حكاية الملك «فرفور».. سميت واحة الفرافرة بالوادي الجديد على اسمه
تاريخ النشر: 21st, November 2023 GMT
حيكت الأساطير الغريبة حول واحة الفرافرة، بمحافظة الوادي الجديد، فهناك روايات تشير إلى أنّ اسمها غير المألوف يرجع إلى ملك قديم يدعى «فرفور»، وأنه كان هناك ملكان آخران في الجوار أحدهما الملك «حنَّس» والآخر أبو منقار.
وقال محمود عبد ربه، الباحث في تاريخ الواحات القديمة، في تصريح خاص لـ«الوطن»، إنّ هذه الأسطورة تشير إلى وحدات سياسية أو عشائرية قبلية قديمة، بمقتضاها كان حكم فرفور في منطقة الفرافرة المركزية، بينما كان حكم أبو منقار في ذلك المنخفض المستقل الغني بالماء، والذي يبعد نحو 100 كيلومتر جنوب الفرافرة، وتكتنف السير فيه مصاعب من كثيف الرمال ووعورة المنحدرات.
وعن قصة الملك حنس، يقول محمد حسين جابر، مفتش الآثار في الوادي الجديد، إنّ اسمه يشير إلى وادي حنس شمال شرقي الفرافرة بنحو مائة كيلومتر، وهو الوادي الذي يرسل إليه أصحاب الإبل إبلهم لمرعى الشتاء والربيع إلى وقتنا هذا، موضحًا أنّ كلمة حنّس تدل على تنظيم عشائري رعوي قديم، وتحمل أسماء الظاهرات الاستيطانية القديمة المميزة برنين لغة البربر أو لهجات شمال إفريقيا.
وتابع، مفتش آثار الوادي الجديد، أنه هناك العديد من أسماء العيون الموجودة بواحة الفرافرة وهي: «عين أبشوي، وعين فالاو، وعين أبساي، وعين شميندة، وعيون قلقام، والهاقة، وهيدية، والعكوة.. وغيرها»، وذلك يشير إلى أصول بربرية لمؤسسي الاستقرار في الفرافرة، على نحو ما نعرفه في سيوة، وموقع الواحتين في غرب مصر والأكثر مواجهة لمواطن شعوب شمال إفريقيا طوال تلك الحقب.
وعن أسماء أغرب القرى بالفرافرة، يشير رضا حمودة، أحد العاملين بمجال السياحة البيئية بواحة الفرافرة، إلى أنّ التجمعات الأصلية لسكان الواحة قليلة معظمها في قصر الفرافرة، وقليل منها في واحة صغيرة جنوبها تسمى حطية «الشيخ مرزوق»، أمّا باقي التجمعات السكانية فهي حديثة أقامها مستثمرون من الوادي والدلتا من خلال جمعيات تعاونية.
وأضاف أنّ هناك أسماء مستوطنات قديمة، ما زالت موجودة حاليًا، وبعضها يشير إلى المكان الواحد باسمين كمستوطنة اللواء صبيح، التي كانت تسمى بئر سبع، ومستوطنة النهضة تشمل مستوطنتين هما «عائشة عبد الرحمن، وعبد المجيد الجغيل»، والأخيرة كانت تعرف أيضًا باسم عين النص التي هي عين رومانية قديمة في مكان يبعد الآن عن الجغيل بنحو كيلو متر إلى الشرق.
وتابع أنّ هذه التقلبات تعكس غالبًا مراحل تنموية وتسميات تكريم لشخصيات أدت للواحة خدمات، بينما أسماء أخرى تعبر عن آمال وطموحات المستقبل مثل الكفاح والنهضة والأمل، وأسماء أماكن مصرية مثل أبو الهول وبلقاس، أو أرقام أحواض زراعية، وكلها أسماء فترة الاستزراع المعاصرة.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: الفرافرة الوادي الجديد تاريخ الواحات الوادی الجدید
إقرأ أيضاً:
سوريا: الحكومة الجديدة تضم وجوها قديمة وأقليات.. ما هي رسالة الشرع؟
(CNN)-- أدت الحكومة الانتقالية السورية الجديدة اليمين الدستورية، السبت، بعد قرابة أربعة أشهر من إزاحة عائلة الأسد عن السلطة، في الوقت الذي تعمل فيه السلطات الجديدة في دمشق على إعادة الاستقرار إلى البلاد التي مزقتها الحرب.
وتُعد هذه الحكومة، التي تضم 23 عضوا، والمختلطة دينيا وعرقيا، الأولى في الفترة الانتقالية التي من المقرر أن تستمر لمدة 5 سنوات في البلاد، وتحل محل الحكومة المؤقتة التي تم تشكيلها بعد وقت قصير من إزاحة الرئيس المخلوع بشار الأسد عن السلطة في أوائل ديسمبر/كانون الأول الماضي.
ولا يوجد رئيس لمجلس الوزراء في الحكومة الجديدة، إذ أنه وفقا للدستور المؤقت الذي وقعه رئيس الإدارة السورية المؤقتة، أحمد الشرع في وقت سابق من هذا الشهر، سيكون للحكومة أمين عام.
وتضم الحكومة التي تم الإعلان عنها قبل عيد الفطر، الذي يبدأ في سوريا، الاثنين، وجوها جديدة باستثناء وزيري الخارجية والدفاع. وقد احتفظا بالمناصب التي كانا يشغلانها في الحكومة المؤقتة. ووزير الداخلية السوري الجديد أنس خطاب كان رئيسا للاستخبارات في الحكومة السابقة. وقال الشرع في كلمة بمناسبة تشكيل الحكومة: "تشكيل حكومة جديدة اليوم هو إعلان عن إرادتنا المشتركة لبناء دولة جديدة".
وقال وزير الدفاع مرهف أبو قصرة إن هدفه الرئيسي سيكون بناء جيش محترف "من الشعب وللشعب".
ولم تشمل الحكومة عناصر من قوات سوريا الديمقراطية "قسد" المدعومة من الولايات المتحدة والتي يقودها الأكراد، أو الإدارة المدنية المستقلة في شمال شرق سوريا. وكان الشرع وقائد قوات سوريا الديمقراطية، مظلوم عبدي، قد وقّعا على اتفاق تاريخي في وقت سابق من هذا الشهر في دمشق، ينص على وقف إطلاق نار على مستوى البلاد ودمج القوات الكردية المدعومة من الولايات المتحدة في الجيش السوري.
ومن بين الوزراء الجدد الذين أُعلن عن أسمائهم في وقت متأخر من ليلة السبت، هند قبوات، وهي ناشطة مسيحية عارضت الأسد منذ بدء الصراع في مارس/آذار 2011. وقد تم تعيين قبوات وزيرة للشؤون الاجتماعية والعمل.
وهناك وزير آخر هو رائد الصالح، الذي ترأس لسنوات الدفاع المدني السوري، المعروف أيضا باسم الخوذ البيضاء، وتم تعيينه وزيرا للكوارث الطارئة. في حين تم تعيين محمد تركو، وهو كردي سوري مقيم في دمشق، وزيرا للتربية والتعليم.
وتم تعيين محمد البشير، الذي ترأس الحكومة السورية المؤقتة بعد سقوط الأسد، وزيرا للطاقة، وستكون مهمته الرئيسية إعادة تأهيل قطاعي الكهرباء والنفط اللذين تضررا بشدة خلال النزاع.
وتتمثل المهمة الرئيسية للحكومة الجديدة في محاولة إنهاء الحرب وتحقيق الاستقرار في البلاد التي شهدت اشتباكات وعمليات قتل انتقامية في وقت سابق من هذا الشهر في المنطقة الساحلية التي تسكنها الأقلية العلوية. وقد خلف العنف أكثر من ألف قتيل، معظمهم من العلويين والذين ينحدر منهم بشار الأسد.
ومعظم الجماعات السورية التي تدير البلاد الآن من السنة، لكن وجود أعضاء من الأقليات، بما فيهم امرأة واحدة وأعضاء من الأقليات بما في ذلك العلويين هو رسالة من الشرع إلى الدول الغربية التي طالبت بأن تكون النساء والأقليات جزءًا من العملية السياسية في سوريا. ويهدف الإعلان عن حكومة مختلطة دينيا إلى محاولة إقناع الدول الغربية برفع العقوبات الاقتصادية الخانقة التي فُرضت على نظام الأسد منذ أكثر من عقد من الزمن. وتقول الأمم المتحدة إن 90% من السوريين تحت خط الفقر، بينما يواجه الملايين نقصا في المساعدات الغذائية نتيجة الحرب.
وقبل ساعات من إعلان الحكومة، حذرت وزارة الخارجية الأمريكية المواطنين الأمريكيين من تزايد احتمالات وقوع هجمات خلال عطلة عيد الفطر، وقالت إنها قد تستهدف سفارات ومنظمات دولية ومؤسسات عامة سورية في دمشق. وأضافت أن أساليب الهجوم يمكن أن تشمل، على سبيل المثال لا الحصر، مهاجمين فرديين أو مسلحين أو استخدام العبوات الناسفة.