لجريدة عمان:
2024-11-18@11:58:17 GMT

نوافذ :العلم والمعرفة وفقدان الذاكرة

تاريخ النشر: 21st, November 2023 GMT

ashuily.com

في بعض الأحيان التي أنسى فيها بعض المسميات والمصطلحات أو حتى الأحداث التي وقعت قبل يوم أو يومين، يتندر بعض من إخواني الصغار والكبار بأنني سائر في ذات المسار الذي سار عليه والدنا الراحل -رحمة الله عليه- وهو اكتشاف إصابته بمرض الزهايمر في وقت متأخر من سني حياته.

في بداية الأمر لم نكن نفقه ما يعنيه هذا المرض وهو اضطراب دماغي يدمر ببطء الذاكرة ومهارات التفكير لدى الشخص المصاب وصولا إلى أن يصاب الشخص المصاب بهذا المرض فاقدًا أي حركة يمكن أن تعينه حتى على أداء أبسط المهام، منها على سبيل المثال القدرة على التحكم في إراقة البول فضلا عن فقدان تام للذاكرة وعدم تذكر أي شيء من حوله.

رويدا رويدا بدأتُ شخصيًا في القراءة حول الزهايمر والخرف ومسبباته والعلاجات المناسبة، وطرق التعامل مع المريض، وتقديم الرعاية الأولية له، ولقد كان لعمليات التثقيف والقراءة والاطلاع وسؤال المختصين في مجال الطب السلوكي والشيخوخة من العوامل التي ساعدتني على فهم الحالة التي يعاني منها والدي وكيفية وقاية نفسي بعد ذلك من هذا المرض إن كان للوراثة عامل في هذا كما يذهب بعض العلماء.

هذه النقطة الأخيرة هي ما أثارت قلقي كثيرا، وهي هل يمكن أن أصاب بالخرف والزهايمر إن كان أحد من الأقارب أو الوالدين مصابا به؟ أم أن الوراثة لا علاقة لها بهذا الموضوع خصوصا وأنني عند تتبعي لشجرة العائلة وجدت أن بعضا من الفروع والأغصان قد أصابها ذات المرض، وباتت حاملة لذات العدوى إن صحت تسميتها بالعدوى، والعامل الآخر الذي كرست نفسي للقراءة فيه وسؤال المختصين عن طرق الوقاية الناجعة من الخرف والزهايمر، وكيف يمكن أن أقي نفسي أولا، ومن ثم عائلتي بعد ذلك من الوقوع في ذات المرض إن كان ثمة حيلة أو مخرج لهذا الموضوع.

مما قرأت أنه يمكن بناء ما يسمى بـ «الاحتياطي المعرفي» الذي يمكن أن يكون بمثابة الحصن الحصين ضد الإصابة المبكرة بالزهايمر وإن لم يثبت حتى اللحظة نجاعة هذا الاحتياطي في صد غارات الشيخوخة المبكرة والخرف وفقدان الذاكرة. من ضمن ما حدده الأطباء والباحثون في موضوع بناء الاحتياطي المعرفي الواقي والمطيل للذاكرة أن العلم والتعلم والقراءة وأعمال العقل والتفكير تعد عاملًا رئيسيًا من عوامل تأخير الشيخوخة وهذا ما وجده الباحث «ياكوف سترين» من جامعة كولومبيا من أن «الأشخاص الحاصلين على تعليم عال أو مهنة بها تحديات فكرية كانوا أقل عرضة للإصابة بالزهايمر» وهنا يمكنني أن أشاطر الباحث في استنتاجه واتفق مع ما ذهب إليه من خلال من عاشرت من المصابين بالزهايمر ممن أعرف ممن كانوا من غير المتعلمين، وكانت حصيلتهم المعرفية قليلة أو ضئيلة، ولم تكن المهنة التي يمتهنونها مما يتطلب فيها أعمال عقل وفكر، ويتفق هذا العامل مع عامل آخر يرفع من نسب الاحتياطي المعرفي ألا وهو كثرة القراءة والكتابة التي عدها الباحثون بأنها من المحصنات التي تؤخر المرض، حيث إن القارئ والكاتب يستعمل كثيرا عقله في التفكير وهذا ما يقلل من نسب تآكل أو تدمير لخلايا المخ والتفكير وهذا ما أقوم به شخصيا، وأسعى في الانكباب عليه من تخصيص أوقات أطول للقراءة والكتابة حتى في أشد الأوقات زحامًا. المواظبة على أداء النشاط الرياضي البدني والاحتفاظ بجسم وقوام سليم بعيدًا عن الترهلات والدهون واختيار الأكل الصحي المناسب عوامل عدها الباحثون من الأسباب التي يمكن أن ترفع من الاحتياطي المعرفي وإن كان من إشارة إلى هذه النقطة فإنني أذكر أن بعضا من النصائح والعلاجات التي كنت أبحث عنها لوالدي -رحمه الله- كانت زيت جوز الهند وفوائده الصحية العالية للدماغ وقدرته على تحسين الذاكرة أو الإبطاء من تآكلها وإن كنت لا أدري صحة هذا المعتقد من عدمه.

التواصل الاجتماعي والاندماج مع المجتمع ولمة العائلة والأسرة الصغيرة والكبيرة من العوامل التي قال عنها الباحثون بأنها من الاحتياطيات المعرفية إضافة إلى نقطة أخيرة شدتني قراءتها وسمعتها لأكثر من مرة وهي أن تعلم لغة ثانية أو ثالثة تزيد من فرص عدم التعرض المبكر للزهايمر، حتى تعلم المهارات واكتساب المهن وممارسة العمل البدني من العوامل التي قيل بأنها تحصّن المرء من الخرف المبكر.

أرقام المصابين بفقدان الذاكرة والخرف في ارتفاع مستمر على المستوى العالمي وأعدادهم تزيد يوما بعد يوم والمؤشرات على وجود علاج ناجع لوقف نزيف ضمير وتآكل خلايا المخ تكاد تكون معدومة باستثناء بعض النصائح التي يسوقها الباحثون والعلماء في كيفية الحفاظ على ذاكرة حديدية قوية تستمر لأعوام طويلة قبل أن يأكل الدهر منها ويشرب.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: یمکن أن إن کان

إقرأ أيضاً:

«تريندز» يُطلق مبادرة «جواز تريندز المعرفي»

أبوظبي (الاتحاد)
أطلق مركز تريندز للبحوث والاستشارات مبادرة مجتمعية جديدة تتمثل في «جواز تريندز المعرفي»، وذلك على هامش المشاركة في النسخة الثالثة والأربعين من معرض الشارقة الدولي للكتاب.

تهدف المبادرة إلى التعريف برؤية «تريندز» البحثية والعلمية العالمية، واستراتيجيته المعرفية العالمية ومشاركاته الإقليمية والدولية في المؤتمرات والملتقيات ومعارض الكتاب حول العالم.

أخبار ذات صلة «الناشرين الإماراتيين»: «الشارقة للكتاب» حاضنة لإبداع الإماراتيات أديبات إماراتيات يؤكدن دور السرد النسائي في إثراء الهوية الثقافية

يصطحب «جواز تريندز المعرفي» حامله في رحلة ثقافية وعلمية متنوعة حول الخدمات المعرفية التي يقدمها «تريندز»، ومنها خدمة «تريندز للمعرفة» عبر تطبيق «واتس آب»، إلى جانب التعرف على البرامج البحثية للمركز، والدورات والمساقات التدريبية التي يقدمها، فضلاً عن المسوحات الميدانية واستطلاعات الرأي التي تجريها إدارة الباروميتر العالمي في «تريندز»، بالإضافة إلى مجموعة واسعة من الاستشارات البحثية والأكاديمية النوعية.

مقالات مشابهة

  • ناطحة سحاب من دون نوافذ.. ما الغرض من بنائها؟
  • ما أفضل الأطعمة لتحسين الذاكرة وصحة الدماغ؟
  • بعد تعافيه.. تعاون جديد يجمع محمد منير بالملحن عزيز الشافعي
  • معرض ينبض بالتنوع والمعرفة
  • أستاذ علاج السموم: متعاطي مخدر GHP يفقد الذاكرة ويكون غير قادر على التحكم بقراراته
  • البرهان يُشيد بقوات الاحتياطي المركزي في تحقيق الأمن والاستقرار
  • الإجراءات الجنائية.. تعويض معنوي وأدبي عن الحبس الاحتياطي الخاطئ
  • «تريندز» يُطلق مبادرة «جواز تريندز المعرفي»
  • جرعة زائدة تؤدي إلى الوفاة.. أستاذ علاج سموم يحذر من مخدر GHP وتأثيره على الذاكرة
  • استشهاد مسعف لبناني وإصابة 4 وفقدان اثنين في غارة إسرائيلية على النبطية