موقع 24:
2024-11-17@13:50:23 GMT

تواطؤ بايدن أمام مأساة غزة يهدد الأمن القومي الأمريكي

تاريخ النشر: 21st, November 2023 GMT

تواطؤ بايدن أمام مأساة غزة يهدد الأمن القومي الأمريكي

يهدد دعم إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن غير المشروط للرد الإسرائيلي على الهجوم الذي شنته حماس مؤخراً، مصالح الأمن القومي الأمريكي، لا مصالحها الاقتصادية والأمنية في الشرق الأوسط فحسب، بل أيضاً منافستها الاستراتيجية مع الصين ومناصرتها لاستقلال أوكرانيا، وفق تقى النصيرات، مديرة الاستراتيجية في مركز رفيق الحريري وبرامج الشرق الأوسط التابعة للمجلس الأطلسي في واشنطن.

سوف تتردد أصداء كلمات بايدن - وتقاعسه - في آذان العرب لعقود


في 9 نوفمبر (تشرين الثاني)، قال بايدن للصحافيين إنه "لا إمكانية" لوقف إطلاق النار في غزة، فيما تصدرت التقارير عن الظروف الكارثية هناك عناوين الأخبار.
ووصف مسؤولون بالأمم المتحدة الهجوم الذي شنته القوات الإسرائيلية على القطاع المحاصر بأنه "أزمة إنسانية"، و"مقبرة للأطفال"، حيث قُتل أكثر من 13 ألف فلسطيني، وأصيب عشرات الآلاف، وشُرّد أكثر من 1.5 مليون آخرين، وتعرّض جزء كبير من البنية التحتية المتداعية بالفعل في غزة للضرر أو الدمار.
سيُلحق كل صاروخ أمريكي الصنع يتم إسقاطه على سكان غزة المحاصرين، إلى جانب الاستجابة الأمريكية الفاترة تجاه الحرب، ضرراً بمكانة الولايات المتحدة في المنطقة، وفي مختلف أنحاء العالم لسنوات قادمة.

 

 

"Every U.S.-made missile dropped on Gaza’s besieged population along with America’s tepid response to the war will damage U.S. standing in the region and around the world for years to come." - @TuqaNusairat in @latimesopinion https://t.co/VZ764c4nL2

— Nafeesa Syeed (@NafeesaSyeed) November 20, 2023


وقالت الكاتبة في مقالها بصحيفة "لوس أنجليس تايمز": هناك كثيرون يروّعهم عجز الولايات المتحدة عن اتخاذ موقف حقيقي لصالح وقف فوري لإراقة الدماء، والحيلولة دون نشوب صراع إقليمي موسع، وحماية النظام القائم على القواعد. فالعالم يتطلع إلى الولايات المتحدة، الحليف الأقرب لإسرائيل والراعي المالي والعسكري لها، لكي تتخذ موقفاً متسقاً أخلاقياً.

امريكا وخسارة العرب لجيل كامل

وفيما يواصل الملايين نزولهم إلى الشوارع احتجاجاً في عموم البلدان العربية والإسلامية، وفي جميع أنحاء العالم، يفيد دبلوماسيون أمريكيون بأن الموقف الأمريكي يُنظر إليه على أنه "مسؤولية مادية وأدبية عما يعتبرونه جرائم حرب محتملة".
ويحذر هؤلاء من أن الولايات المتحدة "بصدد خسارتنا نحن العرب لجيل كامل"، وهو شعور واضح لأي شخص يقرأ "الشارع العربي"، سواء من خلال وسائل التواصل الاجتماعي أو على أرض الواقع".

 

"What Biden’s staunch support for Israel’s war in Gaza will cost America" - @latimes

Strong argument by @TuqaNusairat of @AtlanticCouncil claiming this approach "threatens U.S. national security interests" in MENA and worldwide. https://t.co/twCI7QYbpS

"...

— ᴅʀ ʜ.ᴀ. ʜᴇʟʟʏᴇʀ ???????? ⚜️ (@hahellyer) November 20, 2023


ومن ناحية أخرى نجد أن الصين، التي دعت إلى وقف لإطلاق النار، لا تفوت أي فرصة لتصوير نفسها كداعم للفلسطينيين، وتقدم نفسها كنصير للفلسطينيين، وهو طرح يتردد صداه لدى الجماهير العربية على خلفية المحاولات الأمريكية الضعيفة لتخفيف المعاناة هناك.

ظلم نصف قرن


وفي معرض انتقاده للقصف الإسرائيلي على غزة، صرح وزير الخارجية الصيني وانغ يي بقوله: "الظلم الواقع على فلسطين دام أكثر من نصف قرن. ويجب ألا تستمر هذه المعاناة التي ابتليت بها الأجيال". وفيما ينصبّ تركيز الولايات المتحدة على المنافسة مع الصين، بدأت تخسر أرضاً بشكل سريع بسبب الصراع الإسرائيلي الفلسطيني.
وفي العام الماضي، حدد بايدن المبادئ التي ترسم ملامح سياسته تجاه الشرق الأوسط، داعياً إلى نظام قائم على القواعد: "الولايات المتحدة وكل بلد من البلدان الجالسة على هذه الطاولة جزء أساسي من هذا النظام، لأننا نرفض استخدام القوة الغاشمة لتغيير الحدود". وقد يجد المرء صعوبة في العثور على عربي واحد لا يؤمن بأن إسرائيل تستخدم القوة الغاشمة لتغيير الوضع الراهن في الأراضي الفلسطينية المحتلة، وتستغل التصعيد الأخير لزيادة ترسيخ احتلالها لغزة.
ومضى بايدن ليؤكد أن الولايات المتحدة "لن تتسامح مع جهود أي دولة للسيطرة على دولة أخرى في المنطقة، من خلال التعزيزات العسكرية والتوغلات أو التهديدات".
وفيما كان بايدن يشير بأصابع الاتهام إلى إيران، تشعر أغلبية ساحقة من العالم العربي بتهديد من إسرائيل أكثر مما تشعر به من تهديد من الجمهورية الإسلامية. والواقع أن الولايات المتحدة لم تفعل الكثير مع انتخاب الحكومة اليمينية الحالية في إسرائيل، الأمر الذي جرّأ المستوطنين المتطرفين على شن هجمات على الفلسطينيين والتحريض بانتظام على العنف ضدهم.

التكامل الإقليمي


علاوة على ذلك، لم تتردد إدارة بايدن في إعطاء الأولوية للاتفاقات الإبراهيمية كمجهود لتحقيق "التكامل الإقليمي"، مع فشلها في الوقت نفسه في معالجة الأسباب الجذرية للصراع الإسرائيلي الفلسطيني.
وفي سبتمبر (أيلول ) 2022، أعلن بايدن أن "الولايات المتحدة ستعمل دائماً على تعزيز حقوق الإنسان والقيم المنصوص عليها في ميثاق الأمم المتحدة". ومن واقع التقييمات التي أجرتها الغالبية العظمى من منظمات حقوق الإنسان الكبرى والهيئات الدولية، فإن إسرائيل تنتهك باستمرار الحقوق الإنسانية للفلسطينيين في الأراضي المحتلة ومواطنيها العرب.
ومنذ هجوم حماس على إسرائيل في 7 أكتوبر، انخرط كلا الطرفين في أعمال ستخضع للتحقيق كجرائم حرب، لكن هناك طرفاً واحداً فقط حليفاً للولايات المتحدة يحظى بالتمويل والدعم السياسي والمالي والعسكري من الولايات المتحدة.


ازدواجية المعايير الأمريكية


وأشارت الكاتبة إلى أنه في جميع أنحاء العالم العربي وبلدان جنوب الكرة الأرضية، يقارن الناس بين التصريحات الأمريكية حول احترام حقوق الإنسان وقوانين الحرب في سياق الحرب الروسية الأوكرانية وبين المواقف الأمريكية المؤيدة بشدة لإسرائيل، عندما يتعلق الأمر بالحرب على غزة. وقد أجبرت هذه الحرب حتى الحلفاء المقربين للولايات المتحدة على التنديد بازدواجية المعايير الأمريكية.
وفي خطاب ألقاه في القاهرة في أواخر أكتوبر، وصف العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني كيف يقرأ العرب الاستجابة الغربية: "حياتنا أقل أهمية من حياة الآخرين. وتطبيق القانون الدولي انتقائي، وحقوق الإنسان لها محددات، فهي تتوقف عند الحدود، وتتوقف باختلاف الأعراق، وتتوقف باختلاف الأديان".
واختتمت الكاتبة مقالها بالقول: "سوف تتردد أصداء كلمات بايدن - وتقاعسه - في آذان العرب لعقود قادمة، حيث سيرسم التواطؤ الأمريكي في غزة ملامح علاقة المنطقة مع الولايات المتحدة في المستقبل المنظور".

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان سلطان النيادي مانشستر سيتي غزة وإسرائيل الحرب الأوكرانية عام الاستدامة غزة وإسرائيل الولایات المتحدة

إقرأ أيضاً:

قبل تنصيب ترامب.. 90 عضوًا بالكونجرس الأمريكي يطالبون بايدن بمعاقبة سموتريتش وبن جفير

طالب نحو 90 عضوًا ديمقراطيًا في الكونجرس الأمريكي، الرئيس جو بايدن إلى فرض عقوبات على الوزيرين الإسرائيليين اليمينيين المتشددين بتسلئيل سموتريتش وإيتمار بن جفير، لدورهما في التحريض على عنف المستوطنين في الضفة الغربية.

وحسب شبكة "سي إن إن"، كتب المشرعون في رسالتهم إلى بايدن أن "المستوطنين العنيفين، الذين غذتهم الخطب التحريضية على العنف من قبل أعضاء حكومة الاحتلال بمن في ذلك وزير المالية بتسلئيل سموتريتش ووزير الأمن القومي إيتمار بن جفير، وبدعم من المنظمات المتطرفة مثل ريجافيم وأمانا، نفذوا أكثر من 1,270 هجوما مسجلا ضد الفلسطينيين في الضفة الغربية، بمعدل أكثر من ثلاث هجمات عنيفة يوميا".

وأضاف المشرعون: "بالنظر إلى أدوارهما الحاسمة في دفع السياسات التي تشجع على عنف المستوطنين، وإضعاف السلطة الفلسطينية، وتسهيل الضم الفعلي وغير القانوني، وزعزعة استقرار الضفة الغربية، فإننا نحثكم على معاقبة  سموتريتش وبن جفير".

ووقع الرسالة عدد كبير من الديمقراطيين - 17 عضوا في مجلس الشيوخ و71 عضوا في مجلس النواب - وتم إرسالها في نهاية أكتوبر، قبل الانتخابات الأمريكية التي فاز بها دونالد ترامب.

وتم الكشف عنها، الخميس، من أجل الضغط على بايدن لاتخاذ إجراءات خلال الأشهر الأخيرة من وجوده في منصبه مع تزايد الإحباط داخل الحزب الديمقراطي بشأن عدم رغبة إدارة بايدن على ما يبدو في محاسبة الحكومة الإسرائيلية.
وقال السيناتور كريس فان هولين، وهو أحد المشرعين الرئيسيين الذين وقعوا على الرسالة: "لم نتلق بعد ردًا من البيت الأبيض، ونعتقد أن الساعة تدق في أعقاب الانتخابات.. من الواضح أننا نعتقد أن هناك نافذة قصيرة جدًا لإدارة بايدن لاتخاذ هذا الإجراء".
وتابع فان هولين قائلا: "إننا نرى ترشيحات الرئيس المنتخب ترامب، ونعتقد أنه من المهم أكثر من أي وقت مضى أن يعلن الرئيس بايدن الآن أن الولايات المتحدة لن تكون مؤيدة لتصرفات حكومة نتنياهو المتشددة في الضفة الغربية".

مقالات مشابهة

  • «بايدن» لـ«شي»: المنافسة «الصينية – الأمريكية» يجب ألا تتحول إلى نزاع
  • اليمن يشن أول حرب استباقية ضد الولايات المتحدة الأمريكية منذ تربعها على عرش العالم
  • «بايدن»: العلاقة بين الولايات المتحدة والصين يجب أن تكون حول المنافسة
  • ظهور أول حالة إصابة بجدري القرود في الولايات المتحدة الأمريكية
  • مجلة أمريكية: فريق الأمن القومي لترامب مضطرب ومهووس بالحروب
  • السودان يرد على الإمارات أمام الأمم المتحدة ومجلس الأمن ببيانات الأقمار الصناعية الأمريكية
  • خبير: المقترح الأمريكي للتهدئة يهدد لبنان ويمنح إسرائيل صلاحيات أكبر
  • خبير: المقترح الأمريكي للتهدئة يهدد لبنان بفقد 330 كليو أراضي تضم لإسرائيل
  • قبل تنصيب ترامب.. 90 عضوًا بالكونجرس الأمريكي يطالبون بايدن بمعاقبة سموتريتش وبن جفير
  • كاتب بريطاني: هناك خط أحمر لمحاسبة إسرائيل؟.. بايدن أجاب: لا