الشعوب والحكّام: عن زيف الثنائية المكررة
تاريخ النشر: 21st, November 2023 GMT
* يتكرر التمييز بين الشعوب والأنظمة طيلة الوقت، ويزداد الإصرار (والتكرار) على ممايزة الطرفين في لحظات كهذه، حيث الشلل العام أمام الأحداث الحالية عقدةٌ يصعب فكّها. ليست المشكلة في التكرار بذاته، الكلام المكرر ليس سيئا بالضرورة. في حديث المبادئ وأدبيات النضال، هناك عبارات تتحول بالتكرار جدارا استناديا لمن يعودون إليها، وهي تمنح أنصارها شعورا بالرسوخ والاستمرار وصلابة الرؤية.
الأمر ذاته في عوالم الإيمان حيث يأخذ التكرار أثرا قُدسيا ووجدانيا. كثيرٌ من طقوس الدين تبدو "عسكرة" لهذه السمة ودفعا لها صوب حدودها القصوى، لكن الأمر مختلف تماما في عالم الأفكار. التكرار هنا يثير الشبهة حقا، ويجعلك تتساءل عمّا يجعل ذات الفكرة تجري على مليون لسان ويلهج بها الكل وكأنها فكرةُ كلِّ واحدٍ منهم، اخترعها بنفسه. نحن هنا أمام حفلة تنكّر، فما يبدو تفكيرا هو في حقيقته فعلُ تذكّر، وليست مَلَكة الفكر النقدي من يعمل هنا، بل ذاكرة المفكّر المزعوم. وبدلا من التخليق والتركيب والتحليل ننتهي لعملية نسخ صمّاء كتلك التي يمارسها صبيان المدارس وهم يكتبون جملة 10 مرات، لا تمرّسا على الإنشاء وإنما على الإملاء. أسوأ ما في هذا التذكّر -المتنكر بهيئة التفكير- أنه يمنح صاحبه حسا زائفا بفهم الواقع، بينما الذي يجري هو أن جهة ما فرضت رؤيتها واحتلّت أفكار الناس؛ أفكار الناس التي لا تعود حينها أفكارَهم تماما.
* أول مشكلة في ثنائية "الشعب والحاكم" هو التزييف الذي تمارسه تجاه الواقع. والتزييف هنا لا يحصل بإضافة شيء من خارج الواقع، وإنما بإقصاء شيء من داخله. هذه ثنائية تُلزم مستخدميها بالنظر للمشهد من زاوية بعينها ومن مسافةٍ محددة جدا؛ المسافة التي يظهر الواقع من عندها خطا بطرفين؛ حاكم على اليمين، وشعب على اليسار. وهذا -بشكل عام وفي أي سياق ممكن- هو كل ما يلزم لضبط الوعي العام وتفكير الجماعة: أن تُشرَط منطلقات التفكير واتجاهاته، لا أن تُملَى مقولاته النهائية. تحت سيف هذا الاشتراط، يحصل الوهم الشائع بأن المرء يفكّر حقا، وحُرّا، فيما الواقع أن منطلق التفكير يحدد نتيجة التفكير، والخاتمة تُحسَم بلحظة البدء.
لطالما استُدعيت ثنائية "شعب- حاكم" في أوضاع الشلل العربي، تماما كما هو الحال اليوم. والثنائية مريحة لأنها تعيد إنتاج المشهد وكأنه آتٍ من أدب الأطفال وقصص الناشئة: الشعب الطيب، والحاكم الشرير
* لطالما استُدعيت ثنائية "شعب- حاكم" في أوضاع الشلل العربي، تماما كما هو الحال اليوم. والثنائية مريحة لأنها تعيد إنتاج المشهد وكأنه آتٍ من أدب الأطفال وقصص الناشئة: الشعب الطيب، والحاكم الشرير. ويظهر الشعب هنا وكأنه على شفير الانخراط في معركة كبرى (أو حتى معارك صغرى) لولا النظام القاهر الذي يمنعه بالقوة. هنا تحديدا تزول البراءة المحيطة بثنائية الشعب والحاكم ويظهر جانب من زيفها: أن "العدوّ" غائبٌ عنها وقابعٌ خارجَها ولا يمكن مواجهته قبل أن نحلّ استعصاء شعب-حاكم. ويحصل انزياح فوري للمسألة من مواجهة عدوّ خارجي لحلّ تعقيد داخلي، وتنطلق الأدبيات المكررة حينها عن أهمية الديمقراطية والانتخابات والتمثيل البرلماني وتحرير الفضاء العام وقيمة الحريات. بعد حلّ هذه الإشكالات فقط، يُمكن أن يُفتح الباب أمام انخراط الجماهير في الفعل النضالي ضد العدو.
* لا يتوقف الأمر هنا لأن الثنائية (وما يرافقها من ملاحق) تحمل تبريرا ضمنيا للشلل الحاصل، فالشعب "معذور" لأنه يخشى على قُوْته ورزقه وأمنه الشخصي أمام أجهزة الحاكم الأمنية. والواقع أن هذه الهواجس -التي تشل حركة الشعب- هي ذاتها ما يدفع نظامه السياسي لمنعه من التظاهر والتجمهر والعمل الميداني، ناهيك عن أي نشاطٍ عسكري. النظام أيضا يخشى على القوت والرزق والأمن العام؛ كيف لا وبنية كثير من دولنا تقوم برمّتها إما على دعامة اقتصادية غربية، أو ضمانات أمنية- عسكرية أمريكية. وعليه، فالتوتر المدّعَى بين طرفيّ (شعب- حاكم) ليس بتلك الدقة، والناس هنا حقا على دين ملوكها، والخوف على الأرزاق والأمن يجعل قطاعا واسعا من الجماهير أقرب لقيادته مما يوحي به التمييز الإنشائي بين الشعب والنظام.
* هناك تضليل آخر تمارسه الثنائية المذكورة، وهذه المرة من داخلها وبمعزل عن العدو ومفهومه، فالشخصنة الكامنة في تعبير "حاكم" تسطّح أشياء كثيرة وتحجب الامتداد البشري العريض لهذه الأنظمة، في جيشها وأجهزتها الأمنية ووحشها البيروقراطي الكبير. هذه الكتل البشرية المؤسسية ليست حتما على قلبٍ واحد، لكنها نبع الولاءات الأول للنظام الحاكم ومصنع قاعدته الاجتماعية. فجأة، لا يعود الشعب متمايزا حقا عن نظامه، فهذا الأخير له حصةٌ كبيرة في شعبه، وأي محاولة لكسر الشلل النضالي تستوجب مواجهة بين قطاعات اجتماعية، وليس بين شعب ونظام فحسب.
* كل هذا لا ينفي حقيقة "المزاج الشعبي" والاحتقان الذي يهيمن على قطاعات واسعة من الجمهور، لكن شلل هؤلاء وعجزهم عن اجتراح الفعل الجماعي اللازم يبقى أكبر الأسئلة: ما الذي يمنع هذا الوجدان الجماعي من التآزر والخروج من هامش التاريخ. من الواضح أن عقودا من الحرب على مفهوم الأمة وتسخيف الشعار الوحدوي والهجوم على فكرة "القضية المركزية" وتعميم المركزيات المحلية بديلا عنها، مِن الواضح أن كل هذا حقق إنجازا ما بالنهاية، فالمقياس هنا ليست المشاعر الفردية تجاه رابطة الأمة، وإنما مقدرة تلك الرابطة الوجدانية على تحريك أصحابها وجعلهم مستعدين للتضحية.
هكذا، تبدو مواجهة العدو استحالة آتية من خارج العدوّ نفسه، ومن خارج إرادة الجماهير، ومعقودة بجدار أصمّ يقف الناس أمامه، لا يملكون منه حولا ولا قوة. نحن هنا أمام طبقات من الأوهام الدفاعية التي تتمترس خلفها القوى المسيطرة والضامنة لديمومة الشلل؛ القوى التي يختلط فيها العدو الخارجي بالسلطة العربية القائمة وبقطاعات اجتماعية موالية، كلها سويا على قلبٍ واحد
* لقد لعبت الانتفاضات العربية مطلع العقد الماضي دورا كبيرا في شحن الخيال الجماعي بفكرة الشعب، وبدت الجماهير تبعا لذلك -وبحقّ تام- كائنا أثيرا خارجا من ملاحم التاريخ. يقف هذا الخيال اليوم أمام ذات الكتلة الشعبية وقد تحوّلت مثالا للنقيض الكامل: للشلل المطبق. ما الذي صنع هذا التباين في قرابة عقد من الزمن؟ ليس هذا سؤالا جديدا، وقد تراكمت على أعتابه إجابات كثيرة، بدءا من نجاح الدولة باحتواء الفضاء الرقمي (إحدى أهم أدوات التمكين وقت الانتفاضات الأولى)، ومرورا بتوطّد اليأس الجماعي بعد الفشل العارم لمحاولات التغيير، وانتهاء بدور الخارج، الدولي والإقليمي، في كل ما جرى. وكعادة هذا النوع من الإجابات، فما من سبيل لفحص أيٍّ منها تجريبيا. لكن يبقى شيءٌ واحد جدير بالقول على مسافةٍ منها جميعا، وهو أن عضلة الفعل الجماهيري عضلة لا إرادية بالكامل ولا يمكن الركون إليها كحتمية ضمن أي ظرف مهما بلغت شدته، وأن الشاعرية التي لفّت مفهوم الشعب وإرادته استَهلكت نفسَها عربيا حتى بوصفها أداة دعايةٍ وتحشيد.
* ليست إشكالية هذه الثنائية (شعب- حاكم) مقصورة على سوء تصويرها للواقع، وإنما -وهذا الأسوأ- في شلِّها للقدرة على محاربة الشلل: في تصديرها -أولا- للمسؤولية الفردية والجماعية صوب سلطة تحلّق فوق الإرادة المجتمعية، ثم في فصل تلك السلطة عن منظومة العدو الكليّة وتحالفات قوته المهيمنة وآليات فرضها. هكذا، تبدو مواجهة العدو استحالة آتية من خارج العدوّ نفسه، ومن خارج إرادة الجماهير، ومعقودة بجدار أصمّ يقف الناس أمامه، لا يملكون منه حولا ولا قوة. نحن هنا أمام طبقات من الأوهام الدفاعية التي تتمترس خلفها القوى المسيطرة والضامنة لديمومة الشلل؛ القوى التي يختلط فيها العدو الخارجي بالسلطة العربية القائمة وبقطاعات اجتماعية موالية، كلها سويا على قلبٍ واحد.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه الشعوب فلسطين الاستبداد الشعوب العلم العربي مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة من خارج
إقرأ أيضاً:
طائرات الشبح الأمريكية تُقابلها صواريخ قدس اليمنية: معادلة صنعاء التي أرعبت واشنطن
أحمد الهادي
في ظل تصاعد التحديات الإقليمية والدولية، يُبرز الموقف اليمني بقيادة السيد القائد عبدالملك بدرالدين الحوثي ــ حفظه الله ــ نموذجاً فريداً في الثبات على المبادئ القرآنية والإيمانية، ودعماً جهاديًا إيمانيًا غير مشروط للشعب الفلسطيني، مع تحدٍّ واضح للطغيان الأمريكي والإسرائيلي. هذا التقرير يستعرض أبرز محطات هذا الموقف في تطوراته الأخيرة، مع التركيز على تصريحات السيد القائد عبدالملك بدرالدين الحوثي، والإنجازات العسكرية الأخيرة التي كشف عنها السيد القائد.
الموقف اليمني: إيمانٌ قرآني ورفضٌ للتبعية:
يؤكد السيد القائد أن الموقف اليمني ليس وليد اللحظة، بل هو “موقفٌ أصيل، إيماني، قرآني”، مبنيٌّ على واجبات الجهاد في سبيل الله ونصرة المظلوم. ويُشدد على أن هذا الموقف “ليس وكالةً عن أحد، ولا نيابةً عن أحد، ولا عمالةً لأحد، هذا موقف بالأصالة، وهو الموقف الذي يجب أن يتبناه كلّ المسلمين أجمع”، بل هو التزامٌ ذاتي ينطلق من الانتماء للإسلام وقيمه. وفي هذا السياق، يصرح السيد قائلاً:
“نحن كشعبٍ يمني ينتمي للإسلام، ندرك واجباتنا الإسلامية، الجهادية، القرآنية، وأن موقع وموطن الظروف التي توجب الجهاد في مواجهة العدوان الإسرائيلي، والطغيان الأمريكي والإسرائيلي، هي أكثر من أيِّ مقامٍ آخر، من أيِّ معركةٍ أخرى، من أيِّ ظروفٍ أخرى”.
تطوُّر القدرات العسكرية: إفشال العدوان الأمريكي:
كشف السيد القائد عن تطور نوعي في الأداء العسكري اليمني، خاصة في مجال الدفاع الجوي والعمليات الاستراتيجية. ففي التصدي للعدوان الأمريكي المتواصل على بلدنا، نفذت القوات المسلحة اليمنية عمليات اعتراض ناجحة ضد طائرات العدوّ، بما فيها طائرات الشبح المتطورة.
وفي هذا الصدد، يوضح السيد القائد: “نفذنا 4 عمليات إطلاق لصواريخ قدس على طائرات التنصت والتزود بالوقود وطائرات حربية أمريكية في البحر الأحمر، كما نفذنا أكثر من 11 عملية اعتراض وتصد لطيران العدوّ الأمريكي بما فيها طائرات الشبح، وتم إفشال عدد من العمليات”.
كما أكّد السيد القائد أن العمليات العسكرية منذ 15 رمضان الماضي تُبين حجم الإسناد وفاعلية الموقف وقوة العمليات، حيثُ شملت 33 عملية ضد حاملة الطائرات الأمريكية والقطع البحرية المرافقة لها، باستخدام 122 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، ما أدى إلى تحييد بشكل شبه كامل دور حاملة الطائرات في البحر الأحمر، وإجبار العدوّ على استقدام حاملة طائرات أخرى، وهو ما يعتبر اعترافاً بفشله.
وأشار السيد القائد إلى أن من “نتائج عملياتنا ضد حاملة الطائرات ترومان لجوء العدوّ الأمريكي إلى استخدام طائرات الشبح، ولجوء الأمريكي للاعتماد على قاعدة في المحيط الهندي تبعد قرابة 4 آلاف كم سببه الفشل وضعف الفاعلية لعملياته، موضحاً أن “ما تقوم به حاملة الطائرات ترومان أصبح عملاً دفاعياً بالدرجة الأولى، وبالكاد تدافع عن نفسها أمام عملياتنا، وأن عملياتنا ضد حاملة الطائرات وضعها في حالة دفاع دون أن تتمكن من تأمين الملاحة الإسرائيلية”.
ولفت إلى أن استقدام حاملة طائرات أخرى هو فشل يؤكد أن ترومان لم يكن لها دور مؤثر لتحقيق الأهداف الأمريكية، مؤكداً أن الموقف اليمني فعال ومؤثر وقوي، ولهذا لجأ العدوّ الأمريكي إلى استقدام المزيد من إمكاناته وقدراته.
استهداف العمق الفلسطيني المحتل: رسائل قوية بمفاعيل استراتيجية:
لم تتوقف عمليات القوات المسلحة اليمنية عند مواجهة العدوان الأمريكي المباشر، بل امتدت لاستهداف عمق الأراضي الفلسطينية المحتلة، حيثُ نفذت 26 عملية باتجاه الأراضي الفلسطينية المحتلة، بعدد 30 ما بين صاروخ باليستي وفرط صوتي وطائرة مسيّرة. ويؤكد السيد القائد أن حجم عملياتنا وزخمها يُثبت أن “القدرات ــ بحمد الله ــ لا تزال معافاة وقوية جداً ولم تتأثر بالعدوان الأمريكي”.
وأكّد السيد القائد أن القدرات العسكرية اليمنية تتنامى وأن المعنيين يزدادون في هذه المجالات ابتكاراً وإتقاناً على المستوى التقني والتصنيع التكتيك العملياتي، لافتاً إلى أن “الأدلة الواضحة في زخم العمليات وفاعليتها وتنوعها وقوتها وما تحققه من نتائج في اعترافات واضحة للأمريكيين والإسرائيليين أنفسهم”.
ووجه السيد القائد رسالة هامة للأمريكيين قائلاً: “ما نقوله لكم إن عدوانكم على بلدنا يساهم دائماً في أن نزداد قوة وتزداد قدراتنا العسكرية وأن تتعزز وأن تكون أكثر فاعلية”.
كما أكّد السيد القائد عبدالملك بدرالدين الحوثي – يحفظه الله- أن جبهة اليمن المساندة لغزة هي جبهة قوية وملهمة وتمثل حافزاً ونموذجاً مهماً للآخرين.
وأشار إلى أن العدوان الأمريكي المساند للعدو الإسرائيلي يهدف للتأثير على الموقف اليمني بكل الوسائل، وفي مقدمتها العدوان الأمريكي المتواصل على اليمن.
جرائم العدوان الأمريكي بالأرقام: إحصائية تكشف التصعيد والفشل الأمريكي:
قدم السيد القائد إحصائية حول جرائم العدوّ الأمريكي على بلادنا خلال هذا الأسبوع، مشيراً إلى أن العدوّ الأمريكي نفذ هذا الأسبوع أكثر من 220 غارة بواسطة طائرات الشبح والطائرات الحربية F18 وأنواع أخرى، وأنه كثف من عدوانه على بلدنا، ونفذ خلال شهر أكثر من 900 غارة وقصف بحري.
أما إجمالي عملياتنا خلال هذا الشهر، فقد بلغت 78 وتم تنفيذها بـ171 صاروخا باليستيا ومجنحاً وفرط صوتي وطائرة مسيّرة.
استهداف المدنيين وفشل العدوان: البحر الأحمر مقفل بوجه العدو:
وأوضح السيد القائد أن العدوّ يستهدف الكثير من الأعيان المدنية، وأن عدوانه فاشل ولن يتمكن أبداً من إيقاف عملياتنا المساندة للشعب الفلسطيني، وأن العدوان الأمريكي لم يتمكن من تأمين السفن الإسرائيلية، وأن البحرين الأحمر والعربي لا يزالان مقفلين تماماً في وجه العدوّ الإسرائيلي.
وقال: إن “الاستمرار في منع السفن الإسرائيلية دليل واضح على فشل العدوان الأمريكي”، موضحاً أنه “لا نتيجة للعدوان الأمريكي في تحقيق أهدافه لإسناد العدوّ الإسرائيلي وحمايته وتمكينه من الملاحة من جديد”.
عمليات نوعية في عمق كيان العدوّ: “هدية عيد” للمجرمين:
وبخصوص عمليات قواتنا المسلحة خلال هذا الأسبوع في عمق كيان العدوّ، أشار السيد القائد إلى أنها تمت بالقصف الصاروخي وبالمسيّرات باتجاه يافا المحتلة وعسقلان، وكذلك بالصواريخ الفرط صوتية، وذو الفقار، وأنها تزامنت مع “عيد الفصح اليهودي” وهي هدية العيد لأولئك المجرمين.
ولفت إلى أن العملية الأخيرة في يافا المحتلة وأسدود دليل واضح على فشل العدوان الأمريكي في إيقاف عملياتنا أو الحد من قدراتنا، وأن القوات المسلحة اليمنية تواصل التصدي للعدو الأمريكي والاستهداف المستمر لحاملة الطائرات والاشتباك معها.
إسقاط الطائرة الـ19: دليل فاعلية الرد اليمني:
وأكّد السيد القائد أن إسقاط الطائرة التاسعة عشرة من طراز إم كيو9 إنجاز مهم؛ لأنَّ العدوّ الأمريكي يعتمد عليها بشكل كبير، وهذا يدل على فاعلية قواتنا المسلحة وتصديها للعدوان بفاعلية وتأثير كبير.
رسالة إلى الأمريكيين: عدوانكم يزيدنا قوة:
وجّه السيد القائد رسالةً واضحةً للعدو الأمريكي، مفادها أن العدوان لن يُثني العزيمة اليمنية، بل سيكون دافعاً لتعزيز القدرات، قائلاً: “ما نقوله لكم إن عدوانكم على بلدنا يساهم دائماً في أن نزداد قوة وتزداد قدراتنا العسكرية وأن تتعزز وأن تكون أكثر فاعلية”.
جبهةٌ تُلهم العالم:
اليمن، برغم الحصار والعدوان، أصبح نموذجاً يُحتذى في الصمود والالتزام بالمبادئ. كما يؤكد السيد القائد:
“كُلّ العالم يرى اليمنيين في الموقف الصحيح وفي قضية حق يجمع عليها كُلّ الضمير الإنساني في مساندة الشعب الفلسطيني، وأن موقف اليمن المساند للشعب الفلسطيني في الاتجاه الصحيح الذي يعترف به كُلّ العالم وينسجم مع كُلّ شيء”.
هذا الموقف لن يتراجع، وسيظل “فعالاً ومؤثراً وقوياً”، لأن قوته مستمدة من الإيمان بالله، والثقة بنصره.