ورد بمقال في صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية أن اعتداءات المستوطنين اليهود التي تزداد عنفا يوما بعد يوم على القرى في الضفة الغربية، أجبرت ما لا يقل عن 16 تجمعا سكانيا فلسطينيا، تضم أكثر من ألف شخص، على الفرار من منازلهم منذ هجوم مقاتلي كتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) على إسرائيل في السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي.

ووفقا لمكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، فقد شن المستوطنون الإسرائيليون أكثر من 250 هجوما في الضفة الغربية. وحتى الآن، استشهد 200 فلسطيني، 8 منهم على يد المستوطنين والآخرون خلال اشتباكات مع القوات الإسرائيلية.

وفي المقال بالصحيفة الأميركية، روى علي عوض -وهو كاتب فلسطيني مقيم بالضفة الغربية- جانبا من معاناة عائلته وأهالي قريته طوبا جنوب مدينة الخليل ويقطنها 80 فلسطينيا.

الهجمات ازدادت كثافة

وقال إنهم ظلوا على مر السنين يعانون من هجمات المستوطنين الإسرائيليين المتكررة على قريتهم "لإجبارنا على مغادرة أرضنا"، مضيفا أن هذه الهجمات ازدادت كثافة منذ هجوم حماس على إسرائيل الشهر الماضي، حتى أنه لم يعد يعرف إلى متى سيكون هو وبقية السكان قادرين على العيش فيها.

ودرج المستوطنون -تحت ستار الحرب الجارية على قطاع غزة– على اقتحام قرى الضفة الغربية، وتهديد الفلسطينيين، وهدم بيوتهم، واستهداف مصادر رزقهم.

واسترسل عوض في سرد الحوادث التي تعرض لها أهالي قريته والقرى المجاورة الأخرى، قائلا: "كان المستوطنون يداهمون المنازل ويضايقوننا بلا هوادة، وأحيانا عدة مرات في اليوم".

وبعد أقل من أسبوع من الحرب، وفقا لمقطع فيديو نشرته منظمة حقوق الإنسان الإسرائيلية "بتسيلم"، جاء مستوطن مسلح إلى قرية التواني في تلال جنوب الخليل، واقترب من مجموعة من الفلسطينيين العزل الذين كانوا يسيرون بعد صلاة الجمعة وأطلق النار عليهم، وأكد عوض ذلك في مقاله.

أجبروهم على رفع الأعلام الإسرائيلية

ونسب إلى قرويين القول إن المستوطنين هددوا بإطلاق النار على السكان إذا لم يخلوا منازلهم خلال 24 ساعة. وفي 30 أكتوبر/تشرين الأول، أضرم المستوطنون النار في عدة منازل في خربة الصفاي، وهي قرية تبعد أقل من ميل إلى الشرق من طوبا.


وحكى الصحفي الفلسطيني أن أهالي قرية أم الخير المجاورة لقريته، أبلغوا نشطاء حقوق الإنسان أن مستوطنين مسلحين يرتدون الزي العسكري احتجزوا الناس هناك تحت تهديد السلاح وأجبروهم على إدانة حماس وتوعدوهم بالقتل إذا لم يرفعوا الأعلام الإسرائيلية في القرية.

ويوضح عوض أن الهجمات التي يتعرضون لها هي جزء من سلسلة طويلة من المحاولات لإجبارهم على مغادرة منازلهم، وأن التهديد لا يقتصر على المستوطنين فقط، بل حاولت الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة أيضا التخلص منهم على مدى العقود الماضية.

وذكر عوض أن الجيش الإسرائيلي صنّف قريته، وقرى أخرى في منطقة مسافر يطا، على أنها أرض مخصصة للتدريبات العسكرية تسمى "ميدان الرماية 918". ولفت إلى أن هناك وثيقة حكومية تشير إلى وجود نية لتهجير السكان الذين يعيشون هناك.

أساليب متعددة

وتابع بأن إسرائيل جربت مختلف الأساليب لإجبارهم على المغادرة، "بما في ذلك سن سياسات تمنعنا من بناء منازل في قريتنا وعدم السماح لنا بالارتباط بشبكة الكهرباء الرئيسية أو البنية التحتية للمياه".

وأعرب عن اعتقاده بأن المستوطنين القاطنين بالقرب من قريته هم الذين طعنوا عمه، واعتدوا على أبناء عمومته بالحجارة، وأضرموا النار في مخزون علف يكفي قطعان أغنامهم لمدة عام.

وقال إن المحكمة العليا في إسرائيل أصدرت حكما العام الماضي يسمح للدولة بإجلاء حوالي 1200 فلسطيني من ديارهم، بمن فيهم سكان قريته.

وأردف بأنهم ظلوا صامدين في وجه الضغوط التي تمارس عليهم، ورفضوا التخلي عن أرضهم ونمط حياتهم. لكنه أضاف بنبرة حزينة، أن هجمات المستوطنين نالت في الأسابيع الأخيرة من عزيمتهم، و"لطالما شعرنا دوما أن تصرفات الجيش، بهدمه منازلنا، ومنعنا من حرية الحركة، كانت على ارتباط وثيق بمضايقات المستوطنين".

المستوطنون والجيش كيان واحد

ومع بدء الحرب قبل أكثر من شهر، بدا وكأن المستوطنين والعسكر قد اندمجوا في كيان واحد. "فالمستوطنون الذين عرفنا من سنوات مضايقاتهم في قرانا، تحولوا فجأة إلى جنود في قوات الاحتياط أو فرق الأمن المدنية التابعة لوزير الأمن القومي إيتمار بن غفير".

ويبدو أن جنود الاحتياط الجدد في المنطقة -والكلام ما يزال للصحفي الفلسطيني- يتلقون الآن أوامرهم من جنود المستوطنين المحليين أو فرق الأمن، حيث يُسيِّرون دوريات مشتركة في القرى الفلسطينية.

وكشف كاتب المقال عن أن وزراء الحكومة الإسرائيلية يعملون على تأجيج النيران. وفي الأسابيع الخمسة الأخيرة وحدها، اضطر سكان 5 قرى في تلال جنوب الخليل إلى حزم أمتعتهم والفرار من منازلهم.

وإذا لم يتغير الوضع، يقول عوض، إنه يخشى أن الدور المقبل سيكون على قريته طوبا.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: الضفة الغربیة

إقرأ أيضاً:

"أطباء بلا حدود" تدين تصعيد هجمات إسرائيل بالضفة الغربية

أدانت منظمة أطباء بلا حدود "تزايد أعمال العنف" التي يمارسها الجيش الإسرائيلي ومستوطنون يهود ضد فلسطينيين في الضفة الغربية.

ومنذ بدء الحرب على غزة، قتل 870 فلسطينياً وجرح أكثر من 7100 آخر في الضفة الغربية، وفقاً لتقرير المنظمة "إلحاق الأذى والحرمان من الرعاية".

وذكرت المنظمة أن إسرائيل "تعمل بشكل ممنهج على تقويض الرعاية الصحية في الأراضي المحتلة".

وقال بريس دو لو فاني، منسق المساعدات الطارئة في المنظمة: "يموت مرضى فلسطينيون فقط لأنهم لا يستطيعون الوصول إلى المستشفيات"، موضحاً أن القوات الإسرائيلية توقف سيارات الإسعاف التي تحمل مرضى في حالة حرجة عند نقاط التفتيش، كما يجرى محاصرة مرافق طبية وتفتيشها، ويتعرض العاملون في المجال الطبي للعنف.

أطباء بلا حدود: الضفة الغربية تشهد منذ 7 تشرين الأول 2023 تصعيدا في أعمال العنف وتوغلات عسكرية إسرائيلية مطولة https://t.co/fWN55y8lxM #Lebanonfiles #Lebanonnews #Lebanon #لبنان @lebanonfile

— LebanonFiles (@lebanonfile) February 6, 2025

وأشار التقرير إلى أن العديد من الفلسطينيين يخشون التنقل في أنحاء الضفة الغربية أيضا بسبب "الهجمات العنيفة" التي يشنها مستوطنون يهود متطرفون. وأحصت منظمة الصحة العالمية ما مجموعه 657 اعتداء على نظام الرعاية الصحية في الضفة في الفترة ما بين 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023 و4 فبراير (شباط)2025.

ومنذ الشهر الماضي صعد الجيش الإسرائيلي تصديه لمسلحين فلسطينيين، خاصة في شمال الضفة الغربية. وذكر أنه تم قتل نحو 55 شخصاً واعتقل 380 آخرين. وكان من بين القتلى أيضاً قصر.

#متابعة | منظمة "أطباء بلا حدود":

- تصاعد وتيرة العنف الشديد في الضفة مُنذ تطبيق وقف إطلاق النار في غزة أمر غير مقبول.

- الاحتلال الإسرائيلي دمّر 23 مبنى من خلال تنفيذ هجمات عدة متزامنة في مخيم جنين للاجئين شمال الضفة الغربية.

— المركز الفلسطيني للإعلام (@PalinfoAr) February 6, 2025

وشكت منظمة "أطباء بلا حدود" من استمرار تدهور الوضع في الضفة الغربية، خاصة منذ وقف إطلاق النار في قطاع غزة في 19 يناير (كانون الثاني) الماضي.

وأوضحت المنظمة في تقريرها أن الوضع "خطير" بشكل خاص في المناطق النائية، حيث لا يستطيع الأشخاص المصابون بأمراض مزمنة، مثل مرضى الكلى، الوصول إلى المرافق الصحية بسبب القيود المفروضة على التنقل.

مقالات مشابهة

  • متحدث فتح: إسرائيل تشن هجماتها مستمرة في الضفة الغربية
  • متحدث «فتح»: إسرائيل تسعى لتجريد الضفة الغربية من مقومات الحياة
  • «فتح»: إسرائيل تسعى لتجريد الضفة الغربية من مقومات الحياة
  • أستاذ علاقات دولية: إسرائيل تسعى لتحقيق حلم الاستيطان وضم الضفة الغربية (حوار)
  • المتحدث باسم «فتح»: إسرائيل تسعى لتجريد الضفة الغربية من مقومات الحياة
  • "أطباء بلا حدود" تحذر من تدهور النظام الصحي في الضفة الغربية جراء الهجمات الإسرائيلية
  • "أطباء بلا حدود" تدين تصعيد هجمات إسرائيل بالضفة الغربية
  • مصرع امرأتين ونزوح المئات جراء فيضانات بولاية كوينزلاند الأسترالية
  • أستراليا.. مصرع امرأتين ونزوح المئات جراء فيضانات بولاية كوينزلاند
  • تفاصيل وأهداف عملية السور الحديدي الإسرائيلية شمال الضفة الغربية