ألقى الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، بياناً أمام مجلس النواب، صباح اليوم، حول الجهود المصرية لدعم الأشقاء الفلسطينيين، وكذا التدابير المصرية المتخذة لمنع محاولات التهجير القسري من قطاع غزة.

وأكد رئيس مجلس الوزراء، أن مصر ترفض تماما استهداف المدنيين الأبرياء ومنازلهم والمؤسسات المدنية من المستشفيات والمدارس ودور العبادة من المساجد والكنائس التي تتمتع بحماية دولية وفقاً للقانون الدولي الإنساني، كما أكدت مصر رفضها لسياسة العقاب الجماعي، التي تفرضها إسرائيل في كل مكان من قطاع غزة.

 وفي السياق ذاته، أشار مدبولي إلى أن تحركات الدولة المصرية شملت كافة المستويات السياسية والدبلوماسية لوقف إطلاق النار، حيث يتم التنسيق على مدار الساعة مع كل الأطراف الدولية والإقليمية لوضع سبل حل الأزمة، ووقف التصعيد في الأراضي الفلسطينية، وذلك من خلال لقاءات واتصالات مكثفة حرص كبار قادة دول العالم على إجرائها مع  الرئيس، مؤكدا في الوقت نفسه أن مصر على ثقة كاملة أن الأشقاء الفلسطينيين واعُون ومُدركون تماما أن الموقف المصري يخدم بشكل مباشر القضية الفلسطينية ويُفشل أي محاولات لتصفيتها.

 وحول الأوضاع الإنسانية الكارثية في قطاع غزة، أوضح رئيس مجلس الوزراء أن مصر ضغطت ـ منذ بداية الأحداث ـ من أجل إدخال المساعدات الإغاثية لأهالي القطاع، من خلال التعاون بين مؤسسات الدولة ومؤسسات المجتمع المدني، حيث بلغ حجم المساعدات الإنسانية التي قدمتها مصر إلى قطاع غزة، أكثر من 11200 طن، حتى 19 نوفمبر، من المواد الغذائية والأدوية والمستلزمات الطبية والمياه والخيام وغيرها من المساعدات والاحتياجات؛ لتخفيف حدة المعاناة الإنسانية عن الشعب الفلسطيني الشقيق، وهو ما يمثل نحو 4 أضعاف حجم المساعدات المقدمة من 30 دولة، بلغ مساعداتها مجتمعة 3 آلاف طن.

 ولفت الدكتور مصطفى مدبولي إلى أن آخر المساعدات التي قدمتها مصر لأهالي غزة كان مطلع الأسبوع الحالي، مشيرا إلى أنه شرُفُ بإطلاق أكبر قافلة إغاثة إنسانية شاملة لأهالي القطاع ضمت ما يزيد على 2500 طن من مختلف المساعدات الغذائية والدوائية وغيرها، قائلا: هناك دفعات أخرى من المساعدات يتم تجهيزها حاليا للأشقاء في غزة، كما تتواصل الجهود الخاصة باستقبال المصابين من قطاع غزة، القادمين عبر معبر رفح البري، حيث تم استقبال حتى الآن نحو 8200 قادم من مختلف الأعمار، تم مناظرتهم وتقديم مختلف أوجه الرعاية الطبية اللازمة لهم بمختلف التخصصات، وتم استقبال 383 في المستشفيات، ومن بين هذه الأعداد 28 طفلا من الأطفال المبتسرين، تم استقبالهم مؤخراً، كما تم تجهيز أكثر من 30 ألفاً من الأطقم الطبية لخدمة أهالينا المصابين الوافدين.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: قطاع غزة

إقرأ أيضاً:

في غزة .. أنين الجوعى أقوى من صوت المدافع

مراسل «عُمان» - بهاء طباسي:

وسط ازدحام خانق أمام إحدى «التكايا» في حي فقير بقطاع غزة، كانت الطفلة رُبى، ذات الثلاثة عشر عامًا، تقف ممسكةً بإناء فارغ. عينان واسعتان امتلأتا بالدموع، تبحثان عن أمل يسد رمقها وأسرتها. بجسدها النحيل تزاحم الكبار، تتوسل لقمة من العدس أو الأرز لتضعها في إنائها الفارغ. مشهد بات متكررًا في قطاع غزة حيث أصبح «الجوع أقوى من صوت المدافع».

رُبى ليست وحيدة في معاناتها، آلاف الأطفال في القطاع المحاصر يصطفون، بمعدة خاوية يوميًا أمام مراكز توزيع المساعدات الإنسانية التي باتت تستهدف بشكل متكرر من قبل جيش الاحتلال الإسرائيلي.

وحلقت طائرات الاستطلاع الإسرائيلية بكثافة فوق مدينتي خان يونس ورفح، في مشهد ينذر بالخطر. ولم يطل الأمر كثيرًا قبل أن تتحول منطقتا الأكواخ غرب رفح ودوار النص غرب مواصي خان يونس إلى ساحة موت بعد استهداف مباشر لعناصر تأمين المساعدات.

12 شهيدًا ارتقى في هجوم الفجر الغادر على شاحنات المساعدات، بالإضافة إلى عشرات الجرحى.

وقال الناطق باسم الدفاع المدني في غزة: «هؤلاء كانوا يحرسون شاحنات مساعدات إنسانية تحمل الدقيق لصالح مخازن وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)».مضيفا لعمان" «الاحتلال يستهدف بشكل ممنهج الخدمات الإنسانية لإضعاف صمود الشعب الفلسطيني».

ودائمًا ما تقع قوافل المساعدات القادمة لغزة فريسة للسرقة من قبل لصوص ومجموعات مسلحة بعد وقت قصير من دخولها القطاع، ما دفع أجهزة الأمن في غزة لتشكيل عناصر ميدانية محلية لتأمين وصولها وتوزيعها.

عبد الله، أحد المتطوعين في تأمين المساعدات، شهد على الأحداث قائلاً: «كانت الشاحنات متجهة إلى مخازن أونروا عندما باغتتنا طائرات الاحتلال. الهجوم كان مباشرًا ومتعمدًا، وكان الهدف واضحًا؛ تجويعنا وكسر صمودنا».

مشاهد الأطفال وهم يركضون محاولين حماية ذويهم من شظايا القصف تعكس قسوة الحياة اليومية في غزة.

ويطالب الغزيون بملاحقة سارقي المساعدات بيد من حديد، حيث يقول على الفرا، أحد المواطنين من خان يونس، تعليقًا على استهداف مجموعات تأمين المساعدات: «روح هؤلاء الشباب الذين استشهدوا في رقبة كل من فكر في السرقة أو حاول الاستفادة من هذه المأساة».

وفي مشهد مليء بالدموع والألم، ودعت الصحفية الفلسطينية دعاء خالد والدها الذي ارتقى شهيدًا أثناء تأمين المساعدات في رفح. «والله قلت لك بالليل ما تروح»، تقول وهي تبكي وتنوح محتضنة جثمانه: «كنت تحاول أن تطعمنا، والآن من سيهتم بنا بعد رحيلك؟».

هذا المشهد يعكس واقع العديد من العائلات التي تفقد أحباءها يوميًا جراء القصف الإسرائيلي. قصة دعاء هي جزء من مأساة أوسع يعيشها كل بيت في غزة.

وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) أكدت أن القطاع يعاني من أزمة غذائية حادة، حيث يحتاج أكثر من 80% من سكان غزة إلى مساعدات غذائية عاجلة. وأكدت الأونروا أن الاستهداف الإسرائيلي للبنية التحتية الإغاثية يعوق جهودها في توفير الحد الأدنى من احتياجات السكان.

صحفية تودع والدها «شهيد المساعدات»

التجويع سلاح حرب

بات واضحًا أن الاحتلال الإسرائيلي يستخدم الجوع كسلاح حرب. استهداف المساعدات ومنع دخولها يعمقان من معاناة السكان، الذين باتوا يواجهون أزمة إنسانية غير مسبوقة. الأطفال يموتون من سوء التغذية، والأسر تعاني من نقص حاد في المواد الأساسية.

منظمات حقوقية دولية وصفت ما يحدث في غزة بأنه عقاب جماعي للشعب الفلسطيني، وطالبت بفتح تحقيقات دولية في استهداف قوافل المساعدات. هذه المنظمات تؤكد أن تجويع السكان يمثل جريمة حرب وفق القانون الدولي.

أبو أحمد، رب أسرة مكونة من سبعة أفراد، تحدث بحرقة عن معاناته قائلا خلال حديثه لـ«عُمان»: «أنا أعجز عن توفير الطعام لأطفالي. كنا نعتمد على المساعدات، لكنها الآن تُستهدف أو تُسرق. لا أعرف كيف يمكننا الصمود أكثر من ذلك».

في مخيم جباليا، أكدت أم حمدان الدقر، التي فقدت طفلها بسبب سوء التغذية، أن الوضع أصبح لا يُطاق: «ابني مات بين يدي. لم أستطع توفير الغذاء اللازم له. نشعر أن العالم يتخلى عنا».

تأثيرات الاستهداف على الأطفال

الأطفال هم الأكثر تضررًا من هذا الحصار. وفقًا لتقارير صادرة عن منظمات حقوق الطفل، فإن معدلات سوء التغذية بين الأطفال في قطاع غزة وصلت إلى مستويات غير مسبوقة. رُبى، التي بدأت القصة بمعاناتها، ليست سوى مثال على واقع مأساوي يعيشه أطفال غزة يوميًا.

وبحسب تقارير منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف)، يواجه جميع الأطفال دون سن الخامسة في قطاع غزة (حوالي 335,000 طفل) خطر سوء التغذية الحاد بسبب الأزمة الإنسانية المتفاقمة.

وتشير الإحصائيات إلى أن 10,000 طفل على الأقل من هؤلاء يعانون سوء التغذية الحاد، وهي حالة تهدد الحياة بشكل مباشر وتستدعي تدخلًا غذائيًا علاجيًا عاجلًا. كما يعيش ما نسبته 80% من الأطفال في غزة فقرًا غذائيًا حادًا، مما يزيد من هشاشتهم الصحية والاجتماعية.

وخلال الأشهر الماضية، تدهور الوضع التغذوي للأطفال في قطاع غزة بوتيرة متسارعة، حيث ارتفع معدل سوء التغذية الحاد (الهزال) بين الأطفال دون سن الثانية في شمال غزة إلى 15.6%، مقارنة بـ 0.8% قبل اندلاع الأعمال العدائية في السابع من أكتوبر الماضي. هذا التدهور، الذي نقلته (يونيسيف) يعكس نقصًا حادًا في الغذاء والمياه والخدمات الصحية في كل أنحاء غزة.

وفي ظل هذا الوضع المتأزم، تبقى التساؤلات حول دور المجتمع الدولي في حماية سكان غزة من هذه الكارثة. بالرغم من إدانات متكررة، لم يتحقق أي تقدم حقيقي على الأرض. ويطالب الفلسطينيون بتدخل دولي عاجل لفتح المعابر وضمان وصول المساعدات.

بدورها، دعت منظمة العفو الدولية إلى فرض عقوبات على إسرائيل بسبب انتهاكاتها للقانون الدولي، مؤكدة أن الحصار والاستهداف المباشر للمساعدات يهدفان إلى كسر إرادة الشعب الفلسطيني.

مقالات مشابهة

  • برنامج الأغذية العالمي يعلن عن تقدم هش في عملياته الإنسانية في السودان
  • الأمم المتحدة تدعو لضمان وصول المساعدات الإنسانية إلى غزة
  • في غزة .. أنين الجوعى أقوى من صوت المدافع
  • الأمم المتحدة: الإدارة السورية الجديدة تعهدت بحماية المدنيين وتوفير المساعدات
  • الأمم المتحدة: حماية المدنيين في سوريا وضمان وصول المساعدات الإنسانية أولوية قصوى
  • المطران عطا الله حنا: يجب أن تتوقف الحرب التي يدفع فاتورتها المدنيين الأبرياء
  • الأمم المتحدة ترحب بتعهد سوريا بحماية المدنيين وتسهيل وصول المساعدات الإنسانية
  • وزير الخارجية يطالب المجتمع الدولى بضمان نفاذ المساعدات لغزة دون عراقيل
  • “المؤتمر السوداني” يدين استهداف المدنيين في الفاشر والكومة
  • فايننشال تايمز: ندرة الدقيق تفاقم أزمة الجوع في غزة