جماعة المسرح تسرد حكاية الاحتلال التدريجي في الغرباء لا يشربون القهوة
تاريخ النشر: 21st, November 2023 GMT
"عمان": قدمت جماعة المسرح بجامعة السلطان قابوس مساء أمس العرض المسرحي "الغرباء لا يشربون القهوة"، وذلك على خشبة قاعة المؤتمرات، العمل المسرحي من تأليف الكاتب المصري محمود دياب المتوفى عام 1983، وقدم العمل برؤية إخراجية مختلفة بقيادة المخرج عبدالله المسكري، وسينوغرافيا أحمد البطل، وصنع الديكور الدكتور عبدالفتاح البرشومي.
تناولت المسرحية حكاية رجل يعيش مع زوجته بسعادة وهناء، ودون سابق إنذار يدخل شخصين غريبين منزلهما من غير موعد، وتدريجيا يحل شخص غريب آخر، وواحد بعد آخر، كان صاحب المنزل يستقبل الغرباء بسؤاله المعتاد "هل تشربون القهوة"، حيث إن القهوة من أبرز الضيافة العربية بل وعلى قائمتها، إلا أن الغرباء –الضيوف- يرفضون شرب القهوة، ورفض القهوة لها دلالات عند العرب، إلا أن صاحب الدار يراعي أن الضيوف غرباء وأنهم لا يعون هذه الدلالات، فيستمر في ضيافتهم بكرمه وطيبته بكل محبة وود، إلا أن الضيوف الغرباء شيئا فشيئا يتعمدون استفزاز صاحب المنزل، بل والتلميح بالإعجاب بشيء من ممتلكاته إلى أن يقوم بمنحهم إياها، وتعدى بهم الحال إلى أخذ ممتلكاته دون إذن ودون أدنى خجل في صورة تعكس جشعهم وحقارتهم وكأن ممتلكات الرجل حق مباح لهم.
يستفيق صاحب البيت بعد فترة لواقع الحال الذي يعيشهم مع الغرباء، يدرك حينها أنهم ليسوا ضيوفا بل هم أشخاص محتلون وناهبون وسارقون، وأن الدلالات العربية صادق في رفض القهوة، فيكفي أن تدل على عدم صفاء الضيوف وعدم سلامة نيتهم، هنا يلجأ الرجل إلى المقاومة بدلا من الطبيعة المعتادة معهم، وبدلا من التفاوض للخروج من المنزل، إلا أنهم يرون أنفسهم أصحاب المنزل بل يحاولون أن يخرج صاحب البيت من منزله، فيبعث الرجل برقية لابنه بأن يعود إلى المنزل ومعه البندقية، وتدخل الزوجة في المقاومة إلى أن ينتصر الحق على الباطل.
تتحدث المسرحية –التي كُتبت في حدود العام 1968- عن كيفية الاستيلاء على أملاك وحقوق الآخرين على غير وجه حق، وتحمل المسرحية رسالة بأن ما حصل في أحداثها إنما واقع يحدث في العديد من الأزمنة، وجاء العمل اليوم موائما مع الأحداث التي تشهدها الساحة السياسية العالمية جراء العدوان الإسرائيلي على غزة خصوصا والفلسطينيين عموما.
جدير بالذكر أن المسرحية قدمت في ستينيات القرن المنصرم، وما تزال تقدم إلى الآن في شتى أنحاء الوطن العربي، وفي كل مرة تقدم فيها المسرحية يحاول كل من المخرج والممثلين اكتشاف قدرات النص وإمكانياته وقراءته بما يتوافق مع الواقع الذي نعيشه في فلسطين وكل مكان يتم فيه اغتصاب الأرض وامتهان الإنسانية من منطلق الاستبداد والطغيان.
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: إلا أن
إقرأ أيضاً:
شرم الشيخ الدولي للمسرح الشبابي يحتفي بـ5 مخرجين شباب ويقدمهم للحركة المسرحية
عقدت إدارة مهرجان شرم الشيخ الدولي للمسرح الشبابي بدورته التاسعة، برئاسة الفنان والمخرج مازن الغرباوي ندوة للاحتفاء بالفائزين بجائزة مسابقة عصام السيد للعمل الأول، وتقديم 5 مخرجين للحركة المسرحية، وقام بإدارة الندوة الكتاب الصحفي والمخرج جمال عبد الناصر، بحضور كلا من المخرج عصام السيد.
فاز بجائزة عصام السيد للعمل الأول محمود الحسيني كاجو عن عرض "ماكبث المصنع"، بالمركز الأول، وفاز بالمركز الثاني يوسف مراد منير عن عرض "ياسين وبهية"، المركز الثاني مكرر محمد شاكر عن عرض "حديث الصبح والمساء"، والمركز الثالث محمد رضا عن عرض "حياة شخص ما"، والمركز الثالث مكرر ساندرا سامح ميلاد عن عرض "سوء تفاهم".
في البداية شكر الكاتب الصحفي جمال عبد الناصر إدارة المهرجان وقال : هذه المسابقة تعد من أهم المسابقات خاصة أنها تلقي الضوء على المبدعين الشباب وتقدمهم للساحة المسرحية والفنية وكذلك الاحتفاء بهم، وبأعمالهم ، وتحية للمخرج عصام السيد الذي يقدم الجائزة بالتعاون من إدارة المهرجان.
ثم قال المخرج عصام السيد: تم الاتفاق مع المخرج مازن الغرباوي على انشاء المسابقة خلال فعاليات المهرجان، وحققت صدى كبير خلال الدورات السابقة، وهي جائزة متخصصة في العمل الأول للمخرج المسرحي، وكنت حريص أن لا أشارك في لجنة التحكيم، وفي الحقيقة أنا من المحظوظين في الوسط جدا، حيث أنني في بداياتي قام بمساعدتي العديد من العاملين بالمسرح دون معرفتهم بي بشكل شخصي من ضمنهم الكاتبة فاطمة المعدول الحاضرة معنا اليوم ، ولذلك قررت أرد الجميل مع مخرجين لا تجمعني بهم علاقة مباشرة، لأننا نحتاج بشكل كبير التواصل مع الشباب وصناعة عروض تخصهم".
وقالت الكاتبة فاطمة المعدول: "بمناسبة الحديث عن Ai الذي تم استخدامه في العرض المسرحي "ماكبث المصنع" الفترة المقبلة سوف تصبح صعبة جدا علينا، لأن اعدائنا لديهم شهوة العلم، وأستطاعوا أن يستخدموا الـ Ai بشكل سئ على وطننا العربي، فالموضوع خطير جدا، ويجب الاهتمام به، ومعرفة مدى خطورته".
وتقول الدكتورة انجي البستاوي مدير مهرجان شرم الشيخ الدولي بالمسرح الشبابي: "مسابقة الاستاذ عصام السيد تم تطويرها هذا العام، وأصبح يوجد بها الثاني والثالث مكرر، وأصبح هناك جوائز ماليه قيمتها ٥ الاف جنيها، كنت حريصة جدا أن يكون أكثر من شخص يحصل على جائزة لتصبح لديهم مسئولية كبير للإبداع".
وقدم كل مخرج تجربته وتحدث عنها فقال المخرج يوسف مراد منير الفائز بالمركز الثاني عن عرض "ياسين وبهية" : "المخرج عصام السيد ساهم في تكويني شخصيتي فنيا، وكانت أول جائزة تمثيل حصلت عليها في المعهد كان أستاذ عصام رئيس لجنة التحكيم، واليوم احصل على جائزة باسمه".
بينما أعرب المخرج محمد شاكر الحاصل على المركز الثاني مكرر عن عرض "حديث الصباح والمساء" عن بالغ سعادته بالحصول على الجائزة، وقال: رغم صعوبة النص وتحويله إلى عرض مسرحي، ولكن ارتباطي الشديد بالنص هو الذي شجعني، وقدمت العرض الحمدلله ونجحت وحصلت على اعجاب الجمهور بشكل جيد، وهذه الجائزة تعد رقم 17.
بينما تقول ساندرا سامح ميلاد الحاصلة على المركز الثالث مكرر عن عرض "سوء تفاهم: "لأول مرة أحصل على جائزة وخصوصا أنها تحمل اسم الاستاذ عصام السيد فهذا شرف كبير، لأني تعلمت منه الكثير مهنيا، والعمل قصته تدور حول سوء الفهم الذي ممكن أن يصل إلى القتل، ومن أقرب الناس الينا ".
أما بالنسبة للفائز بالمركز الأول محمود الحسيني كاجو عن عرض "ماكبث المصنع" قال: "حصل العرض على جوائز كثيرة في مهرجان المسرح القومي والمسرح التجريبي، وعرض "ماكبث المصنع" قمت بدراسته كثير، ولذلك كان حلم لدي أن أقدمه وينجح ، والحمد لله تحقق الحلم .
مهرجان شرم الشيخ الدولي للمسرح الشبابي تقام دورته التاسعة برئاسة الفنان والمخرج مازن الغرباوي والتي تستمر فعالياته حتى 20 نوفمبر، وتحمل الدورة اسم المخرج الكبير الراحل جلال الشرقاوي، وتدير المهرجان الدكتورة إنجي البستاوي، ورئيس اللجنة العليا للمهرجان المنتج هشام سليمان، ويرأس المهرجان شرفيا سيدة المسرح العربي سميحة أيوب، ويقام تحت رعاية وزير الثقافة الدكتور أحمد فؤاد هنو، وسيادة اللواء خالد مبارك محافظ جنوب سيناء وبدعم من وزارة السياحة والآثار وهيئة تنشيط السياحة.