الجزيرة:
2025-03-20@14:22:46 GMT

حرب ترانسفير الشخصيات المقدسية في الميزان

تاريخ النشر: 10th, July 2023 GMT

حرب ترانسفير الشخصيات المقدسية في الميزان

في خضم الانشغال بالحرب العنيفة التي أعلنتها إسرائيل على مخيم جنين للاجئين في عمليتها العسكرية الأخيرة التي أطلقت عليها اسم "منزل وحديقة"، ثمة حرب خفية أخرى تشتد في هذه المرحلة في مدينة القدس، عنوانها "الترانسفير الهادئ" لعدد من أهم الناشطين والمؤثرين والشخصيات العامة في المدينة المقدسة وإبعادهم عن القدس ومسجدها الأقصى.

تكمن خطورة ما يجري في القدس حاليا في كون اليمين المتطرف الذي يسيطر على أهم المفاصل والوزارات في الدولة يرى أن هذه فرصته التاريخية التي قد لا تعوض لتثبيت رؤيته في المدينة وتغيير طابعها بالكامل، وهذا الأمر يعد مكملا لرؤية اليمين المتطرف في ما يتعلق بالضفة الغربية، وإن اختلفت أدبياته في الحالتين.

يمكن القول إن عملية الإبعاد عن المسجد الأقصى تعد الخطوة الأولى فقط في سلسلة عمليات الترانفسير الهادئ الذي تقوم به إسرائيل بحق القيادات والمؤثرين في القدس

عندما يتعلق الأمر بهذا الموضوع الحساس، فإن حسابات المؤسسة الأمنية تختلف كذلك؛ فالمؤسسة الأمنية تحسب حساب خطواتها بدقة في القدس، بما قد يصطدم مع طموح اليمين الإسرائيلي كما رأينا في مواسم عديدة في القدس، لا سيما أحداث هبتي باب الأسباط عام 2017 وباب الرحمة عام 2019 وغيرهما.

إلا أن هذه المؤسسة تدرك كذلك قوة اليمين في هذه المرحلة، وأنه يسيطر على الوزارات الأكثر حساسية، خاصة وزارة الأمن القومي التي يتزعمها إيتمار بن غفير، صاحب فكرة تأسيس جهاز شرطة منفصل باسم "الحرس الوطني" الذي سمته بعض الأوساط الإعلامية "جيش بن غفير الخاص" بعيدا عن تعقيدات حسابات المؤسسة الأمنية الإسرائيلية بأذرعها المختلفة.

لأجل ذلك، فإن المؤسسة الأمنية تحاول إجراء الموازنات بما يحقق مصلحة الاحتلال في القدس، وفي الوقت نفسه لا يؤدي بالأمور إلى تصعيدٍ لا ترغب فيه حاليا، خاصةً مع التسخين الذي يجري على عدة جبهات؛ أهمها جبهة الضفة الغربية.

بناءً على ذلك، فإن الأجهزة الأمنية الإسرائيلية تقود منذ عدة أشهر حملة خفية لتمهيد الأمور في القدس للتصعيد المتوقع القادم، مع تتابع إرهاصات قرب إقدام إسرائيل على خطوات واسعة من شأنها قلب الأوضاع وتغيير الوضع القائم في القدس، خاصة في الأماكن المقدسة. ومن أهم بنود هذه الحملة في هذه المرحلة إجراء عملية "ترانسفير هادئ" لكل من تعدهم إسرائيل شخصيات ذات أثر في القدس، وقادرة على تحريك الشارع المقدسي. وهو ما يجري بهدوءٍ وثباتٍ، بحيث لا يتم ربط أحداثه وخطواته بعضها ببعض لفهم الصورة الكاملة في الإعلام العربي.

فعلى صعيد المسجد الأقصى المبارك، كرست إسرائيل على مدار السنوات العشر الماضية معادلة غير مسبوقة لإرهاب المقدسيين، تتمثل في استحداث عقوبة "الإبعاد عن المسجد الأقصى" لمدد متفاوتة، وما بدأ في ذلك الوقت حوادث معزولةً تحول الآن لممارسةٍ طبيعية تقوم بها إسرائيل ضد أية شخصيات لها أثر إعلامي واضح، خاصةً في وسائل التواصل الاجتماعي كبعض المرابطات، أو بعض الشخصيات المعروفة بتأثيرها على الأرض في المسجد الأقصى مثل حراس المسجد الأقصى الذين وصل عدد المبعدين منهم عن المسجد الأقصى إلى أكثر من 40 حارسا، وبعض الشبان المؤثرين اجتماعيا في القدس والمعروفين باسم "شباب الأقصى" الذين تعدهم إسرائيل تنظيما محظورا، ليصل الأمر إلى شخصيات ذات طابع جماهيري بل ورسمي كذلك، كما حدث عندما أبعدت سلطات الاحتلال شخصيات رسمية عن المسجد الأقصى، وعلى رأسهم رئيس مجلس الأوقاف في القدس الشيخ عبد العظيم سلهب، والشيخ ناجح بكيرات نائب مدير أوقاف القدس، الذي أبعدته إسرائيل عن المسجد الأقصى المبارك 33 مرة لمدد متفاوتة، ورئيس الهيئة الإسلامية العليا الشيخ عكرمة صبري، وغيرهم من الشخصيات.

يمكن القول إن عملية الإبعاد عن المسجد الأقصى تعد الخطوة الأولى فقط في سلسلة عمليات "الترانفسير الهادئ" الذي تقوم به إسرائيل بحق القيادات والمؤثرين في القدس. فبينما أصبحت هذه المسألة تعد "عقوبة طبيعيةً" في القدس حاليا، نرى إسرائيل تنتقل لمرحلة متقدمة عنوانها السجن لمن تتمكن من حشد معلومات تؤدي إلى فتح ملف اتهام بحقه، كما حدث مع الشاب المؤثر رمزي العباسي الذي يرتبط اسمه بنشاطه في منطقة باب العامود التي تراها إسرائيل نقطة حرجة كان لها أثر بالغ في معركة عام 2021، ولا يزال حتى تاريخ كتابة هذا المقال معتقلا في سجن المسكوبية من دون تقديم لائحة اتهامٍ رغم مرور أكثر من 3 أشهر على اعتقاله!

والأمر ذاته ينطبق على شخصيات كبيرة مثل رئيس الحركة الإسلامية في مناطق الخط الأخضر الشيخ رائد صلاح، الذي اعتقل وسجن عدة شهورٍ بعد نجاح المؤسسة الأمنية الإسرائيلية في تلفيق تهمٍ ضده تتعلق بالتحريض على الدولة وحكمت عليه بالسجن 28 شهرا.

ويأتي منع السفر خارج البلاد خطوة أخرى تتعامل بها المؤسسة الأمنية مع المؤثرين وكل شخص ترى أنه قادر على أن يحرك الشارع أو يؤثر فيه، لا سيما بعض الشخصيات ممن لا تستطيع فتح ملفات اتهام واضحة بحقهم. فالمنع من السفر يتم بموجب قانون الطوارئ لعام 1948 الذي لم ينته العمل به إلى اليوم في إسرائيل رغم مرور 75 سنةً على إقراره متزامنا مع حالة الحرب التي رافقت تأسيس الدولة خلال نكبة عام 1948.

ورغم عدم وجود إحصائية دقيقة لعدد الممنوعين من السفر خارج البلاد لمدد مختلفة من المقدسيين، فإن الشواهد والتقارير الإعلامية حول الاعتراضات التي يقدمها هؤلاء تشير إلى منع مئات المقدسيين من السفر خارج البلاد. وصل الأمر ببعضهم إلى أن يمنع من السفر أكثر من 5 سنوات من دون إعطاء مبررات واضحة، حيث يكتفي قرار وزير الداخلية بمنع المقدسي من السفر عادةً بالقول إن سفره "خطر على أمن الدولة".

وتصل عملية "الترانسفير" ذروتها في إصدار أوامر منع بعض المقدسيين من السكن والوجود في القدس فترات مختلفة، وكانت سابقا تصدر في الغالب بالإبعاد عن البلدة القديمة فقط، لتتوسع في السنوات الأخيرة لتشمل الإبعاد عن مدينة القدس بالكامل بحدودها البلدية. وهذه القرارات تصدر عن قيادة الجبهة الداخلية في الجيش الإسرائيلي، والأغرب أنها تستند إلى قانون "الحالات الطارئة" لعام 1945، أي أنها تستند إلى قانونٍ انتدابي بريطاني صدر قبل إنشاء دولة إسرائيل نفسها!

هذه الأخيرة تعد من أهم العمليات التي بدأت إسرائيل حديثا تتوسع في تطبيقها، ويمكن اعتبارها الذروة في عملية "الترانسفير الهادئ"؛ ذلك أن إصدار أمر إبعاد للمقدسي عن مدينة القدس بحدودها البلدية الكاملة يعني بالضرورة تمكن إسرائيل من فتح ملف إقامته في القدس، فمن المعروف أن إسرائيل أعلنت غداة نكسة 1967 ضم الأرض من دون السكان في شرقي القدس، واعتبرت المقدسيين مجرد "مقيمين أجانب" يقيمون في القدس بموجب بطاقات الهوية التي تعتبرها بطاقات إقامة، وتعدها قابلة للسحب والإلغاء في حال ثبت أن المقدسي أقام خارج مدينة القدس مدة 3 سنوات. فإذا تم منع المقدسي من دخول القدس، فإنه بعد 3 سنواتٍ يفقد حق إقامته في القدس تلقائيا ويمنع من السكن فيها ودخولها نهائيا، وهنا بيت القصيد.

كانت أول عملية من هذا القبيل بحق شخصيات فاعلة في القدس قد حصلت بحق نواب البرلمان الفلسطيني عن قائمة حماس ووزير القدس عام 2005، واعتبرت في ذلك الوقت سابقةً خطيرةً حملت أبعادا سياسية كبيرة، وتذرعت إسرائيل يومها بأن النواب والوزير ينتمون لمنظمة معادية لإسرائيل بعد مشاركتهم في الانتخابات باسم حركة حماس.

في السنوات الماضية، أصدرت إسرائيل عددا محدودا ومؤقتا من هذه الأوامر بحق عدد من الشبان المقدسيين، وبلغ عددهم نحو 40 شاباً، ولم تتم تغطية هذه القضية إعلاميا بما تشمله من خطر، إلا أن الأسابيع الماضية حملت تطورا لافتا تمثل في إصدار أمر إبعاد عن مدينة القدس كاملة بحق الشيخ ناجح بكيرات نائب مدير الأوقاف الإسلامية في القدس.

هذا التطور له أبعاده الكبيرة وتبعاته الخطيرة كذلك؛ فبكيرات يعد أول شخصية رسمية تتعرض لهذا الإبعاد، وهو شخصية ذات قوة وحضور شعبي من دون أن يكون له دور سياسي معروف لتتذرع به إسرائيل كما في حالة نواب ووزير القدس. وهذا يعني أن إسرائيل تفتح الباب على مصراعيه الآن لإبعاد أية شخصيات فاعلة وإن كانت ذات منصب رسمي في دائرة الأوقاف الإسلامية بالقدس. وهذا الأمر يشير بالضرورة إلى أن إسرائيل تمد قدميها الآن نحو إجراءاتٍ عملية من شأنها لاحقا إلغاء الاعتراف بدائرة الأوقاف الإسلامية في القدس وإنهاء قوة أية شخصية جماهيرية أو رسميةٍ في القدس، وهو ما يعني تحركا إضافيا نحو تفريغ القدس من القيادات الجماهيرية؛ سعيا لتفريغها من الجمهور المقدسي نفسه.

aj-logo

aj-logo

aj-logoمن نحناعرض المزيدمن نحنالأحكام والشروطسياسة الخصوصيةسياسة ملفات تعريف الارتباطتفضيلات ملفات تعريف الارتباطخريطة الموقعتواصل معنااعرض المزيدتواصل معناأعلن معناوظائف شاغرةترددات البثبيانات صحفيةشبكتنااعرض المزيدمركز الجزيرة للدراساتمعهد الجزيرة للإعلامتعلم العربيةمركز الجزيرة للحريات العامة وحقوق الإنسانقنواتنااعرض المزيدالجزيرة الإخباريةالجزيرة الإنجليزيالجزيرة مباشرالجزيرة الوثائقيةالجزيرة البلقانعربي AJ+

تابع الجزيرة نت على:

facebooktwitteryoutubeinstagram-colored-outlinerssجميع الحقوق محفوظة © 2023 شبكة الجزيرة الاعلامية

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: من السفر فی القدس من دون

إقرأ أيضاً:

تزوج قبل طوفان الأقصى بـ7 أيام ووالده بائع بمطعم فلافل.. من هو «أبو حمزة» الناطق العسكري باسم سرايا القدس؟ صديق الشهيد الملثم يتحدث لـ«البوابة نيوز»

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

لأسرة بسيطة جدًا كانت تعيش في مُخيم النصيرات تبحث يومًا بعد يوم عن قوت يومها؛ ولأبٍ كان يعمل في مطعم "فلافل"، وأمٍ ربة منزل كل غايتها تدبير أمور صغارها اليومية؛ نشأ وترعرع ناجي ماهر أبوسيف برفقة شقيقه غسان مثل غيرهم من آلاف الأطفال الفلسطينيين بين مرارة النزوح وآلم الفقد والحسرة جراء عُدوان غاشم يغتصب الأرض والعرض وينتهك الأعراف الإنسانية والدولية. 

من هو أبو حمزة الناطق العسكري باسم سرايا القدس؟ 
سنوات مرت على الطفل الذي ولد نازحًا وبات يسكُن مُخيمٍ الدم والنار -النصيرات -  جراء عدوانٍ غاصب يسرق الأحلام ويهدم البيوت فوق رؤوس قاطنيها؛ فمن أومأ برأسه مُعترضًا قُطعت أو أسرت في غياهب السجون الإسرائيلية؛ حتى ضجت مواقع التواصل مساء اليوم؛ بنبأ استشهاد شاب يدعى ماهر أبوسيف بين قائمة أعلنتها وزارة الصحة الفلسطينية ليُكشف بعد ساعات قليله أن الشهيد ماهر أبوسيف، يُكنى بـ"أبو حمزة" هو أيضًا المتحدث باسم كتائب سرايا القدس الذراع العسكري لحركة الجهاد الإسلامي في غزة؛ بعد أن استشهد في غارة جوية استهدفت منزله وسط قطاع غزة ونعته سرايا القدس في بيانٍ رسمي. 

أبو حمزة الناطق العسكري باسم سرايا القدس


"البوابة نيوز" تواصلت مع أحد أصدقاء أبو حمزة الشهيد ماهر أبو سيف، "أبو حمزة" المتحدث باسم كتائب سرايا القدس الذراع العسكري لحركة الجهاد الإسلامي في غزة والذي كشف النقاب عن بعض ملامح شخصية "الملثم" والذي اشتهر بخطاباته الرنانة الفصحى وكلماته المؤثرة والرزينة والذي بات خليفة "أبو عبيدة" المتحدث باسم حماس. 

صديق الطفولة يكشف لـ البوابة نيوز النقاب عن حياة أبو حمزة الناطق العسكري باسم سرايا القدس

يقول صديق المقرب  لـ"المثلم الشهيد" والذي يعمل بأحد الدول العربية خلال حديثه لـ "البوابة نيوز": كان "أبو حمزة زميل دراسة في المرحلتين الإعدادية والثانوية العامة؛ وكان من سكان مُخيم النصيرات وتحديدًا في منطقة "مُخيم واحد"؛ واسمه ناجي ماهر أبو سيف؛ وهو ابن شقيقة القيادي الشهيد في سرايا القدس  سامر أبو سيف والذي استشهد برصاص الاحتلال عام 2007 بمخيم النصيرات؛ وكان مسؤول كتيبة الاقتحامات بـ سرايا القدس الذراع العسكري لحركة الجهاد الإسلامي في غزة. 

ويضيف الصديق الذي رفض ذكر اسمه حفاظًا على شخصيته وحياة أسرته والتي لا تزال حتى الآن في غزة: أن "أبو حمزة" كان شخصًا هادئًا جدًا وخفيف الظل ومُضحك جدًا؛ لم نتوقع في يومًا من الأيام أن يكون هو "الملثم" الذي أرعب الاحتلال بخطابات الرنانة وكلماته الرزينة التي كانت تزلزل تل أبيب.

أبو حمزة الناطق العسكري باسم سرايا القدس

صداقة وزمالة  6 سنوات بمدارس الأونروا والحكومية

ويُكمل صديق الدراسة لـ"الشهيد الملثم" والذي رافقة 6 سنوات بمدارس الأونروا والحكومية؛ وافترقا بعد الثانوية العامة: اليوم الثلاثاء وتحديدًا الساعة السادسة وبعد أن حل أذان المغرب ليُعلن موعد الإفطار؛ دخل زميل دراسة آخر "وهو الرفيق الثالث بالدراسة" متسائلًا: هل تذكر ناجي أبو سيف زميل دراستنا؟ قلت: نعم أذكر ناجي صديقنا المُهذب؛ ومن لم يذكر ناجي الضحوك!.. فرد قائلًا: ناجي استشهد اليوم قبل ساعات وهو الناطق باسم حركة الجهاد الإسلامي. 

 من هو سامر أبو سيف القيادي الشهيد في سرايا القدس خال أبو حمزة؟
يضيف: حديث زميلنا كان مُفاجأة مُدوية ومدهشة.. فهل حقًا ناجي الودود المهذب هادئ الطبع الودود هو الناطق باسم الجهاد الإسلامي؟!؛ ليكمل "الصديق" حديثه لـ "البوابة" قائلا: بنفس اللحظة تخيلت أن الحديث عن خال "أبو حمزة" ويدعى سامر أبو سيف القيادي الشهيد في سرايا القدس؛ فكان الشهيد علمًا من أعلام مُخيم النصيرات؛ حتى الجيل الذي لم يُدرك سامر أبوسيف في حياته كان الأهالي يروون للصغار عن بطل المقاومة الإسلامية ومسؤول كتيبة الاقتحامات بـ سرايا القدس؛ سامر أبوسيف خال الملثم "أبو حمزة" فكانت سيرته أطول من العمر "كما يقول المثل الشعبي" 

وعن طباع "أبو حمزة" خلال سنوات الدراسة بالمرحلتين الإعدادية والثانوية، أوضح "الصديق" قائلًا: كان "أبو حمزة" مُتدينًا ودودًا هادئ الطبع خفيف الظل لا يتلفظ بسوء وإن كان على سبيل المُزحة وأو حتى الهزار".

أبو حمزة الناطق العسكري باسم سرايا القدس

روايات خاصة لـ البوابة من حياة أبو حمزة في طفولته

وخلال حديث صديق الملثم لـ"البوابة" قال: أذكر أحد المواقف التي جمعتني بـ "أبو حمزة" ولم تذهب من ذاكرته؛ ففي أحد السنوات أقيمت دورة رياضية لمُباراة كرة قدم بين مدرستين في مخيم النصيرات؛ وأثناء وقت المباراة نُودي إلى الصلاة؛ فترك "أبو حمزة" المباراة لأداء الصلاة"؛ مُؤكدًا أنه كان "ملزمًا جدًا وضحوكًا ومتبسمًا هادئ الطبع"؛ حتى أنه لم يكن يتناول القهوة وكان مُهتمًا جدًا بالرياضة وبعيدًا جدًا عن شرب السجائر والمُكيفات".

وعن طباع الملثم في صباه وهوايته الشخصية، يقول صديقه: كانت هوايته الإنشاد وقراءة القرآن وكان صوته روعة في الإنشاد الديني، حتى أن زملاءه في الدراسة كانوا ينظمون حلقات الإنشاد الديني وقراءة القرآن سواءً كانت سهرات رمضانية بالمخيم أو بأوقات الفسحة المدرسية"، مؤكدًا أن حياته كانت دائمًا في دائرة مُغلقة؛ ولكن الحديث الذي لم يُفراقه هو الحديث عن خاله القيادي الشهيد في سرايا القدس ودعمه المتواصل للمقاومة. 

أبو حمزة الناطق العسكري باسم سرايا القدس

من هي أسرة أبو حمزة الناطق العسكري باسم سرايا القدس؟ 

وحول حياة أسرة الشهيد الملثم؛ أوضح "الصديق" والذي كان يسكن بنفس المنطقة أن "أبو حمزة" كان يسكن في مخيم واحد بالنصيرات؛ وهي منطقة شعبية بسيطة جدًا مثل "حي السيدة زينب بالقاهرة"؛ وكان يسكن برفقة أسرته بإحدى الشقق الصغيرة بالمعسكرات وكانت تتكون من (غرفتين وحمام ومطبخ وصالون) وتقع في شارع عرضه لا يتعدى المتر ونصف المتر "زقاق"؛ على غير أغلب المنازل في غزة كانت مُتسعة قليلًا بمساحة "4 غرف ومطبخ وحمام صالون". 

وأوضح أن الشهيد الملثم كان يعيش مع أسرته متوسطة الحال فكان والده يعمل في مطعم "فلافل" مملوكًا لأشقاء زوجته، وكان مُقابلًا للمدرسة التي تخرج فيها "الملثم"  بالنصيرات بمرحلة الثانوية.  

وحول ظهور واختفاء "الشهيد الملثم" وحياته عبر مواقع التواصل الإجتماعي، أوضح أن "أبو حمزة" كان مُتابعًا جيدًا للسوشيال ميديا وكان لديه حساب على مواقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك" وكان أصدقاء يتواصلون معه ولكن هذا الحساب لم يحمل اسمه وكان يعيش حياته طبيعيًا جدًا.

 آخر لقاء بين أبو حمزة الناطق العسكري باسم سرايا القدس وصديقه؟  

وعن آخر لقاء جمعه بـ "الشهيد الملثم"  أكد "الصديق" لـ "البوابة" أنه افترق هو و"أبوحمزة" بعد انتهاء مرحلتين الإعداية والثانوية؛ بعد أن قرر "الصديق" استكمال دراسته خارج غزة ولم يكن التواصل جيدًا بينهما؛ إلا أن "الصديق" زار غزة فجر الرابع من أكتوبر 2023 قبل العدوان الإسرائيلي بـ 3 أيام؛ وخلال جولة شراء بعض مستلزمات الأسرة من السوق تقابل صُدفة مع "أبو حمزة" في السوق وكان ذلك في رمضان العام الماضي بعد فترة من العدوان الإسرائيلي على غزة وتحديدًا في15 مارس 2023؛ وكان "أبو حمزة" أيضًا يشتري بعض المستلزمات والأطعمة من السوق لأسرته في مخيم النصيرات؛ مؤكدًا أن "أبو حمزة" تزوج قبل أحداث الأقصى بـ 7 أيام فقط. 

مقالات مشابهة

  • في أكنافها فعالية رمضانية بالأردن تحاكي الرباط في الأقصى
  • آلاف المصلين يؤدون صلاة العشاء والتراويح في المسجد الأقصى
  • آلاف الفلسطينيين يصلون العشاء والتراويح في رحاب المسجد الأقصى.. صور
  • وسط حراسة قوات الاحتلال.. مستوطنون يقتحمون المسجد الأقصى مجددًا
  • عشرات المستوطنين يقتحمون باحات المسجد الأقصى
  • اقتحامات متواصلة للأقصى.. وجماعات الهيكل تدعو لتكثيف تواجدها
  • تزوج قبل طوفان الأقصى بـ7 أيام ووالده بائع بمطعم فلافل.. من هو «أبو حمزة» الناطق العسكري باسم سرايا القدس؟ صديق الشهيد الملثم يتحدث لـ«البوابة نيوز»
  • شخصيات حكومية برئاسة محافظ درعا يتفقدون جرحى الغارات الإسرائيلية التي استهدفت محيط المدينة
  • منظمات الهيكل تدعو لتكثيف اقتحام المسجد الأقصى في رمضان
  • 70 ألفا يؤدون صلاتي العشاء والتراويح في المسجد الأقصى المبارك