البوابة نيوز:
2025-04-28@23:18:44 GMT

البابا فرنسيس يروي مغارة عيد الميلاد في كتاب

تاريخ النشر: 21st, November 2023 GMT

يروي البابا فرنسيس مغارة عيد الميلاد في كتاب صدر في ٢١ نوفمبر ويحتوي النص على مقدمة بقلم البابا فرنسيس وسلسلة من النصوص والتأملات والخطب والعظات التي خصصها البابا للمغارة وشخصياتها خلال حبريّته. وانطلاقًا من الشخصيات والعناصر التي نراها في المغارة والتي رافقت أيضًا أعياد الميلاد التي عاشها الأب الأقدس منذ الطفولة - يسوع، مريم، يوسف، الملائكة، الرعاة، المجوس، النجم، المزود - يدعونا البابا فرنسيس لكي نكتشف بشكل أعمق وأكثر حميمية معنى هذا الحدث الخالد: محبة الله التي تقدم نفسها لكل إنسان في صغر، وفقر، وحنان طفل.

كتب البابا فرنسيس في مقدمة الكتاب أردت مرتين أن أذهب لزيارة غريتشو. في المرة الأولى لكي أتعرّف على المكان الذي اخترع فيه القديس فرنسيس الأسيزي مغارة الميلاد، الأمر الذي طبع طفولتي أيضًا: في منزل والديّ في بوينس آيرس، لم تغب علامة عيد الميلاد هذه أبدًا، حتى قبل الشجرة. أما في المرة الثانية فقد عدت طواعية إلى ذلك الموقع، في مقاطعة رييتي، لكي أوقع الرسالة الرسولية "Admirabile signum" حول معنى وأهمية مغارة الميلاد اليوم. في كلتا المناسبتين، شعرت بتأثُّر مميّز ينبعث من المغارة حيث يمكنك الاستمتاع بلوحة جدارية من العصور الوسطى تصور ليلة بيت لحم وليلة غريتشو، وضعمها الفنان كما لو كانتا متوازيين.

تابع البابا يقول يدفعني التأثُّر أمام ذلك المشهد إلى التعمق أكثر في السر المسيحي الذي يحب أن يختبئ داخل ما هو صغير. في الواقع، يبقى تجسد يسوع المسيح هو قلب وحي الله، حتى لو أننا ننسى بسهولة أن ظهوره كان خفيًا للغاية لدرجة أنه لا يمكن لأحد أن يلاحظه. إنَّ الصِغر في الواقع، هو الدرب إلى اللقاء بالله، وفي منقوشة تذكارية للقديس إغناطيوس دي لويولا نجد ما يلي: "Non coerceri amaximo, sed contineri a minor, divinum est". من الإلهي أن تكون لديك مُثُل لا يحدّها أي شيء موجود، ولكن مُثُل موجودة ومعاشة في أصغر الأشياء في الحياة. باختصار، لا يجب أن نخاف من الأشياء الكبيرة، وإنما علينا أن نمضي قدمًا ونأخذ في عين الاعتبار الأشياء الصغيرة.

أضاف يقول هذا هو السبب الذي من أجله يصبح الحفاظ على روح المغارة غوصًا سليمًا في حضور الله الذي يتجلى في أشياء يومية صغيرة، مبتذلة ومتكررة في بعض الأحيان. أن نعرف أن نتخلى عما يغوي، ويقودنا إلى طريق سيئ، لكي نفهم ونختار دروب الله، هي المهمة التي تنتظرنا. في هذا الصدد، يشكّل التمييز عطية عظيمة، ويجب ألا نكل أبدًا من طلبه في الصلاة. إنَّ الرعاة في المغارة هم الذين يقبلون مفاجأة الله ويختبرون اللقاء معه بذهول، ويعبدونه: في الصغر يتعرفون على وجه الله. نحن جميعًا نميل إنسانيًا إلى البحث عن العظمة، ولكن أن نجدها حقًّا هي عطية: أن نعرف كيف نجد العظمة في ذلك الصغر الذي يحبه الله كثيرًا. في كانون الثاني يناير ٢٠١٦، التقيت بشباب رييتي في واحة الطفل يسوع، فوق مزار مغارة الميلاد.

 لقد ذكّرتهم، واليوم أذكر الجميع، أنه في ليلة عيد الميلاد هناك علامتان ترشداننا في التعرف على يسوع: الأولى هي السماء المليئة بالنجوم. نجوم كثيرة، لا حصر لها، ولكن من بينها جميعًا يبرز نجم خاص، ذلك الذي دفع المجوس لكي يتركوا بيوتهم ويبدؤوا رحلة لم يعرفوا إلى أين ستقودهم. يحدث هذا أيضًا في حياتنا: في لحظة معينة، يدعونا "نجم" خاص لكي نأخذ قرار، ونقوم بخيار، ونبدأ مسيرة. وبالتالي علينا أن نطلب بقوة من الله أن يجعلنا نرى ذلك النجم الذي سيقودنا نحو ما هو أكثر من عاداتنا، لأن ذلك النجم سيقودنا إلى التأمل بيسوع، ذلك الطفل الذي ولد في بيت لحم والذي يريد سعادتنا الكاملة.

تابع البابا يقول في تلك الليلة التي تقدست بميلاد المخلص نجد علامة قوية أخرى: صغر الله، فالملائكة تدلُّ للرعاة على طفل مولود في المذود. إنها ليست علامة على القوة أو الاكتفاء الذاتي أو الفخر. لا، إنَّ الله الأزلي يختفي في إنسان أعزل، ووديع، ومتواضع.

 لقد تنازل الله لكي نتمكن من أن نسير معه ولكي يتمكن من أن يقف إلى جانبنا، وليس فوقنا وبعيدًا عنا. الدهشة والتعجب هما الشعوران اللذان يثيران الجميع، صغارًا وكبارًا، أمام المغارة التي تشبه الإنجيل الحي الذي يفيض من صفحات الكتاب المقدس. لا يهمُّ كيف تُشيِّد مغارة الميلاد، يمكنها أن تكون هي نفسها دائمًا أو أن تتغير كل عام؛ ما يهم هو أن تتحدث إلى الحياة.

أضاف يقول يصف أول كاتب سيرة للقديس فرنسيس، توماسو دا شيلانو، ليلة عيد الميلاد عام ١٢٢٣، والتي نحتفل هذا العام بالذكرى المئوية الثامنة لها. عندما وصل القديس فرنسيس، وجد المذود مع التبن والثور والحمار. وأظهر المتجمعون فرحة لا توصف، لم يسبق لها مثيل، أمام مشهد عيد الميلاد. ثم احتفل الكاهن على المذود بالإفخارستيا، موضحًا العلاقة بين تجسد ابن الله والإفخارستيا. وفي تلك المناسبة، في غريتشو، لم يكن هناك أي تمثال: بل كوّن مغارة الميلاد وعاشها جميع الذين كانوا حاضرين هناك.

وختم البابا فرنسيس بالقول أنا متأكد من أن المغارة الأولى، التي قامت بعمل بشارة عظيم، يمكنها أن تكون اليوم أيضًا فرصة لكي تولِّد الدهشة والتعجب. وهكذا فإن ما بدأه القديس فرنسيس ببساطة تلك العلامة يبقى حتى يومنا هذا، كشكل حقيقي لجمال إيماننا.

 

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: أقباط البابا فرنسیس عید المیلاد

إقرأ أيضاً:

الصرخةُ.. سلاحُ الوعيِ الذي أرعبَ الأساطيلَ

 

 

حينَ صرخَ الشهيد القائد السيدُ القائدُ حسين بدر الدين الحوثي ـ رضوانُ الله عليه ـ في وجهِ المستكبرين، لم تكنْ صرخةً عبثية، ولا شعارًا لحظيًّا، بل كانت استبصارًا قرآنيًّا عميقًا لطبائعِ الصراعِ، واستشرافًا استراتيجيًّا لمآلاتِ الهيمنةِ الأمريكية.
لم يكنْ مجردَ هتافٍ، بل إعلانُ تموضعٍ حضاريٍّ في معسكرِ المستضعفين، وبدايةُ مشروعٍ قرآنيٍّ متكاملٍ يواجهُ الهجمةَ العالميةَ بكلِّ أدواتِ المواجهةِ الممكنةِ: النفسيةِ، والعسكريةِ، والسياسيةِ، الاقتصاديةِ، والثقافيةِ.
الصرخةُ كفعلٍ عسكريٍّ ونفسيٍّ:
قال رضوان الله عليه: «دعوا الشعبَ يصرخْ في وجهِ الأمريكيين، وسترون أمريكا كيف ستتلطف لكم… هي الحكمة، ألسنا نقول: إن الإيمانَ يماني، والحكمةُ يمانية؟».
لقد وعى الإمامُ القائدُ طبيعةَ الصراعِ ومفاتيحَه النفسية والسياسية والعسكرية، فحوّل شعار
«الله أكبر، الموت لأمريكا، الموت لإسرائيل، اللعنة على اليهود، النصر للإسلام» إلى سلاحٍ نفسيٍّ ووجدانيٍّ وميدانيٍّ، غيّر موازينَ الوعي في الأمة.
لقد أثبتتِ التجربةُ أنَّ الحربَ اليومَ لم تَعُدْ حربَ ميادينَ فقط، بل هي حربُ عقولٍ وأعصابٍ وإرادات.
ولأنّ أمريكا وحلفاءَها يدركونَ أن الهيمنةَ تبدأُ من كسرِ العزائمِ وتطويعِ النفوسِ، كانت الصرخةُ ـ بما تحملهُ من شحنةِ وعيٍ وعقيدةٍ وثبات ـ حربًا معاكسةً تضربُ في العمقِ النفسيّ للعدو، وتفكّكُ بنيتَهُ الإعلاميةَ والمعنويةَ.
فمنذ أن رفعت الصرخةُ، لم تستطعِ الدعايةُ الأمريكيةُ أن تُقنعَ الشعوبَ بعدالةِ مشاريعها، ولا أن تصِمَ أنصارَ الله بالإرهاب، رغمَ سيلِ التهمِ والتضليلِ، لأنها أمامَ جدارِ شعارٍ نقيٍّ، لا يشوبهُ تطرّفٌ ولا يَقبلُ مساومة.
أن بُنيةِ الشعارِ ومفاعيلهِ العسكريةِ والنفسيةِ على ساحةِ الصراعِ الكونيِّ، أهان الاستكبار العالمي في فضح هشاشة القبة الحديدية.
الصرخةُ ومعادلةُ الردعِ البحرية:
في خضمِّ معركةِ الفتحِ الموعود، تحوّل الشعارُ من هتافٍ إلى تكتيك، ومن صوتٍ إلى صاروخ.
أغلقتِ الموانئُ، توقّفَ ممرُّ إيلات، وارتبكتْ حاملاتُ الطائرات، وسُحقتِ الهيبةُ الأمريكيةُ في البحرِ الأحمرِ وخليجِ عدن. ولأولِ مرةٍ في التاريخ، تقفُ البوارجُ الأمريكيةُ عاجزةً عن حمايةِ السفنِ الإسرائيليةِ، وتضطرُّ لمواجهةِ طائراتٍ مسيّرةٍ يمنيةٍ وصواريخَ باليستيةٍ ومجنحةٍ، بعضها فرطُ صوتيّ، انطلقتْ باسمِ الشعارِ، وبروحِ المشروعِ القرآنيّ.
الصرخةُ ومنظومةُ الدفاعِ الجوّي والمعركةُ النفسية:
معركة الثقافة والمصطلحات:
حينَ تحوّلتْ المعركةُ إلى السماءِ، وإسقاط 18 طائرة “إم كيو 9” أمريكي،22 طائرة أمريكية نوع (MQ-9 ) والأف-١٥ والأف-١٦، وسجّلَ أرقامًا غيرَ مسبوقةٍ في التصدي لطيرانِ العدوّ، كانت الصرخةُ هي الموجهَ الأخلاقيّ والعقائديّ للمقاتلِ اليمنيّ. هذا المقاتلُ لا يقاتلُ بدافعِ الأجرِ أو الثأرِ، بل بدافعِ الإيمانِ بالله، والبراءةِ من أمريكا، والولاءِ لمحورِ الحقّ. ومن هنا، فإنّ شعارَ الصرخةِ ـ كما أشار السيد القائد عبد الملك الحوثي، يحفظه الله، أنّ “الشعار” ليس مجرّد هتاف، بل سلاحٌ ثقافيٌّ وسياسيٌّ وعسكريٌّ في وجه قوى الاستكبار.
فهو يفضح الهيمنة الأمريكية، ويُعبّئ الأمة وعيًا ورفضًا للتبعية، ويُمهِّد لموقف عمليٍّ يُثمرُ في ميادين التصنيع العسكري والمواجهة.
ومن الشعار بدأت المسيرة، وبالشعار تستمر حتى تحرير القدس.
مكاسبُ الصرخةِ:
وضوحُ العدوِّ، وكشفُ العملاء، لقد كشفتِ الصرخةُ زيفَ الديمقراطيةِ الغربية، وأظهرتْ أنظمةَ التطبيعِ على حقيقتِها، وأسقطتِ الأقنعةَ عن وجوهِ التبعيةِ السياسيةِ والثقافيةِ والاقتصادية.
فضحتْ الحركاتِ التكفيريةَ التي تحرّكت في سورية وصمتتْ في فلسطين، وعرّتْ العقيدةَ القتاليةَ الغربيةَ التي لا تعرفُ الشرفَ ولا تعرفُ القدس وعندما نقضت أمريكا الفيتو في مجلس الأمن، طبقت الصرخة الفيتو في البحر الأحمر.
الصرخةُ والبراءةُ:
من شعائرِ الحجِّ إلى شعائرِ الجهاد من رميِ الجمراتِ في منى، إلى قصفِ السفنِ في بابِ المندب، تتجلّى الحكمةُ اليمانيةُ في أوضحِ صورِها. فالصرخةُ ليستْ إلا امتدادًا لشعيرةِ البراءةِ التي أُمرنا بها في التوبةِ:
(براءةٌ من اللهِ ورسولِه إلى الذين عاهدتم من المشركين).
وكما نرمي الجمراتِ إعلانًا للعداءِ مع إبليس، نرمي الصواريخَ والمسيراتِ براءةً من الشيطانِ الأكبر، لقد جاءَ هذا الشعارُ متّصلًا بشعائرِ الله، تمامًا كالرجمِ في مِنى، حيثُ يرمي الحجيجُ الشيطانَ رمزًا للبراءة والمواجهة، وهكذا هي الصرخة، رجمٌ للشيطانِ الأكبرِ أمريكا، وقطعٌ لعهدِ التبعية، وإعلانُ سخطٍ دائمٍ في وجهِ الطغيان.
إنها صلةٌ إيمانيةٌ باللهِ تجعلنا أقوياء، وتجعلُ عدوَّ اللهِ ضعيفًا ومرتبكًا أمام ثباتنا.
الصرخةُ والقضيةُ المركزية:
حينَ ارتبطَ الشعارُ بفلسطين، دوَّى في أصقاع الكوكب لتصبح صرخة عالمية.
عندما ارتبطتِ الصرخةُ، شعارُ المشروعِ القرآني، بالقضيةِ المركزيةِ للأمةِ ـ فلسطين ـ تحوّلتْ من مجرّدِ شعارٍ يمنيٍّ إلى صرخةٍ أمميةٍ تتردّدُ في مساجدِ طهران، وساحاتِ بغداد، وجبالِ لبنان، وأزقةِ غزّة، ومدنِ الجنوبِ الأفريقي، وبلدانِ أميركا اللاتينية.
لقد أصبحتِ الصرخةُ رايةً تحتمي بها قلوبُ المحرومينَ، ويتسلّحُ بها كلُّ مستضعفٍ في وجهِ الطغاةِ والمحتلين.
فحيثُ وُجِدَ الظلمُ، يجبُ أن تُرفَعَ الصرخة، وحيثُ وُجِدَ الاستكبارُ، لا بدّ أن يُسمَعَ صوتُ البراءةِ في وجهِه.
وهكذا، لم تعُد الصرخةُ ملكًا لجغرافيا محددة، بل صارتِ الميثاقَ الثوريَّ للأحرار، والدستورَ الأخلاقيَّ للمقاومين، والبوصلةَ التي تُشيرُ دومًا إلى القدسِ، مهما حاولَ المطبّعونَ تشويهَ الطريق.

مقالات مشابهة

  • العشاء الذي أسهم في إنقاذ أوروبا
  • صاحب تريند إطعام الكلاب يروي قصة الفيديو: بدأت بسبب قطة عمياء.. فيديو
  • دعاء الذي يقال عند بلوغ سن الاربعين
  • ما الذي نعرفه عن عائلة البابا فرنسيس؟ ومن حضر تشييعه منهم؟
  • فهد بن معيان يروي تفاصيل ضرب والدته له بسبب كتاب شمس المعارف .. فيديو
  • الصرخةُ.. سلاحُ الوعيِ الذي أرعبَ الأساطيلَ
  • الجامع الأزهر: كتاب الله وسنة نبيه ليست مضماراً لأغراض دنيوية
  • جنازة البابا فرنسيس.. دعوات للصلاة من أجل راحة نفسه
  • إقامة قداس البابا فرنسيس وسط مشاركة مختلف أنحاء العالم
  • الله أوحى به لرجل فقير قصة انتخاب البابا فرنسيس كما لم تُروَ من قبل