توطين سكان غزة بدول غربية.. تعليق رسمي من الحكومة الإسرائيلية
تاريخ النشر: 21st, November 2023 GMT
قالت صحيفة هآرتس الإسرائيلية إن السفارة الإسرائيلية في واشنطن نشرت بيانا أوضحت فيه أن مقالا يدعو إلى النقل الطوعي لسكان غزة كتبته وزيرة الاستخبارات الإسرائيلية، غيلا غامليل، "يعكس رأيها الشخصي وليس سياسة الحكومة".
وكتبت غامليل مقال رأي باللغة الإنكليزية، بصحيفة جيروزاليم بوست، الاثنين، أكدت فيه رفضها عودة السلطة الفلسطينية لحكم قطاع غزة، ودعت الدول الغربية إلى استقبال سكان القطاع.
وكتبت أنه "من الواضح أن الكثير يجب أن يتغير" بعد "مذبحة السابع من أكتوبر"، وأشارت إلى أنه بعد هزيمة حماس "سوف يظل لدينا في غزة نحو مليوني إنسان، أغلبهم صوتوا لصالح حماس واحتفلوا بالمذبحة التي راح ضحيتها الرجال والنساء والأطفال الأبرياء".
وكتبت: "غزة أرض خصبة للتطرف.. منطقة أعطى حكامها لفترة طويلة الأولوية للحرب ضد اليهود على حياة أفضل لشعبهم. إنه مكان خال من الأمل، سرقه إرهابيو الإبادة الجماعية من حماس والجهاد الإسلامي".
وقالت إنها ترفض مساعي المجتمع الدولي إعادة السلطة الفلسطينية إلى حكم غزة، ورأت أن هذا المشروع "فشل في الماضي وسيفشل مرة أخرى" وأن السلطة الفلسطينية "ليست لديها أيديولوجية مختلفة عن حماس".
ودعت في المقال إلى إعادة توطين للفلسطينيين خارج قطاع غزة، وقالت إن "من المهم أن تتاح لتلك الفرصة لأولئك الذين يبحثون عن حياة في مكان آخر".
وتابعت: "هذه فرصة لأولئك الذين يقولون إنهم يدعمون الشعب الفلسطيني كي يظهروا أن هذه ليست مجرد كلمات فارغة".
وقال صحيفة هآرتس الإسرائيلية إن صحفيين من الولايات المتحدة ودول أخرى اتصلوا بمكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي في القدس، والسفارات الإسرائيلية في جميع أنحاء العالم، للسؤال عما إذا كان ما ورد في المقال يمثل السياسة الإسرائيلية الرسمية وما إذا كانت إسرائيل تحاول تنفيذ الإجراءات التي اقترحتها.
وردا على هذه الاستفسارات، قالت سفارة إسرائيل في واشنطن إن ما ورد "يعكس وجهة نظرها الشخصية"، وفق ما نقلته هآرتس.
وجاء في بيان أرسله مصدر رسمي إسرائيلي للصحفيين أن "هذا الموقف للوزيرة هو رأيها الشخصي. من المهم الإشارة إلى أن وزيرة الاستخبارات ليس عضوا في حكومة الحرب، وبالتالي فهي ليس جزءا من المداولات أو عملية صنع القرار في هذا الشأن".
وقال مسؤول كبير في وزارة الخارجية الإسرائيلية لصحيفة هآرتس إن الوزيرة ليست معنية بقرارات الحرب وغير مؤثرة و"تستمتع بتصدر عناوين الأخبار"، وأشار إلى أنها "أضرت بالدبلوماسية العامة الإسرائيلية فقط حتى تتمكن من الفوز ببعض الأصوات".
وتكررت مثل هذه التصريحات من مسؤولين إسرائيليين، إذ قال وزير المالية الإسرائيلي، بتسلئيل سموتريتش، في وقت سابق إن "الهجرة الطوعية واستيعاب عرب غزة في دول العالم، حل إنساني ينهي معاناة اليهود والعرب على حد سواء".
وجاءت تصريحات سموتريتش، تعليقا على مقرح قدمه عضوان في الكنيست الإسرائيلي، بـ"قبول الدول الغربية سكان غزة كلاجئين، وإعادة توطينهم".
وكتب المشرعان الإسرائيليان، رام بن باراك، وداني دانون، عمود رأي بصحيفة وول ستريت جورنال الأميركية، في 13 نوفمبر، يدعوان فيه الدول الغربية إلى "قبول هذه الفكرة وتوطين أعداد محدودة من الأسر الغزاوية، التي أعربت عن رغبتها في الانتقال إلى مكان آخر".
وتعليقا على هذا "المقترح"، قال سموتريتش في تدوينة بموقع فيسبوك: "أرحب بمبادرة عضوي الكنيست رام بن باراك وداني دانون للهجرة الطوعية لعرب غزة إلى دول العالم"، معتبرا أن "هذا هو الحل الإنساني الصحيح لسكان غزة والمنطقة بأكملها، بعد 75 عاما من اللجوء والفقر والمخاطر".
وكانت دول عربية رفضت "التهجير القسري" لسكان قطاع غزة، ووصفت ذلك بأنه "جريمة حرب"، وذلك ردا على طلب الجيش الإسرائيلي من المدنيين الانتقال من شمالي القطاع إلى جنوبه.
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: السلطة الفلسطینیة سکان غزة إلى أن
إقرأ أيضاً:
وزير الخارجية المصري يستعرض الخطة العربية لإعمار غزة مع المبعوث الأمريكي
أجرى وزير الخارجية المصري، بدر عبد العاطي، اتصالا هاتفيا مع المبعوث الأمريكي الخاص للشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، لمناقشة الخطة العربية للتعافي المبكر وإعادة الإعمار، والتي تحظى بإجماع عربي، كما ظهر خلال القمة العربية التي عُقدت في القاهرة، الثلاثاء الماضي.
وخلال الاتصال، شدّد الوزير عبد العاطي على أن الخطة العربية جاءت كنتيجة لتوافق عربي شامل، وهو ما تم التأكيد عليه خلال القمة العربية الأخيرة، حيث تبنّت الدول العربية رؤية لدعم غزة، تشمل مراحل مختلفة بدءًا من تقديم المساعدات الإنسانية العاجلة، مرورًا بجهود إعادة الإعمار، وصولًا إلى وضع أسس اقتصادية مستدامة للقطاع المنكوب.
وأوضح الوزير، أن مصر تتطلع إلى استمرار التعاون البناء مع الإدارة الأمريكية، بما في ذلك الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، لاستعراض تفاصيل الخطة وضمان دعمها دوليًا، خصوصًا في ظل الظروف الصعبة التي يواجهها القطاع نتيجة الحرب المستمرة.
من جانبه، أكد المبعوث الأمريكي للشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، أنه اطّلع على تفاصيل الخطة العربية، مشيرًا إلى أنها تحتوي على عناصر "جاذبة" وتعكس "نوايا طيبة".
وأعرب عن ترحيبه بمواصلة الاطلاع على المزيد من التفاصيل بشأنها، خلال الفترة المقبلة، ما يعكس اهتمامًا أمريكيًا ببحث آليات دعم هذه الجهود العربية.
كذلك، شدّد الجانبان خلال الاتصال على ضرورة تنفيذ جميع مراحل اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، مع التأكيد على أهمية التزام جميع الأطراف بتنفيذ الاتفاق، خاصة فيما يتعلق بالسماح بإدخال المساعدات الإنسانية دون عوائق، لضمان تلبية الاحتياجات العاجلة لسكان القطاع، الذين يعانون أوضاعًا كارثية بسبب الحرب.
إلى جانب مناقشة ملف غزة، تناول الاتصال بين الوزير المصري والمبعوث الأمريكي "خصوصية الشراكة الاستراتيجية بين مصر والولايات المتحدة"، حيث أكد الجانبان على أهمية التعاون المشترك في تحقيق السلام والاستقرار في الشرق الأوسط، مع التركيز على الملفات الأمنية والاقتصادية والسياسية ذات الاهتمام المشترك.
وتأتي هذه المناقشات في ظل الدور المحوري الذي تلعبه مصر في ملفات المنطقة، خاصة فيما يتعلق بالوساطة بين الفصائل الفلسطينية وإسرائيل، إضافة إلى دورها في إعادة إعمار غزة، وهو الدور الذي عززته القاهرة خلال السنوات الأخيرة عبر تقديم الدعم اللوجستي والسياسي لإنجاز عمليات إعادة الإعمار بعد كل جولة تصعيد.
وتعاني غزة من أضرار واسعة النطاق، نتيجة حرب الإبادة الجماعية التي مارسها عليها الاحتلال الإسرائيلي على القطاع، على مدار عام وأربع شهور مما تسببت في تدمير آلاف المباني والبنية التحتية، بما في ذلك شبكات الكهرباء والمياه والطرق والمستشفيات.
كما تواجه جهود إعادة الإعمار تحديات سياسية واقتصادية، من بينها القيود الإسرائيلية على دخول مواد البناء، إضافة إلى التوترات السياسية بين الفصائل الفلسطينية، ما يجعل الدعم العربي والدولي أمرًا ضروريًا لضمان نجاح الخطة المطروحة.
وتعد الخطة العربية التي طرحتها مصر خلال القمة الأخيرة محاولةً لتجاوز العراقيل السياسية والتعامل مع الأوضاع في غزة بطريقة شاملة، تجمع بين تقديم المساعدات الفورية، وإعادة بناء القطاعات الحيوية، والتوصل إلى حلول طويلة الأمد لضمان استقرار القطاع.