نوافذ :العلم والمعرفة وفقدان الذاكرة
تاريخ النشر: 21st, November 2023 GMT
ashuily.com
في بعض الأحيان التي أنسى فيها بعض المسميات والمصطلحات أو حتى الأحداث التي وقعت قبل يوم أو يومين، يتندر بعض من إخواني الصغار والكبار بأنني سائر في ذات المسار الذي سار عليه والدنا الراحل -رحمة الله عليه- وهو اكتشاف إصابته بمرض الزهايمر في وقت متأخر من سني حياته.
في بداية الأمر لم نكن نفقه ما يعنيه هذا المرض وهو اضطراب دماغي يدمر ببطء الذاكرة ومهارات التفكير لدى الشخص المصاب وصولا إلى أن يصاب الشخص المصاب بهذا المرض فاقدًا أي حركة يمكن أن تعينه حتى على أداء أبسط المهام، منها على سبيل المثال القدرة على التحكم في إراقة البول فضلا عن فقدان تام للذاكرة وعدم تذكر أي شيء من حوله.
هذه النقطة الأخيرة هي ما أثارت قلقي كثيرا، وهي هل يمكن أن أصاب بالخرف والزهايمر إن كان أحد من الأقارب أو الوالدين مصابا به؟ أم أن الوراثة لا علاقة لها بهذا الموضوع خصوصا وأنني عند تتبعي لشجرة العائلة وجدت أن بعضا من الفروع والأغصان قد أصابها ذات المرض، وباتت حاملة لذات العدوى إن صحت تسميتها بالعدوى، والعامل الآخر الذي كرست نفسي للقراءة فيه وسؤال المختصين عن طرق الوقاية الناجعة من الخرف والزهايمر، وكيف يمكن أن أقي نفسي أولا، ومن ثم عائلتي بعد ذلك من الوقوع في ذات المرض إن كان ثمة حيلة أو مخرج لهذا الموضوع.
مما قرأت أنه يمكن بناء ما يسمى بـ «الاحتياطي المعرفي» الذي يمكن أن يكون بمثابة الحصن الحصين ضد الإصابة المبكرة بالزهايمر وإن لم يثبت حتى اللحظة نجاعة هذا الاحتياطي في صد غارات الشيخوخة المبكرة والخرف وفقدان الذاكرة. من ضمن ما حدده الأطباء والباحثون في موضوع بناء الاحتياطي المعرفي الواقي والمطيل للذاكرة أن العلم والتعلم والقراءة وأعمال العقل والتفكير تعد عاملًا رئيسيًا من عوامل تأخير الشيخوخة وهذا ما وجده الباحث «ياكوف سترين» من جامعة كولومبيا من أن «الأشخاص الحاصلين على تعليم عال أو مهنة بها تحديات فكرية كانوا أقل عرضة للإصابة بالزهايمر» وهنا يمكنني أن أشاطر الباحث في استنتاجه واتفق مع ما ذهب إليه من خلال من عاشرت من المصابين بالزهايمر ممن أعرف ممن كانوا من غير المتعلمين، وكانت حصيلتهم المعرفية قليلة أو ضئيلة، ولم تكن المهنة التي يمتهنونها مما يتطلب فيها أعمال عقل وفكر، ويتفق هذا العامل مع عامل آخر يرفع من نسب الاحتياطي المعرفي ألا وهو كثرة القراءة والكتابة التي عدها الباحثون بأنها من المحصنات التي تؤخر المرض، حيث إن القارئ والكاتب يستعمل كثيرا عقله في التفكير وهذا ما يقلل من نسب تآكل أو تدمير لخلايا المخ والتفكير وهذا ما أقوم به شخصيا، وأسعى في الانكباب عليه من تخصيص أوقات أطول للقراءة والكتابة حتى في أشد الأوقات زحامًا. المواظبة على أداء النشاط الرياضي البدني والاحتفاظ بجسم وقوام سليم بعيدًا عن الترهلات والدهون واختيار الأكل الصحي المناسب عوامل عدها الباحثون من الأسباب التي يمكن أن ترفع من الاحتياطي المعرفي وإن كان من إشارة إلى هذه النقطة فإنني أذكر أن بعضا من النصائح والعلاجات التي كنت أبحث عنها لوالدي -رحمه الله- كانت زيت جوز الهند وفوائده الصحية العالية للدماغ وقدرته على تحسين الذاكرة أو الإبطاء من تآكلها وإن كنت لا أدري صحة هذا المعتقد من عدمه.
التواصل الاجتماعي والاندماج مع المجتمع ولمة العائلة والأسرة الصغيرة والكبيرة من العوامل التي قال عنها الباحثون بأنها من الاحتياطيات المعرفية إضافة إلى نقطة أخيرة شدتني قراءتها وسمعتها لأكثر من مرة وهي أن تعلم لغة ثانية أو ثالثة تزيد من فرص عدم التعرض المبكر للزهايمر، حتى تعلم المهارات واكتساب المهن وممارسة العمل البدني من العوامل التي قيل بأنها تحصّن المرء من الخرف المبكر.
أرقام المصابين بفقدان الذاكرة والخرف في ارتفاع مستمر على المستوى العالمي وأعدادهم تزيد يوما بعد يوم والمؤشرات على وجود علاج ناجع لوقف نزيف ضمير وتآكل خلايا المخ تكاد تكون معدومة باستثناء بعض النصائح التي يسوقها الباحثون والعلماء في كيفية الحفاظ على ذاكرة حديدية قوية تستمر لأعوام طويلة قبل أن يأكل الدهر منها ويشرب.
المصدر: لجريدة عمان
إقرأ أيضاً:
أمراض تبيح الفطر.. هل الصداع منها؟ | الإفتاء تجيب
أجابت دار الإفتاء، عن سؤال ورد إليها عن نوعية الأمراض التي يجوز عدم الصيام في حالة الإصابة بها، حيث يقول السائل: "ما هو حدُّ المرض المبيح للإفطار؟.. حيث شعر أحد أصدقائي بصداع في نهار رمضان فأفطر بدعوى أنَّ الفطر مباحٌ له لأنه مريض".
وبيّنت دار الإفتاء أن المرض المبيح للفطر هو الذي يؤدي إلى ضررٍ في النفس، أو زيادة في المرض، أو تأخير في الشفاء، وذلك بإخبار أصحاب التخصص من الأطباء.
هل تبطل حقن الفيتامينات الصيام؟.. الإفتاء تكشف المعيار الحاسم
هل تذوق المرأة الطعام أثناء الصيام يفسده؟ .. الإفتاء تجيب
باطل أم صحيح؟.. الإفتاء توضح حكم صيام المرأة غير المحجبة
هؤلاء المرضى يجوز لهم عدم الصيام في هذه الحالة.. تعرف عليهم
وأشارت دار الإفتاء في فتواها اليوم، الأحد، إلى أنه في هذه الحالة يجب على المريض أن يفطر إذا تحقق من الضرر؛ حفاظًا على نفسه من الهلاك.
حكم الصيام في الإسلام ورخصة الإفطار لغير المستطيعوأكدت دار الإفتاء، أن الصوم فريضة من فرائض الإسلام أناطها الله تعالى بالاستطاعة؛ فقد اقتضت رحمة الله بخلقه عدم تكليف النفس ما لا تطيق، ومن أجل ذلك شرع الله تعالى رخصة الفطر لمَن يشُقُّ عليه أداء فريضة الصوم في رمضان لعذر، ثم يقضي بعد زوال العذر.
وتابعت "بيَّن سبحانه الأعذار التي تبيح الفطر؛ فقال تعالى: ﴿وَمَنْ كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ﴾ [البقرة: 185]".
ضابط المرض المبيح للإفطار في رمضانوأوضحت أن المرض المبيح للفطر هو ما كان مؤدّيًا إلى ضرر في النفس، أو زيادة في العلة، أو تأخير في الشفاء، وذلك بإخبار أولي التخصص من الأطباء، بل إذا كان الصوم يضُرُّ بصحته فيجب عليه أن يفطر حفاظًا على نفسه من الهلاك، وإنما أُبِيح الفطر للمريض دفعًا للحرج والمشقة عنه؛ مصداقًا لقول الله تعالى: ﴿وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ﴾ [البقرة: 195]، وقوله تعالى: ﴿وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ﴾ [الحج: 78]. وقول النبي صلى الله عليه وآله وسلم: «وَمَا أَمَرْتُكُمْ بِهِ فَأْتُوا مِنْهُ مَا اسْتَطَعْتُمْ» رواه أحمد في "مسنده" من حديث أبي هريرة رضي الله تعالى عنه، وقول الله تعالى في خصوص الصوم: ﴿يُرِيدُ اللهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ﴾ [البقرة: 185].