بصنع دراما عربية بصيغة غربية حتى تبقى محببة للجمهور الأجنبي كما الجمهور العربي، وتحظى بقبولهما".
الأعمال العربية في نتفلكس بلا جماهير"لا يوجد عمل عربي الجمهور الأجنبي ارتبط بيه أو أحبه أو نقل الثقافة بشكل كامل".. بهذه الكلمات يعتبر عزّت أن الأعمال المقدمة على المنصات العالمية لم تقم بترسيخ الثقافة العربية كما يفترض.
يبدو أن حقيقة نجاح المسلسلات التي تنقل ثقافتها اقتصر على الأعمال الغربية، إذ أنه وفقاً لعزت "لم يستطع أي ممن قدموا أعمالاً على المنصات العالمية أن يخترق مساحة تقديم عمل يمثل الثقافة العربية بشكل حقيقي".
[embedded content]بالرغم من أنه بحسب عزت "كان مسلسل مون نايت، عملاً عربياً قدم نموذجاً عربياً مميزاً على منصة غربية"، يكمل: "تحدث مون نايت عن الثقافة الفرعونية، التي تعتبر إرثاً عالمياً، بس مش واقع نحن نعيشه حالياً".
إليكم أكثر المسلسلات بحثًا على Google في عام 2022 :
- مسلسل [ The Boys ]- مسلسل [ Euphoria ] - مسلسل [ House of the Dragon ]- مسلسل [ Moon Knight ] - مسلسل [ The Watcher ] - مسلسل [ Inventing Anna ] - مسلسل [ Dahmer ] - مسلسل [ All of Us Are Dead ] - مسلسل [ Sandman ] pic.twitter.com/TyMom5Ju6t
— BuraStar (@BuraStar23) December 7, 2022 الإنسان العربي في الإنتاج العالميتوقف عزّت ليسرد مصاعب نقل العمل العربي للغات أجنبية عبر هذه المنصات قائلاً: "نقل المحتوى العربي للغات الأجنبية للعربي هو التحدي الأكبر، أنت ازاي تقنع الناس تتفرج على كاريكاتير عربية؟".
وينوه عزت في حديثه لـ 24 أن "نقل الثقافة العربية من خلال أعمال مقدمة على منصات عالمية، طريقة مثلى للوصول للجمهور الغربي"، إذ أنه وفقاً لعزت "المنصات الغربية هي الأكثر رواجاً وجماهيرية ووصولاً".
وكان أحد الأعمال التي قدمتها منصة ديزني العالمية، مسلسل " فارس القمر، Moon Knight"، يشرح قصة لمارك سبيكتور الذي يعاني من اضطراب الهوية التفارقي، الذي ينجذب إلى لغز قاتل يشمل المعبودات المصرية القديمة، وشخصيته الأخرى ستيفن غرانت.
[embedded content]يعتبر الناقد الفني رحاب الهواري في اتصال مع 24 "أن المنصات العالمية مثل ديزني ونتفلكس قدمت أعمالاً عربية توازي الأعمال التي قدمتها في اللغات الأخرى من حيث عدد الحلقات، وإيقاع العمل، وآلية التنفيذ، ما ساهم في تطوير الأعمال العربية لتصل للمستوى العالمي".
أصبح Moon Knight حديث العالم بشكل عام، وبالنسبة لمعظمنا في الوطن العربي فهذا هو أفضل مسلسل قدمته شركة Marvel حتى الآن، وجدنا لك الحل اذا كنت تتساءل عن مسلسلات شبيهه له. ???? pic.twitter.com/t4Q9FK7E1z
— Screen Mix (@ScreenMix) May 19, 2022"تتولى مثل هذه المنصات تقديم العمل العربي بدبلجة وترجمة لعدة لغات، حتى يصبح متاحاً للمشاهد غير العربي، ما يجعل العمل عالمياً وأكثر جماهيرية".. بحسب الهواري
ويشير الهواري في حديثه لـ 24 إلى أن "مسلسل ما وراء الطبيعة تُرجم إلى 9 لغات مختلفة، وأيضاً مسلسل مدرسة الروابي للبنات تُرجم لأكثر من 32 لغة في 190 دولة حول العالم"، ما يعتبره الهواري إشارة لسهولة وصول الأعمال العربية عبر المنصات العالمية مثل نتفلكس وغيرها.
نتفلكس.. فرصة المواهب العربيةتنتظر المواهب الشابة فرصة حدوث معجزة ما تنقلها للعالمية، إذ يعتبر الهواري أنه بالرغم من أن "نتفلكس ليس بالضرورة أن تمثلنا كعرب 100%، إلا أنها تنقل وجوهاً عربية للعالمية مثل أحمد داش، ومي القلماوي، حازم إيهاب، والمخرج محمد دياب".
مسلسل moon knight جامد اوى بصراحه من فتره مسمعتش حاجه بالجمدان ده .
— رانيـــا (@rania_shebl) December 30, 2022المصدر: صحافة العرب
كلمات دلالية: موعد عاجل الدولار الامريكي اليوم اسعار الذهب اسعار النفط مباريات اليوم حالة الطقس التی ت
إقرأ أيضاً:
هل ضيّعت الدولة اللبنانية فرصة طرابلس عاصمة للثقافة العربية؟
بيروت- يحرص ناصر جرّوس على متابعة أعماله في النشر، جنبا إلى جنب مع تنظيم النشاطات والأمسيات الثقافية في مدينته طرابلس، شمالي لبنان. وتكاد مفكّرته تمتلئ بالمواعيد: أمسية شعرية مساء الاثنين، محاضرة لباحث معروف الأربعاء، وتوقيع كتاب مهم الجمعة.
وبين موعد وآخر، ينشغل الناشر اللبناني النشيط بالتحضير للمشاركة في معرضٍ للكتاب، هنا أو هناك، لبنانيا أو عربيا أو دوليا.
يدير الرجل السبعيني دار "جرّوس برس ناشرون" التي أسسها في عام 1980، متخذا من طرابلس مقرا لها، والتي نشرت حتى اليوم أكثر من 800 عنوان في شتى مجالات المعرفة.
وهو يُكرّس منذ نحو 10 سنوات جل وقته لتنمية مدينته ثقافيا. يقول لـ"الجزيرة نت": "طرابلس هي مرتع صِباي وعشقي الأول، أعطتني كل ما لديها لأصبح ما أنا عليه اليوم. وحان الوقت لأردّ لها بعض الجميل".
طرابلس حاضنة الثقافةومن باب الوفاء لمدينته، نشر جرّوس أخيرا كتاب "طرابلس حاضنة الثقافة لكل الأَزمان"، بحجم موسوعي من 416 صفحة، بعدما نشر قبل عامين كتابا آخر بعنوان "طرابلس في عيون أبنائها والجوار".
ويضم الكتاب الجديد نصوصا وصورا ووثائق عن معالِم الحياة الفكرية والثقافية والفنية للمدينة وما فيها من مؤسسات ثقافية ناشطة فاعلة مؤَثِّرة، وما تكتنزه من معالم دينية إِسلامية ومسيحية وخانات وحمّامات وأسواق قديمة وجُزُر.
إعلانويرسم الكتاب، الذي شارك فيه 50 مثقفا وباحثا وأديبا وصحفيا، رؤى مستقبلية لِما ستكونُه طرابلس أو يمكنُ أَن تكونَه، امتدادا لمسيرتها الحضارية الضاربة في التاريخ، ما جعلها صاحبة اللقب الأحبّ إلى قلوب أبنائها: "مدينة العلم والعلماء".
View this post on InstagramA post shared by Jamil Maikel Koussa (@jimkoussa)
يشعر جرّوس بحسرة كبيرة بسبب الإهمال المتعمّد من الدولة اللبنانية، على مدى عهود، تجاه طرابلس. يتنهّد عميقا، ثم يقول:
"مع الأسف، لم تعرف الدولة اللبنانية قيمة هذه المدينة المعطاء التي يتجاوز تأثيرها الثقافي حدودها الجغرافية، إذ كانت ولا تزال جوهرة ساحلية تعبق بالتاريخ في كل شارع وعند كل زاوية".
طرابلس والفرصة الضائعةوآخر أشكال خذلان الدولة لعاصمتها الثانية كان عدم التعاطي بجدّية مع حدث عربي – دولي تمثّل في اختيار المدينة من جانب "المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم" (ألكسو) لتكون "عاصمة الثقافة العربية لعام 2024".
ووقع خيار المنظمة على طرابلس قبل أكثر من عقد لتحمل اللقب ذاته عام 2014، غير أن الاضطرابات السياسية والأمنية والاقتصادية التي شهدها لبنان -ولا يزال- دفعت إلى تأجيل الاحتفالية أكثر من مرة.
وهكذا، كان أمام الدولة اللبنانية أكثر من 10 سنوات أهدرتها بالكامل. وهي فترة زمنية كان من شأنها أن تنقل طرابلس من مستوى إلى آخر وأن تضعها على الخريطة السياحية والثقافية العربية والدولية إذا ما تم الإعداد للحدث والتحضير له في شكل جدّي واحترافي.
فطرابلس "تزخر بكنوز أثرية ومعالم سياحية تاريخية فريدة، ما يجعلها علامة فارقة ومضيئة في محيطها"، وفق تعبير الكاتبة والمترجمة الدكتورة زهيدة درويش جبّور، ابنة طرابلس، معتبرة أن الدولة اللبنانية ضيّعت على طرابلس وأهلها فرصة لنهضة ثقافية وفنية، إذ كان يمكن أن تعيد إلى المدينة شيئا من دورها الذي تستأهله كحاضرة عريقة على المتوسط".
تصف جبّور -في حديثها إلى "الجزيرة نت"- طرابلس بأنها "قليلة الحظ"، إذ ابتُليت بأبناء فاحشي الثراء، ويُعدّون أغنى الأغنياء في لبنان، لكنهم لم يعاملوا مدينتهم الأم بالبرّ بل بالعقوق، "فتركوها مهمَلة ومتروكة للفقر"، فضلا عن تقاعس كبير من الدولة تجاه عاصمتها الثانية، إنمائيا وخدماتيا.
إعلانوترى جبّور، التي شغلت سابقا منصب الأمين العام للجنة الوطنية اللبنانية لمنظمة "يونسكو"، أن فشل مشروع "طرابلس عاصمة الثقافة العربية لعام 2024″، يعود إلى سببين رئيسيين:
الأول، أنه لم يتم الإعداد له كما يجب في الوقت المناسب، على الرغم من الوقت الكافي الذي كان متاحا أمام القائمين عليه محليا… فخرج المشروع بلا خطة ولا برنامج ولا رؤية.
أما السبب الثاني، فهو الظروف الأمنية والاقتصادية والسياسية غير المستقرّة التي مرّ بها لبنان خلال المرحلة التي سبقت الاحتفالية وخلالها، على الرغم من وجود طاقات بشرية وكفاءات عالية من أبناء الفيحاء.
استثمار ثقافي بلا تمويلوتلقّب طرابلس بـ"الفيحاء"، تاريخيا، لأن شوارعها كانت تفوح منها الروائح الجميلة الصادرة من بساتين البرتقال والليمون المنتشرة في أرجائها.
ويُعد الدكتور سابا قيصر زريق أحد الكفاءات التي تحدثت عنها جبّور، إذ يترأس "مؤسسة شاعر الفيحاء سابا زريق الثقافية" التي أسسها في عام 2013، وفاءً لذكرى جدّه الشاعر الطرابلسي الشهير سابا زريق الذي توفي في عام 1974 عن 88 عاما.
وتحمل المؤسسة على عاتقها مهمة الاستثمار الثقافي في طرابلس، من تأهيل المكتبات العامة والجامعية والمدرسية أو تجهيزها، وتنظيم مباريات ثقافية، واستضافة محاضرات فكرية وفعاليات ثقافية، بالإضافة إلى طباعة ونشر كتب لأدباء وشعراء ومفكرين وكُتّاب من أبناء المدينة والجوار… مجانا.
يقول زريق، وهو أيضا صاحب مكتب استشارات قانونية معروف في بيروت، ضاحكا: "أُنفِق في طرابلس ما أجنيه من عملي الاستشاري في العاصمة". ويتحدّث إلى "الجزيرة نت" بشغف عن مدينته التي نشأ فيها وترعرع في شوارعها وأزقتها العتيقة، معتبرا أن "الانتماء إلى طرابلس ارتقاءٌ ثقافي".
لكن الهَمَّ الثقافي الذي يحمله زريق لم يصل إلى وزارة الثقافة في الحكومة اللبنانية السابقة، برئاسة نجيب ميقاتي، إذ تعاملت مع مناسبة بحجم "طرابلس عاصمة الثقافة العربية" بخفّة مغلّفة باستعراض فلكلوري.
إعلانفقد أعلن وزير الثقافة محمد وسام مرتضى في احتفال افتتاح الحدث -الذي تأخر نحو 5 أشهر عن موعده- أن الوزارة ستعمل على إحياء المناسبة التي تستمر عاما كاملا بـ"صفر تمويل".
وجاء كلام مرتضى وسط حضور وزراء ونواب وسفراء وشخصيات، تقدّمهم ميقاتي، ابن طرابلس، الرجل الأغنى لبنانيا والثامن إقليميا بثروة تبلغ نحو 6 مليارات دولار يتقاسمها مناصفة مع شقيقه طه، وفق تصنيف مجلة "فوربس" الأميركية لأثرياء العالم.
ومع ذلك، يرى زريق أن وزير الثقافة عمل كل ما يستطيع فعله لطرابلس التي أحبّها، إلى درجة أنه نقل مكتبه من بيروت إليها لمتابعة ملف الفعالية عن كثب ضمن الإمكانات المادية المتاحة.
"الجميع يعلم أن موازنة وزارة الثقافة في لبنان تكاد تكون صفرا، وبالتالي لم يكن التقصير من الوزير بقدر ما كان تقصيرا تنظيميا من الهيئات واللجان التي أوكلت إليها مهمة التحضير والإعداد للفعالية"
وكان وزير الثقافة خصّص، قبل أشهر من بدء الاحتفالية، 3 أيام أسبوعيا للحضور في طرابلس بهدف متابعته شخصيا التحضيرات المواكِبة للحدث مع فريق الوزارة.
وقوبلت تلك الخطوة بترحيب طرابلسيّ عام، إذ "نجح الوزير في إحداث جو إيجابي ودينامية ثقافية في المدينة، على رغم من أن الخطوة تمت في أسوأ ظروف سياسية واقتصادية وأمنية عصفت بالبلد"، وفق تعبير رئيس لجنة الثقافة في بلدية طرابلس الدكتور باسم بخّاش.
لكنه يستطرد قائلاً إنه لا يكفي أن يكون وزير الثقافة مؤمنا بالطاقات البشرية والثقافية الموجودة في طرابلس وداعما لها حتى ينجح المشروع، إذ لا بد من توافر المال اللازم لإنجاح أي فعالية في المدينة، فكيف إذا كان الحدث بحجم "عاصمة الثقافة العربية".
ويرى بخاش، في حديثه إلى "الجزيرة نت"، أن نجاح الفعالية كان يتطلب تضافر جهود الحكومة والمجتمع المدني والهيئات الاقتصادية في المدينة مجتمعة، لافتا إلى أن البلدية -المفلسة أساسا- لم تكن لديها سلطة على ملف العاصمة الثقافية، مشيرا إلى أن أثرياء طرابلس الكبار خذلوا المدينة في هذه المناسبة النادرة.
إعلان"سوء تنظيم وصفر تمويل"، بهذه الكلمات يلخّص رئيس "الرابطة الثقافية"، المؤسسة الأعرق في طرابلس، رامز الفري أسباب فشل فعالية "عاصمة الثقافة العربية"، على الرغم من أن "الوزير مرتضى بذل كل ما بوسعه لإنجاح الحدث ووضْع المدينة على الخريطة الثقافية العربية".
واستضافت "الرابطة الثقافية"، التي تأسست في عام 1943، نحو 120 نشاطا ثقافيا من أصل 170 شهدتها المدينة العام الماضي. واختير الفري عضوا في اللجنة المركزية لإدارة فعالية "طرابلس عاصمة الثقافة العربية"، لكنه يقول لـ"الجزيرة نت" إن غالبية اللجان التي شكّلتها وزارة الثقافة بهدف الإعداد للحدث وجدولة برنامجه لم تجتمع. فجاء الحدث فقيرا هزيلا، على عكس كل الأمنيات.
وتحتفظ طرابلس بسجل تاريخي عريق وبخزان هائل يضم أكثر من 180 معلما تاريخيا، وتُعد المدينة الأولى بثروتها التُراثية على الساحل الشرقي للمتوسط، والثانية بآثارها المملوكية بعد القاهرة.
ووفق مؤرخ المدينة العلّامة عمر تدمري، فإن طرابلس علّمت أوروبا التحلية والنظافة، إذ صدَّر مرفأ المدينة الصابون إلى العالم، وكذلك السكّر الحلو المذاق من القصب الذي كان ينمو عند مجرى نهر أبو علي، فضلاً عن كونها عاصمة صناعة الحلويات في لبنان.
وكان وزير الثقافة السابق محمد وسام مرتضى أعلن، في أكثر من مناسبة، أنه مذهولٌ من حجم القدرات البشرية والطبيعية لـ"الفيحاء" وما تختزنه من ثروات ومعالم لا نظير لها. و"كل هذا يمكن أن يجعل من طرابلس إسطنبول ثانية، وهدفا لتكون المركز الأول للسياحة الثقافية في لبنان".
وأكد أن في طرابلس "ما لا يمكن أن يراه السائح في أي مكان آخر. وهي بذلك لا تنقذ نفسها، وتؤمن مداخيلها، بل يمكنها أن تدرّ الأرباح على لبنان كله"، وفق تعبير الوزير نفسه، معتبرا أن طرابلس تستحق أن تكون "عاصمة دائمة للثقافة في لبنان".
إعلانلكن الكلام الرسمي شيء… والفعل شيء آخر.