جريدة زمان التركية:
2025-02-02@06:44:16 GMT

كيف تؤثر حرب غزة على الاقتصاد العالمي؟

تاريخ النشر: 21st, November 2023 GMT

كيف تؤثر حرب غزة على الاقتصاد العالمي؟

أنقرة (زمان التركية) – تأتي أزمة الحرب الإسرائيلية على غزة بينما يصف الساسة والاقتصاديون بل والمؤرخين الوضع العالمي بمصطلحات من قبيل “المنافسة بين القوى الكبرى” و” الأزمة التعددية” و” الأزمة الدائمة”.

وبدأت هذه الأزمة في تعميق الغموض الاقتصادي والجيوسياسي على الصعيد الدولي ومستوى تركيا بالعديد من الجوانب.

ويمكن القول إن التداعيات الاقتصادية للازمة تخطت حدود المنطقة وأن هناك اتجاه قوي بأن تتسع على النطاق العالمي، فنحن نواجه مشهدا شديد التعقيد من ناحية التأثيرات السياسية أو الجيوسياسية للأزمة.

عند اندلاع الحرب بين إسرائيل وحماس كانت الاقتصاديات العالمية بدأت تسير على نحو إيجابي، فقد تعزز النمو والتوظيف بالاقتصاد الأمريكي وبدأت البنوك المركزية في إخضاع التضخم للرقابة دون التسبب في ركود من خلال الفوائد المرتفعة.

وكان بول كروغمان يتحدث في مقاله بصحيفة نيويورك تايمز الأمريكية عن فوز الولايات المتحدة بالمعركة مع التضخم.

وكانت الأزمة المرتقبة بسوق العقارات في الاقتصاد الصيني وأزمة القروض بوجه عام قد بدأت تتقلص بفعل الدعم المالي الحكومي.

وكانت الموازين المالية للدول النامية تعكس صمودا أذهل أستاذ الاقتصاد والسياسة العامة بجامعة هارفرد وكبير الاقتصاديين السابق بصندوق النقد الدولي، كينيث روجوف، رغم الفوائد المرتفعة.

وكان التراجع النابع من عدم كفاية الطلب في تكاليف الشحن والسفن والحاويات، التي تعكس اتجاهات التجارة العالمية، منذ نحو شهر مارس/ آذار قد توقف وبدأت بعض المؤشرات تعكس تعافيا.

أي باختصار تم تجاوز تداعيات جائحة كورونا، غير أنه في الوقت نفسه حذرت مجلة ايكونومست من عدم استمرارية الوضع لأكثر من هذا.

في الواقع كان العالم بصدد مرحلة ستنفذ فيها وتيرة الاتجاه الإنفاقي المتزايد بسرعة وسيبدأ فيها الشعور بتأثير الفوائد المرتفعة على الأسر والدائنين وذلك مع انحصار تأثير جائحة كورونا.

أما الأسواق فكانت تترقب استمرار الارتفاع في أسعار الفائدة لفترة أطول. وكان هذا الترقب سيضيق الخناق على تمويل الموازنات في أمريكا ودول الاتحاد الأوروبي التي تتواصل الزيادة بعجز الموازنات بها.

وبفعل ضغوط الفائدة المرتفعة فقد تحل الهشاشة محل المتانة التي عكستها الدول النامية حتى يومنا هذا وقد تتحول أزمة الديون الصامتة وجهود تدوير الديون إلى كابوس مثلما ذكرت صحيفة فايننشال تايمز.

وتزامن اندلاع الحرب في تلك الفترة التي كان جميع الاقتصاديين يرون أن هذا الوضع لا يمكن أن يستمر أكثر من هذا، فالحرب حركت ديناميات ستزيد من الهشاشة بالاقتصاديات العالمية بشكل لا يمكن تجنبه.

ويمكن تناول هذه الديناميات في ثلاثة بنود ألا وهي التضخم (وبالتالي الاتجاه العام للفائدة) والتجارة والاستثمار والجغرافيا السياسية والأمن (التي ستؤثر عليها جميعا)

التضخم:

مثلما أفاد كاتب صحيفة فايننشال تايمز، مارتن وولف، فإن الشرق الأوسط لا يزال يمتلك 48 في المئة من احتياطي الطاقة العالمي و33 في المئة من انتاجه بكونه أهم منتج للطاقة على الصعيد العالمي بفارق كبير.

ولا يزال النفط يشكل أكثر من 30 في المئة من استهلاك الطاقة الأولي على الصعيد العالمي، حيث يتم نقل خمس النفط العالمي (ما يعادل 20 مليون برميل يوميا) عبر مضيق هرمز.

الشرق الأوسط منتج ومصدر مهم للنفط وأي عرقلة بالمنطقة قد تؤثر على العرض والطلب لهذه السلعة الحيوية.

يتوقع البنك الدولي أن يرتفع سعر برميل النفط إلى ما بين 93 و102 دولار في حال حدوث أي صراع سيقلص صادرات الخليج بنحو 2 مليون برميل يوميا وهو ما يعادل 2 في المئة من العرض العالمي.

وفي حال حدوث حرب كبيرة من شأنها تقليص صادرات الخليج بنحو 6-8 مليون برميل يوميا فإن هذا قد يرفع سعر برميل النفط إلى ما بين 141 و157 دولار، وشهدت أسعار الغاز الطبيعية ارتفاعا بأكثر من الثلث منذ اندلاع الحرب.

وترى بلومبيرج أن أي صراع مباشر بين إيران وإسرائيل وإغلاق إيران لمضيق هرمز قد يرفع أسعار النفط الخام إلى أكثر من 150 دولار للبرميل. وقد يرتفع التضخم العالمي بفعل هذا إلى 6.7 في المئة خلال العام القادم وتباطؤ النمو العالمي بنحو 2 في المئة.

وفي حال تحقق هذه التوقعات ستتسارع وتيرة تدهور اقتصاديات الدول المستوردة للنفط والغاز وستتراجع قدرتها على الاقتراض وجدول القروض بسبب استمرار الارتفاع بمعدلات الفائدة.

التجارة والاستثمار:

الحرب دمرت اقتصاد قطاع غزة وليس من المعروف إلى أي مدى سيتحمل الاقتصاد الإسرائيلي تداعيات هذه الحرب رغم تلقيه 200 مليار دولار.

التعبئة العام واستدعاء الاحتياط بدأت في خلق نقص في العمالة الماهرة في الاقتصاد بوجه عام قطاع التكنولوجيا الذي تشتهر به إسرائيل عالميا بوجه خاص.

وقد تؤثر الحرب في الوقت نفسه على تدفق التجارة والاستثمارات بين الشرق الأوسط وسائر العالم من جهة وداخل المنطقة من جهة أخرى، إذ ترى صحيفة فايننشال تايمز أن الصراع قد يقلل من فرص التعاون والتكامل الاقتصادي بين الدول العربية وعلاقاتها مع إسرائيل وقد تصرف السياح والمستثمرين الأجانب عن القدوم إلى المنطقة.

ومن الممكن ترقب تزايد اتجاه العودة للمناطق الصديقة الذي بدأ في سلاسل الشحن بفعل الضغوط الجيوسياسية والحروب التجارية وذلك نتيجة للمخاوف الأمنية المتزايد على الصعيدين الإقليمي والدولي. وهذا من شأنه زيادة الضغوط التضخمية الذي يؤكد البنك المركزي الأوروبي أنها سترفع أسعار العودة للمناطق الصديقة.

الجغرافيا السياسية والأمن:

قد تسفر الحرب عن نتائج جيوسياسية وأمنية للاقتصاد العالمي، إذ أن الحرب قد تعزز التوترات وعدم الاستقرار بالمنطقة وخارج حدودها وهو ما قد يعزز الهشاشة التي أكدت عليها الإيكونيميست على صعيد الاقتصاد العالمي.

ويرى بعض المعلقين أن إيران تدعم حماس في غزة وحزب الله في لبنان والحوثيين في اليمن والميليشيات الأخرى في الوقت الذي تدعم فيه الولايات المتحدة إسرائيل عسكريا ودبلوماسيا.

وبهذا تصبح إيران دولة تتمتع بقدرة إدارة العديد من حروب الوكالة ضد إسرائيل والولايات المتحدة في المنطقة.

وعلى الرغم من كون روسيا والصين حلفاء مقربين لإيران فإن اعتبار الولايات المتحدة وإسرائيل إيران كمشكلة في موازين القوى الكبرى على الصعيدين الإقليمي والعالمي يعزز من احتمالية اتساع رقعة الحرب.

وتطلق كل من الصين وروسيا دعوات لوقف فوري لإطلاق النار وإقرار حل سياسي للازمة، حيث نقلت صحيفة الجارديان عن وزير الخارجية الصيني قوله إنه يتوجب على المجتمع الدولي منع خروج الحرب عن السيطرة وتجنب اندلاع صراع جديد بالشرق الأوسط.

ومن جانبه شدد وزير الخارجية الروسي على ضرورة احترام إسرائيل للقانون الدولي وحقوق الإنسان مشيرا إلى كون الهجوم تصعيدا خطيرا.

ويبدو أن الحرب بين إسرائيل وحماس كشفت التحالفات القائمة في البيئة التنافسية بين القوى الكبرى بشكل أوضح.

موجة جديدة من المهاجرين

احتمالية تأجيج الحرب لصراع أكبر سيشمل العناصر الأخرى بالمنطقة يثير مخاوف كبيرة، إذ من المنتظر أن تثير الحرب موجة جديد من المهاجرين لتسببها في أزمة إنسانية بالمنطقة.

مؤخرا أعلنت وزارة الصحة بقطاع غزة الخاضع لحكم حماس منذ عام 2006 في التاسع عشر من الشهر الجاري استشهاد 13 ألف فلسطيني في الحرب البرية التي تشنها إسرائيل على القطاع.

وتشهد العديد من العواصم العالمية تظاهرات مطالبة بوقف إطلاق نار في ظل تساعد حاد في معاداة الصهيونية بجانب تصاعد مخاوف من موجة إرهاب جديدة.

في النهاية ستعزز الحرب الاضطرابات الجيوسياسية على الصعيدين الإقليمي والدولي وسيرافق هذا العديد من السلبيات بدءا من أسعار الطاقة والسلع ومعدلات التضخم والفائدة المرتفعة وصولا إلى أزمات قروض محتملة.

ويرى بعض المراقبين أن الاقتصاد العالمي قد يشهد ركودا في حال عدم السيطرة على الوضع خلال فترة قصيرة.

Tags: الاقتصادالحرب على غزةتأثير حرب غزة على العالم

المصدر: جريدة زمان التركية

كلمات دلالية: الاقتصاد الحرب على غزة فی المئة من فی حال

إقرأ أيضاً:

“قبور للأحياء”: الحالة الصحية التي يخرج بها المعتقلون الفلسطينيون من سجون إسرائيل تعكس تعذيبًا وتجويعًا ممنهجًا

#سواليف

 قال المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان إن الحالة الصحية المتدهورة للأسرى والمعتقلين الفلسطينيين الذين أفرجت عنهم إسرائيل في إطار صفقة التبادل ضمن تفاهمات وقف إطلاق النار في قطاع غزة تعكس الظروف القاسية التي عاشوها خلال اعتقالهم، بما في ذلك التعذيب وسوء المعاملة والانتهاكات المهينة التي استمرت حتى اللحظة الأخيرة قبل الإفراج عنهم.

وأوضح المرصد الأورومتوسطي في بيان له أنه تابع إفراج السلطات الإسرائيلية عن أسرى ومعتقلين ضمن الدفعات الأربع التي كان آخرها اليوم السبت، حيث بدا على معظمهم تدهور صحي حاد، مع فقدان كل منهم عدة كيلوغرامات من وزنهم جراء ما يبدو وأنه تجويع متعمد.

وفور الإفراج عن الأسرى والمعتقلين، احتاج العديد منهم إلى النقل الفوري للمستشفيات لإجراء فحوص طبية عاجلة، فيما بدا أحدهم على الأقل عاجزًا عن التعرف على مستقبليه، بعد أن عانى من الحرمان من العلاج خلال فترة اعتقاله.

مقالات ذات صلة إعلام عبري بعد استعراض حماس .. ماذا كان يفعل الجيش طوال 14 شهرًا؟ 2025/02/01

وشدد الأورومتوسطي على أن هذه الأوضاع تعكس كيف حوّلت إسرائيل سجونها إلى مراكز تعذيب منهجي للأسرى والمعتقلين الفلسطينيين، بمن فيهم المحكومون والمحتجزون قبل 7 أكتوبر 2023.

وأشار إلى أن غالبية المعتقلين المفرج عنهم تعرضوا لسوء المعاملة والضرب، وخضعوا للتعذيب النفسي حتى اللحظات الأخيرة التي سبقت الإفراج عنهم.

وأوضح المرصد الأورومتوسطي أن فريقه الميداني وثّق إجبار القوات الإسرائيلية العديد من المعتقلين على حلق رؤوسهم كإجراء مهين ومتعمد يستهدف إذلالهم وتحطيم معنوياتهم، إضافة إلى إجبارهم على ارتداء ملابس السجن، وتعريضهم للضرب والعنف قبل وأثناء تحميلهم في الباصات.

كما أشار إلى أن قوات الاحتلال الإسرائيلي أفرجت عن جميع الأسرى والمعتقلين في ظروف بالغة السوء، شملت الاعتداء على تجمعات ذويهم الذين كانوا في استقبالهم، وقمعهم بالرصاص وقنابل الغاز، ما أدى إلى إصابة بعضهم، بالإضافة إلى اقتحام منازلهم والأماكن التي خُصّصت لاستقبالهم والاحتفال بالإفراج عنهم.

وأوضح أن الشهادات التي وثّقها وتابعها من الأسرى والمعتقلين المفرج عنهم تكشف أن انتهاكات إدارات السجون تجاوزت سوء ظروف الاحتجاز، لتتحول إلى سياسة انتقامية منهجية استهدفت جميع الأسرى والمعتقلين الفلسطينيين. وأكد أن الأوضاع داخل السجون شهدت تدهورًا غير مسبوق منذ 7 أكتوبر 2023، حيث تعرض المعتقلون لعمليات تعذيب قاسية، وتجويع متعمد، وعزل انفرادي طويل الأمد، في إطار إجراءات عقابية تصاعدت بشكل وحشي عقب الأحداث في قطاع غزة في محاولة لمعاقبتهم على أحداث لا صلة لهم بها سوى كونهم فلسطينيين.

كما كشفت الشهادات التي وثقها الأورومتوسطي أن قوات الاحتلال الإسرائيلي أخضعت المعتقلين المفرج عنهم للتعذيب والضرب، واحتجزتهم لساعات طويلة في الباصات مكبلي الأيدي قبل الإفراج عنهم، إلى جانب تعريضهم للإهانات والشتائم التي استهدفت تقويض كرامتهم الإنسانية حتى اللحظات الأخيرة قبل الإفراج.

وأفاد الأسير المفرج عنه “هيثم جابر” من بلدة حارس قضاء سلفيت، أن القوات الإسرائيلية اقتادتهم قبل يوم من موعد الإفراج عنهم وجرى حلق شعرهم بالقوة. وأضاف أن إدارة السجون أبلغته بضرورة حلق شعره فرفض، ليأخذوه بالقوة ويحلقوت شعره تمامًا. وأضاف “جابر”: “يعيش الأسرى في ظروف صعبة جدًا، وحتى اللحظات الأخيرة مورست ضدنا أشد أنواع التنكيل والتعذيب وامتهان الكرامة”.

وأشار إلى أن السجانين عاملوا المعتقلين كـ “الحيوانات”، حيث أجبروا على الوقوف في صف واحد بطريقة مهينة، وفي بعض الأحيان كان يُطلب منهم السير على أطرافهم الأربعة. علاوة على ذلك، حُرموا من حقوق أساسية مثل المياه، إذ كانت هناك قارورة مياه واحدة فقط مخصصة لكل غرفة على مدار 24 ساعة، بينما كانت دورات المياه خالية من المياه تمامًا، مما حال دون قدرتهم على قضاء حاجاتهم.

كما أفاد الأسير المحرر “وائل النتشة”، المعتقل منذ عام 2000 والمحكوم بالمؤبد: “لعبوا على أعصابنا، خرجنا للحافلات ثم أعادونا إلى السجن لمدة ثلاث ساعات دون أن نعرف أي معلومة وما السبب، وهذا تسبب بضغط وإرباك. اعتقدنا أنه سيقوم بتوزيعنا على أقسام السجن بعد إيهامنا بوقوع مشاكل كبيرة في التبادل يصعب حلها، ليتبين لاحقًا أنه لعب على الأعصاب فقط”.

وذكر أنه تم تجميع الأسرى المنوي الإفراج عنهم في سجن “عوفر”، وقد أبلغوا سابقًا بأن موعد الإفراج عنهم هو يوم السبت الماضي. لكن تم حجزهم في السجن لقرابة أسبوع. وأفاد أن الأشهر الـ16 الأخيرة شهدت شن إدارة السجون “هجمة شرسة” على الأسرى تخللها التجويع والضرب والتنكيل والنوم في البرد وسحب الملابس والأغطية”.

أحد الأطفال الذين التقاهم المرصد الأورومتوسطي وتم إطلاق سراحهم شمالي الضفة الغربية (يمتنع الأورومتوسطي عن ذكر اسمه للحفاظ على سلامته)، أفاد أن الأوضاع في السجون كانت سيئة للغاية، وأن المعاناة شملت الجميع، خاصةً الاعتداءات بالضرب وسوء التغذية. وأوضح أنه أُجبر على توقيع تعهد بعدم الحديث، مهددًا بإعادة اعتقاله في حال خالف ذلك.

وشدد الأورومتوسطي على أن هذه الممارسات، التي وثقتها شهادات المفرج عنهم، تمثل انتهاكًا صارخًا للحقوق الإنسانية وحقوق الأسرى والمعتقلين المكفولة بموجب القانون الدولي، حيث تعكس “التنكيل والإذلال” و”التجويع والتعذيب المنهجي” الذي تعرضوا له خلال فترة اعتقالهم وعند الإفراج عنهم. كما نبه إلى أن الاعتداءات الممارسة لا تقتصر على الإيذاء الجسدي، بل تمتد لتشمل آثارًا نفسية مدمرة على الأسرى والمعتقلين،  مما يزيد من معاناتهم ويؤدي إلى تدهور حالتهم النفسية على المدى الطويل. وأضاف أن ما تعرض له المعتقلون أثناء الإفراج عنهم، وما نقلوه من أوصاف بشأن ظروف اعتقالهم ووصف السجون بأنها “قبور للأحياء” هو تجسيد واضح لسياسة إسرائيلية ممنهجة تهدف إلى تدمير إرادة الفلسطينيين، وإلحاق أقصى درجات الألم والمهانة بهم، بما يشكل انتهاكًا لمعايير حقوق الإنسان الدولية والقانون الإنساني الدولي.

وطالب الأورومتوسطي جميع الدول والكيانات الدولية المعنية باتخاذ إجراءات عاجلة وحاسمة لوقف الجرائم المنهجية والواسعة النطاق من القتل والتعذيب والانتهاكات الجسيمة الأخرى التي ترتكبها إسرائيل ضد الأسرى والمعتقلين الفلسطينيين. كما شدد على ضرورة الإفراج الفوري وغير المشروط عن المعتقلين الذين تم اعتقالهم تعسفيًا، ودعا إلى السماح الفوري للمنظمات الدولية والمحلية المختصة بزيارة المعتقلين، وتمكينهم من تعيين محامين. بالإضافة إلى ذلك، طالب بالضغط على إسرائيل لوقف جميع أشكال الاعتقال التعسفي، بما في ذلك الاعتقال الإداري، الذي يمثل انتهاكًا صارخًا لحقوق الإنسان الأساسية ويعكس سياسة قمعية تهدف إلى تدمير الإرادة الفلسطينية والنسيج المجتمعي وحرمانهم من حقوقهم القانونية.

وطالب المرصد الأورومتوسطي كافة الدول والجهات المعنية بإجراء تحقيق فوري ومستقل في هذه الجرائم والانتهاكات الجسيمة، واتخاذ جميع الإجراءات القانونية اللازمة لملاحقة ومحاكمة قادة الاحتلال المسؤولين عن ارتكاب هذه الجرائم.

كما دعا المرصد الأورومتوسطي جميع الدول المعنية إلى دعم عمل المحكمة الجنائية الدولية للتحقيق في هذه الجرائم، وتقديم بلاغات متخصصة إلى المحكمة الجنائية الدولية حول الجرائم التي يتعرض لها الأسرى والمعتقلون الفلسطينيون في السجون ومراكز الاحتجاز الإسرائيلية، وبخاصة بعد السابع من أكتوبر/تشرين أول 2023، وإصدار مذكرات إلقاء قبض على جميع المسؤولين عنها، وملاحقتهم قضائيًا وتقديمهم للمحكمة الجنائية الدولية لمحاكمتهم عن ارتكابهم لهذه الجرائم.

وشدّد المرصد الأورومتوسطي على أنّ الجرائم التي يرتكبها جيش الاحتلال الإسرائيلي وغيره من قوات الأمن الإسرائيلية ضد الأسرى والمعتقلين الفلسطينيين من قطاع غزة تشكل جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية مكتملة الأركان، كما تشكل أيضًا أفعالًا من أفعال جريمة الإبادة الجماعية التي ترتكبها إسرائيل ضد الشعب الفلسطيني في القطاع، لا سيما وأنها تُمارَس بشكل وحشي ومنهجي ضد الفلسطينيين بهدف القضاء عليهم كمجموعة، بما في ذلك من خلال القتل وإلحاق الأذى الجسدي والنفسي الجسيم، بما في ذلك التعذيب وسوء المعاملة والعنف الجنسي الذي يشمل الاغتصاب.

وطالب المرصد الأورومتوسطي المجتمع الدولي بالضغط على إسرائيل للتوقف فورًا عن ارتكاب جريمة الاختفاء القسري ضد الأسرى والمعتقلين الفلسطينيين من قطاع غزة، والكشف الفوري عن جميع معسكرات الاعتقال السرية، والإفصاح عن أسماء جميع الفلسطينيين الذين تحتجزهم من القطاع، وعن مصيرهم وأماكن احتجازهم، وبتحمل مسؤولياتها كاملةً تجاه حياتهم وسلامتهم.

مقالات مشابهة

  • حازم عمر: صفقة الهدنة الحالية بغزة تطبيق حرفي لوثيقة مايو 2024 التي رفضتها إسرائيل
  • “قبور للأحياء”: الحالة الصحية التي يخرج بها المعتقلون الفلسطينيون من سجون إسرائيل تعكس تعذيبًا وتجويعًا ممنهجًا
  • زي النهارده.. توقيع معاهدة سلام تورون التي أنهت الحرب البولندية الليتوانية التوتونية
  • بعد 470 يوما من الحرب.. خسائر إسرائيل في غزة بالأرقام
  • الذهب يتجاوز عتبة 2,800 للمرة الأولى في تاريخه
  • تعرّف على المنظمة التي تلاحق مجرمي الحرب الإسرائيليين بجميع أنحاء العالم
  • استطلاع: غالبية عظمى في إسرائيل تعتقد أن أهداف الحرب لم تتحقق
  • عبدالله آل حامد: صناعة الألعاب عنصر محوري بالاقتصاد العالمي
  • كيف تؤثر الأموال الساخنة على الاقتصاد المصري بالسلب؟ خبير اقتصادي يجيب.. فيديو
  • ارتفاع كبير في سعر الذهب العالمي وسط توقعات بتأثير قرارات الفيدرالي الأمريكي