يُجري نحو 50 عملية جراحية خلال 5 أيام.. وفد طبي أميركي لدعم القطاع الصحي بغزة
تاريخ النشر: 10th, July 2023 GMT
غزة- "فلسطين منحتنا الكثير.. ووجودنا هنا في غزة لسد جزء من الدين"، بهذه الكلمات فسر رئيس "الرابطة الطبية الفلسطينية الأميركية" (PAMA) الدكتور يوسف خلفة زيارته لغزة على رأس وفد طبي متنوع لتقديم استشارات طبية تخصصية، وإجراء عمليات جراحية دقيقة.
ويجري الوفد الطبي المكون من 11 طبيبا خلال زيارة لغزة تستمر 5 أيام، عمليات جراحية في تخصصات أمراض السرطان والكبد والبنكرياس والمسالك البولية وجراحة القلب المفتوح والجراحة العامة والمناظير والأوعية الدموية، وغيرها من التخصصات التي تمس حياة مرضى في القطاع يواجهون صعوبات في تلقي الخدمة الطبية المناسبة بفعل أزمات القطاع الصحي الناجمة عن التضييق الإسرائيلي و16 عاما من الحصار الخانق.
وإضافة إلى ذلك، تتيح هذه الزيارة -وفق مؤسسة باما ووزارة الصحة في قطاع غزة- نقل الخبرات المتقدمة من الأطباء الأميركيين من أصل فلسطيني إلى نظرائهم المحليين، فضلا عن التبرع بجهاز الأشعة التداخلية الأول والوحيد من نوعه بكلفة إجمالية تُقدَّر بـ635 ألف دولار.
الدكتور يوسف خلفة يرأس وفدا طبيا من مؤسسة باما الأميركية لدعم القطاع الصحي بغزة (الجزيرة) أولاد البلدوينحدر الدكتور خلفة من مدينة نابلس بالضفة الغربية، ودرس الطب في جامعة القدس ومقرها الرئيس بلدة أبو ديس شرقي القدس المحتلة، قبل انتقاله لدراسة التخصص في أمراض السرطان والدم في الولايات المتحدة حيث يقيم في كاليفورنيا منذ 17 عاما، وهذه الزيارة السابعة له إلى غزة، ويقول للجزيرة نت "نحن أولاد البلد، تعلمنا فيه وتربينا على أرضه، ونحن الأدرى بمعاناة فلسطين واحتياجاتها، خاصة غزة المحاصرة".
ويحرص خلفة الذي ساهم في تأسيس مؤسسة باما في العام 2013 على تأكيد عدم اقترابها من السياسة، غير أنه يؤكد في الوقت نفسه أن أبرز أهدافها "خدمة الفلسطينيين من الجانب الطبي كجزء من سد الدين لفلسطين".
وأضاف أن ارتباط اسم فلسطين بالمؤسسة كان يثير مخاوف قطاعات على الساحة الأميركية قبل أن تتعزز الثقة، ويزداد الإيمان بالأهداف الإنسانية لباما، وأنها مؤتمنة على إيصال أموال التبرعات إلى مستحقيها، مما يساهم في تحسين النظام الصحي والتعليمي في فلسطين.
وكانت حرب مايو/أيار 2021 دافعا لتعزيز هذه الثقة، وبينما كان أهالي غزة يواجهون أياما قاسية ودامية، كانت باما من أوائل المؤسسات الداعمة بالمنح الطبية والمستلزمات والأجهزة، وكان لدورها على الأرض أثره لدى الأفراد والمؤسسات في المجتمع الأميركي، وفقا لخلفة.
وتعمل باما في 4 أقسام رئيسية، وهي: التعليم والتدريب، والخدمات الطبية، والأجهزة والمستلزمات الطبية، والإغاثة، ووفق خلفة قدمت المؤسسة 1400 منحة تعليم للطب في الأراضي الفلسطينية منذ العام 2016، وقال إن المؤسسة تبعث كذلك أطباء للخارج من أجل التخصص واكتساب الخبرات المتقدمة.
وصل وفد طبي دولي من الرابطة الطبية الفلسطينية الأميركية (باما) مساء اليوم الأحد إلى قطاع #غزة لإجراء جراحات طبية متخصصة . pic.twitter.com/3gubrv0orW
— غزة اليوم (@Danielrich4) July 9, 2023
ماذا ينقص غزة؟يقول خلفة إن "غزة لا تلام على ما وصلت إليه بسبب الحصار"، مستدركا أن الأطباء هنا ووزارة الصحة يبذلون الجهد ويستغلون الموارد المتاحة على أكمل وجه، رغم المعاناة الناجمة عن النقص الشديد في الأدوية والأجهزة والمستلزمات الطبية، وعدم قدرة الطاقم الطبي على السفر بسهولة للمشاركة بفعاليات طبية خارجية واكتساب الخبرات.
وكشف عن خطة تعكف على إعدادها باما حاليا، لوضع خارطة على مدار السنوات السبع المقبلة بالتخصصات الطبية الفرعية غير المتوفرة في غزة، وبناء عليها سيتم اختيار الطبيب المناسب للسفر ودراسة التخصص على أن يعود إلى غزة، بهدف توطين الخدمات الطبية الجراحية.
ووفقا لخلفة فإن القطاع الصحي في غزة يعاني من عدم توفر تخصصات طبية عدة، أبرزها علاج السرطانات بالأشعة. أما العلاج الكيميائي للسرطانات المتوفر من البروتوكل الخاص به فيتراوح ما بين 20 إلى 40% فقط، إضافة إلى أنواع كثيرة من العلاجات الجديدة والمتطورة غير متوفرة.
ويجري الوفد الطبي برئاسة خلفة خلال الأيام الخمسة الحالية زهاء 50 عملية جراحية، وهذه العمليات بالإضافة إلى جهاز الأشعة التداخلية من شأنها تقصير قائمة الانتظار الطويلة لحالات مرضية، وتخفيف فاتورة العلاج بالخارج، وإزالة معاناة السفر عن كاهل المرضى.
وكان وفد من باما أجرى الشهر الماضي 60 عملية جراحية في غزة، إضافة إلى معاينة 300 مريض، ويقول خلفة "مثلما غزة بحاجتنا للدعم والمساندة، فنحن أيضا نفتخر بها نرفع رؤوسنا بصبرها وصمودها".
#الحدث:وصول وفد طبي دولي لإجراء عمليات قلب مفتوح في غزةhttps://t.co/Lp6GsIiQEA pic.twitter.com/k0bK0Gt31N
— Alhadath Newspaper|صحيفة الحدث الفلسطيني (@Alhadath_news1) April 30, 2023
أزمات مركبةورأى مدير عام دائرة التعاون الدولي والمشاريع في وزارة الصحة بغزة الدكتور مروان أبو سعدة، أن زيارة وفد باما والوفود الطبية الخارجية إلى غزة مشاركة تضامنية تساهم في نقل الخبرات وسد خانات من النواقص من أدوية ومعدات، والمساعدة في إجراء عمليات جراحية معقدة.
وفي ظل معوقات كثيرة تعترض طريق الأطباء في غزة للسفر للخارج من أجل التعليم والتطور، يقول أبو سعدة للجزيرة نت إن زيارة هذه الوفود تحقق الاحتكاك واكتساب الخبرات المتطورة، وتوفر أجهزة لا تتوفر في مؤسسات القطاع الصحي، كالتبرع الكبير من باما بجهاز الأشعة التداخلية الأول من نوعه لدى وزارة الصحة، والذي سيتيح إجراء تدخلات علاجية بالإشعاع بدون الحاجة إلى عمليات جراحية كبيرة، ما سيحقق "نقلة نوعية مميزة".
وأعاد أبو سعدة التذكير بالأزمات المركبة والمعقدة التي يعاني منها القطاع الصحي في غزة، والتي تدفع إلى تحويل المرضى للعلاج بالخارج وتكبد فاتورة هائلة، حيث تمثل أمراض السرطان 43% من المرضى المحولين للعلاج، مع ضرورة الإشارة إلى معاناة السفر سواء بإرهاق المريض، أو بمنع الاحتلال سفره من الأساس، مشيرا في هذا الصدد إلى أن إسرائيل تمنع زهاء 33% من المرضى من حق السفر بغية العلاج.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: فی غزة
إقرأ أيضاً:
طبيب أمريكي: نظرتي للحياة تغيرت بعد عودتي من غزة
#سواليف
قال #الطبيب_الأمريكي من أصول باكستانية #طلال_علي_خان، الذي عمل لفترة بقطاع #غزة في ظل #حرب_الإبادة الإسرائيلية، إن نظرته للحياة تغيرت جراء ما شاهده من أهوال في القطاع، وإن هموم الحياة وضغوطاتها لم تعد تمثل له شيئا بعدما رأى مآسي الفلسطينيين.
علي خان استشاري أمراض الكلى في فريق الطوارئ الطبية التابع للجمعية الطبية الفلسطينية الأمريكية، يعمل كأستاذ مساعد في جامعة أوكلاهوما، وخدم #المرضى #الفلسطينيين في #مستشفيات غزة في الفترة ما بين 16 يوليو/ تموز- 7 أغسطس/ آب الماضي.
وفي حديث للأناضول، أوضح خان أنه “ذهب إلى قطاع غزة تحت مظلة الأمم المتحدة لتقديم الخدمات الطبية للمرضى الفلسطينيين الذين يعيشون في ظروف سيئة للغاية”.
مقالات ذات صلة ستة أسباب تُحتِّم على “الضمان” الاهتمام بمتقاعدي الشيخوخة 2024/11/24وأضاف أن “الأطباء والعاملين في القطاع الصحي بغزة يواجهون #مخاطر كبيرة وسط #الهجمات #الإسرائيلية العشوائية”.
وأردف علي خان: “غزة مكان يستهدف فيه العاملين في مجال الرعاية الصحية، والعديد منهم تعرضوا للاستهداف الإسرائيلي أكثر من مرة”.
وذكر خان أنه “رغم ذهاب الأطباء إلى غزة تحت مظلمة الأمم المتحدة، إلا أنهم يواجهون مخاطر كبيرة طيلة بقائهم في القطاع بسبب القنابل التي تسقط في كل مكان يمينا ويسارا من وقت لآخر دون تمييز”.
وأشار علي خان إلى أن “مستشفى الشفاء في غزة تم تدميره وحرقت وحدات غسيل الكلى في الهجمات الإسرائيلية، حيث كان القسم يدعم حوالي 450 مريضا قبل الحرب”.
والثلاثاء، قالت وزارة الصحة في قطاع غزة، إن الجيش الإسرائيلي أعدم 1000 طبيب وممرض في القطاع منذ بدء الإبادة، ودمر عشرات المستشفيات.
نظرتي للحياة تغيرت
وأوضح خان أن غزة بالنسبة له “تعني المقاومة والعزيمة وأن سكانها الفلسطينيون هم أناس مميزون أكثر مما كان تخيله”.
ولفت إلى أن “نظرته للحياة تغيرت بعد عودته من غزة”، مبينا أن “ضغوطات الحياة وهمومها باتت لا تمثل شيء بالنسبة له بعد ما رآه من الكوارث والصعوبات التي يعيشها سكان غزة”.
وقال علي خان إنه تأثر ذات مرة بأخلاق وكرم أحد المرضى الذين كانوا يتلقون العلاج، حيث قدم له كأسا من الشاي تعبيرا عن شكره لتطوعه في علاج المرضى، مضيفا “هؤلاء الناس ليس لديهم شيء ليقدموه، لكن قلوبهم كبيرة جدا”.
المدارس والمساجد أكثر الأماكن استهدافا
وأشار علي خان، إلى أن الجيش الإسرائيلي “يتعمد استهداف المدارس والمساجد والمكتبات بشكل وحشي”، ولفت إلى أن “الدمار الذي شاهده لم يشهده من قبل في أي مكان آخر”.
وقال إنه “شهد خلال وجوده في غزة استهداف الجيش الإسرائيلي في أغسطس الماضي، للمدارس حوالي 16 مرة ما أسفر عن وقوع مجازر نتيجة وجود النازحين فيها”.
وأضاف: “لم أر مسجدا واحدا بقي سليما في غزة”.
وحول عزيمة الفلسطينيين في مواصلة الحياة رغم الحرب قال علي خان: “رأيت أطفالا في الخيام يذهبون إلى أماكن مؤقتة وتقوم النساء فيها بتعليم القرآن الكريم وتوفير التعليم للتلاميذ”.
وتابع: “من دواعي سروري للغاية أن أرى هؤلاء الناس ما زالوا صامدين ومصممين على المضي قدما ومواصلة الحياة”.
وتسببت الإبادة الجماعية بغزة في إخراج المنظومة الصحية عن الخدمة، وتوقف خدمات الدفاع المدني ومركبات الإسعاف التابعة للهلال الأحمر الفلسطيني.
وبدعم أمريكي ترتكب إسرائيل منذ 7 أكتوبر 2023، إبادة جماعية بغزة خلفت أكثر من 148 ألف شهيد وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمسنين، في إحدى أسوأ الكوارث الإنسانية بالعالم.
وتواصل إسرائيل مجازرها متجاهلة قرار مجلس الأمن الدولي بإنهائها فورا، وأوامر محكمة العدل الدولية باتخاذ تدابير لمنع أعمال الإبادة الجماعية وتحسين الوضع الإنساني الكارثي بغزة.