موقع 24:
2024-09-19@02:24:55 GMT

لماذا يهتم جيل الألفية بحرب غزة؟

تاريخ النشر: 21st, November 2023 GMT

لماذا يهتم جيل الألفية بحرب غزة؟

هل تعتبر حرب إسرائيل مع حماس جريمة حرب؟.. في إحدى الفعاليات الأخيرة بكلية "بارد"، رأى أحد الطلاب أنها كذلك، وفي النهاية، سقط أكثر من 13 ألف قتيل في غزة، منذ هجوم 7 أكتوبر (تشرين الأول)، الذي أدى إلى اندلاع الحرب، وكان أغلب القتلى من المدنيين.

بالنسبة للأجيال الشابة، كانت الحرب أمراً عفا عليه الزمن


وتقول صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية: "يتساءل طلاب "بارد" والعديد من زملائهم حول العالم، كيف يمكن ألا تكون جريمة حرب؟ وحتى لو كان الهجوم الأولي الذي شنته حماس في حد ذاته جريمة حرب لا عملاً مشروعاً من أعمال المقاومة ضد قوة محتلة، أليست الخسائر الأكبر في أرواح المدنيين في الهجمات الإسرائيلية اللاحقة بنفس القدر من السوء؟".


وكتب وولتر راسل ميد أنه "كان بإمكاني تحويل الجلسة إلى نقاش حول الأسس الموضوعية للقضيتين الفلسطينية والإسرائيلية، أو إلى مناقشة فنية لقوانين الحرب. وبدلاً من ذلك، كوني أستاذاً، حولت المناقشة إلى تاريخ الحرب".

السلام أمر طبيعي



ويرى راسيل ميد أن أحد أسباب تأثير الأخبار الواردة من غزة بشكل كبير على جيل الشباب هو أنهم نشأوا وهم يعتبرون السلام أمراً طبيعياً. لم تقتصر الحرب في غزة على تعريف الشباب الأمريكيين بالصراع الإسرائيلي الفلسطيني فحسب، إلا أنها أظهرت لهم أيضاً وجه الحرب.

 

Gen Z must learn the right lessons from the Gaza war. Otherwise, they will watch greater conflagrations explode across the world, endangering everything they hold dear. https://t.co/U04a8FZy1Y

— Walter Russell Mead (@wrmead) November 21, 2023


بعد أهوال الحرب العالمية الثانية، بذل الأمريكيون قصارى جهدهم لبناء نظام عالمي مستقر وسلمي نسبياً على الأقل. كان هذا النظام بعيدًا عن الكمال. لقد تساهل، وفي بعض الحالات، حمى الظلم الاقتصادي والاجتماعي والعنصري والوطني الجسيم. وبعض الحروب الصغيرة التي خاضها الأمريكيون للدفاع عنه، كما اعتقد صناع السياسة في ذلك الوقت، كانت وحشية مثل الحربين العالميتين في القرن العشرين.

فقاعة


لكن النظام العالمي حال دون اندلاع صراعات عالمية بحجم الحروب الكبرى، مع خسائر تقدر بعشرات الملايين. كما أنه أتاح لأجيال من الأمريكيين النشوء في فقاعة. بالنسبة للأجيال الشابة، كانت الحرب أمراً عفا عليه الزمن، والسياسة الخارجية تشمل تعزيز التنمية العادلة في الدول الفقيرة، وتوسيع نطاق تعريف حقوق الإنسان، وتعزيز الصحة العامة العالمية، ومكافحة تغير المناخ، وإكمال مجموعة القانون الدولي.

 

Walter Russell Mead: The real question …isn’t whether hot-headed college students will march for Hamas. It’s whether as they mature, they come to understand how fragile and important peace is and take up the task of defending it. https://t.co/dt8MW8pgWS

— Linda Frum (@LindaFrum) November 21, 2023


ولكن الحرب برأي الكاتب لها أفكار أخرى. فالنظام العالمي الذي تقوده الولايات المتحدة يتعرض للهجوم في الخارج، حتى مع تخلي الأمريكيين على نحو متزايد عن التزامهم بالحفاظ عليه. والنتيجة حتماً هي العودة التدريجية، وربما المفاجئة، إلى حالة الفوضى والعنف التي تميز عالماً يعيش حالة حرب.
فالإسرائيليون والفلسطينيون لا يعيشون في فقاعة. ويُعتقد أن أكثر من 300 ألف مدني سوري قتلوا خلال عقد من الحرب الأهلية، ونزح ملايين آخرون من منازلهم. وفي أماكن أخرى، فرّ ما يقدر بنحو 100 ألف أرمني من منازلهم بسبب الإرهاب هذا العام. وقد فعل ذلك ما يقرب من 6 ملايين سوداني في الحرب الأهلية الحالية.
أصبحت مذابح الأبرياء، وعمليات هروب الملايين من اللاجئين، هي الوضع الطبيعي الجديد في منطقتهم. العصابات المتطرفة ومرتزقة فاغنر تنشر الفوضى والموت في منطقة الساحل. وقتل نحو 370 ألف شخص في حرب اليمن.

الرعب الحقيقي


لقد عرّفت غزة الجيل Z على الرعب الحقيقي للحرب. وفي الأمد القريب فإن الآلة الدعائية التابعة لحماس تعمل على تعبئة صور الفلسطينيين الذين يعانون، وذلك من أجل تقويض الجهود الإسرائيلية الرامية لكسر قوتها في غزة.
ولكن السؤال الحقيقي بالنسبة لمستقبل أمريكا والعالم ليس ما إذا كان طلاب الجامعات سينظمون مسيرة مؤيدة لحماس، وإنما إذا كانوا، عندما ينضجون، يدركون مدى هشاشة وأهمية السلام ويتولون مهمة الدفاع عنه، وإلا لن تكون الحرب شيئًا يرونه على الهواتف المحمولة ويطلقون شعارات حوله. وإنما القوة التي تشكل وتحدد حياتهم.

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان سلطان النيادي مانشستر سيتي غزة وإسرائيل الحرب الأوكرانية عام الاستدامة غزة وإسرائيل

إقرأ أيضاً:

لماذا أسقطتَ البندقية!

لماذا أسقطتَ #البندقية!

أيمن يوسف أبولبن

(جئتكم يا سيادة الرئيس وبندقيّة الثّائر في يدي، وفي يدي الأخرى غصن الزّيتون، فلا تُسقطوا الغصن الأخضر من يدي). كانت هذه، خاتمة كلمة الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات في الجمعية العامة للأمم المتحدة عام 1974، وما لا يعرفه الكثيرون أن كاتب هذه الكلمة هو الشاعر الفلسطيني الراحل محمود درويش.

كتب محمود درويش، في ذات الخطاب (إن الجانب الذى يقف فيه حامل السلاح هو الذى يميز بين الثائر والإرهابى، فمن يقف فى جانب قضية عادلة، ومن يقاتل من أجل حرية وطنه واستقلاله ضد الغزو والاحتلال والاستعمار، لا يمكن أن تنطبق عليه بأى شكل من الأشكال صفة إرهابى).

مقالات ذات صلة قراءة من الزاوية الحرجة  للإنتخابات 2024/09/18

ساعد هذا الخطاب التاريخي في تكريس صورة “أبو عمار القائد”، رغم محدودية ثقافته، وعدم إتقانه للّغة العربية وضعف لغته الانجليزية، وضبابية تاريخه النضالي، فكان أن ازداد نفوذه داخل الفصائل الفلسطينية، ومنظمة التحرير الفلسطينية، وأصبح الزعيم الأوحد، الذي يمسك بزمام السلطة، والخزينة، والاعلام، والسياسة الداخلية والخارجية، وقد استغل كل تلك السلطات، لخدمة مشروع “تحصيل ما يمكن تحصيله”، مقابل التنازل عن ثوابت الميثاق الفلسطيني، وعلى رأس تلك التنازلات، التنازل عن حق العودة، والقدس، الاعتراف بدولة الاحتلال، ونبذ المقاومة الشرعية، والتخلّي عن سيادة الدولة (لا حدود ولا مطار ولا ميناء ولا جيش)، بل والتخابر لمصلحة جيش الاحتلال!

لقد طالب عرفات المجتمع الدولي ألاّ يُسقط غصن الزيتون من يده، ولكنه قام طوعاً بإلقاء بندقيته وتحويل القضية الفلسطينية من مشروعٍ للتحرير، إلى مشروعٍ للسلطة والزعامة، مما دعا كاتب تلك الكلمات نفسه “محمود درويش” إلى أن يُعبّر عن أساه الداخلي، في قصيدته الشهيرة (لماذا تركتَ الحصانَ وحيداً!).

في عام 1988 تم اغتيال أبو جهاد خليل الوزير ، المسؤؤول الأول عن قيادة الانتفاضة الشعبية الأولى التي انطلقت قبل ذلك بعام، وفي شهر يناير 1991، تم اغتيال أبو إياد صلاح خلف، صاحب العبارة الشهيرة “أخشى ما أخشاه أن تصبح الخيانة وجهة نظر!”، وفي خريف ذلك العام، توجهت منظمة التحرير تحت قيادة أبو عمار وشريكه أبو مازن -الذي خطى على خطاه بعد ذلك-، إلى مؤتمر مدريد للسلام، الذي اعترفت فيه منظمة التحرير باسرائيل، بعد أن أصبحت الظروف الموضوعية مواتية لاعلان الثورة على النضال المُسلّح، وتصفية مشروع الثورة الفلسطينية!

هذا التسلسل الزمني لا يحدث سوى في أفلام هوليوود أو بوليوود!

تصفية الزعماء الرافضين لفكر الاستسلام والقبول بالشروط االأمريكية الاسرائيلية، كان يجري بوتيرة متصاعدة منذ نشوء دولة الاحتلال، وحده أبو عمار وخليفته أبو مازن، بقيا سالمين إلى حين تحقيق حلمهما وحلم اسرائيل، كان حلمهما كرسي السلطة ولقب رئيس دولة، و كان حلم اسرائيل أكبر من ذلك بكثير، وقف العمليات العسكرية، والتخلّص من الضغوطات الدولية بإعطاء الفلسطينيين دولة على الورق، يكون ولاؤها وتبعيتها لدولة الاحتلال، نَمِرٌ على ورق!

خشية أبو إياد من أن تتحوّل الخيانة إلى وجهة نظر، تحقّقت بصورةٍ أبشعَ من ذلك بكثير، حين أصبحت الخيانة “رؤية وطنية” بينما الثورة “إضرارٌ بالمصالح الوطنيّة!”.
تناقض آخر لا نراه سوى في الأفلام، بين حركة ثورية اتخذت من الكفاح المسلح ميثاقاً لها، ثم تحوّلت قيادتها “الأوليغارشيا الحاكمة” إلى مجلس بلدي، يخدمُ غاصبيه!

محمود عباس كان أول من اخترق الصف الفلسطيني بإجراء لقاءات – تحوّلت فيما بعد إلى مفاوضات – مع قوى اسرائيلية في سبعينيات القرن الماضي، بحجة الانفتاح على اليساريين المؤمنين بحقوق الفلسطينيين، وشجّعه على ذلك أبو عمار نفسه.
وقد ساهمت هذه اللقاءات في تبلور الأفكار حول إتفاق يرضي الطرفين، تم تتويجه باتفاقية أوسلو سيئة الذكر، التي هندسها أبو مازن وأشرف على الفريق المُفاوض فيها. تلا ذلك ما يُعرف بتفاهم عبّاس – بيلين 1995، الذي يُعدّ الحروف الأولى لصفقة القرن التي يجري الحديث عنها مؤخراً.

في سلسة وثائقية عن اتفاقية أوسلو، قال أحد المسؤولين الفلسطينيين، أنه في بداية الثمانينات حين كانت منظمة التحرير تسيطر عسكرياً على جنوب لبنان، احتاجت القوات النرويجية العاملة ضمن قوات حفظ السلام، إلى ضمان أمن جنودها، وضمان العبور الآمن من مناطق نفوذ منظمة التحرير الفلسطينية، وقد وافق أبو عمار على إعطائهم الأمان، ولكنه اشترط شرطاً غريباً، لم يدرك كنهه أحدٌ في ذلك الوقت، قال لمسؤول الخارجية النرويجي، ستأتي لحظة تاريخية لتسوية القضية الفلسطينية على طاولة المفاوضات مع الاسرائيليين، حين تحين تلك اللحظة، أريدكم أن ترعوا هذه المفاوضات وتساعدونا على إتمامها.

بعد نحو خمسة عشر عاماً، وقّعت منظمة التحرير على اتفاقية السلام برعاية النرويج.

هذا دليلٌ على رؤية القائد أبو عمار التاريخية لحل القضية الفلسطينية عن طريق التفاوض – التنازل، وهو ما حقّقه على أرض الواقع، دون مرجعية شرعية من الشعب الفلسطيني، ودون تصويت أو انتخابات أو أي صفة شرعية، سوى شرعية “القائد الرمز!”

يقول إبراهام لينكولن يمكنك أن تخدع بعض الناس لبعض الوقت، ولكن لا يمكنك ان تخدع كل الناس طوال الوقت!
لقد استطاعت هذه الزمرة الحاكمة من ترسيخ مكانتهما وزعامتها على خارطة كبار الشخصيات وأصحاب النفوذ، عن طريق استغلال نُبل ونزاهة القضية الفلسطينية، وقد تمكنوا من الوصول إلى مفاصل الحكم، واستغلال الثروات والثورات، على حساب المناضلين والفدائيين الشرفاء من شعبنا، الذين بذلوا أرواحهم خدمة للقضية الأسمى في العالم المعاصر، قضية فلسطين، على مدار عقود من الزمان.

ولكني كلي إيمان بأن التاريخ سيضع هؤلاء في مكانهم المناسب، وأن هذا الشعب الواعي قادرٌ على إدراك أن الخطوة الأولى نحو التحرير، هي التحرّر من تقديس الرموز ، وإعادة فهم التاريخ، كي نتمكن من صنع المستقبل!

أيمن يوسف أبولبن
كاتب ومُدوّن من الأردن
13-9-2024

مقالات مشابهة

  • لماذا أسقطتَ البندقية!
  • "موانئ دبي العالمية" ضمن قائمة أفضل أماكن العمل لجيل الألفية
  • “موانئ دبي العالمية” ضمن قائمة أفضل أماكن العمل لجيل الألفية في المنطقة
  • مقال بصحيفة لوتان: الأسد منكب على إمبراطورية المخدرات وغير آبه بحرب غزة
  • لجان المقاومة: مجزرة البريج تأكيد على مضي الاحتلال بحرب الإبادة
  • لجان المقاومة: مجزرة البريج تأكيد على مضي حكومة الاحتلال بحرب الإبادة
  • مخاوف لبنانية من تمادي اسرائيل بحرب الاستنزاف رغم استبعاد الغزو البري
  • عماد السالمي : لماذا تعادل النصر؟
  • تطورات جديدة.. ما علاقة المتهم بمحاولة اغتيال ترامب بحرب أوكرانيا؟
  • لماذا نحتفلُ بالمولد النبوي الشريف؟