لهذه الأسباب.. "OpenAI" تواجه خطر الزوال بعد إقالة رئيسها
تاريخ النشر: 21st, November 2023 GMT
تواجه شركة "أوبن ايه آي" (OpenAI) التي برزت قبل عام في مجال الذكاء الاصطناعي التوليدي، خطر الزوال بعد إقالة رئيسها سام ألتمان، في تطوّر أثار أزمة كبيرة على خلفية مخاوف من المخاطر المحتملة للذكاء الاصطناعي.
ومساء الاثنين، وقّع نحو 700 من أصل 770 موظفاً في الشركة الناشئة التي تتخذ مقراً لها في كاليفورنيا، رسالة يهددون فيها بترك الشركة في حال رفض مجلس الإدارة الاستقالة، على ما نقلت وسائل إعلام كثيرة.
ويتّهم مجلس إدارة الشركة سام ألتمان بإعطاء أولوية للتطور السريع لـ"أوبن ايه آي"، الشركة التي ابتكرت برنامج "تشات جي بي تي"، من دون تخصيص وقت لتحليل المخاطر المرتبطة بذلك، بحسب وسائل إعلام أميركية.
ويعتبر بريندان دولان غافيت، وهو أستاذ في علوم الكمبيوتر لدى جامعة نيويورك تاندون، أنّ هذه الفرضية أُثبتت بتعيين رئيس تنفيذي جديد لـ"أوبن إيه آي" خلفاً لألتمان. ويقول "لقد أعرب مرات كثيرة عن مخاوفه بشأن الأمان في الذكاء الاصطناعي".
وفي مقالة نشرها موقع "ذي انفورميشن"، يقول مؤسس شركة "كوسلا فنتشرز" المساهمة في "اوبن ايه آي" فينود كوسلا "وصلنا إلى هذه المرحلة لأنّ أشخاصاً يحبّون الخيال العلمي وصحافيين يسعون إلى الإثارة، ضخّموا عدداً من المخاطر الصغيرة".
من بين المخاطر التي يطرحها تطوير الذكاء الاصطناعي التوليدي هو احتمال أن تُستخدَم البرامج لأغراض عسكرية، أو للتضليل، أو أن تصبح مستقلة وتهاجم البشر.
ويقول فينود كوسلا "آن الأوان للتركيز على مخاطر الذكاء الاصطناعي، لكن ليس لدرجة إبطاء تقدّمه وحرماننا من فوائده".
وسلطت الأحداث التي سُجّلت خلال الأيام الأخيرة الضوء على حدود نموذج "أوبن ايه آي" الرامي إلى وضع شركة يراهن عليها اللاعبون الماليون بمليارات الدولارات، تحت سيطرة شركة قابضة غير ربحية.
وتقول كارولينا ميلانيسي من شركة "كرييتف ستراتيجيز" إن المسؤولين "فقدوا المنظور العام"، متوجهة إليهم بالقول "كيف يمكنكم أن تبقوا مؤسسة غير ربحية بمجرد أن توافقوا على مبالغ من جهات كمايكروسوفت؟".
وأقرّت شركة "ريدموند" العملاقة، بحسب وسائل إعلام عدة، اعتمادات بقيمة عشرة مليارات دولار خدمةً لشراكتها مع "اوبن ايه آي"، بمنحها تحديداً قدرات هائلة في معالجة البيانات وتطوير نماذجها.
الفائزة هي مايكروسوفت
يقول المتخصص في الذكاء الاصطناعي ورجل الأعمال غاري ماركوس، في منشور عبر منصة "اكس" (تويتر سابقاً) إنّ التطوّرات الحاصلة "تسلط الضوء على فكرة عدم السماح للشركات بتنظيم الذكاء الاصطناعي بصورة ذاتية، في وقت تُسجّل تناقضات داخل إدارتها الخاصة".
ويتابع "من فضلكم لا تتخلوا عن قانون الذكاء الاصطناعي، فنحن بحاجة إليه أكثر من أي وقت مضى"، في إشارة إلى لائحة قواعد ترمي إلى تنظيم الذكاء الاصطناعي وتتم مناقشتها راهناً في الاتحاد الأوروبي.
ويرى الرئيس التنفيذي لشركة "فيريتون" لتحليل البيانات راين ستيلبرغ أن تفكك "اوبن ايه آي" "سيساهم في تسريع أمور كثيرة من الناحية التنظيمية".
وتلفت كارولينا ميلانيسي إلى أنّ "ذلك لن يبطئ السباق في مجال الذكاء الاصطناعي التوليدي"، مضيفةً "إنها مجرد تغييرات في مجلس الإدارة، حملت تأثيراً إيجابياً على مايكروسوفت".
ومع أنّ استقرار الوضع يبدو بعيداً عن "أوبن ايه آي"، يتّضح أن الشركة المبتكرة لـ"ويندوز" هي الفائز الأكبر في هذه التطورات.
ومن دون أي جهود، وظّفت "مايكروسوفت" سام ألتمان ومسؤولين سابقين كثراً في "اوبن ايه آي" اختاروا ترك الشركة.
ويؤكد ميغيل فييرو، أحد المسؤولين في "مايكروسوفت"، أنّ الرئيس التنفيذي ساتيا ناديلا التزم بتوظيف كل موظفي "أوبن ايه آي" الذين قرروا الاستقالة بسبب عدم ترك المسؤولين في ترك مناصبهم.
واستولى عملاق أنظمة التشغيل والحوسبة من بعد (الحوسبة السحابية) والذكاء الاصطناعي، على القوى الفاعلة في "أوبن اي آي" من دون أن يقلق بشأن الحصول على موافقة الجهة التنظيمية.
وتقول كارولينا ميلانيسي "لو حاولت مايكروسوفت شراء اوبن ايه آي، لما حصلت على موافقة من هيئات المنافسة".
ويشير بول باريت، نائب مدير مركز الأعمال وحقوق الإنسان في جامعة نيويورك ستيرن إنّ "مايكروسوفت أنجزت أرخص عملية استحواذ على الإطلاق".
ويضيف بانفعال "ما يقلقني هو أن هذه التطوّرات ستسرّع السباق نحو الذكاء الاصطناعي، بقيادة شركات خاصة تسعى إلى الربح، وسيجعل الناس ينسون أنّ كل ما يحصل ينبغي أن يخضع لنقاش عام".
المصدر: سكاي نيوز عربية
كلمات دلالية: ملفات ملفات ملفات كاليفورنيا أوبن ايه آي المخاطر الكمبيوتر نيويورك المخاطر البشر مخاطر الذكاء الاصطناعي البيانات تويتر الاتحاد الأوروبي ويندوز مايكروسوفت سام ألتمان والحوسبة السحابية الذكاء الاصطناعي قمة الذكاء الاصطناعي خطر الذكاء الاصطناعي أوبن إيه آي تشات جي بي تي تشات جي بي تي كاليفورنيا أوبن ايه آي المخاطر الكمبيوتر نيويورك المخاطر البشر مخاطر الذكاء الاصطناعي البيانات تويتر الاتحاد الأوروبي ويندوز مايكروسوفت سام ألتمان والحوسبة السحابية تكنولوجيا الذکاء الاصطناعی أوبن ایه آی اوبن ایه آی
إقرأ أيضاً:
كيف هز ديب سيك الصيني عروش الذكاء الاصطناعي بـ5.6 ملايين دولار فقط؟
وتناولت حلقة (2025/2/5) من برنامج "حياة ذكية"، الذي يبث على منصة "الجزيرة 360″، التطور المفاجئ الذي هز أوساط التكنولوجيا العالمية بنجاح شركة صينية ناشئة في إحداث تحول جذري في مشهد الذكاء الاصطناعي العالمي باستثمار متواضع لم يتجاوز 5.6 ملايين دولار.
هذا الإنجاز الذي حققته شركة "ديب سيك" لم يؤثر فقط على القيمة السوقية لعملاق الرقائق "نفياديا" (Nvidia)، بل أثار مخاوف جدية في الغرب حول مستقبل الهيمنة التكنولوجية.
وأوضحت الحلقة كيف نجحت الشركة في تحقيق الابتكار في ظل الموارد المحدودة، حيث قاد المهندس ليان غوينغ فريقا من الباحثين في مدينة هانغتشو الصينية لإنجاز مشروع بدا مستحيلاً في البداية.
واستطاع الفريق جمع 10 آلاف رقاقة من نوع "إيه 100" التابعة لشركة نفياديا قبل فرض القيود الأميركية على تصدير الرقائق المتطورة إلى الصين. وبهذه الموارد المحدودة، نجح الفريق في تطوير نموذج ينافس عمالقة مثل شات "جي بي تي" (ChatGPT) و"جيميني" الخاص بغوغل (Google Gemini).
ابتكارات رئيسية
وتمكن الفريق من تحقيق ثلاثة ابتكارات رئيسية تمثلت في نظام "نيروبايب" (NeuroPipe) الذكي، الذي يعمل كقائد أوركسترا يدير العمليات بكفاءة عالية. ومن بين 132 وحدة معالجة، خصص الفريق 20 وحدة فقط لتنظيم الاتصالات بين الوحدات الأخرى، محققا انسيابية أكبر في التشغيل، وهذا النهج يشبه تخصيص فريق صغير لتنسيق العمل بين المهندسين بدلاً من التواصل العشوائي.
إعلانوالابتكار الثاني تمثل في تقنية الضغط الذكي، وهي طريقة فعالة لتقليل حجم البيانات دون المساس بالجودة، فبدلاً من استخدام 32 بتا لتمثيل كل رقم يستخدم النظام 8 بتات فقط مع الحفاظ على الدقة، مما يؤدي إلى توفير كبير في استهلاك الطاقة والموارد.
ويتمثل الابتكار الثالث في نظام مزيج الخبراء "إم أو إي" (MoE)، الذي يعتبر قفزة نوعية في كفاءة استخدام الموارد، فمن أصل 67.1 مليار معامل، يستخدم النموذج 3.7 مليارات فقط في كل عملية، بحيي يختار المعاملات المناسبة لكل مهمة بدقة متناهية.
ولمقارنة الأداء مع المنافسين، أوضح مقدم البرنامج أن نقاط القوة لدى "ديب سيك" تتمثل في التفوق في مجال البرمجة على "جي بي تي-4" (GPT-4)، وسرعة الاستجابة العالية في إنتاج المحتوى، والقدرة المتميزة على تلخيص المعلومات المعقدة، إضافة إلى تكلفة التشغيل المنخفضة جدا (2 دولار مقابل 60 دولارا لمعالجة مليون رمز).
وأشار المقدم إلى نقاط الضعف أيضا التي تتمثل في الدقة المنخفضة في المعلومات الإخبارية (17% مقارنة بـ 74% لنماذج "أوبن إيه آي" OpenAI)، والعمق التحليلي الأقل مقارنة بالنماذج الغربية.
ولفتت الحلقة إلى أن نجاح "ديب سيك" تحدي إستراتيجي للهيمنة الغربية في مجال الذكاء الاصطناعي لعدة أسباب تتمثل في: إثبات إمكانية تطوير نماذج متقدمة بموارد محدودة، وتقديم بديل منخفض التكلفة يمكن أن يغير ديناميكيات السوق، إضافة إلى تحدي الاعتقاد السائد بأن تطوير الذكاء الاصطناعي يتطلب موارد ضخمة.
ورغم ما يثار الآن حول نجاح ديب سيك الأولي، فإن البرنامج أشار إلى تحديات مستقبلية قد تواجهه تتمثل في الحاجة إلى تحسين دقة المعلومات، والتعامل مع القيود الأميركية على التكنولوجيا، والمنافسة المتزايدة من الشركات الغربية.
5/2/2025