لجريدة عمان:
2024-09-30@12:43:13 GMT

نوافذ :العلم والمعرفة وفقدان الذاكرة

تاريخ النشر: 21st, November 2023 GMT

ashuily.com

في بعض الأحيان التي أنسى فيها بعض المسميات والمصطلحات أو حتى الأحداث التي وقعت قبل يوم أو يومين، يتندر بعض من إخواني الصغار والكبار بأنني سائر في ذات المسار الذي سار عليه والدنا الراحل -رحمة الله عليه- وهو اكتشاف إصابته بمرض الزهايمر في وقت متأخر من سني حياته.

في بداية الأمر لم نكن نفقه ما يعنيه هذا المرض وهو اضطراب دماغي يدمر ببطء الذاكرة ومهارات التفكير لدى الشخص المصاب وصولا إلى أن يصاب الشخص المصاب بهذا المرض فاقدًا أي حركة يمكن أن تعينه حتى على أداء أبسط المهام، منها على سبيل المثال القدرة على التحكم في إراقة البول فضلا عن فقدان تام للذاكرة وعدم تذكر أي شيء من حوله.

رويدا رويدا بدأتُ شخصيًا في القراءة حول الزهايمر والخرف ومسبباته والعلاجات المناسبة، وطرق التعامل مع المريض، وتقديم الرعاية الأولية له، ولقد كان لعمليات التثقيف والقراءة والاطلاع وسؤال المختصين في مجال الطب السلوكي والشيخوخة من العوامل التي ساعدتني على فهم الحالة التي يعاني منها والدي وكيفية وقاية نفسي بعد ذلك من هذا المرض إن كان للوراثة عامل في هذا كما يذهب بعض العلماء.

هذه النقطة الأخيرة هي ما أثارت قلقي كثيرا، وهي هل يمكن أن أصاب بالخرف والزهايمر إن كان أحد من الأقارب أو الوالدين مصابا به؟ أم أن الوراثة لا علاقة لها بهذا الموضوع خصوصا وأنني عند تتبعي لشجرة العائلة وجدت أن بعضا من الفروع والأغصان قد أصابها ذات المرض، وباتت حاملة لذات العدوى إن صحت تسميتها بالعدوى، والعامل الآخر الذي كرست نفسي للقراءة فيه وسؤال المختصين عن طرق الوقاية الناجعة من الخرف والزهايمر، وكيف يمكن أن أقي نفسي أولا، ومن ثم عائلتي بعد ذلك من الوقوع في ذات المرض إن كان ثمة حيلة أو مخرج لهذا الموضوع.

مما قرأت أنه يمكن بناء ما يسمى بـ «الاحتياطي المعرفي» الذي يمكن أن يكون بمثابة الحصن الحصين ضد الإصابة المبكرة بالزهايمر وإن لم يثبت حتى اللحظة نجاعة هذا الاحتياطي في صد غارات الشيخوخة المبكرة والخرف وفقدان الذاكرة. من ضمن ما حدده الأطباء والباحثون في موضوع بناء الاحتياطي المعرفي الواقي والمطيل للذاكرة أن العلم والتعلم والقراءة وأعمال العقل والتفكير تعد عاملًا رئيسيًا من عوامل تأخير الشيخوخة وهذا ما وجده الباحث «ياكوف سترين» من جامعة كولومبيا من أن «الأشخاص الحاصلين على تعليم عال أو مهنة بها تحديات فكرية كانوا أقل عرضة للإصابة بالزهايمر» وهنا يمكنني أن أشاطر الباحث في استنتاجه واتفق مع ما ذهب إليه من خلال من عاشرت من المصابين بالزهايمر ممن أعرف ممن كانوا من غير المتعلمين، وكانت حصيلتهم المعرفية قليلة أو ضئيلة، ولم تكن المهنة التي يمتهنونها مما يتطلب فيها أعمال عقل وفكر، ويتفق هذا العامل مع عامل آخر يرفع من نسب الاحتياطي المعرفي ألا وهو كثرة القراءة والكتابة التي عدها الباحثون بأنها من المحصنات التي تؤخر المرض، حيث إن القارئ والكاتب يستعمل كثيرا عقله في التفكير وهذا ما يقلل من نسب تآكل أو تدمير لخلايا المخ والتفكير وهذا ما أقوم به شخصيا، وأسعى في الانكباب عليه من تخصيص أوقات أطول للقراءة والكتابة حتى في أشد الأوقات زحامًا. المواظبة على أداء النشاط الرياضي البدني والاحتفاظ بجسم وقوام سليم بعيدًا عن الترهلات والدهون واختيار الأكل الصحي المناسب عوامل عدها الباحثون من الأسباب التي يمكن أن ترفع من الاحتياطي المعرفي وإن كان من إشارة إلى هذه النقطة فإنني أذكر أن بعضا من النصائح والعلاجات التي كنت أبحث عنها لوالدي -رحمه الله- كانت زيت جوز الهند وفوائده الصحية العالية للدماغ وقدرته على تحسين الذاكرة أو الإبطاء من تآكلها وإن كنت لا أدري صحة هذا المعتقد من عدمه.

التواصل الاجتماعي والاندماج مع المجتمع ولمة العائلة والأسرة الصغيرة والكبيرة من العوامل التي قال عنها الباحثون بأنها من الاحتياطيات المعرفية إضافة إلى نقطة أخيرة شدتني قراءتها وسمعتها لأكثر من مرة وهي أن تعلم لغة ثانية أو ثالثة تزيد من فرص عدم التعرض المبكر للزهايمر، حتى تعلم المهارات واكتساب المهن وممارسة العمل البدني من العوامل التي قيل بأنها تحصّن المرء من الخرف المبكر.

أرقام المصابين بفقدان الذاكرة والخرف في ارتفاع مستمر على المستوى العالمي وأعدادهم تزيد يوما بعد يوم والمؤشرات على وجود علاج ناجع لوقف نزيف ضمير وتآكل خلايا المخ تكاد تكون معدومة باستثناء بعض النصائح التي يسوقها الباحثون والعلماء في كيفية الحفاظ على ذاكرة حديدية قوية تستمر لأعوام طويلة قبل أن يأكل الدهر منها ويشرب.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: یمکن أن إن کان

إقرأ أيضاً:

بالفيديو.. مقتل 112 شخصا وفقدان العشرات جراء السيول في نيبال

قتل 112 شخصا على الأقل وفقد 70 آخرين جراء السيول التي غمرت عاصمة نيبال “كاتماندو”.

ونقلت صحيفة Hindustan Times، عن مركز الأرصاد الجوية في نيبال، أنه “سجلت هطول أمطار بلغ 240 ملم في كاتماندو، بينما هطلت على بعض المناطق الأخرى 322 ملم من الأمطار، وهو أعلى مؤشر لهطول الأمطار منذ عام 1970”.

وقال دين باخادور كاركي ممثل الشرطة المحلية إن ع”دد القتلى جراء الأمطار والفيضانات الناجمة عنها سيرتفع على الأرجح مع استمرار عمليات الإنقاذ”، مضيفا: “قامت فرق الإنقاذ المحلية بإجلاء نحو 3.3 ألف شخص إلى أماكن آمنة”.

وأكد مسؤولون من فرق البحث والإنقاذ “إغلاق بعض الطرق الرئيسية، وتقطع السبل بالمركبات بسبب الانهيارات الأرضية”، فيما أعلنت الحكومة “تعليق التعليم في المنطقة لمدة 3 أيام”.

هذا وتتسبب الأمطار الموسمية التي تهطل في أنحاء نيبال كل عام بين شهري يونيو وسبتمبر، بخسائر في الأرواح والممتلكات.

مقالات مشابهة

  • آلام الذاكرة العربية.. 24 عامًا على وفاة محمد الدرة
  • وزير التموين: نبذل جهودا كبيرة من أجل تعزيز الاحتياطي الاستراتيجي من السلع الأساسية
  • النيبال.. مصرع وفقدان 210 أشخاص بفيضانات جارفة وانهيارات أرضية
  • بالفيديو.. مقتل 112 شخصا وفقدان العشرات جراء السيول في نيبال
  • إسبانيا: مقتل 9 مهاجرين غير شرعيين وفقدان 48 آخرين
  • مفكران عراقيان: معرض الرياض الدولي للكتاب من أهم نوافذ الثقافة العربية
  • حمدان بن محمد يشهد خلوة التبادل المعرفي بين الإمارات وأوزبكستان
  • حمدان بن محمد يشهد جانباً من أعمال خلوة التبادل المعرفي الحكومي بين الإمارات وأوزبكستان
  • حمدان بن محمد يشهد أعمال خلوة التبادل المعرفي الحكومي بين الإمارات وأوزبكستان
  • مخاطر القلب والأوعية الدموية.. ما هي الاختبارات التي يمكن أن تشير إلى أمراض القلب