نظمت الإدارة المركزية لنظم المعلومات والتحول الرقمي لوزارة التعليم العالي والبحث العلمي، بإشراف مساعد الوزير للحوكمة الذكية الدكتور شريف كشك، عدة جلسات حوارية على هامش معرض القاهرة الدولي للتكنولوجيا (ICT Cairo) الذي يُعقد خلال الفترة من 19 - 22 نوفمبر الجاري؛ لتناول العديد من الموضوعات المهمة في مجالات الذكاء الاصطناعي، والأمن السيبراني، ووظائف المستقبل.


وقال مساعد الوزير للحوكمة الذكية الدكتور شريف كشك، اليوم /الثلاثاء/، إن الجلسة الأولى ناقشت وظائف المستقبل وتأهيل طلاب الجامعات؛ لتلبية مُتطلبات سوق العمل المحلي والإقليمي والدولي، والتأكيد على أهمية تطوير المناهج الدراسية بما يتناسب مع أحدث التقنيات التكنولوجية الجديدة؛ لتأهيل جيل جديد من الكوادر القادرة على المنافسة في سوق العمل المُعاصر والمُستقبلي.


وتناولت الجلسة النقاشية الثانية، التي جاءت بعنوان "تحديات الأمن السيبراني في التعليم العالي"، مناقشة ثرية حول أهمية نشر الوعي في الجامعات المصرية بالأمن السيبراني، وأهمية حماية البيانات، وكذلك التحديات من الهجمات السيبرانية، واختراق البيانات المهمة، بالإضافة إلى مناقشة كيفية دمج المناهج الدراسية بتقنيات الأمن السيبراني الحديثة بالتعاون مع شُركاء الصناعة من الشركات العالمية الرائدة في هذا المجال.


بينما جاءت الجلسة الثالثة بعنوان "الذكاء الاصطناعي بين الفرص والمعوقات برؤية التعليم العالي"، وتضمنت الجلسة مناقشة عدة محاور؛ منها أهمية استخدام تطبيقات الذكاء الاصطناعي، التي صار لا غنى عنها في العديد من المجالات، منها التعليم الجامعي والبحث العلمي، والابتكار، وكذلك أخلاقيات استخدام الذكاء الاصطناعي، حيث صار من الضروري وضع معايير لاستخدام تلك التطبيقات، وتتعاون وزارة التعليم العالي والبحث العلمي مع القطاع الخاص ومؤسسات التعليم العالي في الجامعات والمعاهد؛ لوضع آليات العمل؛ لزيادة الوعي في المجتمع بتلك التقنيات، وكيفية استخدامها بشكل آمن.


وخلال فعاليات المعرض، سيتم إلقاء الضوء على أهم إنجازات التعاون بين وزارة التعليم العالي والبحث العلمي والشركات العالمية في البرامج التدريبية، والتي يستفيد منها أعضاء هيئة التدريس والعاملين في قطاع تكنولوجيا المعلومات بالتعليم العالي.


كما تم تكريم 30 من أعضاء هيئة التدريس من المُشاركين ببرنامج بناء القدرات بالتعاون مع شركة أمازون ويب سيرفسيسز (AWS) العالمية تقديرًا لجهودهم وتميزهم، ومنحهم (AWS Educate Badges)، حيث جاء هذا التكريم ضمن برنامج (MoHESR AWS Capacity Building)، الذي يهدف إلى رفع كفاءة أعضاء هيئة التدريس والهيئة المعاونة إيمانًا بأهمية دورهم، والذي ينعكس بشكل إيجابي على الطلاب.


جدير بالذكر أن معرض (ICT Cairo) الدولي شهد وجود نُخبة من الأساتذة، والباحثين، ومُمثلي الشركات العالمية؛ للمُشاركة والتفاعل وبحث أهم التحديات، فضلًا عن وضع الخُطط المُستقبلية في التعليم العالي في ظل الثورة المعلوماتية المُتسارعة في العصر الحالي.
 

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: الذکاء الاصطناعی التعلیم العالی والبحث العلمی

إقرأ أيضاً:

د. إيمان هريدي لـ«الفجر»: الذكاء الاصطناعي شريك لا بديل للمعلم في بناء التعليم الذكي

في ظل التغيرات المتسارعة التي يشهدها العالم في مجالات التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي، واستجابة لمتطلبات العصر الرقمي، نظّمت كلية الدراسات العليا للتربية بجامعة القاهرة، بالتعاون مع الجمعية العربية للدراسات المتقدمة في المناهج العلمية، مؤتمرها الدولي العاشر، والرابع للجمعية، تحت عنوان "الذكاء الاصطناعي ودوره في الاستثمار في التعليم وتحسين جودة الإنتاج البحثي".

 وقد أقيم المؤتمر برعاية الدكتور محمد سامي عبد الصادق، رئيس جامعة القاهرة،الدكتور محمود السعيد نائب رئيس جامعة القاهرة لشئون الدراسات العليا والبحوث والدكتور غادة عبد الباري نائب رئيس جامعة القاهرة لشئون خدمة المجتمع وتنمية البيئة  وبمشاركة نخبة من الأكاديميين والخبراء العرب في مجالات التربية والبحث العلمي.

في هذا السياق، أجرت "الفجر" حوارًا موسعًا مع  الدكتورة إيمان أحمد هريدي، عميدة كلية الدراسات العليا للتربية بجامعة القاهرة، والتي أشرفت على تنظيم المؤتمر، حيث تناولت مستقبل التعليم في ظل الذكاء الاصطناعي، وأهمية التوازن بين التقدم التكنولوجي والدور الإنساني للمعلم، بالإضافة إلى رؤيتها لتطوير المناهج والبحث العلمي. الحوار كان فرصة لاستكشاف أبعاد جديدة في فهم العلاقة بين الإنسان والآلة في العملية التعليمية، وملامح التحول الذي يشهده التعليم العربي اليوم.

  بداية دكتورة إيمان، يتردد كثيرًا سؤال جوهري: هل يمكن للذكاء الاصطناعي أن يحل محل المعلم مستقبلًا؟

دعني أؤكد بكل وضوح: الذكاء الاصطناعي، مهما تطورت قدراته وتعددت تطبيقاته، لا يمكنه أن يحل محل المعلم البشري. هو أداة قوية، نعم، لكنه يظل مجرد وسيلة تكنولوجية نستخدمها لدعم العملية التعليمية لا لإقصاء العنصر البشري منها. صحيح أنه يمكنه محاكاة بعض القدرات مثل التحدث أو تنظيم المحتوى، لكنه يفتقر إلى الروح، والحدس، والقدرة على بناء القيم وتشكيل الوجدان. هذه أمور لا يمكن لأي آلة أن تنجزها. المعلم هو قلب العملية التعليمية، وبدونه يفقد التعليم بُعده الإنساني والتربوي.

كيف ترين العلاقة بين طلاب الكلية الذين يدرسون ويعملون كمعلمين ميدانيين في الوقت نفسه؟ وهل لهذا النموذج أثر في تطوير التعليم؟

 هذا النموذج هو أحد أعمدة رؤيتنا في الكلية، ونفخر به كثيرًا. طلاب الدراسات العليا لدينا لا يعيشون في عزلة عن الواقع التربوي، بل هم جزء فاعل منه. فهم باحثون داخل أسوار الجامعة، ومعلمون ممارسون داخل المدارس. هذا التكامل بين النظرية والتطبيق يمنحهم قدرة كبيرة على الربط بين ما يدرسونه وما يواجهونه من تحديات فعلية. وهذا، بدوره، يُنتج معلمين أكثر وعيًا، قادرين على تطوير المناهج، وتحليل الواقع، واقتراح حلول عملية للتحديات المزمنة في التعليم، مثل الكثافات المرتفعة والفروق الفردية.

ما هي الأدوار التي يمكن أن يؤديها الذكاء الاصطناعي في تطوير المناهج الدراسية؟

 أولًا، يجب أن نعيد تعريف "المنهج". المنهج ليس مجرد كتاب يُوزّع على الطلاب، بل هو منظومة تشمل المعلم، والمتعلم، والأهداف، والمحتوى، والأنشطة، والتقييم، واستراتيجيات التدريس. الذكاء الاصطناعي قادر على إحداث تحول نوعي داخل هذه المنظومة إذا استُخدم بالشكل الصحيح. على سبيل المثال، يمكن تطوير محتوى تفاعلي يجعل الطالب يتفاعل مع شخصيات تاريخية بشكل واقعي ومحفز. تخيل أن يدخل الطالب في محادثة افتراضية مع شخصية مثل أحمد عرابي أو الرئيس أنور السادات، ويستمع إليهم يشرحون مواقفهم وأفكارهم. هذا النوع من التعليم يخلق انتماءً وفهمًا عميقًا، ويجعل من التاريخ مادة حية لا جافة.

 وماذا عن البُعد القيمي والتربوي؟ هل يمكن للذكاء الاصطناعي أن يخدم التربية الأخلاقية؟

بالتأكيد يمكنه ذلك إذا وُجه الاستخدام بشكل تربوي هادف. نحن بحاجة لتوظيف الذكاء الاصطناعي في دعم الشراكة بين المدرسة والأسرة. من خلال تطبيقات تفاعلية، يمكن تتبع سلوكيات الطالب ومدى التزامه بالقيم التي يتعلمها في المدرسة، مثل الصدق، والاحترام، والإحسان، وإشراك الوالدين في هذه المنظومة. التطبيق يمكن أن يقدم تقارير بسيطة وسهلة حول التقدم الأخلاقي للطفل، ويقترح أنشطة تعزز القيم داخل المنزل. بهذه الطريقة نعيد صياغة التربية في سياق عصري، بلغة يفهمها الجيل ويستجيب لها.

 ننتقل إلى ملف البحث العلمي، وهو من أبرز اهتمامات الكلية. ما الدور الذي يلعبه الذكاء الاصطناعي هنا؟

 الذكاء الاصطناعي أداة مهمة، لكنه مثل أي أداة يمكن إساءة استخدامها. هناك من قد يلجأ إليه لإنتاج أبحاث جاهزة، لكن في المقابل، هناك تطبيقات ذكية قادرة على كشف هذا التزييف بدقة عالية. نحن في الكلية نُعلّم طلابنا ألا يكون الذكاء الاصطناعي بديلًا للعقل، بل مساعدًا له. الفكرة الأصيلة تظل الأساس، والذكاء الاصطناعي يمكن أن يساعد في تطويرها، وتحليل البيانات، وتقديم توصيات. كما أننا ندعو إلى تغيير فلسفة البحث العلمي، بحيث لا يُقاس بجودة الصياغة أو عدد الصفحات، بل بمدى تأثيره في المجتمع وإمكانية تطبيقه.

هل تؤمنين بأن الذكاء الاصطناعي سيُغيّر شكل البحث العلمي في السنوات القادمة؟

بكل تأكيد. نحن بالفعل في مرحلة انتقالية. لم يعد البحث العلمي رفًا يُضاف إلى مكتبة، بل أصبح مشروعًا يُقاس أثره في الواقع. مؤتمراتنا تركز اليوم على "الاستثمار في البحث العلمي"، أي كيف نُحوّل الفكرة إلى منتج أو حل واقعي. الذكاء الاصطناعي يختصر كثيرًا من الجهد، ويوجه الباحث نحو طرق أكثر فعالية في استقراء الواقع وتحليل البيانات الضخمة واستشراف الحلول.

وما هي الخطوات الفعلية التي اتخذتموها في الكلية لدمج الذكاء الاصطناعي في البرامج التعليمية؟

 بدأنا بتصميم برامج تدريبية لأعضاء هيئة التدريس والطلاب حول الذكاء الاصطناعي ومهارات التحول الرقمي. كما أننا نُعيد بناء بعض المقررات لتشمل موضوعات مثل التفكير الخوارزمي، وتحليل البيانات، وأخلاقيات الذكاء الاصطناعي. عقدنا شراكات مع شركات تكنولوجية لتزويد طلابنا بأحدث الأدوات، ونركز على تمكينهم ليكونوا منتجين ومطورين للتكنولوجيا، لا مجرد مستخدمين لها. هدفنا هو إعداد معلم ذكي لعصر ذكي.

 أخيرًا، في ظل هذه التحولات الرقمية، ما هي رسالتك للمجتمع التربوي؟

 رسالتي بسيطة وعميقة: لا تخافوا من الذكاء الاصطناعي، بل افهموه، وادرسوه، واستخدموه بحكمة. المعلم لن يختفي، بل سيتحول إلى معلم ذكي، قادر على توظيف التكنولوجيا لصالح الطالب. مستقبلنا ليس في مقاومة التغيير، بل في قيادته. التعليم هو البوابة الأولى لبناء الإنسان، وإذا أحسنا استخدام الذكاء الاصطناعي، فسنبني جيلًا أذكى، أكثر وعيًا، ومتمسكًا بقيمه وإنسانيته.

 شكرًا جزيلًا دكتورة إيمان على هذا الحوار الثري والملهم.

أشكر "الفجر" على هذه المساحة. يسعدني دائمًا الحوار مع الإعلام الواعي. وأدعو الجميع لحضور فعاليات المؤتمر ومتابعة الندوات وورش العمل، فهي فرصة فريدة للتعرف على أحدث ما توصل إليه العلم في هذا المجال، ومشاركة الخبرات بين التربويين والباحثين من مختلف الدول.

مقالات مشابهة

  • مناقشة تأثيرات الذكاء الاصطناعي في انطلاق "المؤتمر الدولي للصيرفة والمالية"
  • الوطنية لحقوق الإنسان تناقش أخلاقيات الذكاء الاصطناعي
  • ملتقى يبحث الشراكة لتوظيف الذكاء الاصطناعي في التعليم
  • وزارة التربية والتعليم تنظّم ندوة تعريفية حول توظيف الذكاء الاصطناعي التوليدي في التعليم
  • تحديث المناهج لتسريع تبنّي الذكاء الاصطناعي في التعليم
  • رئيس الوزراء يتابع جهود دعم مدارس We للتكنولوجيا التطبيقية
  • بما يعكس مكانة المملكة بخارطة الثقافة العالمية.. اختيار مدينة الرياض ضيف شرف بمعرض بوينس آيرس الدولي للكتاب 2025
  • مجالس أبوظبي تنظم جلسة حوارية بالعين
  • د. إيمان هريدي لـ«الفجر»: الذكاء الاصطناعي شريك لا بديل للمعلم في بناء التعليم الذكي
  • "نوتانيكس" و"دل" يناقشان دور الذكاء الاصطناعي في إعادة تشكيل الاقتصادات العالمية