عربي21:
2024-12-19@04:34:51 GMT

عقليات بلفورية

تاريخ النشر: 21st, November 2023 GMT

يبدو أن الكيان الصهيوني يعتمد كليا على عقلية تستند إلى مبدأ "وعد بلفور" الذي قدّمه وزير الخارجية البريطاني "آرثر جيمس بلفور"، والمتعلق بإقامة وطن قومي لليهود في فلسطين، فقد اشتهر عن هذا الوعد بأنه "وعد من لا يملك لمن لا يستحق"، إذ إنه قفز على المعطيات الموجودة في الواقع، وتعامل مع أرض فلسطين باعتبارها فارغة من السكان، وبالتالي يمكنه منحها لمن يريد.



شيء من هذا القبيل يحدث حاليا في العدوان الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة، فالمسؤولون الإسرائيليون ومن ورائهم الولايات المتحدة، يتجاهلون المعارك الضارية التي تجري حاليا في غزة بين جيش الاحتلال وفصائل المقاومة الفلسطينية، ويتحدثون عن مستقبل غزة "ما بعد حماس"، وكأنهم تمكنوا من تحقيق أهدافهم ولم يتبق سوى مناقشة الخطوات التالية، رغم أن إسرائيل لم تستطع تحقيق أي من أهدافها المعلنة حتى الآن؛ فلم تهزم حماس ولم تقض عليها، ولم تقتل أيا من قادتها، ولم تستعد أسراها.

لكن يبدو أن طريقة التفكير هذه مسيطرة بشدة على مسؤولي الكيان، لدرجة أن الأمر وصل إلى حدوث خلافات علنية في وجهات النظر بين واشنطن وتل أبيب حول هذا الأمر الذي لم يحسم بعد. فبينما تحدث وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن عن تولي السلطة الفلسطينية إدارة قطاع غزة والضفة الغربية "في اليوم التالي للقضاء على "حماس"، يرفض رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو هذه الفكرة، مبديا إصراره على استمرار تل أبيب في السيطرة على الأمن في غزة، قائلا إن السلطة الفلسطينية بشكلها الحالي لا ينبغي أن تتولى مسؤولية القطاع، ويضيف: "لن تكون هناك سلطة مدنية تعلم أبناءها القضاء على دولة إسرائيل، ولا يمكن أن تكون هناك سلطة تدفع رواتب عائلات القتلة". وتابع: "لا يمكن أن تكون هناك سلطة يرأسها شخص لم يدن المذبحة (في السابع من تشرين الأول/ أكتوبر)"، في إشارة لهجوم حماس. وقد أدت هذه التصريحات إلى تواصل إدارة البيت الأبيض مع مسؤولين إسرائيليين لطلب توضيح منهم بشأن ما يعنيه نتنياهو بكلامه.

لم يقتصر هذا الحديث على مستوى السياسة الخارجية الإسرائيلية، بل تخطاه إلى حد أنه أصبح محورا لنقاشات داخلية في إسرائيل، فقد كتب كل من رام بن باراك وداني دانون، النائبان بالكنيست، مقالا في صحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية، يقترحان فيه تشريد شعب غزة في جميع دول العالم، عن طريق استقبال كل بلد 10 آلاف فلسطيني وتوطينهم، مقابل حوافز ومبالغ مالية لتلك الدول، وهو ما يحل المشكلة من وجهة نظرهما!

وبغض النظر عن وقاحة هذا الاقتراح الذي يصدر عن مغتصبي الأرض الذين يتصرفون فيما لا يملكون، فإن المثير للسخرية أكثر كان رد فعل وزير المالية الإسرائيلي، اليميني المتطرف بتسلئيل سموتريتش، الذي أعرب عن تأييده لهذا الاقتراح وترحيبه به، قائلا إن "الهجرة الطوعية لسكان قطاع غزة إلى دول العالم هي الحل الإنساني الصحيح"، بعدما وصفها بأنها "75 عاما من اللجوء والفقر والمخاطر"، دون أن يسترسل ويتحفنا بالكشف عن الجهة التي تسببت في "اللجوء والفقر والمخاطر" للشعب الفلسطيني طوال هذه العقود.

تبدو هذه النقاشات وكأنها تتم في كوكب آخر غير الذي نعيش فيه، من قبل مسؤولين يعانون من حالة إنكار، فموازين القوى على الأرض لم تتغير كثيرا حتى الآن، لكن الإصرار الغريب على الاستمرار في مثل هذه الأحاديث، يجعلنا نتساءل عما إذا كان هؤلاء يخفون عنا أخبار انتصارات ساحقة تمكنوا من تحقيقها على المقاومة في غزة، وأنهم ربما سيفاجئوننا بها في يوم من الأيام! وهو ما لا يوجد أي مظهر له حتى تاريخ كتابة هذه السطور.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه فلسطين الإسرائيلي غزة حماس إسرائيل فلسطين حماس غزة طوفان الاقصي مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة

إقرأ أيضاً:

البيت الأبيض: نقترب من التوصل إلى اتفاق بشأن غزة


صرح المتحدث باسم البيت الأبيض جون كيربي اليوم الثلاثاء، بأن المسؤولين الأمريكيين يعتقدون أن طرفي الصراع في غزة يقتربان من التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار وتبادل الأسرى.

وقال كيربي في مقابلة مع شبكة "فوكس نيوز": "نعتقد -وقال الإسرائيليون ذلك- أننا نقترب، ولا شك في ذلك، لكننا نتحلى بالحذر أيضا في تفاؤلنا… وصلنا إلى مثل هذا الوضع من قبل ولم نتمكن من الوصول إلى خط النهاية".

هذا وأكدت حركة "حماس" الفلسطينية، أن العاصمة القطرية الدوحة تشهد اليوم مباحثات جادة وإيجابية برعاية مصرية قطرية بشأن وقف إطلاق النار في قطاع غزة، موضحة أن التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار أمر ممكن إذا توقفت إسرائيل عن وضع شروط جديدة.

وقالت "حماس" في بيان اليوم "تؤكد حركة المقاومة الإسلامية حماس أنه وفي ظل ما تشهده الدوحة اليوم من مباحثات جادة وإيجابية برعاية الإخوة الوسطاء القطري والمصري فإن الوصول إلى اتفاق لوقف إطلاق النار وتبادل الأسرى ممكن إذا توقف الاحتلال عن وضع شروط جديدة".

ونقلت وكالة "رويترز" عن مصادر وصفتها بـ "المطلعة" اليوم الثلاثاء، أن رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، توجه إلى القاهرة لإجراء محادثات مع المسؤولين المصريين حول وقف إطلاق النار في قطاع غزة.

وأفادت المصادر بأن التوقيع على الاتفاق قد يتم خلال الأيام القليلة المقبلة، فيما أكدت قناة "القاهرة الإخبارية" المقربة من السلطات المصرية أن هناك جهودًا مصرية قطرية مكثفة للتوصل إلى اتفاق مع جميع الأطراف.

ورغم هذه التطورات، لم يصدر حتى الآن تأكيد رسمي من إسرائيل حول زيارة نتنياهو للقاهرة، إذ نفى الناطق باسم رئيس الحكومة "وجود نتنياهو في القاهرة"، رافضا التعليق على ما إذا كان قد توجه إليها أو يعتزم ذلك.

وفي سياق متصل، وجهت مصر دعوة للرئيس الفلسطيني، محمود عباس، لعقد مباحثات موسعة في القاهرة حول تطورات الأوضاع في الأراضي الفلسطينية المحتلة، بحسبما أفادت صحيفة "العربي الجديد" نقلا عن مصادر مطلعة.

وذكرت الصحيفة أن المحادثات مع الرئيس الفلسطيني ستتناول محورين أساسيين؛ الأول يتعلق بالمبادرة المصرية لتشكيل لجنة الإسناد المجتمعي لإدارة قطاع غزة، وسط رفض من عباس وموافقة من حماس والفصائل الفلسطينية.

والمحور الثاني المتوقع في محادثات عباس في القاهرة، سيتركز حول تطورات الأوضاع في الضفة الغربية في ظل التصعيد الإسرائيلي المتواصل منذ بدء الحرب على قطاع غزة في السابع من أكتوبر 2023.

وتأتي زيارة عباس المرتقبة بعد أيام من زيارة خاطفة للعاهل الأردني عبد الله الثاني إلى القاهرة، حيث بحث مع الرئيس المصري تطورات الضفة الغربية والضغوط على الأردن للقبول بالمخططات الإسرائيلية.

مقالات مشابهة

  • جيش الاحتلال يعلن اعتراض الصاروخ الذي تم إطلاقه من اليمن
  • شاهد: هليفي : نضغط على حماس حتى نتمكن من إعادة 100 رهينة
  • تجنيد آلاف المقاتلين الجدد.. حماس تطور استراتيجياتها
  • الرئيس الإسرائيلي يلتقي مبعوث ترامب لبحث وقف الحرب في غزة
  • البيت الأبيض: نقترب من التوصل إلى اتفاق بشأن غزة
  • مفاوضات غزة – تفاصيل الاتفاق الذي سينفذ على 3 مراحل
  • الاحتلال يمضي قدما في خطة الجنرالات
  • لابيد: لا يجب أن يبقى الجيش الإسرائيلي في قطاع غزة
  • حماس: العدو الصهيوني يُمعن في حرب الإبادة الوحشية بغزة
  • قيادي في حماس: اتفاق التهدئة في قطاع غزة بات أقرب من أي وقت مضى