مقال بنيويورك تايمز: المستوطنون اليهود يجبرون المئات من فلسطينيي الضفة الغربية على ترك قراهم
تاريخ النشر: 21st, November 2023 GMT
ورد بمقال في صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية أن اعتداءات المستوطنين اليهود التي تزداد عنفا يوما بعد يوم على القرى في الضفة الغربية، أجبرت ما لا يقل عن 16 تجمعا سكانيا فلسطينيا، تضم أكثر من ألف شخص، على الفرار من منازلهم منذ هجوم مقاتلي كتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) على إسرائيل في السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
ووفقا لمكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، فقد شن المستوطنون الإسرائيليون أكثر من 250 هجوما في الضفة الغربية. وحتى الآن، استشهد 200 فلسطيني، 8 منهم على يد المستوطنين والآخرون خلال اشتباكات مع القوات الإسرائيلية.
وفي المقال بالصحيفة الأميركية، روى علي عوض -وهو كاتب فلسطيني مقيم بالضفة الغربية- جانبا من معاناة عائلته وأهالي قريته طوبا جنوب مدينة الخليل ويقطنها 80 فلسطينيا.
الهجمات ازدادت كثافةوقال إنهم ظلوا على مر السنين يعانون من هجمات المستوطنين الإسرائيليين المتكررة على قريتهم "لإجبارنا على مغادرة أرضنا"، مضيفا أن هذه الهجمات ازدادت كثافة منذ هجوم حماس على إسرائيل الشهر الماضي، حتى أنه لم يعد يعرف إلى متى سيكون هو وبقية السكان قادرين على العيش فيها.
ودرج المستوطنون -تحت ستار الحرب الجارية على قطاع غزة– على اقتحام قرى الضفة الغربية، وتهديد الفلسطينيين، وهدم بيوتهم، واستهداف مصادر رزقهم.
واسترسل عوض في سرد الحوادث التي تعرض لها أهالي قريته والقرى المجاورة الأخرى، قائلا: "كان المستوطنون يداهمون المنازل ويضايقوننا بلا هوادة، وأحيانا عدة مرات في اليوم".
وبعد أقل من أسبوع من الحرب، وفقا لمقطع فيديو نشرته منظمة حقوق الإنسان الإسرائيلية "بتسيلم"، جاء مستوطن مسلح إلى قرية التواني في تلال جنوب الخليل، واقترب من مجموعة من الفلسطينيين العزل الذين كانوا يسيرون بعد صلاة الجمعة وأطلق النار عليهم، وأكد عوض ذلك في مقاله.
أجبروهم على رفع الأعلام الإسرائيليةونسب إلى قرويين القول إن المستوطنين هددوا بإطلاق النار على السكان إذا لم يخلوا منازلهم خلال 24 ساعة. وفي 30 أكتوبر/تشرين الأول، أضرم المستوطنون النار في عدة منازل في خربة الصفاي، وهي قرية تبعد أقل من ميل إلى الشرق من طوبا.
وحكى الصحفي الفلسطيني أن أهالي قرية أم الخير المجاورة لقريته، أبلغوا نشطاء حقوق الإنسان أن مستوطنين مسلحين يرتدون الزي العسكري احتجزوا الناس هناك تحت تهديد السلاح وأجبروهم على إدانة حماس وتوعدوهم بالقتل إذا لم يرفعوا الأعلام الإسرائيلية في القرية.
ويوضح عوض أن الهجمات التي يتعرضون لها هي جزء من سلسلة طويلة من المحاولات لإجبارهم على مغادرة منازلهم، وأن التهديد لا يقتصر على المستوطنين فقط، بل حاولت الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة أيضا التخلص منهم على مدى العقود الماضية.
وذكر عوض أن الجيش الإسرائيلي صنّف قريته، وقرى أخرى في منطقة مسافر يطا، على أنها أرض مخصصة للتدريبات العسكرية تسمى "ميدان الرماية 918". ولفت إلى أن هناك وثيقة حكومية تشير إلى وجود نية لتهجير السكان الذين يعيشون هناك.
أساليب متعددةوتابع بأن إسرائيل جربت مختلف الأساليب لإجبارهم على المغادرة، "بما في ذلك سن سياسات تمنعنا من بناء منازل في قريتنا وعدم السماح لنا بالارتباط بشبكة الكهرباء الرئيسية أو البنية التحتية للمياه".
وأعرب عن اعتقاده بأن المستوطنين القاطنين بالقرب من قريته هم الذين طعنوا عمه، واعتدوا على أبناء عمومته بالحجارة، وأضرموا النار في مخزون علف يكفي قطعان أغنامهم لمدة عام.
وقال إن المحكمة العليا في إسرائيل أصدرت حكما العام الماضي يسمح للدولة بإجلاء حوالي 1200 فلسطيني من ديارهم، بمن فيهم سكان قريته.
وأردف بأنهم ظلوا صامدين في وجه الضغوط التي تمارس عليهم، ورفضوا التخلي عن أرضهم ونمط حياتهم. لكنه أضاف بنبرة حزينة، أن هجمات المستوطنين نالت في الأسابيع الأخيرة من عزيمتهم، و"لطالما شعرنا دوما أن تصرفات الجيش، بهدمه منازلنا، ومنعنا من حرية الحركة، كانت على ارتباط وثيق بمضايقات المستوطنين".
المستوطنون والجيش كيان واحدومع بدء الحرب قبل أكثر من شهر، بدا وكأن المستوطنين والعسكر قد اندمجوا في كيان واحد. "فالمستوطنون الذين عرفنا من سنوات مضايقاتهم في قرانا، تحولوا فجأة إلى جنود في قوات الاحتياط أو فرق الأمن المدنية التابعة لوزير الأمن القومي إيتمار بن غفير".
ويبدو أن جنود الاحتياط الجدد في المنطقة -والكلام ما يزال للصحفي الفلسطيني- يتلقون الآن أوامرهم من جنود المستوطنين المحليين أو فرق الأمن، حيث يُسيِّرون دوريات مشتركة في القرى الفلسطينية.
وكشف كاتب المقال عن أن وزراء الحكومة الإسرائيلية يعملون على تأجيج النيران. وفي الأسابيع الخمسة الأخيرة وحدها، اضطر سكان 5 قرى في تلال جنوب الخليل إلى حزم أمتعتهم والفرار من منازلهم.
وإذا لم يتغير الوضع، يقول عوض، إنه يخشى أن الدور المقبل سيكون على قريته طوبا.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: الضفة الغربیة
إقرأ أيضاً:
بعد موافقة إسرائيل على وقف إطلاق النار.. نائب الحزب يعلن: الأهداف الإسرائيلية سقطت!
أعلن عضو كتلة الوفاء للمقاومة حسن فضل الله، اليوم الثلاثاء في أوّل تصريح بعد مضي إسرائيل في إتفاق وقف إطلاق النار، أنّ "كل الأهداف الإسرائيلية سقطت على أعتاب الخيام وكفركلا وغيرها من القرى اللبنانية".وأكّد في كلامه للميادين، "نحن نمر في ليلة خطرة وحساسة ولكن لن يكون للاحتلال اليد العليا"، موضحاً أنّه "لا نتحدث عن مبالغات وإنما نتحدث عن صامدين فرضوا على العدو الإسرائيلي أن يأتي إلى وقف إطلاق النار".
وحول اليوم التالي للحرب، أشار فضل الله إلى أنّه "سيرفع أبناء الجنوب والبقاع والضاحية وكل مواطن شريف راية المقاومة والتحرير"، مؤكداً أنّه "لم يتحقق من الأهداف الإسرائيلية إلا التدمير والقتل ومحاولة بث الفوضى بين الناس في هذه الليلة".
وإعتبر أنّ "المقاومة حتى اليوم تركز على المنشآت العسكرية الإسرائيلية وعملياتها تتم من منطقة جنوب الليطاني"، معلناً أن "جيش الاحتلال بكل التكنولوجيا التي يملكها فشل في وقف عمليات المقاومة جنوب الليطاني".
وحول الشروط المفروضة في بنود الإتفاق، أوضح فضل الله أنّ "العدو لم يتمكن من فرض شروطه السياسية على مقاومتنا"، موكداً أن "الورقة التي وصلت لبنان ليست كالورقة التي خرجت".
أضاف: "قد يستطيع العدو بث الخوف في قلوب المدنيين لكن قيادة المقاومة قرارها واضح بالمواجهة حتى اللحظات الأخيرة"، معتبراً أنّه "نحن كلبنانيين وطنيين دورنا الأساسي هو الصمود والثبات ومنع العدو من تحقيق أهدافه".
أردف: "المقاومون يحققون إنجازاً تاريخياً للبنان والمنطقة ويقولون لـ"إسرائيل" نحن لسنا في عام 1948 أو 1967".
وعن دور الجيش اللبناني، أشار فضل الله إلى أن "الجيش موجود بين أهله في جنوب لبنان ونحن حريصون على الجيش وتماسكه".
وأوضح أن "المقاومة التي بذلت الدم كي تبقى الأرض حرة ستكون مع أهلها وعائلاتها في عودتهم إلى القرى والبلدات"، معتبراً أن "العاصمة بيروت التي كانت تحترق ولم ترفع الراية البيضاء عام 1982 سيعاد إعمارها كما غيرها من المناطق".
أضاف: "النصر يقاس بتحقيق الأهداف بمعزل عن المصطلحات التي تستخدمها حكومة نتنياهو"، مشيراً إلى أن "الأثمان التي دفعت غالية لكنها هي التي منعت الاحتلال من تحقيق أهدافه".