حليف أردوغان يرفض المساس بقاعدة 50+1 الانتخابية
تاريخ النشر: 21st, November 2023 GMT
أنقرة (زمان التركية) – عارض رئيس حزب الحركة القومية، دولت بهشالي، مساعي الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، لتغيير قاعدة 50+1 الانتخابية التي تشترط حصول المرشح الرئاسي على أكثر من 50 في المئة من الأصوات بالجولة الأولى للفوز بالانتخابات.
وخلال اجتماع كتلة الحزب بالبرلمان، قال بهشالي إن تصريحات أردوغان ذات مغزى غير أن آراء حزب الحركة القومية بهذا الصدد معروفة للجميع ولم تتغير.
وأشار بهشالي إلى أنه ملتزم بما أعلنه في السابع من يونيو/ حزيران عام 2018 بشأن بشان تأييد نظام الحكم الرئاسي لأنه بقلص الاستقطاب إلى أدنى مستوياته، وأنه يفتح الباب أمام الأحزاب للتحالفات الأخلاقية بالأخذ في عين الاعتبار قاعدة 50+1 الانتخابية.
وأضاف بهشالي أن قاعدة 50+1 الانتخابية هي أساس الشرعية الديمقراطية للنظام الحالي، قائلا: “مبدأ الاستقرار يتحقق ذاتيا في الإدارة التي ينتخبها الشعب ولا تحظى الحكومة بالثقة من البرلمان، لذا فإن انتخاب الرئيس بقاعدة 50+1 هو شكل للديمقراطية التعددية، نحن لا ننتخب نائب برلماني أو رئيس بلدية أو رئيس حي، بل ننتخب رئيس جمهورية سيمثل سائر الشعب، موقف الحركة القومية لم يختلف اليوم عما كان عليه بالسابق، نؤمن بصفتنا تحالف الجمهور الحاكم أننا سنتباحث ونتوصل إلى توافق ومفهوم حل منطقي”.
ويبدو أن بهشالي يخشي فقدان مزايا تحالفه مع حزب العدالة والتنمية، إذا لم يعد الأخير بحاجة إلى دعمه في الانتخابات.
جدير بالذكر أن بهشالي سبق وأن انتقد الجدل المثار حول قاعدة 50+1 الانتخابية في كلمة ألقاها في 23 نوفمبر/ تشرين الثاني عام 2021 خلال اجتماع كتلة الحزب بالبرلمان.
وأكد بهشالي آنذاك أن قاعدة 50+1 الانتخابية أقرها الشعب عبر التعديلات الدستورية وأن شرط حصول الرئيس على 50+1 من الأصوات المتبع في 99 دولة هو قاعدة دستورية، وأضاف قائلا: “القاعدة الأخرى في انتخاب الشعب لرئيسه هي قاعدة 40+1 المتبعة بكل من الأرجنتين وكوستاريكا وبوليفيا، لكن القاعدة الأساسية في كل الدول التي تنتخب رئيسها هو الحصول على الغالبية المطلقة من الأصوات”.
وصرح بهشالي أن طرح هذا الأمر للنقاش سيؤدي لانعدام الثقة بالنظام، قائلا: “نرى أن ما سيصب في صالح النظام الرئاسي فيما يخص هذه القاعدة أنها ستعزز التوافق بين الأحزاب، وقاعدة 40+1 التي تعني التراجع عن هذا الأمر سيصب في مصلحة الجهات الأخرى”.
هذا ومن المنتظر أن يجتمع أردوغان مع بهشالي يوم الخميس القادم لبحث احتمال تعديل قاعدة 50+1 الانتخابية.
Tags: تركيادولت بهشاليقاعدة 40+1قاعدة 50+1المصدر: جريدة زمان التركية
كلمات دلالية: تركيا قاعدة 40 1 قاعدة 50 1
إقرأ أيضاً:
القاعدة في جنوب آسيا.. استراتيجية التخفي بين الجماعات الإرهابية الإقليمية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
يواجه تنظيم القاعدة في جنوب آسيا أزمة وجودية غير مسبوقة، إذ أجبرته الضغوط الأمنية المتزايدة والضربات النوعية التي استهدفت قياداته على التحول إلى العمل السري، والاحتماء تحت مظلة جماعات إرهابية إقليمية أكثر نشاطًا مثل حركة طالبان باكستان.
التنظيم بين الضغوط الأمنية والتحالفات الجديدة
منذ مقتل زعيمه أيمن الظواهري في غارة أمريكية على كابول في أغسطس 2022، والتنظيم يعاني من فقدان القيادة والتشتت العملياتي. ومع تزايد الضربات الاستخباراتية والعسكرية، اضطر فرع القاعدة في شبه القارة الهندية إلى اللجوء إلى المناطق الحدودية الوعرة بين أفغانستان وباكستان، حيث عزز تحالفاته مع جماعات أخرى لضمان استمراره.
ووفقا لتقرير صادر عن الأمم المتحدة في فبراير، فإن التنظيم وسع تعاونه مع حركة طالبان باكستان، التي نفذ معها عمليات مشتركة تحت راية حركة الجهاد الباكستانية، مما يعكس نمطًا متزايدا من الاندماج بين الحركات الإرهابية الإقليمية.
دور القاعدة في العمليات الإرهابية الإقليمية
بحسب تقارير أمنية منشورة فإن كبار قادة القاعدة أقروا تقديم دعم مباشر لحركة طالبان باكستان، بما في ذلك تدريب 15 قائدا للمشاركة في هجمات داخل الأراضي الباكستانية. كما وفر التنظيم مقاتلين لدعم عمليات الحركة، لا سيما في هجوم تشيترال في سبتمبر 2023.
وفي خطوة تكتيكية أخرى، أمرت قيادة القاعدة في يوليو 2023 بالتخلي عن المركبات الخاصة بها لصالح طالبان باكستان، في محاولة للتهرب من الاستهداف الأمريكي.
محاولات الاندماج ومحدودية التأثير
شهدت السنوات الأخيرة اندماج عدة جماعات إرهابية باكستانية مرتبطة بالقاعدة داخل حركة طالبان باكستان، من أبرزها جماعة أمجد فاروقي في محاولة لتعزيز النفوذ في مواجهة تراجع القدرات اللوجستية للقاعدة.
لكن رغم هذه المحاولات، لا تزال قدرة القاعدة على شن عمليات مستقلة محدودة، حيث تعاني من فقدان الموارد البشرية والمالية، بجانب الاستهداف المستمر من قبل الأجهزة الأمنية.
تراجع النفوذ: هل انتهت القاعدة؟
يؤكد المراقبون والخبراء أن مقتل الظواهري لم يكن مجرد ضربة رمزية، بل أدى إلى انحسار نفوذ التنظيم في المنطقة بشكل واضح. فبخلاف الخسائر القيادية، فإن الاستهداف المستمر لعناصره، مثل اعتقال القيادي البارز أمين الحق في 2024، قلل من قدرته على إعادة التموضع.
وفيما تحاول القاعدة الحفاظ على وجودها عبر دعم الجماعات الإرهابية الإقليمية، فإن استراتيجيتها باتت دفاعية أكثر منها هجومية، ما يعكس حجم التراجع الذي أصاب التنظيم مقارنة بسنواته السابقة.
في النهاية يمكننا القول أن القاعدة في جنوب آسيا تعيش مرحلة حرجة، حيث تتحول من لاعب رئيسي في المشهد الإرهابي إلى مجرد داعم لجماعات أخرى. ورغم محاولاتها المستميتة للحفاظ على نفوذها عبر التحالفات، فإن مستقبلها يظل مرهونا بقدرتها على التكيف مع الضغوط الأمنية المتزايدة، والتي تجعل من استمرارها تحديًا صعبًا في ظل البيئة الأمنية المشددة.