وفد عربي إسلامي في بكين وموسكو ولندن وباريس لوقف العدوان على غزة
تاريخ النشر: 21st, November 2023 GMT
استضاف وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف اليوم الثلاثاء نظراءه من الجامعة العربية ومنظمة التعاون الإسلامي لبحث سبل وقف الحرب التي تشنها إسرائيل ضد قطاع غزة.
ونقلت صحيفة "الغارديان" البريطانية عن لافروف قوله خلال الاجتماع: إن روسيا تدين أي شكل من أشكال الإرهاب، لكنه أضاف أنه "يجب محاربة الإرهاب باستخدام أساليب لا ترقى إلى مستوى العقاب الجماعي ولا تتعارض، أو بعبارة صريحة تنتهك بشكل صارخ قواعد القانون الإنساني الدولي".
وشدد لافروف أيضا على ضرورة إشراك دول المنطقة في البحث عن تسوية إسرائيلية فلسطينية طويلة الأمد، مضيفا أنها "تفهم أفضل من أي شخص آخر كيفية التوصل إلى حل يرضي الجميع".
وقامت المجموعة المكونة من ممثلين عن تركيا والمملكة العربية السعودية ومصر وإندونيسيا ونيجيريا وقطر والأردن والسلطة الفلسطينية أمس الإثنين بزيارة الصين بالفعل ومن المرتقب أن تسافر إلى لندن وباريس غدا الأربعاء.
وكانت اللجنة الوزارية المكلفة من القمة العربية الإسلامية المشتركة غير العادية، قد عقدت أمس الاثنين برئاسة الأمير فيصل بن فرحان بن عبدالله وزير خارجية المملكة العربية السعودية، اجتماعاً مع نائب رئيس جمهورية الصين الشعبية هان جينغ، وذلك في قاعة الشعب الكبرى بالعاصمة بكين، وشارك في الاجتماع أعضاء اللجنة الوزارية، وهم نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية وشؤون المغتربين في المملكة الأردنية الهاشمية أيمن الصفدي، ووزير خارجية جمهورية مصر العربية سامح شكري، ووزير الخارجية والمغتربين الفلسطيني رياض المالكي، ووزيرة خارجية جمهورية إندونيسيا ريتنو مارسودي، والأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي حسين إبراهيم طه.
وثمن نائب الرئيس الصيني، الجهود العالية للقمة العربية الإسلامية المشتركة غير العادية بالرياض، وما نتج عنها من قرارات تهدف إلى خفض التصعيد وحماية المدنيين واستعادة جهود السلام، مؤكداً دعم بلاده لجهود اللجنة الوزارية المشتركة المنبثقة عن القمة لمواصلة جهودها الدبلوماسية والقيام بدور أكبر في هذا الشأن.
وقال نائب الرئيس الصيني إن بلاده تعمل منذ اندلاع الأزمة في غزة على الدفع وبقوة في اتجاه وقف إطلاق النار وحماية المدنيين، والسماح بالإغاثة الإنسانية، وإيجاد حلٍ عادل للقضية الفلسطينية، مشيراً إلى أن الصين حريصة على التنسيق والعمل مع الدول العربية والإسلامية لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، وضمان التهدئة في أسرع وقت ممكن.
وأشاد أعضاء اللجنة الوزارية بالمواقف التي اتخذتها الصين فيما يتعلق بالأزمة في قطاع غزة التي تتطابق مع المواقف العربية والإسلامية، مشيرين إلى الدور الإيجابي الذي قامت به الصين في مجلس الأمن باتجاه وقف إطلاق النار في قطاع غزة.
كما بحث الاجتماع تطورات الأوضاع في قطاع غزة ومحيطها، وأهمية الوصول إلى وقف فوري لإطلاق النار، وحماية المدنيين العزّل، والمنشآت الحيوية، ومنها دور العبادة والمستشفيات، واقتحام مستشفى الشفاء، والهجوم على المستشفى الإندونيسي، والمستشفى الميداني الأردني، ومراكز الإغاثة والإيواء في قطاع غزة.
وأكد أعضاء اللجنة الوزارية المكلفة من القمة العربية الإسلامية غير العادية، على أهمية الوقف الفوري للتصعيد العسكري، والتهجير القسري للفلسطينيين من قطاع غزة، وتأمين ممرات آمنة لإدخال المساعدات الإنسانية والغذائية والطبية العاجلة، وإعادة إحياء مسار عملية السلام وفقاً للقرارات الدولية، بما يضمن حقوق الشعب الفلسطيني وإقامة دولته المستقلة، وعاصمتها القدس الشرقية.
وشدد أعضاء اللجنة الوزارية على أهمية اضطلاع المجتمع الدولي بمسؤوليته وخاصةً الأعضاء الدائمين في مجلس الأمن، للتحرك باتجاه وقف الانتهاكات الإسرائيلية الصارخة، للقوانين الدولية والقانون الدولي الإنساني.
وفي تعليق له على مهمة اللجنة الوزارية العربية ـ الإسلامية لوقف الحرب على غزة، رأى الديبلوماسي الجزائري السابق محمد العربي زيتوت، أنها مجرد مبادرة سياسية تضليلية وغير جدية، هدفها فقط رفع العتب وحفظ ماء الوجه أمام الشعوب العربية المؤيدة لفلسطين وحقها في المقاومة.
وقال زيتوت في حديث خاص بـ "عربي21": "الوفد الوزاري العربي الإسلامي هو في أغلبه وفد تآمري على فلسطين وعلى الشعوب التي انتفضت ضد الطغيان والاستبداد، ولو بقيت الأنظمة التي خرجت من رحم الشعوب في أعقاب ثورات الربيع العربي، خصوصا في مصر، لكان من المستحيل أن يقوم الاحتلال بما يقوم به الآن".
وأكد زيتوت أن "الذي يحاصر غزة هي مصر والسعودية والإمارات وميليشيات عباس الأمنية التي تنسق مع الاحتلال"، وقال: "وجود هؤلاء في الوفد لا يبعث على الأمل".
واعتبر زيتوت أن صمود المقاومة طيلة فترة العدوان هو خطر على الأنظمة العربية القائمة قبل أن يكون خطرا على الاحتلال، وقال: "الوفد الوزاري العربي الذي اجتمع بعد أكثر من شهر على انطلاق العدوان على غزة، يعرف أن فلسطين لن تتحرر إلا برحيل بعض هذه الأنظمة.. ولكن وكيفما انتهت هذه المعركة فقد أظهرت حقيقة هذه الأنظمة، وأنهم هم العدو الحقيقي لفلسطين ولشعوب المنطقة العربية".
وأضاف: "المقاومة غيرت قواعد اللعبة إلى الأبد، أحدثت زلزالا حقيقيا وجعلت الرئيس الأمريكي يرسل حاملتي طائرات وغواصة بحرية ويضع أقماره الصناعية فوق غزة.. أمريكا شعرت أن القاعدة الأمنية والعسكرية المتقدمة لها في المنطقة تتهاوى.. ما حدث لن ينهض منه هذا الكيان الغاصب.. رغم قوته لا يزال غارقا ويدفع ثمنا هائلا.. لقد غرق في غزة"، وفق تعبيره.
وكان مصدر بوزارة الخارجية التركية قد أكد اليوم الثلاثاء، أن مجموعة تشكلت حديثا تضم مسؤولين كبارا من دول إسلامية عدة تزور الدول الخمس دائمة العضوية بمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة وبلدانا أخرى، للدعوة إلى وقف فوري لإطلاق النار في غزة.
وتشكلت المجموعة في وقت سابق من الشهر الجاري في قمة جامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي بالرياض، وتضم وزراء خارجية وممثلين عن تركيا وقطر ومصر والأردن ونيجيريا والسعودية وإندونيسيا والسلطة الفلسطينية، بالإضافة إلى الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي.
وقال المصدر، في تصريحات نقلتها وسائل إعلام تركية إن المجموعة بدأت محادثات مع الأعضاء الدائمين في مجلس الأمن، وهم: الولايات المتحدة والصين وروسيا وبريطانيا وفرنسا، حيث زارت بكين أمس الإثنين، وستزور دولا أخرى أيضا.
وأوضح المصدر أن المجموعة ستلتقي رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في زيارتين لبريطانيا وفرنسا غدا الأربعاء.
ومنذ 45 يوما يشن الجيش الإسرائيلي حربا مدمرة على غزة، خلّفت أكثر من 13 ألف قتيل فلسطيني، بينهم أكثر من 5 آلاف و500 طفل، و3 آلاف و500 امرأة، فضلا عن أكثر من 30 ألف مصاب، 75 بالمئة منهم أطفال ونساء وفق المكتب الإعلامي الحكومي بغزة.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية روسيا فلسطينية الصين الوفد العدوان فلسطين الصين روسيا عدوان وفد سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة التعاون الإسلامی فی قطاع غزة أکثر من على غزة
إقرأ أيضاً:
أبرز المساجد والكنائس التي دمرها العدوان الإسرائيلي على غزة
على مدار العصور كان قطاع غزة بوابة آسيا ومدخل أفريقيا ومركزا مهما للعالم، ونقطة التقاء للعديد من الحضارات المختلفة، ومهدا للديانات والتعايش بين أتباعها.
وتعكس المعابد والكنائس والمساجد التاريخية في غزة غنى وعُمق الهوية الفلسطينية، حيث كان القطاع مركزا للحياة الدينية والثقافية وقِبلة للسلام، قبل أن تحوّله إسرائيل إلى مسرح لإبادة جماعية طوال أكثر من 15 شهرا.
ارتكب جيش الاحتلال الإسرائيلي أبشع أنواع القصف والتدمير في غزة، مستهدفا المدنيين والبنية التحتية، بما في ذلك المساجد والكنائس العريقة التي كانت ولا تزال تحمل في طياتها جزءا من ذاكرة وتاريخ الشعب الفلسطيني.
وخلال فترة الإبادة لم ينجُ مكان للعبادة سواء للمسلمين أو المسيحيين من هجمات جيش الاحتلال، وكانت تلك الأماكن المقدسة هدفا مباشرا للضربات الجوية والمدفعية، ما أسفر عن دمار مروع وخسائر بشرية فادحة.
ولم تكتفِ القوات الإسرائيلية بالاعتداء على المباني الدينية، بل تجاوزت ذلك إلى ارتكاب جرائم قتل بحق علماء الدين وأئمة المساجد.
738 مسجدا سُويت بالأرضويقول المتحدث باسم وزارة الأوقاف في قطاع غزة إكرامي المدلل إن "صواريخ وقنابل الاحتلال سوّت 738 مسجدا بالأرض، ودمرتها تدميرا كاملا من أصل نحو 1244 مسجدا في قطاع غزة، بما نسبته 79%".
إعلانوأضاف "تضرر 189 مسجدا بأضرار جزئية، ووصل إجرام الاحتلال إلى قصف عدد من المساجد والمصليات على رؤوس المصلين الآمنين، كما دمرت آلة العدوان الإسرائيلية 3 كنائس تدميرا كليا جميعها موجودة في مدينة غزة".
وأشار إلى أن الاحتلال استهدف أيضا 32 مقبرة منتشرة بقطاع غزة، من إجمالي عدد المقابر البالغة 60، حيث دمر 14 تدميرا كليا و18 جزئيا.
وأوضح أن "استهداف الاحتلال للمساجد ودور العبادة يأتي في سياق استهداف الرسالة الدينية، فالاحتلال يُدرك أهمية المساجد ومكانتها في حياة الفلسطينيين، وهي جزء لا يتجزأ من هوية الشعب".
كما أكد المدلل أن "استهداف الاحتلال للمساجد ودور العبادة يأتي ضمن حربه الدينية، وهو انتهاك صارخ وصريح لجميع المحرمات الدينية والقوانين الدولية والإنسانية".
وأضاف "يسعى الاحتلال لمحاربة ظواهر التدين في قطاع غزة ضمن حربه الدينية الرامية لهدم المساجد والكنائس والمقابر".
ولم يكتفِ الجيش الإسرائيلي بتدمير المساجد، بل قتل 255 من العلماء والأئمة والموظفين التابعين لوزارة الأوقاف، واعتقل 26 آخرين.
وتاليا أبرز المساجد التي طالتها آلة الدمار والعدوان الإسرائيلية:
المسجد العمري الكبيريُعد من أقدم وأعرق مساجد مدينة غزة، ويقع في قلب المدينة القديمة بالقرب من السوق القديم، تبلغ مساحته 4100 متر مربع، مع فناء بمساحة 1190 مترا مربعا.
ويضم 38 عمودا من الرخام المتين، مما يضيف لجمال المسجد وتاريخه العريق، ويعتبر الأكبر في قطاع غزة، وقد سُمي تكريما للخليفة عمر بن الخطاب.
وفي تاريخه الطويل، تحوّل الموقع من معبد فلسطيني قديم إلى كنيسة بيزنطية، ثم إلى مسجد بعد الفتح الإسلامي.
تعرض المسجد للتدمير عدة مرات عبر التاريخ نتيجة الزلازل والهجمات الصليبية، وأعيد بناؤه في العصور المختلفة، من العهد المملوكي إلى العثماني، كما تعرض للدمار مجددا في الحرب العالمية الأولى، ورُمم لاحقا في العام 1925.
إعلان مسجد السيد هاشميقع في حي الدرج شرق مدينة غزة، ويُعتقد باحتضانه قبر جد الرسول محمد صلى الله عليه وسلم هاشم بن عبد مناف، الذي ارتبط اسمه بمدينة "غزة هاشم".
تعرض المسجد لأضرار كبيرة جراء قصف شنته الطائرات الحربية الإسرائيلية في 7 ديسمبر/كانون الأول 2023.
مسجد كاتب ولايةيشترك بجدار واحد مع كنيسة برفيريوس، ويعد من المساجد الأثرية المهمة بغزة، وتُقدر مساحته بنحو 377 مترا مربعا.
يرجع تاريخ بناء المسجد إلى حكم الناصر محمد بن قلاوون أحد سلاطين الدولة المملوكية في ولايته الثالثة بين عامي 1341 و1309 ميلادية.
تعرض لقصف مدفعي إسرائيلي في 17 أكتوبر/تشرين الأول 2023 متسببا في أضرار جسيمة.
المسجد العمري في جباليايعد مسجد جباليا أحد أقدم المعالم التاريخية في البلدة ويُطلق عليه سكان المنطقة "الجامع الكبير"، ويتميز بطرازه المعماري المملوكي.
تعرض المسجد للتدمير عدة مرات، آخرها في حربي 2008 و2014، ورغم ذلك بقي رمزا مهما للمنطقة.
كنيسة القديس برفيريوس الأرثوذكسية اليونانية المتضررة بعد غارة جوية في 20 أكتوبر/تشرين الأول 2023 (الأوروبية) وتاليا أبرز الكنائس التي دمرها العدوان الإسرائيلي بقطاع غزة: كنيسة القديس برفيريوسأقدم كنيسة في غزة وثالث أقدم كنيسة في العالم، حيث يعود تاريخ تأسيسها إلى القرن الخامس الميلادي، وهي تقع في حي الزيتون، وسُميت نسبة إلى القديس برفيريوس، حيث تحتضن قبره.
وتعرضت للاستهداف المباشر أكثر من مرة، الأولى كانت في 10 أكتوبر/تشرين الأول 2023، ما تسبب بدمار كبير، والثاني في 19 من الشهر ذاته، ما تسبب بانهيار مبنى وكلاء الكنيسة بالكامل، ووقوع عدد من الشهداء والجرحى من النازحين الذين تواجدوا بداخلها.
كنيسة العائلة المقدسةتعد كنيسة العائلة المقدسة الكنيسة الكاثوليكية الوحيدة في مدينة غزة، وكانت مأوى للمسيحيين والمسلمين خلال فترة الإبادة، وتعرضت للقصف الإسرائيلي مما أسفر عن أضرار جسيمة.
تم تأسيس الكنيسة في أوائل القرن العشرين، على يد الرهبان الفرنسيسكان، وبنيت الكنيسة على الطراز المعماري الكاثوليكي التقليدي.
إعلانوتُعد الكنيسة مكانا مهما للمسيحيين في غزة، حيث تُستخدم لأغراض العبادة وتقديم الدعم الروحي للمجتمع المسيحي الفلسطيني.
كما كانت مركزا ثقافيا ومجتمعيا يوفر العديد من الأنشطة الدينية والاجتماعية للمجتمع المسيحي في المنطقة.
كنيسة المعمدانيتتبع الكنيسة الأسقفية الإنجليكانية في القدس، حيث تم تأسيسها عام 1882 ميلادية على يد البعثة التبشيرية التي كانت تابعة لإنجلترا.
وارتبط اسمها خلال الحرب بمجزرة مروعة، حيث تعرضت ساحة المستشفى المعمداني، وهي جزء من مباني الكنيسة، لقصف إسرائيلي في 17 أكتوبر/تشرين الأول 2023، أسفر عن استشهاد نحو 500 فلسطيني من المرضى والنازحين الذين كانوا متواجدين في المستشفى.